راحت وطيفها يأبى مفارقتي..
03-02-2016, 11:05 PM
راحت وطيفها يأبى مفارقتي....... وإن كتبتُ ما وفيتُ... وإن تكلمتُ ما أشفيتُ... وإن سمعتُ ما استوعبتُ...’وإن نظرتُ ما أبصرتُ...’ وإن عقلت ما وعيتُ...’ وإن نمتُ بها حلمتُ.... وإن استيقظتُ رافقني روحها وإلى قبرها اتجهت...
أليس من الأفضل لي أن أعاشر من لا يحسن جر حرف وألزم صحبة من كان أصما أبكما أعمى ’ على ألا يكون أعرجا فيرهقني حين زيارة لحدها...؟؟؟؟؟؟؟.
لكن لما العمى’ أليس البصر سيد الحواس ؟به أتقن فن الحياكة وأتعلم كيف أقي نفسي الحر والقر ونحن في زمن صبغته النميمة والغدر ..؟ أليس صحيحا هذا؟’ إياك أكلم أنت يا من تحملق وقد زاغ عنك البصر’ أتسمعني ؟ أكيد ذلك حسبتك من البشر ’ خلتك ذا نظر’ أجبني
وجهني’ أنرني ’ دلني’ أهدني إلى بر الأمان ونعم المستقر...؟
سبحان الله الذي لا يسهو ...سبحان الله الذي( لا تأخذه سنة ولا نوم) ألسنا إخوة أبونا آدم ؟
وقد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-[ كلكم لآدم وآدم من تراب..] أجل العودة إلى التراب مصيرنا ’ ألسنا إخوة في الدين وقد قال الله تعالى( ..إنما المؤمون إخوة...)؟
يا رب الناس... يا ملك الناس... يا إله الناس’ قنا شر الوسواس ’ واحفظنا من كيد ومكر شياطين الناس...؟؟؟؟؟؟؟.
ها أنا الآن وبعد أحقاب لا أملك من حطام الدنيا شيئا إلا قلما ورثته عن والدتي ’ سيدة الحكمة المرأة الجزلة ’ وبعضا من أوراق صفراء خباها لي والدي إلى حين تمدد وراح يحتضر على المنية .
واليوم وبعد مرور الأعوام بحلوها ومرها’ بليلها ونهارها بفزعها وأمنها حاولتُ أن أزيح ما علاهما من غبار النسيان لسنين وشهور ’ لعلي أقتفي أثرأمي ’ لأكتب شيئا عما أوصتني به قبل رحيلها... أكتب بلمها على أوراق والدي لأخلد مآثره التي لطالما افتقدتها في خضم هرج الحياة بعد رحيله هو الآخر.....
لكنني لم أستطع جر حرف وكأن بي شللا حادا سرى في مفاصلي ’ فتصلب مخي وتجمد عقلي وأبق فكري ’ وقد استمرت معي هذه الحالة إلى حين عودة أمي من سفرها ...
عادت أمي ثم ذهبت سريعا كومضة برق ’ لم أكد أشعر بها ولم استطعم ذوقا طعمها ’ حتى حنان كبدها ولين راحة يدها حُرمت منهما ..
راحت وطيفها يأبى مفارقتي .... هل يأتي يوم فيطرق قلبي حنانها لا أدري ..لا أدري...؟







