احذروا عودة "هابيل وقابيل".. وتعطيل القصاص شجّع القتلة
20-02-2016, 12:46 AM

زهيرة مجراب



تحرك أئمة ومشايخ إثر تفشي الجريمة في المجتمع بشكل ملحوظ، حيث يستفيق كل يوم المواطنون على وقع جرائم قتل بشعة يذهب ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم. وهو ما دفع بالأئمة إلى الخروج عن صمتهم، والتحذير من التنامي الرهيب للظاهرة وما قد يؤول إليه المجتمع في حالة استمرار تعطيل الحدود.
في الموضوع، أوضح إمام مسجد فرجيوة بولاية ميلة، الشيخ نسيم بوعافية، في اتصال مع "الشروق" أمس، أن قتل النفس أمر عظيم وهو من الكبائر لأن دم المسلم عظيم عند الله، أعظم من الكعبة. ومن الأسباب التي جعلت الدم يهون وتنتشر جرائم القتل واقتراب موعد قيام الساعة.. فكثرة الهرج والمرج واحدة من أشراطها، ضعف الوازع الديني وكثرة الإقبال على المعاصي، انتشار المخدرات وهي الطامة الكبرى والدافع الرئيسي إلى انتهاك المحارم والأعراض .

وشدد الشيخ بوعافية على أن غياب تطبيق شريعة المولى عز وجل وحدوده فلو قتل كل من قتل لكان ردعا قويا وما هان دم الإنسان. وأردف المتحدث أن المساجد تتعامل مع طبقة معينة وهي المتدينة والملتزمة وغالبية ممارسي العنف لا يدخلون المساجد فلا يصلهم الخطاب الديني، بالإضافة إلى كون بعض الأئمة يهتمون بإشكالات فقهية بسيطة مثل بسط اليدين أو قبضها خلال الصلاة ويغفلون عن هذه المواضيع المهمة. وطالب المتحدث الوزارة بتخصيص ساعة في الأسبوع على شكل دروس لمعالجة مختلف هذه الظواهر الاجتماعية.

واعتبر أستاذ الشريعة الشيخ محمد همال، تسليط الضوء على هذه الجرائم هو المسؤول عن تفشيها وانتشارها بكثرة في المجتمع، مؤكدا أنها حوادث معزولة إلا أنها منحت أكبر من حجمها، مشيرا إلى أن مسألة الدين وحكمه في مثل هذه الجرائم وتوجيهاته واضحة فلا بد من تطبيقها وإدانة هذه الأفعال.

كما صرح أستاذ العلوم الشرعية وإمام مسجد عمر بن الخطاب، الشيخ محمد سعيود، أنه قد تناول في خطبة الجمعة أمس، موضوع الظلم ومن خلاله تحدث عن جرائم القتل التي يسجلها مجتمعنا يوميا والعامل الرئيسي لاستشرائها هو عدم تطبيق القصاص، لأن القاتل إذا علم أن الحاكم سيأمر بقتله يرتدع فالنفس البشرية تحب أن تعيش فتعطيل هذه العقوبة زاد من نسبة الجريمة. وحمل المتحدث المناهج التربوية وغير المدعمة بدروس لزرع الفضيلة والأخلاق وافتقار الكتب المدرسية إلى هذا النوع من النصوص التي تظهر بشاعتها، بالإضافة إلى ما تعالجه الرسوم المتحركة والأفلام والمسلسلات من جرائم قتل مروعة وبشعة وانتشار المخدرات ما أدى إلى كثرة القتل. واستطرد المتحدث أن مسجدهم قد تناول موضوع القتل 7 مرات في السنة بشكل مختلف في كل مرة إلا أنه يتوجب على الوزارة تخصيص جمعة موحدة للتحدث عن الظاهرة ومعالجة الآفات الاجتماعية المختلفة وإدراجها في الخطب والدروس.