أين نحن من كل هذا؟
02-04-2016, 06:31 AM
التطورات التي تحدث في المجتمعات بعد ظهور تقنية الإعلام الآلي المختلفة ،جعل التواصل بين الأجيال في البلد الواحد أصعب من التواصل بين الجيل الواحد في بلدان مختلفة ،أي هيمنة ثقافة العولمة التي هي في غالبها ذات طبيعة فردية وحريات خاصة تفرض على أنها حقوق الإنسان المعترف بها دوليا، ولما كلن لكل مجتمع معالمه الحضارية التي يحملها من ذاكرته الجماعية ،وبعض هذه القيم تحمل قداسة معينة تجعلها في مستوى بديهيات العقل التراثي ،لايمكن التفكير في امكانية الشك فيها،مثل جعل الزواج هو الطريق الوحيد لجعل العلاقة البيولوجية بين الجنسين مشروعة ،ولا يمكن تصور علاقة زواج بين نفس الجنس ،أو وجود الأم العازبة ،او ...مايحدث الآن هو قفزة في المجهول من بعض فئات المجتمع التي تشبعت بثقافة الغرب ما بعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان،اي جعلته التنزيل الجديد الذي حل مكان الكتب المقدسة كالتوراة والإنجيل والقرءان..فكل السلوكيات الدولية الفردية والاجتماعية تعرض على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كأنه المعيار العادل الصادق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه....متجاهلين عن قصد أو متناسين أنه مجرد نظرية فلسفية بشرية للإنسان بداية من فلاسفة الأنوار ونهاية بالثورة الفرنسية والحربين العالميتين ,,,فلو تأملنا بعمق لأدركنا ان عدالتها مجرد تعويض للعدالة سابقة الفرق بينهما في تحديد المصدر والمرجعية ،فالعدالة التراثية تركز على الجانب الديني الميتافيزيقي باسم الله والرسل ,,,بينما العدالة المعاصرة هي عدالة باسم الإنسانية ،مع أن الله برئ من مبررات من حكم باسمه والإنسانية بريئة من مظالم الحكم باسمها،،،لذا التعدد الثقافي والتنوع الحضاري يستدعي عدم الخضوع لنفس المعايير مادامت هي أصلا معايير البعض فرضوها على الجميع.وأفضل مثال هو تعريف الزواج :في مؤتمر بكين حول الأسرة بأنه علاقة زوجية بين فردين ,,,بدلا من التعريف السابق علاقة زوجية بين فردين من الجنسين ,,,اي كل الديانات لا تعتبر الزواج المثلي مشروعا بل تراه شذوذ وجريمة...فالمطلوب منا ان تكون لنا نظرتنا وتفكيرنا وموقفنا كأبناء الجيل الحاضر دون الوقوع في فخ المقدس والمدنس المطلقين ،او في شباك العصرنة المزيفة المظهرية اللاحضارية...
العلم للجميع والمعرفة للجميع وعلينا ان نفيد الناس بما ننتج ولانكون مجرد سوق استهلاك
العلم للجميع والمعرفة للجميع وعلينا ان نفيد الناس بما ننتج ولانكون مجرد سوق استهلاك








