الغرس في بغداد والثمرة في بروكسل
23-03-2016, 08:33 PM
موريل ديغوك .. الغرس في بغداد والثمرة في بروكسل
جاءت تفجيرات بروكسل بعد مرور أكثر من |10سنوات| على صدمة مؤسسات ومراكز بحثية سياسية وأمنية وإعلامية في بلجيكا من “قدرة خطاب الزرقاوي على استقطاب الفتاة البلجيكية موريل ديغوك |33عاما| وسفرها للالتحاق بمشروعه في 2005.”
بلغت موريل بقناعتها الى حد أن تمزق نفسها إلى أشلاء وتنفذ عملية استشهادية [نوفمبر نفس العام] مستهدفة موكبا عسكريا للاحتلال الأمريكي في بغداد آواخر 2005 ، وتساهم بدمائها رسم ملامح “دولة إسلامية تحكم العالم” وفق ما أعلنه الزرقاوي في أول بيان له صوتي في فيلم [رياح النصر] بوضوح ويقين ” فنحن جماعة التوحيد والجهاد نصاول العدو ، ونطاول البغي ، سعيا إلى إعادة الخلافة إلى الأرض ، وتطبيق الشريعة ، وإقامة الملة العوجاء”. رياح النصر.الزرقاوي.أغسطس2004.
لم توقفها “وقفات” المقدسي من “النفير للجهاد” ، ولم تمنعها “فتواه” حين وصف ذهاب الشباب الى العراق -لدفع الغزاة المحتلين المعتدين – أنه “محرقة” من على منصة فضائية الجزيرة 2005.
بل إن الزرقاوي بعد ستة أشهر من تنفيذ موريل عمليتها في بغداد ؛ بشر في ظهوره المتلفز في أبريل 2006 بأنهم سيقومون “بإعلان إمارة إسلامية في العراق”.
ورغم مقتله في يونيو من نفس العام ، إلا انهم بعد أربعة أشهر أعلنوا عن قيام الدولة الإسلامية في |23 أكتوبر2006| وتجذرت على مدى ثمان سنوات حتى وصلت الى مستوى الخلافة -وهو نظام امبراطوري عالمي ليس له حدود- وله جيش بتدريب وتسليح حديث ، وتمويل ذاتي ، ويسيطر على أراض شاسعة غنية بثروات السلع العالمية الرئيسبة كالحبوب ، والمياة ، والنفط ، والغاز ، والذهب ، وشعبها بالملايين.
ورغم أن الأدوات السابقة نفسها -المقدسي والجزيرة كرمزية للإعلام بلسان ديني- ماتزال تعمل لنفس الأهداف ؛ إلا أن تلك الإمبراطورية “باقية وتتمدد” لتدخل عواصم ومناطق جديدة -سواء بالعمليات التدميرية للنظام العالمي، او بعمليات البناء للمناطق التي تبسط سيطرتها عليها- وصارت قادرة على معاقبة من يعتدي عليها حتى في باريس وفي قلب أوروبا -العاصمة الأوروبية بروكسل.
مقال للصحفي عبد الإله شائع











