بكالوريا مكرر على إيقاع التصحيح الثوري
12-06-2016, 10:32 PM

صالح سعودي

مراسل لجريدة الشروق، وصحافي مهتم بالقضايا الرياضية والمحلية والتاريخية

ستكون قلوب تلاميذ امتحانات شهادة البكالوريا وأوليائهم مشدودة بداية من هذا الأحد على مسلسل جديد من شد الأعصاب، بعدما قررت وزارة التربية إعادة الامتحانات في المواد التي تأكد فيها تسريب الأسئلة، بشكل أثار الكثير من الجدل، ومنح في الوقت نفسه فرصة جديدة لمراجعة الحسابات، وتفادي الوقوع في نفس الأخطاء والهفوات.
ومن الصدف فإن انطلاق امتحانات بكالوريا مكرر لوزارة بن غبريط تتزامن مع الذكرى الـ 51 لتولي الرئيس هواري بومدين الحكم خلفا لبن بلة، والذي اصطلح عليه حينها بالتصحيح الثوري، وهي المناسبة التي لم يحتفل بها منذ سنوات بقرار من رئاسة الجمهورية، ناهيك عن تغيير بعض الموافق التي سمت بـ "19 جوان 1965"، وفي مقدمة ذلك ملعب قسنطينة الذي أصبح يحمل اسم الشهيد حملاوي، وهو ما يجعل تحديد تاريخ 19 جوان لإعادة برمجة المواد التي تم تسريب امتحاناتها فرصة هامة في نظر البعض لإحداث وثبة على طريقة التصحيح الثوري، لكن تصب أساسا في الشق التربوي الذي فقد الكثير من هيبته خلال السنوات الأخيرة، في ظل الصراع الدائر بين القوى المتصارعة بين الشق الفرانكوفوني والتيار العروبي الإسلامي الوطني، كما زادت متاعب قطاع التربية في ظل خرجات بن غبريط المثيرة للجدل، سواء على المكشوف أو بطرق خفية، على غرار تقديمها لمقترح التدريس بالعامية في الطور الابتدائي، ناهيك عن تعاملها مع إطارات فرنسية في إطار الرسكلة دون الكشف عنها للرأي العام، ما زاد من حدة الهوة، وأفقد الثقة في المسؤولة الأولى على هذا القطاع الهام.