العلامة ابن التواتي.. الجزائري الذي فسّر القرآن في 20 مجلدا
27-06-2016, 05:35 AM
تغطية: زهيرة مجراب / قدور جربوعة
أجمع المتدخلون في المهرجان التكريمي الذي نظمه مجمع الشروق احتفاء بالعالم الجليل والمفسر والفقيه التواتي بن التواتي على رسوخ الرجل في العلم وأشادوا بدوره الكبير في النصح والإرشاد خصوصا خلال الفتنة التي ضربت أبناء غرداية، وهو الذي سخّر حياته لخدمة الدين والمجتمع ودرء الفتن عنه، وقد تعاقبت الكلمات والشهادات حول هذا العالم الذي ترك رصيدا كبيرا في الفقه والتفسير، خصوصا ما تعلق بالفقه المقارن بين المالكية والإباضية.
:نحرص على إعلاء كلمة العلماء
ممثل مجمع "الشروق" رشيد ولد بوسيافة
رحب ممثل مجمع "الشروق" الأستاذ رشيد ولد بوسيافة، في كلمته بالعلماء الذين حضروا اللقاء التكريمي للشيخ الدكتور والعلامة التواتي بن التواتي وهذا في إطار سلسلة من التكريمات تحرص عليها المؤسسة في كل شهر رمضان. وقد تعوّدت عليها "الشروق"، فقد كان أول تكريم قبل ثماني سنوات للشيخ عبد الرحمان الجيلالي رحمه الله عز وجل ثم توالى على منصة التكريم العشرات من العلماء والمصلحين منهم من قضى نحبه ومنهم من مازال على قيد الحياة، وأردف الأستاذ ولد بوسيافة أن مجمع "الشروق" يصر على إعلاء كلمة العلماء في زمن يتهافت فيه الجميع على تكريم الفنانين والمشاهير بغض الطرف على العلماء، وهو ما نحاول مقاومته وإبراز النماذج الخيرة للعلماء للاستفادة من علمهم .
الشيخ جلول حجيمي:
الشيخ التواتي ترك بصمات واضحة في أزمة غرداية

كشف الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية الشيخ جلول حجيمي، عن معرفته المقرّبة للشيخ التواتي بن التواتي، وقد تقرّب من الشيخ أكثر خلال الأزمة التي عاشتها الجزائر، فالعلماء مواقف والموقف هو الذي يصنع الحدث، وقد ذكر الشيخ مكركب ما قام به الشيخ التواتي فكلمته معروفة وجميع المدارس والمساجد والزوايا تعرفه، فهو يجمع بين مدرسة الشيخ عبد الحميد بن باديس وموروث الجزائر المتمثل في تلك الزوايا.
وأردف المتحدث أن "الشروق" كانت قد احتفت قبل أيام قليلة برمز من رموز منطقة القبائل وانتقلت هذه المرة إلى الأغواط، فهي البوابة التي دخل من خلالها الإسلام الجزائر، والشيخ التواتي مدرسة قائمة بحد ذاتها يتبعها كل الأئمة، يجمع بين المدرسة الروحية للتصوّف والمدرسة الإصلاحية لبن باديس .
وواصل المتحدث بأن الشيخ بن التواتي يحرص على أن يكون في طليعة المسافرين للمؤتمرات واللقاءات وهو ما يجعله، أي المتحدث، دوما يخجل عندما يجده يتابع حديثهم ويصغي إليهم باهتمام، وكان يعمل بحديث الرسول "صلى الله عليه وسلم": "خير الناس من طال عمره وحسن عمله".
وعاد الشيخ حجيمي ليتحدث عن الأزمة التي عاشتها الجزائر مؤخرا عندما شبت نيران الفتنة في ولاية غرداية حيث أحرقوا 4 أشخاص داخل سيارة ونقلوا لمستشفى علاج الحروق بالدويرة، فلما تنقل وفد من المشايخ إلى غرداية لمسوا آثارا صائبة للصالحين ووجدوا كلام الشيخ بن التواتي الذي حاول درء الفتنة التي اندلعت شرارتها في مختلف أنحاء الوطن العربي وتركت آثارها في اليمن، سوريا، تونس، مصر.
وأكد حجيمي على مواقف الشيخ التواتي بن التواتي المؤثرة والقوية، فساروا في تلك المناطق والتقوا بكل أصناف الناس الملثمين، المسلحين.. فكانت كلمات الشيخ راسخة هناك ودعوته لاتقاء المولى عز وجل فهم إخوة، وسأل الأمين العام للتنسيقية المستقلة للأئمة المولى عز وجل مباركة مجمع "الشروق" فهي الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي تكرّم كل من يعمل لفائدة الجزائر ولصالحها بغض النظر عن قطاعه سواء التربية، رجال الدين، الشيوخ والعلماء جميعهم دون استثناء.
الداعية سعيد مرسي:
على الوزارة الوصية تخصيص أموال الأوقاف للعلماء والباحثين

لم يجد الداعية سعيد مرسي عبارات يزيدها في الشيخ التواتي بن التواتي، حيث قال: لا أستطيع إضافة كلام عنه فقد سبقني إليه العلماء الأجلاء والشيوخ فأخشى أن أسيء لهذا العلامة النبراس، المصباح الذي أكرمنا المولى عز وجل به ليضيء دروبنا المستوحشة، ودعا المتحدث المولى عز وجل أن يديم هذه النعم مستغلا الفرصة لتقديم بعض المقترحات ومستنكرا جهل الكثيرين لعلمائنا مما يحول دون استفادتنا من علمهم، مشيرا لضرورة أن تتم مبادرة تكريم العلماء بالتعاون مع جمعية العلماء المسلمين.
وواصل سعيد مرسي تصريحه "في القديم كلما قرأنا أو طالعنا مخصصات الأمة الإسلامية نجد الأوقاف تنفق على العلماء والباحثين وبما أننا في بلد مسلم وهناك وزارة كاملة قائمة في هذا الشأن حبذا لو يخصص صندوق لرعاية هؤلاء العلماء".
أما بالنسبة لوزارة التربية، التعليم العالي والثقافة فهي لا تعتني بالعلماء ولا تقدمهم للأجيال وهو أمر ضروري لاستمرار الأمة، فمبادرة مؤسسة "الشروق" تبرز العلماء والكنوز، وسرد الداعية مرسي حكاية تتلمذه على يد الشيخ مصباح والشيخ رابحي القليعي وهو من علماء الأمة الصامتين الذين قدموا ما استطاعوا إليه سبيلا، فمازالت هناك عديد الكنوز المخبوءة. وقد بلغت عائلة الشيخ رابحي حد الفقر واضطرت لبيع مكتبته بأبخس الأثمان من أجل أن تعيش، فلابد أن يكون هناك توارث حقيقي بين الأجيال ولا يحسن ذلك إلا الداعية الشيخ التواتي الموحد للأمة.
رفيق دربه حني موسى:
الشيخ التواتي يستحق لقب مفتي المذهبين المالكي والإباضي

ردّد تلميذ ورفيق درب الشيخ حني موسى عبارة ما عساني أن أقول أمام فطاحلة العلماء والأئمة والمشايخ؟ فلم يستطع التكلم أمامهم ولم يجد من بد سوى الإدلاء بشهادته، حيث قال: في سنة 2010 التقيت بالشيخ وكان الدكتور عدة فلاحي السبب في لقائهما بمكتب صحراوي أحمد بتيارت، ومنذ ذلك اليوم وهو لجانب الشيخ أو مثلما يفضل مناداته بسيدي وأستاذي ووالدي وله من الفضل عليه ما لا يستطيع سرده، وهو كما قال عنه الدكتور عدة فلاحي له أياد بيضاء في إطفاء فتنة غرداية وكان سببا رئيسيا في درء الفتنة، بل وساهم في التقريب بين المذهبين المالكي والإباضي من خلال كتابه المقارن.
وكشف رفيق درب الشيخ عن نضاله في عدة ندوات ولقاءات، فلم نكن نعرف المذهب الإباضي ليصحح الشيخ جميع الأفكار المتعلقة به، فهو مجاهد وشاعر له منظومة شعرية بـ 5 آلاف بيت وله مؤلفات كثيرة منها التي طبعت وأخرى قيد الطباعة مثل الفقه المقارن في الحديث، وموطأ الإمام مالك، فالشيخ يستحق بكل فخر واعتزاز أن يطلق عليه تسمية مفتي المذهبين المالكي والإباضي.
إمام مسجد النضال بالعاصمة الشيخ محمد خربوش
على الشباب التقرّب من الشيخ للانتفاع بعلمه الغزير

وصف إمام مسجد النضال بالعاصمة الشيخ محمد خربوش، الجمع الذي حضر لتكريم الشيخ التواتي بمجلس لتعظيم الله عز وجل لأن فيه تكريم للعلماء وإجلال لله، وقد جرت عادة ترجمة سيرة الأعلام الأموات ليستفيد منها الأحياء لكن ما قام به مجمع "الشروق" هو امتداد لتراجم سيرة الأعلام وهم أحياء حتى يستفيد منهم الناس وهم على قيد الحياة.
ووجّه المتحدث شكره لمجمع "الشروق" والشيخ لقبوله التكريم والحضور على القدوم لهذا المجلس، داعيا الشباب للنهل من علم الشيخ، فالله عز وجل لا ينتزع العلم من صدور العلماء انتزاعا ولكن إذا ماتوا ينتزع العلم فيضيع الناس ويضلوا، لذا فعلى الراغبين في الاستفادة من علم الشيخ الغزير التقرّب منه.
الشيخ التواتي بن التواتي:
الأحاديث الموجودة في المذهبين المالكي والإباضي متطابقة بنسبة 98 من المائة

بوقار وابتسامة لم يغيّبها تقدّم السنين، اعتلى الشيخ التواتي بن التواتي منصة التكريم وراح يشكر الحضور على الكلمات الطيبة التي ردّدوها في حقه والتي يرى أنها قد تعبر عن شخصه وقد لا تعبر، فهو على حد قوله أقل مما ذكروا وليس بعالم، لأن من قال علمت فقد جهل، فالإنسان مهما يعيش سيظل يتعلم. واستطرد الشيخ نحن المالكية لا نفتي بكتاب حتى نعرف من هو صاحبه؟ وإلى أي طبقة ينتمي؟، أما الأصل فيقول الشيخ التواتي أغواطي أمازيغي ليس تعصبا، فأغواط هي فرع من قبيلة مغراوة وهي من أشد القبائل الأمازيغية امتناعا من العرب حسب ما قال ابن خلدون، فلما أسلمت حسن إسلامها وأصبحت من أشد القبائل الأمازيغية بعد صنهاجة دفاعا عن الإسلام.
وواصل الشيخ التواتي: ما دعاني للتأليف والتصنيف هي الأحداث التي عاشتها منطقته والجزائر قاطبة، فقد شاركت في الثورة التحريرية بالقسط الذي استطعت لأن هذا الوطن غال ورجال عظماء ضحوا بأنفسهم لتحقيق هذا الاستقلال الذي ننعم به، فلولا الله والتضحيات لما تعلمنا ولكان كل واحد منا يبحث عن مهنة ماسح أحذية فلا يجدها، فقد ضحوا بأرواحهم وخلفوا أبناءهم وخرجوا للقتال.
وعلى المتوجه للجنوب باتجاه "قصر البخاري" وعند سفح الجبال عليه تذكر قصة الرجل الذي خطب في قبيلته فقال: يا بني فلان تعلمون لدي 3 مزارع في كل مزرعة زوجة، ولكني الآن لا أملك مزرعة وليس لي زوجة، فمادام الاحتلال رابضا على وطني، لا أملك حتى نفسي وقدم نفسه فداء للوطن". ليجسد مقولة أحد أعضاء جمعية العلماء المسلمين "أرواح آبائكم في العلياء هتفت فتحرّروا" .
وعن تصنيف المذهب المالكي قال الشيخ التواتي: ظهر في بلدتي من ينتقصون من مالك ومذهبه، فذهب إلى شيخه رحمة الله عليه وشكا له ما يفعله القوم حتى أن بعضهم تطاول على الإمام مالك ووصفه بهالك، وبعض الأئمة حذوا حذوهم فراحوا يقولون هذا المذهب ليس له دليل، فأراد الشيخ العمد إلى الفروع ليضع لها أدلة ملتمسة ومقتبسة أو الأدلة التي يستأنس بها في الفرع، فرسم له شيخه طريقه.
فأخذ منهجية خاصة به تتمثل في الجلوس في المسجد وتلقي الأسئلة والإجابة عنها بما فتحه الله عليه في تلك اللحظة، وعند عودته للبيت يضع الأدلة الأصلية أو المستأنس بها فتعددت الأدلة عن قصد وذلك حتى يوضح أنه مذهب قائم على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .
وقال الشيخ بأن الفقه الإسلامي متوارث ومأخوذ من كتاب الله والسنة النبوية الشريفة.
وعن قصته مع الإباضية قال الشيخ التواتي: سألت أستاذي قبل وفاته عن الشيخ بيوض فقال: هو خطيب لو قام يخطب في الناس لتمنيت أن لا يسكت، وكان يزور الأغواط ليلقي الدروس الفقهية عن المالكي.
وفصل الشيخ التواتي بأن كتابه جاء لوضع حد لفتنة حدثت أو ستحدث، وهو ما استفسره عنه وزير الشؤون الدينية محمد عيسى فأخبره عن شروعه في التصنيف قبل الفتنة بإيعاز من كاتب الشيخ بيوض، فقد طلب منه التقريب بين المذهبين. فقد دخل عليه الشيخ التواتي مرة ووجده حزينا فسأله عن السبب فأطلعه بما سمعه من بعض المتشددين الذين ينعتون الشيخ مالك بهالك، فحزّ في نفسه الأمر وتساءل عما سيقولونه عن الإباضيين؟، فأخذ هذا الحمل ورسم لنفسه المنهجية التي يسلكها في بحثه، ففي الفصل الأول تحدث عن الأصول عند المالكية والإباضية ويكمن الاختلاف في المفاهيم، فالإنسان قد يكتب أمرا اليوم ثم في اليوم الموالي قد يغيّر رأيه ويكتب شيئا مختلفا.
ولم يفوّت الشيخ الفرصة للتحدث عما يعيشه الوطن العربي من تشتت وضياع، حيث قال: زوّدني ابني الدكتور عبد القادر بقصيدة يقول فيها: غريب أمر ما يجري وأغرب منه أن لا تدري
فما يحدث في العالم الإسلامي كما وصفه الشيخ أمور تشيب لها النواصي، فنحن مستهدفون من أعداء الإسلام، فقوة الأمة في وحدتها، وعبد الحميد بن باديس شدّد على أهمية الاتحاد وركّز عليه، فالاختلاف مسألة جزئية فعندما ترفع يدك لتكبيرة الإحرام أو لا ترفعها في كلا الحالتين لم تخل بالصلاة، لذا حرص الشيخ التواتي على الاستناد على الأصل المعتمد في المذهبين مستند الربيع وموطأ مالك، فوجد أن 98 من المائة من الأحاديث الموجودة في المستند والموطأ متطابقة.
وذكر الشيخ أن أعداء الإسلام لو يظفرون بنا لا ينظرون لمذهبنا هذا إباضي والآخر مالكي، فالأهم عندهم هو القضاء على الإسلام وعن آخر كتاب صنفه.
ودعا لطبعه لكنه لم يجد من يشرف عليه "إرشاد العلي المنان في معرفة الناسخ والمنسوخ في القرآن"، فمن لا يعرف الناسخ والمنسوخ لا يدخل مساجدنا كما قال الإمام علي كرم الله وجهه، فنسخه في 3 كتب. وشكر الشيخ التواتي مجمع "الشروق" على هذه اللفتة الطيبة وقد سبق وكرمه وزير الشؤون الدينية محمد عيسى في غرداية.
وختم الشيخ بالكلام عن الأستاذ سعيد معوش لما أخبره عن التكريم، فقال سآتي ولو حافيا، فالتكريم الحقيقي يقول الشيخ عندما نعود إلى الله.
فخلال مسيرته الطويلة مع القرآن الكريم ودراسته لمدة 30 عاما وجد أن العلم قائم على آيتين اثنتين لأنه بدأ النزول بالعلم لقوله تعالى: "اقرأ" فلما تقرأ تأخذ وسائل فهم القرآن الكريم وترى الكون وما فيه والآية الثانية بعد بسم الله الرحمن الرحيم: "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله" فيومها يسألنا المولى عز وجل عن علمنا.
رضوان معاش مفتش بوزارة الشؤون الدينية
الشيخ التواتي بن التواتي مرجعية دينية للجزائريين
أثني رضوان معاش مفتش بوزارة الشؤون الدينية وممثل الوزير محمد عيسى على مناقب الشيخ التواتي بن تواتي، وقال إنه من أهم علماء الجزائر، فهو مرجعية دينية قلّ نظيرها في بلاد المغرب العربي وحتى الإسلامية.
واعتبر معاش تكريم مثل هؤلاء العلماء، وهو الفعل الذي دأبت عليه مؤسسة الشروق، من الواجبات التي أكد على أن القيام بها يؤكد أن الأمة الجزائرية بخير وأن تقديس العلماء وإجلالهم هو الإجلال بالله سبحانه وتعالى، كما قال، مذكرا أن الشيخ التواتي بن التواتي يجوز فيه التكريم والتبجيل باعتبار أنه يجب إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن وإكرام الإمام العادل وهي الصفات –حسبه- التي يتميز بها الشيخ الفقيه.
وذكر المتحدث أن الشيخ تنازل عن حقوقه بعد قيام وزارة الشؤون الدينية بطبع كتابه "الدرّ الثمين" والذي حوى أكثر من 20 مجلدا كي يكون الكتاب في متناول الجميع وهي خصلة لا تكون إلا عند أهل العلم والكرم، حسبه.
وفي السياق قال ممثل وزير الشؤون الدينية "إن نسب الشيخ بن التواتي ينتهي إلى الرسول صل الله عليه وسلم فهو جهبذ وعالم عرفته وحظيت به مؤسسات التعليم الجزائرية ومساجدها، فكان نعم الداعية والمصلح والفقيه والمؤلف الذي أثرى المكتبات الجزائرية بعشرات المجلدات التي ساهمت في الحفاظ على المرجعية الوطنية.
الإعلامي والناشط الاجتماعي سليمان أبو الربيع:
الشيخ التواتي بن التواتي قدوة وداعية قلّ نظيره

قال الإعلامي والناشط الاجتماعي سليمان أبو الربيع ومرافق الشيخ تواتي بن تواتي، إن الشيخ المكرّم هو قامة إعلامية وموسوعة عظيمة حظيت بها الجزائر من خلال المؤلفات والكتب والأعمال الجليلة التي قدّمها للجزائر طوال حياته
وذكر الإعلامي أبو الربيع أنه رافق الشيخ في الكثير من الرحلات داخل الوطن وخارج الوطن حيث كان الشيخ، حسبه، يلقى استقبال الدعاة والعلماء المميزين خاصة في ليبيا وتونس وغيرهما من المناطق والبلدان التي كان يزورها الشيخ تواتي نظرا للسمعة الطيبة بين الشعوب المغاربية خاصة والعربية عامة.
واستطرد المتحدث أن الشيخ كان له الفضل في إطفاء نار الفتنة بين الإخوة في غرداية من خلال الجهود التي كان يقوم بها والزيارات التي كانت تقريبا يومية، حسبه، كقناعة من الشيخ أن الأمر لا يعدو أن يكون لأعداء الجزائر يد فيه، حيث قال الناشط الاجتماعي إن الشيخ لما سئل في تونس إن كان إباضيا فقال له الشيخ نعم، لحرصه على لمّ شمل الجزائريين ولعلمه بعدم وجود فرق بين المذهبين.
محمد مكركب ممثل جمعية العلماء المسلمين:
الشيخ التواتي بن التواتي قطب من أقطاب الأمة الإسلامية

اعتبر الشيخ محمد مكركب ممثل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ تواتي بن تواتي قطبا من أقطاب الأمة الإسلامية، وقال المتحدث إن الشيخ عالم من علماء الجزائر وقطب من الأقطاب الأمة الإسلامية جمعاء.
وأكد مكركب على أن الشيخ تواتي عالما وفقيها وداعية، مثنيا على مبادرة مؤسسة "الشروق" والتي دأبت على تكريم أمثال الشيخ في كل مرة، حيث اعتبر المتحدث أن الأمة التي تعنى وتهتم بتاريخها وبعلمائها وبثوابتها لا خوف عليها من الاندثار فهي قادمة، حسبه، نحو بناء حضارة ترضي ربها.
وفي السياق عبر المتحدث عن افتخاره وافتخار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بمشاركته في تكريم الشيخ باعتباره قدوة لشباب الجزائر الغيور على وطنه الذي وجب على الجميع الالتفاف حوله، مؤكدا على أن الشيخ تواتي حركة دعوية تتحرك على أرض بلادنا الطيبة وأن تكريمه هو تكريم للجزائر أولا وللأمة الإسلامية ثانيا، معتبرا أمثال الشيخ بمثابة صمام آمان الجزائر خاصة ما قام به الشيخ تواتي في الجنوب وغرداية خصوصا.
الدكتور كمال بوزيدي:
التواتي بن التواتي عالم جليل ومدافع شرس عن الدين

قال الدكتور بوزيدي إنه عرف الشيخ التواتي بن التواتي وصاحبه، ما جعله يستفيد منه فائدة عظيمة تلقاها جراء ملازمته له مدة من الزمن، مشيرا إلى أن الشيخ عرف بقول الحق والصدق في كلامه، وأشار الدكتور إلى أن العالم الجليل بن تواتي كان غيورا جدا على وطنه وصاحب أنفة عليه، وهو مدافع عن هذا الدين الذي يمثله أحسن تمثيل نظير علمه الواسع وفقهه في أمور الشريعة، كما أكد المتحدث على خصال الشيخ النبيلة وأسلوبه الجميل والراقي في معاملاته وحواراته العلمية، معتبرا الشيخ رمزا من رموز الجزائر وأنه كان محبا للعلماء الذين هم سبيل رشاد الأمة، مضيفا أن بن تواتي كان يعتبر نفسه مجاهدا مثلما جاهد الأوائل في محاربة الاستعمار، مجاهد في بقاء الجزائر في السكة الصحيحة وأن ذلك لا يكون إلا بنشر العلم وتعليم شباب الأمة. وذكر بوزيدي أن بن تواتي يستوصي بطلبة العلم خيرا ويستلطفهم ويعاملهم بأحسن المعاملات باعتبارهم سيكونون حاملين لواء العلم بعد هؤلاء الشيوخ وعلماء الجزائر، حيث أثنى المتحدث على الحلقات العلمية في تفسير القرآن التي كان يقدمها العالم الجليل لنشر العلم بين شباب الأمة.
نجل الشيخ التواتي بن التواتي:
تعلّمنا من الوالد الإرادة والطموح والوفاء
ذكر نجل الشيخ تواتي بن تواتي الدكتور عبد القادر أن هناك ثلاثة خصال جعلت من والده عالما فذا في علوم القرآن وتفسيره والتي من بينها الإرادة في العمل والمثابرة بالكد والجد فيه، ثم الطموح بالسعي إلى المبتغى رغم الصعاب، وصولا إلى الوفاء الذي يرمز للصدق والإخلاص في العمل.
وقال نجل الشيخ إن والده كان يلزمهم رفقة إخوته بقراءة ورد من القرآن كل يوم بعد صلاة الصبح وورد آخر بعد صلاة المغرب، كما كان يحثهم على الأخلاق الحميدة ومعاملة الناس معاملة حسنة وهي الصفات التي كان لا يتنازل عليها والدهم دائما، لأنه يعرف جيدا أن الأخلاق الحسنة هي من مميزات المؤمن الصالح.
البرلماني السابق عدة فلاحي:
الشيخ التواتي قادر على وقف الفتنة بين الشيعة والسنة
قال البرلماني السابق عدة فلاحي أنه التقى الشيخ تواتي بن تواتي لما كان مستشارا في وزارة الشؤون الدينية وطلب منه إجراء حوار صحفي بصفته عالما كبيرا إلا أن الشيخ، حسبه، قال له إنه شخص عادي وهذا راجع لتواضع العلماء الكبير والذي اعتبره فلاحي مشكلا تعاني منه الجزائر من خلال زهد العلماء الجزائريين في الظهور رغم كثرتهم عكس علماء المشرق الذين يبرزون في وقت وجيز ويصبحون مرجعية مع أنهم دون مشايخ الجزائر من أمثال الشيخ تواتي بن تواتي.
وذكر فلاحي أن الشيخ تواتي ولحرصه على وحدة الجزائر ووحدة الصف بين أبناء غرداية ولتفويت الفرصة على أعدائها قام بتأليف كتاب تناول فيه الإباظية والمالكية حيث توصل الشيخ، حسبه، إلى فوارق بسيطة جدا، مؤكدا أن الشيخ لم يهدأ له بال بعد الفتنة التي شهدتها ولاية غرداية، حيث قال البرلماني السابق إن الشيخ يسعى ويتنقل للولاية لوأد الفتنة في مهدها.
وفي السياق قال إن الشيخ تواتي كان معجبا أشد الإعجاب بالشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ بيوض، حيث كان الشيخ يسير على طريق المسلك الذي سلكه الشيخ بن باديس.
وباعتبار الشيخ تواتي عالما فذا دعا فلاحي الشيخ لإصدار كتاب يجمع فيه بين السنة والشيعة مثلما يفعل بعض مشايخ الأزهر الشريف، خاصة وأن المكرم من طرف مؤسسة الشروق له من العلم ما يمكنه من المساهمة في وقف الفتنة التي تكاد تقضي على الأمة الإسلامية جراء هذه الفتنة بين السنة والشيعة، مؤكدا أن الشيخ بن تواتي أثرى المكتبة الوطنية بعديد المؤلفات القيّمة التي كانت مرجعا للباحثين وطلاب العلم.
محمدي عمر إمام مسجد النور بالأغواط:
الشيخ التواتي ساهم في تربية أجيال بمنطقتنا

اعتبر محمد عمر إمام النور بولاية مسجد بالأغواط الشيخ تواتي بن تواتي من أهم علماء المنطقة والمعروف بنشاطه الدؤوب في المنطقة من خلال نشر العلم وتربية الأجيال في منطقة الجنوب، حيث مارس التعليم بمختلف أطواره من الابتدائية إلى غاية الجامعة ليتخرج بفضله مئات الإطارات في مختلف الإدارات في الجزائر.
وذكر محمدي أن الشيخ تواتي قام بتأليف عديد الكتب في الفقه والتي كانت غاية في التبسيط على غرار كتاب "المبسط في الفقه المالكي" والذي يتكوّن من 5 أجزاء تعرّض فيها الشيخ كما قال إلى جميع أبواب الفقه، مؤكدا أن الشيخ عالم شمولي في علمه ولم يكن يوما متعصبا لمذهب على حساب مذهب آخر، معتبرا تفسيره للقرآن الكريم في 20 مجلدا سابقة في تاريخ الجزائر دون إغفال دوره الكبير في إصلاح ذات البين.









.gif)

