نهال.. بأيّ ذنب قتلت
05-08-2016, 12:22 AM
وهي الحقيقة التي أعلن عنها وكيل الجمهورية لدى محكمة واسيف المختصة إقليميا، السيد "تخروبت فضيل"، خلال الندوة الصحفية التي نظمت ظهيرة الخميس في ذات المحكمة، حيث أعلن أن التحاليل التي أجريت على الجمجمة وكذا بقايا الهيكل العظمي المعثور عليه في إقليم قرية مشرك في آيت بوادو تعود- للأسف الشديد- إلى البريئة "نهال"، رافضا الإدلاء بأي تصريح إضافي بخصوص القضية التي قال إنها لا تزال قيد التحقيق.
"الشروق "، وبعد الكشف عن حقيقة وفاة "نهال"، انتقلت إلى منزل العائلة، الواقع بقرية آيت علي، أين خيم الحزن على المكان وبكى الرجال قبل النساء، الكبار قبل الصغار والبعيد قبل القريب.. البريئة "نهال" التي راحت ضحية أنفس بعيدة عن طينة البشر، حيث قتلت بطريقة أقل ما يقال عنها إنها وحشية وغير إنسانية.
حالة من الانهيار والحزن الممزوج بعدم تصديق موت نهال، التي بقي إلى غاية صبيحة أمس، الأمل في عودتها سالمة، قائما، سادت وسط أفراد العائلة وكل من وجد في بيت العزاء.
جدة "نهال"، التي قالت إنه يستحيل نسيان بريئة اختطفت في لمح البصر، وقتلت بوحشية: "قتلوها.. لمَ لمْ يضعوها لنا أمام الباب كما اختطفوها، لمَ أعطوا جسدها الصغير للحيوانات لتفترسها؟ هل عذبوها وهي حية؟ كيف صرخت؟ ماذا قالت؟ كيف امتدت يد بشرية لتنهي حياة طفلة نطقت كلماتها الأولى مؤخرا فقط..." كلمات تقشر لها الأبدان بكت بها الجدة وخالات الطفلة "نهال".
وقالت مصادر جد موثوقة إن حساسية القضية التي شغلت الرأي العام الوطني وحتى الدولي، أن العائلة كانت تأمل في عودة الابنة سالمة، خصوصا أنّ الشّكوك كانت تحوم في الوسط العائلي، ما جعلهم يعتبرون الأمر انتقاما فقط مع إبعاد فرضية الإقدام على تصفيتها بطريقة وحشية، حيث أضافت ذات المصادر أن الضحية، واستنادا إلى الدماء التي عثر عليها على الإزار المسترجع خلال عملية البحث وكذا إحراق الرأس بمادة الأسيد واختفاء الملامح والعثور على الشعر دون الرأس والرأس مفصولا عن الجثة، أن هذه الأخيرة تم التنكيل بها وأن البريئة قتلت بطريقة وحشية، قبل أن تنهش الحيوانات المفترسة أطرافها.
15يوما من القلق والعيش على الأعصاب، ظهرت الطفلة مقتولة ولا جاني أو جناة بين أيدي العدالة إلى حد الساعة، الذين تعالت مجددا الأصوات المنادية بضرورة إعدامهم وإعدام قتلة الأطفال، خصوصا أن قضية نهال ومنذ بداية مجرياتها تؤكد أن الفعل انتقامي بالعودة إلى تلذذ الواقفين وراء الجريمة بإحراق أعصاب وتعذيب أهل الضحية والسكان ككل، إذ لم تتم المطالبة بفدية ولا حتى تهديد العائلة، ليبقى اللغز مطروحا: من الواقف وراء هذه الجريمة الشنيعة؟ وما الدافع إلى تعذيب طفلة لم تتمكن من نطق كلماتها الأولى سوى مؤخرا، لكونها تعاني من مرض التوحد؟ وما الذي قصدته الوالدة بقولها: "أرجوا ألا تكون ابنتي ضحية حسابات لا تعنينا"؟ وما الحقيقة التي يعرفها الجميع ولا تفصح عنها العائلة؟







