رثاء الزوجة، نادر في الشعر العربي!
09-10-2008, 06:24 PM
رثاء الزوجة نادر في الشعر العربي وخصوصا القديم، وهذا ناتج عن "الظلم" الذي لحق بالمرأة عموما. لكننا نجد الشاعر الأموي جريرا قد رثي زوجته بقصيدة من 82 بيتا مما يدل على أخلاق جرير العالية:
لَـوْلا الحَيَـاءُ لَعـادَنـي اسْتِعْبَـارُ *** وَلَـزُرْتُ قَبْـرَكِ وَالحَبِيـبُ يُـزَارُ

وَلَقَدْ نَظَـرْتُ ، وَما تَمَتُّـعُ نَظْـرَةٍ*** فِي اللّحْدِ ، حَيثُ تـمَكّنَ المِحْفَـارُ

فَجَـزَاكِ رَبُّكِ فِي عَشيـرِكِ نَظْـرَةً *** وَسَقَى صَـداكِ مُجَلجِـلٌ مِـدْرَارُ

وَلّهْتِ قَلبـي ، إذْ عَلَتْنـي كَبْـرَةٌ *** وَذَوُو التّمائِـمِ مِنْ بَنِيـكِ صِغَـارُ

أرْعَى النّجُومَ وَقَد مضَـتْ غَوْرِيّـةً *** عُصَـبُ النّجُـومِ كأنّهُـنّ صِـوَارُ

نِعْمَ القَرِينُ وَكنـتِ عِلْـقَ مَضِنّـةٍ*** وَارَى ، بِنَعْـفِ بُلَيّـةَ ، الأحْجـارُ

عَمِرَتْ مُكَرمَةَ الـمَسَاكِ وَفارَقَـتْ*** مَـا مَسّـهَا صَلَـفٌ ، وَلا إقْتَـارُ

فسَقى صَدى جَدَثٍ ببُرْقةِ ضَاحِـكٍ *** هَـزِمٌ أجَـشُّ ، وَدِيـمَةٌ مِـدْرَارُ

هَـزِمٌ أجَـشُّ إذا استَحـارَ ببَلـدَةٍ*** فَكَـأنّمَـا بِجِـوَائِـهَا الأنْـهَـارُ

مُتَرَاكِبٌ زَجِـلٌ يُضِـيء وَمِيضُـهُ*** كالبُلْقِ تَحْـتَ بُطُونِـهَا الأمْهَـارُ

كانَتْ مُكَرِّمَةَ العَشيـرِ وَلَمْ يَكُـنْ*** يَخْشَـى غَوَائِـلَ أُمّ حَـزْرَةَ جَـارُ

وَلَقَدْ أرَاكِ كُسِيتِ أجـمَلَ مَنظَـرٍ*** وَمَعَ الـجَمَـالِ سَكينَـةٌ وَوَقَـارُ

وَالـرّيـحُ طَـيّبَـةٌ إذا استَقْبَلتِـهَا**** وَالـعِـرْضُ لا دَنِـسٌ وَلا خَـوّارُ

وَإذا سَرَيْتُ رَأيْـتُ نَـارَكِ نَـوّرَتْ*** وَجْـهاً أغَـرَّ ، يَـزِينُـهُ الإسْفَـارُ

صَلّـى المَلائِكَـةُ الذِيـنَ تُخُيّـرُوا*** وَالصّالـحُـونَ عَلَيْـكِ وَالأبْـرَارُ

وَعَلَيْكِ مِنْ صَلَـوَاتِ رَبّكِ كُلّـما*** نَصِبَ الحَجيـجُ مُلبديـنَ وَغـارُوا

يا نَظْـرَةً لَكَ يَوْمَ هاجَـتْ عَبْـرَةً*** مِـنْ أُمّ حَـزْرَةَ ، بالنُّمَيْـرةِ ، دارُ

تُحْيي الرّوَامِـسُ رَبْعَـها ، فَتُجِـدّه *** بَعْـدَ البِلَـى ، وَتُمِيتُـهُ الأمْطَـارُ

وَكـأنّ مَنْـزِلَـةً لَهَـا بِجُلاجِـلٍ *** وَحْيُ الزَّبُـورِ ، تُجِـدّهُ الأحْبَـارُ

لا تُكْثِـرَنّ إذا جَعَلْـتَ تَلُـومُنـي *** لا يَذْهَـبَـنّ بـحِلْمِـكَ الإكْثَـارُ

كانَ الخَليـطُ هُمُ الخَليـطَ فأصْبَحوا***مُتَبَـدلِيـنَ ، وَبِـالـدّيـارِ دِيَـارُ

لا يُلْبِـثُ القُـرَنَـاء أنْ يَتَفَـرّقُـوا*** لَـيْـلٌ يَـكُـرّ عَلَيْهِـمُ وَنَـهَارُ

أفَأُمَّ حَـزْرَةَ ، يا فَـرَزْدَقُ ، عِبتـمُ*** غَضِـبَ المَلِيـكُ عَلَيكُـمُ القَـهّارُ

كانَتْ إذا هَجَـرَ الحَلِيـلُ فِرَاشَـها *** خُزِنَ الحَديـثُ وَعَفّـتِ الأسْـرَارُ

لَيْسَتْ كأُمّـكَ إذْ يَعَـضّ بقُرْطِـها *** قَيـنٌ وَلَيسَ على القُـرُونِ خِمَـارُ

سَنُثِيـرُ قَينَكُـمُ ، وَلا يُوفَـى بـها *** قَيْـنٌ بِقَـارِعَـةِ الـمِقَـرّ مُثَـارُ

وُجِدَ الكَتيـفُ ذَخِيـرَةً فِي قَبـرِهِ *** وَالكَلْبَتَـانِ جُمِعْـنَ وَالـمِيشَـارُ

يَبْكي صَـدَاهُ ، إذا تَهَـزّمَ مِرْجَـلٌ *** أَوْ إنْ تَـثـلّـمَ بُـرْمَـةٌ أعْشَـارُ

رَجَفَ المِقَـرُّ وَصَـاحَ فِي شَرْقِيّـةٍ*** قَيْـنٌ عَلَـيْـهِ دَوَاخِـنٌ وَشَـرَارُ

قَتَلَـتْ أبَـاكَ بَنُـو فُقَيْـمٍ عَنْـوَةً*** إذْ جُـرّ ، لَيْـسَ عَلى أبِيـكَ إزَارُ

عَقَـرُوا رَوَاحِلَـهُ ، فَلَيْـسَ بقَتْلِـهِ *** قَتْـلٌ وَلَيْـسَ بِعَقْـرِهِـنّ عِقَـارُ

حَدْرَاءُ أنْكَـرَتِ القُيُـونَ وَرِيحَهُـمْ *** وَالحُـرُّ يَمْنَـعُ ضَيْمَـهُ الإنْـكَـارُ

لَمّـا رَأتْ صَـدَأ الحَدِيـدِ بجِلْـدِهِ *** فَاللّـوْنُ أوْرَقُ ، وَالبَنَـانُ قِـصَـارُ

قَـالَ الفَـرَزْدَقُ : رَقّعـي أكْيَارَنَـا *** قَالَـتْ : وَكَيْـفَ تُرَقَّـعُ الأكْيَـارُ

رَقّعْ مَتَاعَـكَ ، إنّ جَـدّي خالِـدٌ *** وَالقَيـنُ جَـدُّكَ ، لَمْ تَلِـدْكَ نـزَارُ

وَسَمِعْتُها اتّصَلَـتْ بذُهْـلٍ إنّهُـمْ *** ظَلَمُوا بصِهْرِهِمُ القُيـونَ وَجـارُوا

دَعَتِ المُصَـورَ دَعْـوَةً مَسْمُوعَـةً *** وَمَـعَ الدّعَـاء تَضَـرّعٌ وَحِـذَارُ

عَاذَتْ بِرَبّـكَ أنْ يَكُـونَ قَرِينُـها *** قَيْنـاً أحَـمَّ لِـفَسْـوِهِ إعْـصَـارُ

أوْصَـتْ بِلائِمَـةٍ لِـزِيـقٍ وَابْنِـهِ *** إنّ الكَـرِيـمَ تَشينُـهُ الأصْـهَـارُ

إنّ الفَضِيحَـةَ لَـوْ بُلِيـتِ بقَيْنِهِـمْ *** وَمَـعَ الفَضِيحَـةِ غُرْبَـةٌ وَضِـرَارُ

هلاّ الزّبَيـرَ مَنَعْتَ يَـوْمَ تَشَمّسَـتْ *** حَـرْبٌ تَضَـرَّمُ نَارُهَـا ، مِذْكَـارُ

وَدَعَا الزّبَيـرُ فَمَا تحرّكَـتِ الحُبَـى *** لَوْ سُمْتَهُمْ جُحَفَ الخَزِيـرِ لَثـارُوا

غَرّوا بعَقْدِهِـمُ الزّبَيـرَ ، كَأنّهُـمْ *** أثْـوَارُ مَحْـرَثَـةٍ ، لَهُـنّ خُـوَارُ

وَالصمّتَيـنِ أجَـرْتُـمُ فَغَـدَرْتُـمُ *** وَابنُ الأصَـمّ بِحَبْـلِ بَيْبـةَ جَـارُ

أخْزَاكَ رَهْطُ ابنِ الأشَدّ فأصْبَحَـتْ *** أكْبَـادُ قَـوْمِـكَ ما لَهُـنّ مَـرَارُ

بـاتَـتْ تُكَلَّـتُ مـا علِـمْـتَ*** وَلَمْ تَكُنْ عُونٌ تُكَلَّفُـهُ وَلا أبْكَـارُ

سَبّوا الحِمَارَ فَسَوْفَ أهجُـو نِسْـوَةً*** للكِيـرِ ، وَسْـطَ بُيُـوتِهـنّ ، أُوَارُ

إنّ الفَـرَزْدَقَ لَـنْ يُـزَاوِلَ لُؤمَـهُ *** حتَّى يَـزُولَ عَنِ الطّريـقِ صِـرَارُ

فِيمَ المِرَاءُ ، وَقَد سَبَقْـتُ مُجاشِعـاً *** سَبْقـاً تَقَطَّـعُ دُونَـهُ الأبْـصَـارُ

قَضَتِ الغَطارِفُ من قُرَيشٍ فاعتـرفْ *** يا ابنَ القُيُـونِ عَلَيـكَ وَالأنْصَـارُ

هَلْ فِي مِئِيـنَ وَفِي مِئِيـنَ سَبَقْتُـها*** مَـدَّ الأعِنّـةِ، غَـايَـةٌ وَحِضَـارُ

كَذَبَ الفَـرَزْدَقُ إنّ عُودَ مُجاشـعٍ *** قَـصِـفٌ ، وَإنّ صَلِيبَهُـمْ خَـوَّارُ

وَإذا بَطِنْـتَ فأنْتَ يا ابن مُجاشِـعٍ *** عِنْـدَ الـهَـوَانِ جُنَـادِفٌ نَثّـارُ

سَعْدٌ أَبَوْا لكَ أنْ تَفي بـجِوَارِهِـمْ *** أوْ أنْ يَفي لكَ بِالـجِـوَارِ جِـوَارُ

قَدْ طالَ قَرْعُكَ قبـلَ ذاكَ صَفاتَنـا *** حتَّـى صَمِمْـتَ ، وَفُلّـلَ المِنْقَـارُ

يا ابنَ القُيُـونِ وَطَالَمَـا جَرّبْتَنـي *** وَالنّـزْعُ حَيْـثُ أُمِـرّتِ الأوْتَـارُ

مَا فِي مُعَاوَدَتي الفَـرَزْدَقَ فاعْلَمـوا *** لِمُجَاشِـعٍ ظَفَـرٌ ، وَلا اسْتِبْشَـارُ

إنّ القَصَائِـدَ قَدْ جَدَعنَ مُجاشِعـا *** بالسّـمّ يُلْحَـمُ نَسْجُهـا ، وَيُنَـارُ

وَلَقُوا عَوَاصِيَ قَدْ عَيِيـتَ بنَقْضِهـا *** وَلَقَدْ نُقِضْـتَ فَمـا بكَ استِمْـرَارُ

قَد كانَ قَوْمُكَ يَحسَبُونَـكَ شاعـراً *** حتَّـى غَرِقـتَ ، وَضَمَّـكَ التّـيّارُ

نَزَعَ الفَـرَزْدَقُ ، ما يَسُرّ مُجاشِعـاً *** مِنْـه مُـرَاهَنَـةٌ ، وَلا مِـشْـوَارُ

قَصُرَتْ يَداكَ عنِ السّماءِ فلم يكُـنْ *** فِي الأرْضِ للشّجَرِ الخَبِيـثِ قَـرَارُ

أثْنَتْ نَـوَارُ عَلى الفَـرَزْدَقِ خَزْيَـةً *** صَدَقَتْ وَما كَذَبَتْ عَلَيْـكَ نَـوَارُ

إنّ الفَـرَزْدَقَ لا يَـزَالُ مُقَـنَّـعـاً *** وَإلَيْـهِ بالعَمَلِ الـخبيـثِ يُشَـارُ

لا يَخْفَيَـنّ عَلَيْـكَ أنّ مُجَـاشِعـاً *** لَوْ يُنْفَخُـونَ منَ الخُـؤورِ لَطـارُوا

قَدْ يُؤسَـرُونَ فَما يُفَـكّ أسيرُهُـمْ *** وَيُقَـتَّـلُـونَ ، فَتَسْلَـمُ الأوْتَـارُ

وَيُفَايِشُـونَـكَ والعِظَـامُ ضَعِيفَـةٌ *** وَالـمُخُّ مُمْتَخَـرُ الـهُنَـانَـةِ رَارُ

نَظَـرُوا إلَيكَ وقَدْ تَقَلّـبَ هامُهُـمْ *** نَظَـرَ الضبّـاعِ أصَـابَهُـنّ دُوَارُ

قُـرِنَ الفَـرَزْدَقُ وَالبَعيـثُ وَأُمُّـهُ *** وَأبُـو الفَـرَزْدَقِ ، قُبّـحَ الإسْتَـارُ

أضْحَـى يُـرِمـزُ حَاجِبَيْـهِ كَأنّـهُ *** ذِيـخٌ لَـهُ ، بِقَصِيمَتَيـنِ ، وِجَـارُ

لَيْسَتْ لِقَوْمـي بِالكَتِيـفِ تِجـارَةٌ *** لَكِـنّ قَـوْمـي بالطعَـانِ تِجَـارُ

يَحْمي فَوَارِسِـيَ الّذِيـنَ لخَيْلِهِـمْ *** بِالثّغْرِ ، قَدْ عَلِـمَ العَـدُوُّ ، مُغـارُ

تَدْمَى شكائِمُها، وخَيْـلُ مُجاشـعٍ *** لَمْ يَنْـدَ مِنْ عَـرَقٍ لَهُـنّ عِـذارُ

إنّـا، وَقَينُكُـمُ يُـرَقـعُ كِـيـرَهُ *** سِرْنَا لنغْتَصِبَ الـمُلُوكَ ، وَسـَارُوا

عَـضّـتْ سَلاسِلُنـا علـى ابْنَـيْ *** مُنْذِرٍ ، حتَّى أقَـرّ بحُكْمِنَـا الجَبّـارُ

وَابْنَيْ هُجَيْمَـةَ قَـدْ تَرَكْنـا عَنـوَةً *** لابْنَيْ هُجَيْمَـةَ فِي الرّمـاحِ خُـوَارُ

وَرَئيـسُ مَمْلَكَـةٍ وَطِـئْنَ جَبينَـهُ *** يَغْشَـى حَـوَاجِبَـهُ دَمٌ وَغُـبَـارُ

نَحْمي مُخاطَـرَةً عَلـى أحْسابِنَـا *** كَـرُمَ الحُمَـاةُ وَعَـزّتِ الأخْطَـارُ

وَإذا النّسَـاءُ خَرَجْـنَ غَيـرَ تَبَـرُّزٍ *** غِرْنَا ، وَعِنـدَ خُـرُوجهـنّ نَغَـارُ

وَمُجاشِعٌ فَضَحُـوا فَـوَارِسَ مـالِكٍ *** فَرَبَـا الخَزِيـرُ ، وَضُيّـعَ الأدْبَـارُ

أغَمامَ ! لوْ شَهِدَ الوَقيـطَ فَوَارِسـي *** مَـا قِيـدَ يُعتَـلُ عَثْجَـلٌ وَضِـرَارُ

يا ابنَ القُيُونِ وَكيفَ تَطلُبُ مَجدَنَـا ***وَعَلَيكَ مِنْ سِمَـةِ القُيـونِ نِجـارُ

التعديل الأخير تم بواسطة عمرو2008 ; 09-10-2008 الساعة 06:26 PM