لقــد أوصفـوك ولـم ينصفـوك !!
20-10-2018, 06:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
:1 3:










لقــد أوصفـوك ولـم ينصفـوك !!
إضمار الحشا قد أخجلت كل الظباء .. ورشاقة القامة قد أخجلت مها الغزلان .. وطلعة الوجه قد أخمدت نور القمر .. والخد كالعنب المتفرد في عنقود .. يتلألأ بالنضارة كالليمون .. وحلاوة الشفاه تعجز أهل البيان .. ورقة الأوصال فاقت أفرع السيسبان .. ورموش العين قد ماثلت تيلة الحرير .. روعة خيوط تناسقت في مسنج الكتان .. وبسمة الثغر قد أطفأت شموع الظلام .. تحيي الأموات وتأسر العاشق الولهان .. ودائـرة كحل حول العيون قد أبكت مها الغزلان .. القامة كالخيزران .. والهيبة كالصولجان .. والروعة تتجلى في بياض الأسنان .. دقة لجنود تراصوا في ساحة المهرجان .. والجيد كفصوص القصب قد استدارت بالدوران .. يتجلى بنعمة شفافية تكشف خطوط الشريان .. والشعر في الرأس ذهب يتدفق نحو الثرى انسياباً بدقة وحسبان .. والحكمة في ذوق وأدب هو إرث من إرث الملوك والأعيان .. ويحق لها الدلال إذا رقصت تيهاً وتفاخراً كالطاووس بين الأقران .. والروعة ثم الروعة تتجلى في عفة اللسان .. حيث سماحة الخصال التي تتجلى عند الإفصاح والبيان .. هي حسناء وقولها نغمات تفوق تغريد الكروان .. وترانيم صوتها عذبة كعذوبة الترانيم لحورية في حصن سليمان .. وتلك حروفها تدغدغ المشاعر في الوجدان .. والبسمة منها ذلك البرق الذي يخطف الأبصار باللمعان .. لقد تكاملت فيها صور المحاسن حيث الهيبة والوقار والمكان .. خصال في خصال.. وجمال في جمال .. وكمال في كمال .. لقد حيرت شلالات حسنها ذلك العبقري الفنان .. يجتهد عبثاً ليحصر الجمال فيعجز مكتوف البنان .. لا يحسن الكمال حين يهيم بالدقة والميزان .. ثم يقول في يأس لا أجد ما يطابق الروعة في الألوان .. كم وكم تشرئب الأعناق لترى الفجر قبل الأوان .. ثم تتكهن الأذهان في تفسير محاسن ذلك الإنسان .. يقولوا ويقولوا ثم لا ينالوا ما يوافق الحال بالدليل والبرهان .. لقد أوصفوك ولم ينصفوك .. جمالك هبـة .. وخصالك موهبــة .. وقسماتك معجـزة .. ونسمات العبق فيك خاطرة وملهمة .. وتلك الأوصاف فيك قد وقفت عاجزة !.. الأزهار قد تمنت أن تجاريك حسناً ثم ذبلت واهية .. وأفرع البان قد تمنت الاستقامة مثلك ثم انهارت حائرة .. ومهما يقتفى الكروان أثرك يرتد خائبا ليقف فوق حافة مائلة .. ومنافسة خصالك وجمالك مستحيلة عاصية .. فسبحان من أبدع المحاسن في وردة عالية زاهية !.
ـــــــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد