تسجيل الدخول

الإفراج عن المعتقلين والمقاومة المسلحة.
بعـد شهـر من الحجـز دون محاكمـة نظمت حكومـة غزالـي نـدوة جمـع فيها الأحـزاب والجمعيات بحثـا عن الحلـول للخـروج من الأزمـة السياسيـة الخانقـة. خلالهـا طرحت قضيـة المعتقلين بشـدّة، وناقش هؤلاء فكـرة البحـث في الطـرق الناجعـة للضغـط على النظـام كـي ينظـر فـي قضيتنـا، فوقـع الاتفـاق علـى شـن إضـراب عـن الطعـام لمـدة غيـر محـدودة.. تمسّـك السلفيـون -كعادتـهم- بموقفـهم المعـارض لأن الإضـراب - في رأيهم- "بدعـة وضلالـة من عمـل الشيوعييـن والحـوار مع النظـام كفـر وخـروج عن الدين". فبعد أسبـوع من الإضـراب، يبدو أنـه جـزء من سيناريـو لا أدري مصـدره، زارنـا وفـد رئاسـي مـن ستـة أفـراد بينـهم علي هـارون وزيـر حقـوق الإنسـان وشقيـق الشاذلـي نـائب رئيس المنطقـة العسكريـة الأولـى. ودامـت المحادثـات يومـا كامـلا ونحـن صيـام، انتهـت بالاتفـاق علـى تجميـد الإضـراب ريثمـا يبلـغ رئيس الجمهوريـة عـن مطالبنـا المتمثلـة أساسـا فـي:
- الإفـراج الفـوري للمعتقليـن والمساجيـن دون قيـد ولا شـرط.
- عــودة جميـع العمـال إلى مناصبهـم فـور التحاقهـم بمقرات عملهم.
- عــودة المنتخبيـن إلى مواقعهـم واستئنـاف مهامهـم.
إلغـاء كل ما انجـر عـن الاعتقـال مـن أضـرار وتعويض المتضررين.
وبعد يومين من الانتظـار، يعـود الوفـد ثانيـة ليتم إطـلاق سراحنـا على مرحلتين بدايـة من يوم 18 أوت 1991، غير أن الفرحـة لم تكتمـل لأن الكثيـر من المعتقليـن اختـاروا الالتحـاق بأصحابهـم في الجبـال استجابـة لأهوائهـم وتنفيـذا للمؤامـرة التي تم الاتفـاق بشأنهـا.
بعد شهريـن من الاعتقـال، ألفينـا النـاس على فوهـة مـن البركـان في انتظـار إعـلان بدايـة "الجهـاد" ضد"الطغـاة"، والناس يعيشـون في فوضى لم يسبق لهـا مثيل .. والغريب أن الكثير يستبشـر خيرا من تلك الفتنـة المحدقـة بالبـلاد! يبـدو أن اعتقالنـا كان نعمـة على الحـزب في تلك المرحلـة. فقد أكسبـه دعمـا شعبيـا قويـا وزاده شرعيـة كان لا بـدّ منها للتحـرّك بحريـة. خاصـة أن الجميع يـرى في اعتقالنـا "حقـرة" وازدراء من قبل العسكـر ودوسا على الإرادة الشعبيـة… وكانت عمليـة الحبس بمثابـة الغربـال في تمحيص العزائـم وتصفيـة الرجـال. فقد بـرز خلالهـا أصحـاب النوايـا الخبيثـة وكشـف القنـاع عن المندسيـن والعمـلاء وأصحـاب الطمـع. أكسبتنـا تجربـة لا مثيل لها في ميـدان العلاقات الإنسانيـة والتعامـل مع النـاس والتمييـز بينهـم. وكأننـا رجعنـا من سياحـة علميـة ونقبـل على تطبيـق مـا تعلمنـاه في تلك المـدة.

[QUOTE=العيد دوان;256830] الإفراج عن المعتقلين والمقاومة المسلحة.
[color="blue"][size="5"][font="arial"]بعـد شهـر من الحجـز دون محاكمـة نظمت حكومـة غزالـي نـدوة جمـع فيها الأحـزاب والجمعيات بحثـا عن الحلـول للخـروج من الأزمـة السياسيـة الخانقـة. خلالهـا طرحت قضيـة المعتقلين بشـدّة، وناقش هؤلاء فكـرة البحـث في الطـرق الناجعـة للضغـط على


يبـدو أن اعتقالنـا كان نعمـة على الحـزب في تلك المرحلـة. فقد أكسبـه دعمـا شعبيـا قويـا وزاده شرعيـة كان لا بـدّ منها للتحـرّك بحريـة. خاصـة أن الجميع يـرى في اعتقالنـا "حقـرة" وازدراء من قبل العسكـر ودوسا على الإرادة الشعبيـة… وكانت عمليـة الحبس بمثابـة الغربـال في تمحيص العزائـم وتصفيـة الرجـال. فقد بـرز خلالهـا أصحـاب النوايـا الخبيثـة وكشـف القنـاع عن المندسيـن والعمـلاء وأصحـاب الطمـع. أكسبتنـا تجربـة لا مثيل لها في ميـدان العلاقات الإنسانيـة والتعامـل مع النـاس والتمييـز بينهـم. وكأننـا رجعنـا من سياحـة علميـة ونقبـل على تطبيـق مـا تعلمنـاه في تلك المـدة.

ما كنت لأفتح عيناي لولا هذه الاعتقالات وما كان لي أن أنتبه إلى ما يحاك بالجزائر.. والآن فهمت..