راشق بوش بالحذاء يمثل أمام المحكمة العراقية الخميس
19-02-2009, 12:48 AM
راشق بوش بالحذاء يمثل أمام المحكمة العراقية الخميس




لحظة رشق بوش بالحذاء

بغداد- تبدأ محكمة عراقية الخميس أولى جلساتها للنظر في قضية الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بفردتي حذائه منتصف كانون أول/ديسمبر الماضي خلال مؤتمر صحفي عقد في المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد.

وأعلنت مصادر من المحكمة الجنائية العراقية أن الزيدي أحيل إلى المحكمة وفق المادة 223 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 التي تتراوح أحكامها بالسجن بين سبعة إلى 15 عاما.

ودعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في بيان صحفي القضاء والحكومة العراقية إلى الإفراج عن الزيدي الذي وصفه بأنه أحد صور المقاومة القلبية والوطنية المعبرة عن رأي وشعور العراقيين الذين يعانون من وجود الاحتلال على أرضهم وسيطرتهم على ثرواتهم.

وتعد قضية الزيدي أول قضية من نوعها في تاريخ العراق، حيث لم يسبق لأي محكمة عراقية أن قضت بأحكامها في مثل هذا النوع من القضايا لأنه لم يسبق أن تعرض رئيس دولة أجنبية زار العراق إلى مثل ما فعله الزيدي في 14 كانون أول/ديسمبر الماضي عندما رشق بوش بفردي حذائه وسط ذهول رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الذي كان يقف إلى جانب الرئيس الأمريكي السابق في الواقعة الشهيرة.

وأبلغ ميثم الزيدي الشقيق الأصغر للصحفي منتظر الزيدي وكالة الأنباء الألمانية د.ب.أ بأن عائلة الزيدي ستكون داخل قاعة المحكمة الخميس.

وأضاف: لم يتسنى لنا فرصة مقابلة الزيدي قبل إجراء المحاكمة لكن معنوياته عالية جدا وهو واثق بعدالة ونزاهة القضاء العراقي.

وقال ميثم: الموضوع ليس سهلا لكننا مؤمنون بأن الله سبحانه وتعالى سيكون إلى جانب منتظر ونأمل أن يتعامل القضاء باستقلالية في هذه القضية.

وسيرأس وقائع الجلسة القاضي ضياء الكناني، فيما سيتولى قيادة فريق الدفاع عن منتظر الزيدي المحامي ضياء السعدي نقيب المحامين العراقيين.

ويعمل الزيدي 28 عاما لحساب محطة تلفزيون البغدادية التي يملكها رجل الأعمال العراقي عوف حسين وتبث برامجها من القاهرة وسبق وأن اختطف من قبل جماعات مسلحة عام 2007 وتم الإفراج عنه بعد ثلاثة أيام من دفع فدية.

وذكر طارق حرب رئيس جمعية الثقافة القانونية لـ د.ب.أ ان قضية الزيدي فريدة من نوعها في العراق وأن المادة 223 من قانون العقوبات العراقي لسنة 1969 لم يسبق أن طبقت من قبل ضد أي متهم في العراق وهي تتعلق بالاعتداء على رئيس دولة أجنبية أثناء زيارته للعراق.

وبين إن قرار الحكم أمر متروك للمحكمة وفي كل الأحول فإن العقوبة لن تكون قليلة.

وأوضح أعضاء في فريق الدفاع عن الزيدي أن الصحفي العراقي أعطى إفادته أمام قاضي التحقيق بعد أيام من اعتقاله ذكر فيها أنه قام بهذا العمل في ظل دوافع وطنية لما يشاهده من حوادث يقوم بها الجيش الأمريكي ضد العراقيين وأنه يشعر بمشاعر وطنية تجاه الاحتلال الأمريكي للعراق.

وقال النائب السابق فتاح الشيخ: قلوبنا ومشاعرنا ستكون مع الصحفي منتظر الزيدي وهو يدخل المحكمة لأنه قام بعمل بطولي ثأر فيه لجميع العراقيين الذين قتلوا جراء الاحتلال الأمريكي للعراق.

وأضاف: من الصعوبة التكهن بحيادية المحكمة واستقلاليتها لأننا لا نزال نعيش تحت الاحتلال الأمريكي والقضية تتعلق برئيس أمريكي تعرض لإهانة قاسية في العراق.

وأوضح الشيخ الذي يرأس تحرير صحيفة إشراقات الصدر أن هناك رأي عام لا يستهان به يقف إلى جانب الصحفي الزيدي وعلى المحكمة أن تأخذ ذلك بنظر الاعتبار وان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش هو من يجب محاكمته لأنه دمر بلدا وليس منتظر الزيدي الذي حاول الدفاع عن حقوق العراق بطريقته الخاصة.

وتسببت أعمال العنف والاقتتال الطائفي التي اجتاحت العراق بعد الغزو الأمريكي لها عام 2003 في مقتل وجرح وفقدان أكثر من 300 صحفي وإعلامي عراقي في أرجاء البلاد بعضهم قتل برصاص الجيش الأمريكي.

وقال الصحفي نصير العوام رغم أن ما فعله الزيدي كان عملا منافيا للتقاليد الصحفية وكان الأجدر به أن يقوم بإحراج الرئيس الأمريكي بأسئلة تعكس الامتعاض عن تصرفاته وتصرفات الجيش الأمريكي تجاه العراق وشعبه وأن هذا كله لا يمنع من القول إن محاكمته أمر مهم للغاية ويجب الإفراج عنه كونه يمثل السلطة الرابعة في العراق.

وبحسب عائلة الزيدي فإن منتظر تعرض للتعذيب الشديد لمدة 24 ساعة بعد إخراجه من قاعة المؤتمر الصحفي من قبل جهاز حماية رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي وتم وضعه في مبنى مهجور داخل المنطقة الخضراء وتعرض لسيل من اللكمات والضرب والتعذيب أدت إلى كسر أحد أسنانه وحدوث كدمات في الوجه وحول العين وتم نقله للمستشفى لتلقي العلاج.

ولم يعرض الزيدي أمام شاشات التلفزة بعد اعتقاله وسيكون ظهوره في المحكمة هو أول ظهور علني أمام الرأي العام منذ إخراجه بقوة من قاعة المؤتمر الصحفي في 14 كانون أول/ديسمبر الماضي.

ويبدو أن الأنظار ستتجه الخميس إلى محكمة الجنايات العراقية لحسم قضية الزيدي بعد 68 يوما على واقعة الحذاء الشهيرة التي سيتذكرها العراقيون والعالم أجمع كونها تتعلق برئيس أمريكي تعرض لأقسى إهانة حسب العرف العراقي وستبقى عالقة بالأذهان كلما ذكر اسم الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.
قيل للحسن البصري
ما سر زهدك في الدنيا ؟
فقال علمت يأن رزقي لن يأخذه غيري فأطمأن قلبي له
و علمت بأن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به
وعلمت ان الله مطلع علي فأستحييت ان اقابله على معصية و علمت ان الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء الله