رد: مطوية الشيخ البشير الإبراهيمي و مقاومته للصوفية
30-04-2007, 07:05 PM
الشيخ البشير الإبراهيمي الجزائري و مقاومته للصوفية
بسم الله الرحمن الرحيم
ترتبط مقاومة الصوفية المبتدعة بإصلاح العقيدة ارتباطا وثيقا و قد كشف الإبراهيمي رحمه الله عن مخازي هؤلاء و حاربهم بشدّة ، و عاملهم بما يستحقون لأنهم تاجروا باسم الدين ، و زجّت بهم فرنسا في أتون المعركة ، فأصغ إليه و هو يقول :
" في أيّام الحملة الكبرى على الحكومة الفرنسية ظهر هؤلاء بمظهر مناقض للدين ، فكشفوا الستر عن حقيقتهم المستورة و وقفوا في صفّ الحكومة مؤيدين لها ، خاذلين لدينهم و للمدافعين عن حريّته مطالبين بتأييد استعباده ، عاملين بكل جهدهم على بقائه بيد حكومة مسيحية تخرّبه بأيديهم ، و تشوش حقائقه بألسنتهم ، و تلوث محاربيه و منابره بضلالتهم " .
و يقول :
" و قد أخذوا في الزمن الأخير ببعض مظاهر العصر ، و تسلموا بعض أسلحتهم بإملاء من الحكومة للدّفاع عن الباطل فكونوا جمعيّة و أنشأوا مجلّة ، و جهّزوا كتيبة من الكتاب يقودها أعمى – ليشترك عاقلهم و سفيههم في هذه المخزيات و بحكم العموميّة في الجمعيّة ، و الاشتراك في المجلّة ، و لو في دائرته الضيقة و من أهله و جيرانه ... دافعناهم عندما ظهروا بذلك المظهر– بالحق فركبوا رؤوسهم ، فتسامحنا قليلا إيقاء على حرمة (المحراب) و (المنبر) التي انتهكوها ، فشددوا إيقاء على حرمة (الخبزة) فكشفنا عن بعض الحقائق المستورة فلجّوا و خاضوا ، و ثاروا و خاروا ، فلمّا عتوا من أمر ربّهم رميناهم بالآبدة ... و هي أنّ الصلاة خلفهم باطلة لأنّ إمامتهم باطلة ... لأنّهم جواسيس " .
و قد عدّ الشيخ الإبراهيمي الصوفية داء عضالا يجب التخلص منه , للتحرّر عقيدة المسلم من التشويش , وتطلق لعقله العنان في التشبع و فهم الشريعة ، فتراه يصرح بقوله :
" إنّنا علمنا حقّ العلم بعد التروّي و التثبّت و دراسة أحوال
الأمّة و مناشئ أمراضها أنّ هذه الطرق المبتدعة في الإسلام هي سبب تفرق المسلمين ، و نعلم أنّنا حين نقاومها نقاوم كل شرّ ، إنّ هذه الطرق لم تسلم منها بقعة من بقاع الإسلام ، و إنّها تختلف في التعاليم و الرسوم الظاهر كثيرا ، و لا تختلف في الآثار النفسيّة إلاّ قليلا ، و تجتمع كلها في نقطة واحدة و هي التحذير و الإلهاء عن الدين و الدنيا " .
و يتابع شارحا مخاطر الطرقية و بدعها ، حيث تعلق كثير من المسلمين بطقوس طريقتهم ، و بطروحات مشايخهم ، و لم
يعمدوا على اتصال مباشر مع الكتاب و صحيح السنّة ، بل أصبحت هذه الطرق حاجزا بينهم و بين مصادر الشريعة ، و كأنّها دين جديد ، لقد أصبحت بعض الطرق – كما يرى الإبراهيمي – في بلاد العرب و المسلمين ، و في الجزائر بخاصّة ، إضافة جديدة إلى محاولات الدّس التي قام بها أعداء كثيرون للإسلام ، إن كان بنحل الأحاديث ، أو بالتأويلات المزورة للحقيقة ، أو ما شاع عند العديد من الحركات الباطنية و لكن يعود ليؤكد أنّ هذا كان خطره أقل بكثير من خطر هذه الطريقة ، فيقول :
" أما و الله ما بلغ الوضاعون للحديث ، و لا بلغت الجمعيّات السريّة و العلنيّة الكائدة للإسلام من هذا الدين عشر معشار ما بلغته من هذه الطرق المشؤومة ... إنّ هذه الهوّة العميقة التي أصبحت حاجزة بين الأمة و قرآنها هي من صنع أيدي الطرقيين " .
و يقول مقرّعا الطرقية و فهمهم الخاطيء للإسلام :
" .. فكل راقص صوفي ، و كل ضارب للطبل صوفي ، و كل عابث لأحكام الله صوفي ، و كل ماجن خليع صوفي ، و كل مسلوب العقل صوفي ، و كل آكل للدنيا بالدين صوفي ، و كل ملحد لآيات الله صوفي ، و هلمّ سحبا ، أفيجمل بجنود الإصلاح أن يدعوا هذه القلعة تحمي الضلال و تؤويه ، أم يجب عليهم أن يحملوا عليها حملة صادقة شعارهم : ( لا صــــوفـــيــــة فــي الإســـــلام ) حتى يدكوها دكّا ، و ينسفونها نسفا ، و يذروها خاوية على عروشها " .
و قد كان رحمه الله تعالى في محاربته للصوفية و خرافاتها و ترهاتهم متأثرا بتعاليم حركة الشيخ محمد بن عبد الوهّاب الإصلاحية ، و يتضح ذلك عندما نراه يعلل هجوم المتاجرين بالدين على هذه الدعوة السنية الإصلاحية في البلاد الحجازية التي سمّاها خصومها بــ ( الوهابية ) - تنفيرا و تشويها - لأنّها قضت على بدعهم ، و حاربت خرافاتهم ن فيقول :
" إنّهم موتورون لهذه الوهابية التي هدمت أنصابهم ، و محت بدعهم فيما وقع تحت سلطانهم من أرض الله ، و قد ضجّ مبتدعة الحجاز فضجّ هؤلاء لضجيجهم و البدعة رحم ماسة ، فليس ما نسمعه هنا من ترديد كلمة ( وهابي ) تقذف في وجه كل داع إلى الحقّ إلاّ نواحا مردّدا على البدع التي ذهبت صرعى هذه الوهابية " .
بقلم الشيخ مشهور حسن آل سلمان من علماء الأردن نشرت بمجلة الأصالة العدد
التعديل الأخير تم بواسطة أبو جويرية ; 30-04-2007 الساعة 07:08 PM