نحو نوع جديد من الأدب
25-11-2008, 08:45 AM
نحو نوع جديد من الأدب
ديمومة الاتجاه الواحد في الكتابات الأدبية ستؤدي بالضرورة إلى الركود في أرض خصبة يمكن لها أن تؤتي أكلها كل يوم و في ظرف قياسي.
مساوئ الإصرار في البقاء على إيقاع واحد في الكتابة رغم تعدد * الطبوع* أعطى نتائج أقل ما يقال عنها أنها كانت في أغلبيتها سلبية و كانت عواقبها وخيمة بحيث كثرت الكتابات * المعقدة* التي اكتسحت ميدان الثقافة و أدت إلى وضع أجيال كاملة على سكة مفاهيم و أفكار فضلت التقليد المنضبط على الإبداع الحر.
و رافقت هذه الرحلة إفرازات حالت دون تحقيق النهضة و تحرير الأساليب من هيمنة الجمود و التخلف, و تقيدت الكتابات السائدة آنذاك بأحداث أخرجتها من المسوغات الاجتماعية و أدخلتها في ما يسمى بموجة الحزن الرومانسي.
و قد يبحث القاري في محتوى النص المكتوب عن انشغالاته, فلا تتضح أمامه سوى حروف كئيبة تعزف على أوتار رومانسية ممتازة تنساق نصوصها مع تشاكل الداخل النفسي للكاتب و صورة نهايته على بعد صفحات.
و من خلال هذه الرؤية * المضغوطة* حسب لغة الكمبيوتر , نحاول تشكيل شبكة عوامل مادية تتفاعل مع بيئة ثقافية جديدة, تنعكس على الإنسان الأديب من جهة حاجاته الأساسية للنوع و الكم.
و لما كانت الثقافة هي هدفنا الأول , كانت الحاجة الماسة و الأساسية للأديب هي أن يعمل بكل قواه على ترسيخ القيم الأصيلة و الأخلاق الفاضلة ليحتل الصدارة و يضمن حماية الشخصية الثقافية و يعمل للاستمرارية بإستراتيجية مربحة.
عندما نتكلم عن مهمة كبيرة كهذه يجب أن نتذكر أن مقومات و خصائص الأديب الجزائري يجب أن تستمد من الحياة الاجتماعية لأمته, أين تفرض عليه أمورا أخرى قد تخفي أسرارا و حقائق حول التكيف هذا, لا ندركها للوهلة الأولى.
عندما تكونت فكرة العمل على إيجاد أدوات جديدة لإعطاء حرارة للابداع الأدبي بحيث يساعد على ظهور أدباء جدد..كان من الضروري الخوض في تجارب نحسبها مفيدة:
منها مساعدة الأدباء الشباب على الظهور من خلال مختلف القنوات التي نقترحها.
لا شك أن * مجلة الإبداع الأدبي * والمجلة بمفهومها الواسع..تساعد على تحقيق خصوصيات رائدة منها على سبيل المثال : الإيجاز و الانحياز..لأسلوب قراءة مشروطة كاقتراح * عقد مطالعة على المستعملين , حتى نتمكن من تدريبهم على القراءة الخاصة لا على المطالعة التي يقرض فيها النصوص بغريزة إشباع نفسية المستعمل, لا بطريقة الحس الفني و الجمالي.
و أعتقد أن بعث النقد البناء و المحترف سيكشف و يساعد على نشر أصوات جديدة و يحث على تنشيط عملية البحث عن كتاب متعددي الاختصاصات.
و يمكن للمثقف أن يخرج من حظيرة الأدب المعقد بإحداث فضاء أدبي و فني أين يمكن للخطاب الوسط, و البحث المكثف و التحليلات المتعددة أن ترسم نفسية الأديب في بيته الجديدة.
إن اشتراط الأصالة و الصرامة ممكن أن يكون هو الآخر تأثيرا غير محدد يشجع على الاستعداد لتقبل الخصائص المرسخة في صناعة النص.
يتكون نوع الكتابة الأدبية المزمع تحريضها على الظهور : من الترجمة الشفهية للنظرة و الصوت و الطريقة التي تكون بمثابة الوجهة الأساسية التي تنقل عبر الوقت و المكان و في شكل أو أسلوب يصطاد النظرة من خلال النظر و الكلمة من خلال السمع...
و بتأثير هذه العوامل و سعي المثقف إلى لعب دوره مع تقدم الفكرة, تنمو التصورات المختلفة لتكون جدار دفاع يعتمد على أساليب منها:
* إيجاد صيغة مفتوحة على نصوص النقد, أكثر من مثيلتها في الإبداع الأدبي.
* من خلال النصوص المختارة, ننسج شبكة من الاتجاهات أين يكون للقارئ الحق في رسم اتجاهه و إسماع كلمته,
- و في الأخير الإخراج الذي هو في تطور مستمر بحيث تصبح المجلة عبارة عن نص في كتاب ضخم يحتوي على الإبداع الأدبي.







