مَـالَذَّةُ الْعَيْـشِ
02-12-2008, 07:58 PM
مَالَذَّةُ الْعَيْشِ إِلَّا صُحْبَــــةُ الْفُقَــــرَا

هُمُ السَّلاَطِينُ وَالسَّــــادَاتُ وَالْأُمَــرَا

فَاصْحَبْهُمْ وَ تَـــأَدَّبْ فِي مَجَالِسِـــهِمْ

وَخَلِّ حَــظَّكَ مَهْمَا قَدَّمُـــوكَ وَرَا

وَاسْتَـغْنَمِ الْوَقْتَ وَاحْضُـرْ دَائِـمًا مَعَهُـمْ

وَاعْلَمْ بِأَنَّ الـرِّضَا يَـخُصُّ مَـنْ حَضَـرَا

وَلاَزِمِ الصَّمْــتَ إِلاَّ إِنْ سُئِلْـتَ فَقُـــلْ

لاَ عِلْمَ عِنْدِي وَكُنْ بِالْجَهْـلِ مُسْتَـتِـرًا

وَلاَ تَرَى الْعَيْبَ إِلاَّ فِيكَ مُعْتَقِـــــدًا

عَيْبًا بَـدَا بَيِّـنًا لَكِنَّـهُ اسْتَـتَــــرَا

وَحُطَّ رَأْسَكَ وَاسْتَـغْفِرْ بِلاَ سَــــبَبٍ

وَقُـمْ عَلَى قَدَمِ الْإِنْصَافِ مُـعْــــتَذِرًا

وَإِنْ بَـدَا مِنْكَ عَـيْبٌ فَاعْتَذِرْ وَ أَقِـــمْ

وَجْـهَ اعْـتِذَارِكَ عَمَّا فِيكَ مِــنْكَ جَرَى

وَقُلْ عُبَيْدُكُــمُ أَوْلَـى بِصَفْحِكُــــمُ

فَسَامِـحُوا وَخُـذُوا بِالـرِّفْقِ يَافُقَـــرَا

هُـمْ بِالتَّفَضُّـلِ أَوْلَـى وَهْـوَ شِيمَتُهُــمْ

فَلاَ تَـخَفْ دَرْكًـا مِنْهُـمْ وَ لاَ ضَــرَرَا

وَبِالتَّـفَتِّـي عَلَى الْإخْوَانِ جُدْ أَبَــــدًا

حِـسًّا وَمَـعْنًى وَغُـضَّ الطَّرْفَ إِنْ عَـثَرَا

وَرَاقِـبِ الشَّيْـخَ فِي أَحْـوَالِهِ فَعَسَـــى

يُرَى عَلَيْكَ مِنِ اسْتِـحْسَـانِهِ أَثَـــرَا

وَقَدِّمِ الْجِـدَّ وَانْـهَضْ عِنْدَ خِدْمَتِــــهِ

عَسَاهُ يَرْضَـى وَ حَاذِرْ أَنْ تَكُنْ ضَجِــرَا

فَـفِي رِضَـاهُ رِضَـا الْبَارِي وَطَاعَتـُــهُ

يَرْضَـى عَلَيْكَ وَكُـنْ مِنْ تَرْكِهَا حَــذِرَا

وَاعْلَمْ بِـأَنَّ طَرِيـقَ الْقَـوْمِ دَارِسَــــةٌ

وَحَالُ مَنْ يَدَّعِـيهَا الْيَوْمَ كَـيْفَ تَــرَى

مَـتَى أَرَاهُـمْ وَ أَنـَّى لِـي بِرُؤْيَتِـهِــمْ

أَوْ تَسْمَـعُ الْأُذْنُ مِـنِّي عَنْـهُمُ خَبَـــرَا

مَنْ لِي وَ أَنَّى لِـمِثْـلِي أَنْ يُـزَاحِـمَهُــمْ

عَلَى مَـوَارِدَ لَـمْ آلِفْ بِـهَا كَـــدَرَا

أُحِبُّهُــمْ وَ أُدَارِيـهِمْ وَ أُوثِـرُهُـــــمْ

بِـمُهْجَتِـِي وَ خُصُوصًا مِنْهُـمْ نَـــفَرَا

قَـوْمٌ كِرَامُ السَّجَايَا حَيْـثُمَا جَلَسُــــوا

يَبْقَى الْمَكَانُ عَلَى آثَارِهِمْ عَــــــطِرَا

يـُهْدِي التَّصَوُّفُ مِنْ أَخْلاَقِـهِمْ طُرَفًـــا

حُسْنُ التَّـأَلُّفِ مِنْهُـمْ رَاقَـنِي نَظَـــرَا

هُمْ أَهْـلُ وِدّي وَ أحْبَابـي الّذينَ هُـــمُ

مِـمَّنْ يَـجُرُّ ذُيُـولَ الْعِـزِّ مُفْتَـخِــرَا

لاَ زَالَ شَـمْلِي بِـهِمْ فِي اللهِ مُـجْتَمِعًــا

وَذَنْبُـنَا فِيهِ مَغْفُـورًا وَمُغْتَـــفَـــرَا

ثُـمَّ الصَّـلاَةُ عَـلَى الْمُخْتَارِ سَيِّدِنَــــا

مُحَمَّدٍ خَيْـرُ مَنْ أَوْفـَى وَمَنْ نَــــذَرَا