ما هي بيداغوجيةا الكفاءات؟ (1)
08-12-2008, 11:05 PM
ما هي بيداغوجيةا الكفاءات؟ الجزء الأول
انتشر مفهوم الكفاءة بكل نجاح في عالم الشغل ثم انتقل إلى مجال التعليم العام .وكان وراء هذا الإنتشار عدة عوامل منها:
عدم بلوغ النتائج المدرسية المستوى المأمول فيه:
كثيرا ما يعاني المتعلمون صعوبات سواء في اكتساب المعارف التي ينبغي أن توظف بشكل مناسب في حياتهم اليومية أو في تنمية المهارات العقلية التي تعتبر أساسية للتكيف مع التطور المتسارع للمعارف ومع التحول المستمر الذي عرفه عالم الشغل وذلك بولوج مهن جديدة .
لأجل ذلك برزت فكرة إعادة النظر في التكوين(التعليم)الذي تضمنه المدرسةباللجوء إلى منطق الكفاءة , إذ أنّ هذاالمنطق يؤكد على تدريب التلاميذ في المدرسةعلى المهارات المعقّدة التي ستمكنهم من التكيف مستقبلا مع محيط دائم التغير.
النقائص الناجمة عن بيداغوجية الأهداف:
· تفتت الأهداف وتركّز على التي تتحقّق على المدى القريب.
· تجزئ المعارف وتفككها .
· اهتمامها بالكفاءات ضعيف.
وبما أنّ بيداغوجية الأهداف تستند إلى المدرسة السلوكية في علم النفس ولأنّ هذه المدرسة تفسّر التعلّم على أنه تعديل للسلوك وتغييره هو نتيجة الإستجابة لمثيرات خارجية , كان لابد من تجاوز هذه المدرسة (المدرسة السلوكية) .
تأثير التكوين المهني على التعليم العام:
إنّ المقاربة بالكفاءات بدأت تطبيقاتها الأولى في التكوين المهني لأن التكوين ينظر إلى المعرفة من جانبها النفعي . أي ما يكتسب في المدرسة ينبغي أن يكون قابلا للتوظيف والتحويل من طرف المتعلم لحل المشكلات التي تعترضه في حياته اليومية ومساعدته على الإندماج اجتماعيا ومهنيا.
إن تبنّي المقاربة بالكفاءات لا يعني وضع الفائدة من المعارف في المقام الأول وإنّما التنبيه إلى تجنب حشو أذهان التلاميذ بها (مع الإعتقاد بأنّها ستفيدهم في يوم ما) وبعبارةأدق الإبتعاد عن المعرفة الوظيفية التي لايمكن تسخيرها أو استثمارها بشكل مجد ومفيد لحل وضعيات/مشكلات أو ما يصطلح حاليا بـ(الوضكلات)









الأصول النظرية لبيداغوجيا الكفاءات:
أثر المذهب النفعي في التربية على بياغوجية الكفاءات:
تعود الأصول النظرية لبيداغوجية الكفاءات إلى المذهب النفعي الذي يتزعّمه المربي الأمريكي (جون ديوي) مبتكر طريقة العمل بالمشاريع وأسلوب حل المشكلات في التعليم .
إنّ قيمة المعرفة حسب هذا المذهب تتحدّد بمقدار ما تحقق من فائدة ونفع وهي من مبادئ بيداغوجية الكفاءات .
أثر المدرسة البنائية على بيداغوجية الكفاءات:
تعود مبادئ التعلّم في بيداغوجية الكفاءات إلى المدرسة البنائية في علم النفس ومن أعلامها المربي السويسري (جان بياجي) jean piagget
"إنّ الطفل يؤثر في محيطه ويتأثر بالمثيرات المنبعثة منه وبدون ردود أفعاله لايمكن له أن ينمو".
إنّ النمو العقلي المعرفي مسار يحدث في شكل قفزات متتابعة لتحقق التوازن والإكتساب(إدماج المثيرات الجديدة مع التصوّرات الموجودة) والتوليف(بروز تصورات جديدة مقابل صعوبة الإستعمال المناسب للتصوّرات الموجودة).
يؤكّد بياجي على سيطرة النمو على المسار التعليمي ـ التعلّمي, إنّ التعليم بالنسبة إليه ليس تبليغا للمعارف بل هوعملية تسهيل مسار بناء هذه المعارف التي يقوم بها الطفل بمفردهبتفاعله مع محيطه . فالتعليم بهذا الشكلينصبّ على اختيار الأدوات التي توضع في متناول التلميذ في محيط معين ووفق وتيرة نموّه .
إنّ الهدف الأساسي للتعليم هو السماح للطفل عندما يصبح مراهقا ببناء معارفه بنفسه .
أما تلاميذ بياجي أمثال بيري – كليرمون (1980) ودواز – مانيي(1981) الذين يتزعمون المدرسة البنائية الجديدة بدون أن يتنكروا للمبادئ الأساسية للمدرسة البنائية , حاولوا أن يتجاوزوا الإختزالية في نمذج بياجي وذلك باقتراح مفهوم الأزمة الإجتماعية – الإنفعالية
(conflit socio – affectif)
قاعدة للنمو والتعلم .و بالنسبة إليهم يكون مفهوم بياجي المسمىالأزمة المعرفية الداخليةللفرد(conflit cognitif interne)
غير كاف (التصورات الموجودة تدخل في صراع مع المحيط وبذلك تدخل التصورات البديلة في المنافسة ) وحجتهم هي أنّ كل تعلم هو عملية اجتماعية
إنّ نظرية الأزمة الإجتماعية الإنفعالية تستند إلى فكرة أنّ التأثير البنائي للأزمة المعرفية يزداد إذا صاحبته أزمة أجتماعية. ( يتبع)
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg كبش العيد.jpg‏ (5.2 كيلوبايت, المشاهدات 0)