تقويم الغرض و المضمون للشكل المسرحي
16-12-2008, 08:41 AM
تقويم الغرض و المضمون
للشكل المسرحي
إن المراد بكلمة – الغرض- هو توظيف النشاط المسرحي لغايات غير قيمية و أما – المضمون – فالمراد به إقرار النشاط المسرحي بوصفه وسيلة تربوية و خدمة عمومية تقدمها الدولة لمواطنيها .. و عليه كان الاهتمام بدور المضمون في بناء شكل المسرح الجزائري ينصب على دعم الإنتاج المسرحي للاستهلاك الثقافي عن طريق فتح المجال أمام المواهب الفنية و تشجيعها.
و لذلك, جاء الشكل المسرحي نتيجة حتمية معاكسة للقيم و الضوابط و النصوص التشريعية المتسبب الكبير في تذبذب البنية المسرحية.
النموذج المسرحي , نموذج خير, يجب أن لا نجد فيه التشوه أو عدم النظام و التوافق , فلذلك يجب أن يأتي البناء الشكلي للمسرح
وفق تقويم فني شامل قيمي نظامي , لان الجمع بين الخير و الجمال في بناء الشكل المسرحي , ما هو إلا تعبير طبيعي عن الأفكار النيرة و المفاهيم القيمية يجب أن يحظى بالدور الأكبر بإخضاعه للتقنين القيم.

إخضاع الأفكار الجديدة للتقنين القيمي هو عملية إعطاء الشكل دورا أساسيا في مواجهة المعوقات '' مواجهة فنية'' على شكل تصميم ذكي للنص التشريعي في اتجاه معالجة: ضعف الإنتاج – الاستثمار – الاستيراد – ضعف الهياكل – إشكالية التسيير – الإمكانات المالية – سوء التنظيم – المرافقة الثقافية – تناقض الوظائف – تناقض الطابع التجاري و المهني و الثقافي في المسرح.. و إلى غير ذلك من المعوقات التي يكتشفها أهل المسرح يوميا.
إن غاية الشكل المسرحي الجديد, هو انه يوجه الجمهور نحو الخير أي نحو الفرجة التي تبث فيهم الاطمئنان و تنزع عنهم شوائب السنين, و أن على الفنانين أن يساهموا في تربية الأذواق و تقوية روح الانتماء الوطني و إشاعة المثل العليا التي تجبر كل واحد منا أن يعيش حياة بسيطة و عملية.
و قد يكون الاهتمام بالشكل المسرحي الجديد وسيلة ملموسة لتفعيل المسرح في بلادنا و الانفصال عن الركود الذي التصق بنا في واقع اجتماعي صعب يعيشه المسرح عامة جراء اهتمامنا بالنقد الغير مدروس و انفصالنا عن الفن المسرحي الصحيح بشكله المتميز, و لغته العادية و الفنية,
و دراسة أعماله و نصوصه و تصاميمها, و بنيته و خصائص منهجه.. الشيء الذي يؤكد بصيغة صريحة ابتعادنا عن '' قارة المسرح'' جغرافيا أن صح التعبير و ثقافيا إن صح التحليل.
لقد اتضح من هذا الذي تقدم أن سياق العلاقة في تقويم قيم المسرح و سبل توظيفه لخدمة الثقافة عامة و للشكل أو النموذج المسرحي الجديد خاصة, تكمن في أن { الفن تابع للقيم} لا ينفصلان, إذ لابد للفن آن ترافقه القيم ليتمتع بالوجود و بالتالي فان الفن مكلف في هذه الوضعية بالوظيفة القيمية و من دونها يفقد أسسه و ركائزه..
محمد داود