حدثتني الذاكرة
30-12-2008, 08:11 PM
كانت انظار العالم كلها متجهة نحو شاشات التلفاز ، و عدسات الكاميرات مصوبة عدساتها نحو ارض الرافدين ينتظرون الحدث ....الذي لم يحدث في القرن الواحد و العشرين ، الذي استغرب واستنكر كل من له صفات النبل و الشجاعة .
كل القلوب خائفة اجساد ترتجف صراخ و توعد شعوب تبكي و تنتظر ...بعض الايادي رفعت الى السماء تدعو الله ان يؤجل قدره و مكتوبه ، بعض الحكام من الغرب و العرب توسلوا الى حافظ الحرمين في البيت الابيض (بوش) ان يتراجع عن قراره و يتدخل لكي لا ينفذوا هذا القرار الجائر لكن : حقده على الرجل و مصالحه الت الى غير ذلك ....هل سيعدم هذا الزعيم يوم عيد الاضحى المبارك ؟ هل ستزهق روح البطل ؟ هل ....هل....اسئلة لم تنقطع من افواه الناس شرقا و غربا ، جنوبا و شمالا .
بالمقابل هناك بعض الاوساط و الدول تنتظر الحدث بشغف و بفارغ الصبر لترتاح من هذا البطل ، و اغلاق ملف القضية و و ضعه في دائرة النسيان لتستمر في مواجهات اخرى . في فجر يوم عيد الاضحى المبارك بخطى متثاقلة ادخل الرجل الى الغرفة التي تبدو شبه مظلمة تكتم منها الانفاس و تشمئز منها النفوس لا ترى فيها سوى حبلا معلقا وسط الغرفة تشتم منها رائحة الموت ، ذلك الرجل ذي لحية سوداء ممزوجة ببعض الشيب ، مكبل اليدين ، يرتدي معطف اسود اللون ، حذاؤه لامع ، بارز العينين يحدق في الذي من حوله ، صامتا صامدا هدوؤه يدل على شيء ما يبقى في قرارة نفسه ، ثم دخل معه اربعة رجال ملثمي الوجه بلباس اسود لا ترى سوى اعينهم الحاقدة على الرجل و علي الشعب السني تقدم احدهم بخطى متسارعة كان قوي البنية متوسط القامة و كانه مستعجل في اعدام الرجل.
بعد ان وضع رباط الحبل حول عنقه تسلل شعاع الايمان الى قلب الرجل وهبت نسمات السعادة و الراحة على نفسه و كيانه ، رفض حتى وضع اللثام على وجهه وتعصيب عينيه، كانها النظرة الاخيرة يترك فيها رسالة الى الامة العربية لا بلسانه و انما بعينيه الجريئتين، ثم سمع صوتا خافتا نديا فيه نسمة هادئة يتكلم وسط الجلادين بكلام يعتز بالامة العربية و فلسطين انها شجاعة الرجل العظيم ثم بدا احد الجلادين فى استفزاز الرجل و هو يهتف بروح محمد الباقر و مقتدى الصدر فنطق الرجل بالشهادتين فجر الحبل احد العملاء الجلادين ليسقط الرجل شهيدا و شهيدا ارادوا اذلال كبريائه و قهر فيه الكرامة و عزة النفس ،و سلب منه رجولته التي هي عز ما يملك و التشفى يوم عيد الاضحى المبارك.....بقيت عيتاه مفتوحتين جاعدتين قد ارتسمت عليهما هالة الموت تودعان حنو الامومة.
هبت رياح الغضب على الشعوب العربية كالصاعقة ،تحمل معها رسالة التهديد و الوعيد و الخروج من هذا العالم غير عادل،فبدا البكاء و النواح و الاغماء و التوعد...مات و سلاح الصبر في قلبه مات و كان رجلا كله قوة و ايمان،عاش فى الدنيا عيشة كفاح و انتصار،و مات ميتة نكراء بعد ان رفض الرضوخ لاعداء الامة،فقلت فى تفسي:
امريكا و....سيعاقبها التاريخ كما عاقب هولاكو ، امريكا و ....سيعاقبها التاريخ كما عاقب التتار ، امريكا سيــــ....فذهبت اقول :
مات الرجل العـــــــــــــــــظيم * و ما بقى للعرب غير الجحيم
من هم و الى اين هم ذاهبون * انهم غزاة للسلم مدمرون
زاد فيهم الطمع لحد الجنون * فساروا الى ارض الشام كمجرمين
عندما سمعني احد الاصدقاء اقول هذه الكلمات النابعة من اعماق شعوري حزنا على هذا الرجل العظيم قال لي :
- لا تقلق يا صديقي فكل حكام العالم هذا هو جزاؤهم .
- لماذا ؟ ماذا فعل الرجل انه يدافع عن الامة العربية .
- عد بذاكرتك و تذكر ما حدث لتشاوشيسكو !
- مابه تشاوشيسكو !
- لقد اعدم ايضا .
- لكن تشاوشيسكو اعدم من طرف شعبه و معارضيه و قتل بالرصاص هو و زوجته بعد ان رفض الاعتراف بالانقلاب
- لكن الزعيم اعدم بقرارات من دول حاقدة على الشعب العراقي و رئيسه و بوساطة من بعض الدول العربية و الاسلامية .
لقد استشهد الزعيم وترك وراءه فراغا و لغزا محيرا للعالم و العرب و لذا اقول :
ايها العرب اين موقعكم من هذا العالم و انتم نائمون و يبقى السؤال الدور على من ؟

قوارف ر شيد عين التوتة-باتنة
ان التاريخ ذاكرة الشعوب
و انا اتابع اخبار الجزيرة طفلة لا تتجاوز سن الخامسة عشر-قالت لو كان صدام حي لما استطاع العدو الصهيونى ان يدمرنا رحل..رحل و هى تبكى....