صفات المؤمنين وقت الشدة والضيق
19-05-2007, 10:39 AM
بسم الله الرحما ن الرحيم مما لاشك فيه أن المسلمين في هذه الأيام قد مسهم القرح والأذى ولحق بهم الظلم وأصبحوا أذلة بعد أن كانوا أعزة يوم كانت لهم دولة وقفت جيوشها عند حدود الصين وداست خيولها وسط أوروبا وكان خليفتها يقول للغمامة اذهبي أنى شئت فإن خراجك سيعود إلي، فبعد أن هدم الكافر المستعمر دولة الخلافة دولة العز والكرامة صار المسلمون إلى ما هم فيه ، وأخذت أفكار ومفاهيم الكفر تجد سبيلها إلى عقول الكثير من أبناء المسلمين فوجد منهم من يدعو إلى العلمانية والديمقراطية ، ووجد منهم من يقول باستحالة إقامة دولة الخلافة ووجد من يدعو إلى القبول بالواقع والتكيف معه رغم مخالفته لأحكام الإسلام ، فقبل بالذل والخنوع والخضوع لإملاءات رؤوس الكفر وحكام الجور في بلاد المسلمين بل لم يقف عند هذا الحد بل أصبح من الدعاة إلى ذلك مبرراً عمله بالعجز عن التغيير فتراه يلوي عنق النصوص الشرعية ويحملها ما لا تحتمل من التفسير إرضاءً للشهوات والهوى واستجابة لرغبات الكافرين والظالمين ، فأردت في موضوعي هذا أن أذكر نفسي وهؤلاء بما وصف الله به حال المؤمنين في أوقات الشدة والضيق ، لنعمل بما رضيه الله لنا وبما عمل به المؤمنون السابقون . فمن سنن الله في عباده أن يرسل إليهم الأنبياء والرسل ليوحدوه ويعبدوه دون غيره قال تعالى : {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }يونس47 ومن سننه أن يكون مع من أرسل أتباع وأنصار وأن يلاقي الرسول ومن معه الأذى من استهزاء واضطهاد وقتل وتشريد وتعذيب ومن سننه أن يأخذ الذين كفروا بعذاب بئيس قال سبحانه : {فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }العنكبوت40 ومن سننه أن تكون العاقبة للمتقين بنصره أنبياءه ودعوتهم ولو بعد حين قال سبحانه :{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51 ، لكن بماذا وصف الله سبحانه وتعالى حال المؤمنين لما أصابهم الأذى ؟ وصفهم بقوله سبحانه : {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ{146} وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ{147} فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{148}} آل عمران ، فقد كان مع النبي أتباع أسلموا وجوههم لله وانحنت رقابهم للحي القيوم فلم يهنوا ويضعفوا ولم يرتدوا عن نصرة نبيهم أو عن دينهم ولم يجزعوا ولم يذلوا للطواغيت من أقوامهم بل صبروا على ما أصابهم من أذى وكان لسان حالهم {وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ }إبراهيم12 وقد أحبهم الله لصبرهم فقال (وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) وهذا ما يجب أن نكون عليه نحن المسلمين أي أن نتوكل على الله وان نصبر فإن الصابرين يصب عليهم الأجر صباً قال سبحانه وتعالى : {... إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }الزمر10، مثال هؤلاء سحرة فرعون فلما آمنوا مع سيدنا موسى هددهم فرعون بالصلب والقتل إن لم يعودوا للكفر ، فكان موقفهم موقف المؤمنين الصابرين الثابتين رغم أنهم حديثو الإيمان {قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا{72} إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى{73} } طه ، وهذا ما كان من المؤمنين فقد توجهوا إلى الله إلى من بيده الملك والملكوت بقولهم (ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) طالبين العفو والمغفرة لما اقترفوا من الذنوب فإنه لا يغفر الذنب إلا الله ، وما وقع منهم من تجاوز أمر دينهم سألين الله أن يجعل أقدامهم راسخة عند قتال عدوهم وأن لا يفروا من القتال وأن ينصرهم الله على أعدائهم فلا ناصر إلا الله ، فأعطى الله أولئك الصابرين جزاءهم في الدنيا بالنصر على أعدائهم, وبالتمكين لهم في الأرض, وبالجزاء الحسن العظيم في الآخرة, وهو جنات النعيم ، والله يحب كلَّ مَن أحسن عبادته لربه ومعاملته لخلقه فيجازيه الجزاء الحسن وهذا في قوله ( فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) . وقد وصف لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حال المؤمنين السابقين كيف كانوا ثابتين على دينهم لم يثنهم عنه التعذيب أو التهديد بالقتل أو القتل لم يهنوا ولم يذلوا فقد جاء في الحديث عن خباب بن الارت قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا فقال قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون". وقال صلى الله عليه وسلم : " سيكون عليكم أمراء ضالون مضلون يقضون لأنفسهم ما لا يقضون لكم إن أطعتموهم أذلوكم أو قال أضلوكم وإن عصيتموهم قتلوكم ، قالوا ماذا نصنع ؟ قال كما صنع أصحاب عيسى نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب موت في طاعة الله خير من حياة في معصيته " ، ولنا في موقف عبد الله بن حذافه السهمي رضي الله عنه درساً عظمياً ، عندما عرض عليه ملك الروم أن يتنصر وأن يكون له مقابل ذلك نصف الملك ، فأبى فلما ألقي بأحد أسرى المسلمين في الزيت المغلي ورأى عبد الله لحم ذلك الأسير قد انفصل عن عظمه بكى فظن ملك الروم أن عبد الله قد خاف وضعف وسيرتد عن دينه ولكن موقف المؤمن الثابت كان جلياً بقوله رضي الله عنه " لقد بكيت لأن لي نفس واحدة ستموت وكنت أتمنى أن تكون لي مئة نفس فتموت في سبيل الله " نعم هذه هي المواقف التي أرادها الله من عباده المؤمنين فأعد لهم الفردوس و جنات النعيم جزاء بما كانوا يعملون . نعم لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ، فعلينا نحن المسلمين أن نتدبر تلك الآيات والأحاديث وسير السابقين وأن نعتبر منها وأن نكون من المؤمنين الصابرين الثابتين على دين الله فنحن خير أمة أخرجت للناس فلا نجعل سوء الأوضاع السياسية والاقتصادية مبرراً للخنوع والذل والهوان والقبول بالتنازل والانحراف عن ديننا إرضاءً لرؤوس الكفر والضلال علهم يحلوا لنا قضايانا وهذا أبداً لن يكون إلا على حساب ديننا وعقيدتنا ، قال سبحانه وتعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ }آل عمران100 وفي موضع آخر {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ... }البقرة109 ، والكافر لا يتخذ من المسلم صاحباً ولا خليلاً إلا إذا انحرف عن دين الله ، وهذا ما بينه الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم مما كادته له قريش فقال سبحانه : {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً }الإسراء73 ، فلا يجوز لمسلم يؤمن بأن الله هو المحيي والمميت والرزاق والناصر والمعز والمذل بيده الخير وهو على كل شيء قدير أن يتجه بنظره للغرب الكافر وأن يذل ويهن ويضعف أمام املاءات الكافرين والظالمين من حكام الجور في بلاد المسلمين فيتنازل عن أحكام الدين وقيم الإسلام الحنيف لقاء دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فبذلك يكون قد خسر الدنيا والآخرة . لربما يدخل اليأس إلى بعض القلوب لما يرى من ضعف المسلمين وقوة عدوهم وتفوقه العلمي والتكنولوجي والعسكري ولكن نقول بقول الله سبحانه وتعالى : {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }يوسف87 وقوله سبحانه : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53 ، فالله سبحانه يغفر الذنوب وينزل رحمته على من يشاء وينصر عباده المؤمنين قال سبحانه {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ }آل عمران160 ، وقال سبحانه وتعالى أيضاً :{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }الروم 47 فما علينا إلا أن نكون مع الله نلتزم دينه ونتبع نبيه صلى الله عليه وسلم وإلا عمنا بعذاب من عنده فندعه فلا يستجب لنا قال سبحانه : {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ{54} وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ{55}} الزمر، فيجب أن نعود إلى الله قبل أن تهوي بنا الأقدام وعلينا أن نسلم أمرنا له ونتوكل عليه فهو نعم المولى ونعم النصير ، فلا نرجع إلى الشرعة الدولية وقرارات الأمم المتحدة ولا إلى اتفاقية اوسلو ولا خارطة الطريق ولا اتفاق مكة الكارثي ولا نركن إلى الظالمين حكام الجور في بلاد المسلمين فتمسنا النار ولا نجد لنا ولياً من دون الله ولا ننصر على أعدائنا قال سبحانه: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }هود113 . لذلك علينا أن نقتد برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ونهتد بسيرة صحابته الكرام وأن نكون كأمثال المؤمنين الذين قال عنهم الله {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ{146} وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ{147} فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{148}} آل عمران فيؤتنا الله ما آتاهم من نصر وتمكين في الدنيا وحسن الثواب في الآخرة والله يحب المحسنين .: في امان الله مان الرحيم
من مواضيعي
0 منع النقاب في فرنسا يمهّد لمنع المظاهر الإسلامية كلّها
0 هذا حَبرٌ مقتحِمٌ لا مرحباً بِه هذا من شتم الرسول
0 هذا حَبرٌ مقتحِمٌ لا مرحباً بِه هذا من شتم الرسول
0 أنفلونزا الخنازير ...وباء حضارة
0 أوباما يقدم السمَّ للمنطقة محاطاً بغِلالةٍ من الدَّسم
0 مؤتمرات القمم العربية بين المؤامرات والمزايدات
0 هذا حَبرٌ مقتحِمٌ لا مرحباً بِه هذا من شتم الرسول
0 هذا حَبرٌ مقتحِمٌ لا مرحباً بِه هذا من شتم الرسول
0 أنفلونزا الخنازير ...وباء حضارة
0 أوباما يقدم السمَّ للمنطقة محاطاً بغِلالةٍ من الدَّسم
0 مؤتمرات القمم العربية بين المؤامرات والمزايدات
التعديل الأخير تم بواسطة antar ; 31-05-2007 الساعة 09:43 AM







