الرد على الشيخ عز ّالدّين رمضاني
20-05-2007, 06:53 PM
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة و السّلام على نبيّنا محمّد و على آله و صحبه أجمعين و بعد :
استجابة لقول الله تعالى : << و العصر إنّ الإنسان لفي خسر إلاّ الذين آمنوا و عملوا الصّالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصّبر >> [العصر]
و قول رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : <<الدّين النّصيحة >>
ثمّ تلبية لدعوة الشّيخ عز ّالدّين رمضاني للإتّصال به و محاورته بالحجّة و البيان رأينا أنّه من واجبنا الرّد على جزء من الضّلالات التّي صدرت في لقاء الشّيخ مع يوميّة الشّروق بتاريخ 28/04/07الموافق ل10ربيع الثّاني1428هـ تحت عنوان : المصالحة تكون بإقناع المسلّحين بالحجّة و البيان0
1ـ بدأتم الحديث بالتّذكير بوصيّة الفاروق عمر بن الخطّاب رضي الله عنه عن أهل الكتاب0
نعم لأهل الكتاب على المسلمين حقوق ولكن هل تساءلت يا شيخ إن كان لأهل الكتاب واجبات اتّجاه المسلمين ؟ فأذكرك أنّ إعطاء الأمان لأهل الكتاب لا يكون إلا بإذن حاكم مسلم وفقا للشّروط العمريّة وأنّ هذا العقد ماض ما لم يأت المتعاهدون على ما ينقضه ، فإذا افتقدت هذه الشّروط بطل العقد و صار دم أهل الكتاب و مالهم حلال و لكم عبرة في قصّة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم مع يهود بنو قريضة0
2ـ ثمّ جاء كلامك عن أنّ الحكم بغير ما انزل الله غير مخرج عن الملّة و أنّ تكفير من بدّل شرع الله أمر مستحدث لم يعرف من العلماء من قال بمثله0
اعلم هداك الله أنّ الحكم بغير ما أنزل الله فضلا عن تبديل شرع الله مخرج عن الملّة بإجماع العلماء فقد اتّفق حديثا و قديما على أنّ قضيّة التّحليل و التّحريم و التّشريع للنّاس من خصائص الله جلّ جلاله فمن ادّعاها لنفسه فقد ألّهها و نصّّبها ندّا يعبد من دون الله 0
و بما أنّ المجتمع الإسلامي منذ قيامه على يد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قد قام على الحكم بشريعة الله و مضى على ذلك خلفاؤه الرّاشدون رضوان الله عليهم من بعده ثمّ الخلفاء الأمويّون و كذلك الدّولة العبّاسيّّة فلم يكن هناك داع يجعل العلماء يخوضون في قضيّة تبديل شرع الله و لكن لمّا تغيّر الوضع و غزي التّتار بلاد المسلمين و استحدثوا الياسق و قدّموه في الحكم على شرع الله وجد حينها من العلماء من تصدّى لهم وعلى رأسهم شيخ الإسلام بن تيميّة و تلمذاه ابن القيّم الجوزيّة و الحافظ بن كثير رحمهم الله الّذين أفتوا بكفر التّتار ووجوب قتالهم مع كونهم يدّعون الإسلام حتّى يرجعوا إلى حكم الله و رسوله فلا يحكّموا سواه في قليل ولا كثير ،و كان الأمر كذلك حتّى عاد الإسلام هو المرجع في الحكم طيلة قرون من الزّمن إلى أن يتغيّر الوضع ثانية في زماننا و ترمى الشّريعة بالقصور و الرّجعيّة ؤ التّخلّف فتنحّى و تستبدل بما هو أدنى من قانون فرنسي و إنجليزي و اشتراكية و ديمقراطيّة إلحاديّة إلى غير ذلك من النّظم الجاهليّة الكافرة 0
3ـ إنكارك خروج إخواننا المجاهدين على الحكّام
عن عبادة بن الصّامت قال : << بايعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم على السمع و الطاعة في منشطنا ومكرهنا ،و عسرنا و يسرنا وأثرة علينا و أن لا ننازع الأمر أهله 0 قال إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان >>
أوليس بالكفر البواح ما جاء على لسان من تتخذه وليا شرعيا لك حين قال لا نريدها دولة علمانية و لا نريدها دولة إسلامية إنما نريدها دولة ديمقراطية فبالله عليك أليس هذا جحود بكتاب الله ! و إقرار صريح برفضه لتحكيم الشريعة و تبديلها بالديمقراطية التي لا تقل دناءة عن حكم الجاهلية قال الله سبحانه و تعالى : << أ فحكم الجاهلية يبغون و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون >> [ المائدة 50]
4ـ و أنت تقول بأننا علينا أن نستند إلى الآيات التي فيها وجوب طاعة الحاكم فسردت آية لم تكملها إلى
آخرها فإليك تمامها
قال الله سبحانه و تعالى :<< يا أيّها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الزسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرّسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير و أحسن تأويلا >>
[النساء 59]
<<ردوه إلى الله و الرسول >> وليس إلى الديمقراطية و جعل الشارع الحكيم في هذه الآية شرط الإيمان أن يعود المرء في الأمور المتنازع فيها إلى كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، غير أن هذا الحاكم يأمرنا أن نرجع في كل الأمور المتنازع فيها إلى طاغوته الذي نصبه ندا لشريعة الله ففي مثلهم قال ربنا : << أ لم تر إلى اّلذين يزعمون أنّهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطّاغوت و قد أمروا أن يكفروا به و يريد الشّيطان أن يضلّهم ضلالا بعيدا0 وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله و إلى الرّسول رأيت المنافقين يصدّون عنك صدودا >> [ النّساء 60 ـ 61 ]
و لا يتم الإيمان بالله إلا بالكفر بالطاغوت قال الله تعالى :<< فمن يكفر بالطّاغوت و يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى>> [البقرة 256 ]
5ـ ثم قلت لأنه لو خرجنا علي الحاكم تنفك الأمور بعد ذلك و يؤول الأمر إلى المفسدة و تخرب البلاد و يضيع العباد و تنتهك الأعراض و يحدث من الشرور ما إن صبرنا على ذلك الشر لكان أفضل لنا وهناك قاعدة في الشرع حول إنكار المنكر فيقول العلماء لو علمت أ ن هذا الشيء منكر لا يجوز إنكاره إذا ترتب عليه منكرا أكبر
قال السّديّ رحمه الله عند تفسيره لقول الله تعالى : <<و إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون 0 ألا إنّهم هم المفسدون و لكن لا يشعرون >> [ البقرة 11 ـ 12 ] : الفساد هو الكفر و العمل بالمعصية و قال بن كثير رحمه الله في تفسيره لنفس الآية : و كان فسادهم ذلك معصية الله لأنّه من عصى الله في الأرض أو أمر بمعصية الله فقد أفسد في الأرض لأنّ صلاح الأرض و السّماء بالطّاعة إلى أن قال : فإنّ من الفساد في الأرض اتّخاذ المؤمنين الكافرين أولياء كما قال الله تعالى : << و الّذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض و فساد كبير >> [ الأنفال 73 ] أو ليس هذا ما آلت إليه أوضاعنا ؟ أو لم يوال بوتفليقة أعداء الأمّة و أسلم لهم البلاد و ثرواتها و ارتضى أن يجعل من أهل الجزائر الأحرار عبادا للصليبيين ؟ أو ليس هو بوتفليقة نفسه الّذي استباح انتهاك أعراض المسلمين فأذن للمرأة أن تزوج نفسها من غير إذن وليها ؟ أو يؤتمن بعد هذا مثله على الأموال أو الأعراض فضلا على أن يؤتمن على العباد والبلاد و هو الذي نشر الرذيلة في سائر أنحائها فيكفيك أن تطل من شرفة بيتك أو أن تشغل التلفاز حتى ترى من المنكرات ما يستحي اللسان عن ذكره 0 فهل تمت فساد اكبر؟!!!!!!!!
6ـ ثم انك تعيب على المجاهدين قتاله ومن وقف في صفه من أعضاء حكومته وعساكره و تقول من نقتل من قال لا إله إلاّ الله ؟
قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : << أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا : لا إله إلاّ الله فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم و أموالهم إلاّ بحقّها و حسابهم على الله عز و جل >>، و معلوم أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم "رضي الله عنهم" قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون أن لا اله إلا الله و محمدا رسول الله، ويصلون ويدّعون الإسلام وكذلك اللذين حرّقهم علي بن أبي طالب "رضي الله عنه" بالنار.
7ـ ثم جعلت الجهاد رهن دخول المحتل إلى بلادنا و انتهاكه أعراضنا واغتصابه أموالنا
أليست هذه حال بلاد المسلمين فهاهم أحفاد القردة والخنازير يدنّسون قرابة قرن من الزمن بيت المقدس و يسومون أهل فلسطين سوء العذاب و إخواننا في الشيشان يعانون من بطش الرّوس الأرثودوكس بمباركة حكّام العرب، و آخرتها أمريكا التي أتت على الأخضر و اليابس و أهلكت الحرث و النسل في كل من العراق و أفغانستان بدعوى نشر الدّيمقراطية و الحرية و الحضارة فإذا هب رجال يأبون النوم على الضيم لنصرة إخوانهم، زج من تتخذه وليا شرعيا لك بهم في السجون وأصبحوا مطاردين في بلادهم
وتعدت جرائمه ذلك فنصرته للإثيوبيين النصارى ليست عنا ببعيد فقد أرسل بالطائرات و معدات القتال لمعاونتهم على إخواننا في الصومال لا لشيء إلا لأنهم أقاموا شرع الله في الأرض.
وما فعل ذلك إلا تذللا و إرضاء لمن حارب الله و رسوله.
قال تعالى : << يا أيها الّذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنّصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولّهم منكم فإنّه منهم إنّ الله لا يهدي القوم الظالمين >> [المائدة51]
فلم يا شيخ بعد كلّ هذا الضّلال تريد و غيرك من الّذين حمّلوا أمانة العلم و تبليغ الحقّ للنّاس وعدم كتمانه تريد إجبار المسلمين على طاعة هذا الحاكم المرتدّ و الخضوع و الاستسلام لطاغوته الّذي نصّبه ندا لله فتصدر الفتاوى بشرعية حكمه مع علمك بحقيقته بدعوى نبذ الفتنة وعن أية فتنة تتحدّث ؟ أ يوجد فتنة أعظم من الكفر بالله و أن يطغى الحقّ على الباطل و يذلّ دين الله و يبدّل شرعه فيحرّم الحلال و يحلّ الحرام و يعبّد النّاس لغير الله فعن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنّه لما قدم المدينة قرأ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قول الله تعالى << اتّخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله >>قال فقلت إنّهم لم يعبدوهم فقال صلّى الله عليه و سلّم : << بلى إنّهم حرّموا عليهم الحلال و أحلوا لهم الحرام فاتّبعوهم فذلك عبادتهم إيّاهم >>
فاتّق الله يا شيخ و كفّ عن تلبيس الأمور للنّاس فالشّمس لم تعد تغطّى بغربال و عد إلى جادة الصّواب و موالاة الله و رسوله و احذر أن تكون ممّن عاداهم قال الله تعالى في الحديث القدسيّ : << من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب >> و اصدع بكلمة الحقّ و لو خفت على نفسك فإنّه أفضل الجهاد في سبيل الله قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : << أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر >> هذا السّلطان الجائر فما بالك بالكافر؟
و اعلم أنّ إخواننا المرابطين في الثّغور لا يقضون أمرا حتّى يعودوا إلى كتاب الله و سنّة رسول الله صلى الله عليه و سلّم و إلى علماء الأمّة الرّبانيّين كما أنّهم ينصرون دعوتهم و يحفظون لهم حقّهم ما لم يأمروهم بمخالفة الشّرع فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق و لا يرضون أن يثنيهم أحدا مهما كان عن امتثال أمر الله في حمل همّ هذه الأمّة و نصرة مستضعفيها قال الحقّ سبحانه و تعالى : << و ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله و المستضعفين من الرّجال و النّساء و الولدان الّذين يقولون ربّنا أخرجنا من هذه القرية الظّلم أهلها و اجعل لنا من لدنك وليا و اجعل لنا من لدنك نصيرا 0 الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله و الّذين كفروا يقاتلون في سبيل الطّاغوت فقاتلوا أولياء الشّيطان إنّ كيد الشّيطان كان ضعيفا >> [النّساء 75 ـ 76 ]
فهم يوقنون بمسؤوليتهم في الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر بتبليغ الحقّ للمسلمين بل للنّاس كافّة لإخراجهم من ضيق و جور حكم البشر إلى سعة و عدل أحكم الحاكمين فلو تركوه لكان حالهم مثل حال بنو إسرائيل قال الله تعالى : << لعن الّذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون 0 كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس مل كانوا يفعلون >> [ المائدة 78 ـ 79 ]
أمّا ما جاء طيلة الحوار من وصف إخواننا الثّلاث الذين دكّوا معاقل الكفر و جعلوا أرواحهم تروسا دون نصرة دعوة الإسلام بأنّهم إنتحاريون و ضلاّل و جهلة يكفّرون عوام الأمّة و يسفكون دماء المسلمين و يروّعونهم و يعتدون على حرماتهم
فنقول : كفانا كذبا و افتراء بل هم الإستشهاديون كما نحسبهم أبناء الأمّة البررة الذين عرفوا الحقّ و فهموا سيرة خير البريّة فلم يتأخّروا لحظة في بذل أنفسهم رخيصة في سبيل ربّهم راجين من المولى عز وجل أن يجعل دماءهم نارا على أعداء الإسلام و المسلمين و نورا يُهدى به من ضُلّل من أبناء الأمّة و يذكّر من نسي منهم بواجباتهم اتّجاه ربّهم كما أنّهم أعلم النّاس بحرمة دماء المسلمين و قد أعلنوا تكرارا و مرارا أنّهم حريصين على نصرة المسلمين و أنّهم مل خرجوا إلاّ لرفع الظّلم و الذّل عن الأمّة و استرجاع حقوقها 0
كما أوّد أن أذكّر الصّحفي الذي أشرف على الحوار بالتزاماته اتّجاه القرّاء و على أنّه من واجبه المهنيّ أن يتأكّد ممّا يسرده و يتحرّى الموضوعيّة فلا يفتري الكذب كما أتحدّاه أن يأتي ببيان واحد لتنظيم القاعدة في أيّ مكان من العالم يُكفّر فيه عوام المسلمين وعليه بالعدل و عدم تقديم رأيه الشّخصي على الأمر البيّن0 و إن كان من الذّين عميت بصيرتهم نرجو أن يستجيب على الأقلّ لقول الحقّ سبحانه تعالى : << يا أيّها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنّكم شنئان قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتّقوى و اتّقوا الله إنّ الله خبير بما تعملون >> [ المائدة 8 ]
و في الختام أرجو من المولى عز و جل أن يجعلني و إياكم من الّذين إذا ذكّروا ذكروا و إذا عرفوا الحقّ اتّبعوه 0
اللهم هل بلغت فاشهد
اللهم هل بلغت فاشهد
اللهم هل بلغت فاشهد
كتبته : بنت تاشفين
بتاريخ : الجمعة 30 ربيع الثاّني 1428 هـ الموافق ل 18/05/2007م
استجابة لقول الله تعالى : << و العصر إنّ الإنسان لفي خسر إلاّ الذين آمنوا و عملوا الصّالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصّبر >> [العصر]
و قول رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : <<الدّين النّصيحة >>
ثمّ تلبية لدعوة الشّيخ عز ّالدّين رمضاني للإتّصال به و محاورته بالحجّة و البيان رأينا أنّه من واجبنا الرّد على جزء من الضّلالات التّي صدرت في لقاء الشّيخ مع يوميّة الشّروق بتاريخ 28/04/07الموافق ل10ربيع الثّاني1428هـ تحت عنوان : المصالحة تكون بإقناع المسلّحين بالحجّة و البيان0
1ـ بدأتم الحديث بالتّذكير بوصيّة الفاروق عمر بن الخطّاب رضي الله عنه عن أهل الكتاب0
نعم لأهل الكتاب على المسلمين حقوق ولكن هل تساءلت يا شيخ إن كان لأهل الكتاب واجبات اتّجاه المسلمين ؟ فأذكرك أنّ إعطاء الأمان لأهل الكتاب لا يكون إلا بإذن حاكم مسلم وفقا للشّروط العمريّة وأنّ هذا العقد ماض ما لم يأت المتعاهدون على ما ينقضه ، فإذا افتقدت هذه الشّروط بطل العقد و صار دم أهل الكتاب و مالهم حلال و لكم عبرة في قصّة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم مع يهود بنو قريضة0
2ـ ثمّ جاء كلامك عن أنّ الحكم بغير ما انزل الله غير مخرج عن الملّة و أنّ تكفير من بدّل شرع الله أمر مستحدث لم يعرف من العلماء من قال بمثله0
اعلم هداك الله أنّ الحكم بغير ما أنزل الله فضلا عن تبديل شرع الله مخرج عن الملّة بإجماع العلماء فقد اتّفق حديثا و قديما على أنّ قضيّة التّحليل و التّحريم و التّشريع للنّاس من خصائص الله جلّ جلاله فمن ادّعاها لنفسه فقد ألّهها و نصّّبها ندّا يعبد من دون الله 0
و بما أنّ المجتمع الإسلامي منذ قيامه على يد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قد قام على الحكم بشريعة الله و مضى على ذلك خلفاؤه الرّاشدون رضوان الله عليهم من بعده ثمّ الخلفاء الأمويّون و كذلك الدّولة العبّاسيّّة فلم يكن هناك داع يجعل العلماء يخوضون في قضيّة تبديل شرع الله و لكن لمّا تغيّر الوضع و غزي التّتار بلاد المسلمين و استحدثوا الياسق و قدّموه في الحكم على شرع الله وجد حينها من العلماء من تصدّى لهم وعلى رأسهم شيخ الإسلام بن تيميّة و تلمذاه ابن القيّم الجوزيّة و الحافظ بن كثير رحمهم الله الّذين أفتوا بكفر التّتار ووجوب قتالهم مع كونهم يدّعون الإسلام حتّى يرجعوا إلى حكم الله و رسوله فلا يحكّموا سواه في قليل ولا كثير ،و كان الأمر كذلك حتّى عاد الإسلام هو المرجع في الحكم طيلة قرون من الزّمن إلى أن يتغيّر الوضع ثانية في زماننا و ترمى الشّريعة بالقصور و الرّجعيّة ؤ التّخلّف فتنحّى و تستبدل بما هو أدنى من قانون فرنسي و إنجليزي و اشتراكية و ديمقراطيّة إلحاديّة إلى غير ذلك من النّظم الجاهليّة الكافرة 0
3ـ إنكارك خروج إخواننا المجاهدين على الحكّام
عن عبادة بن الصّامت قال : << بايعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم على السمع و الطاعة في منشطنا ومكرهنا ،و عسرنا و يسرنا وأثرة علينا و أن لا ننازع الأمر أهله 0 قال إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان >>
أوليس بالكفر البواح ما جاء على لسان من تتخذه وليا شرعيا لك حين قال لا نريدها دولة علمانية و لا نريدها دولة إسلامية إنما نريدها دولة ديمقراطية فبالله عليك أليس هذا جحود بكتاب الله ! و إقرار صريح برفضه لتحكيم الشريعة و تبديلها بالديمقراطية التي لا تقل دناءة عن حكم الجاهلية قال الله سبحانه و تعالى : << أ فحكم الجاهلية يبغون و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون >> [ المائدة 50]
4ـ و أنت تقول بأننا علينا أن نستند إلى الآيات التي فيها وجوب طاعة الحاكم فسردت آية لم تكملها إلى
آخرها فإليك تمامها
قال الله سبحانه و تعالى :<< يا أيّها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الزسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرّسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير و أحسن تأويلا >>
[النساء 59]
<<ردوه إلى الله و الرسول >> وليس إلى الديمقراطية و جعل الشارع الحكيم في هذه الآية شرط الإيمان أن يعود المرء في الأمور المتنازع فيها إلى كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، غير أن هذا الحاكم يأمرنا أن نرجع في كل الأمور المتنازع فيها إلى طاغوته الذي نصبه ندا لشريعة الله ففي مثلهم قال ربنا : << أ لم تر إلى اّلذين يزعمون أنّهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطّاغوت و قد أمروا أن يكفروا به و يريد الشّيطان أن يضلّهم ضلالا بعيدا0 وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله و إلى الرّسول رأيت المنافقين يصدّون عنك صدودا >> [ النّساء 60 ـ 61 ]
و لا يتم الإيمان بالله إلا بالكفر بالطاغوت قال الله تعالى :<< فمن يكفر بالطّاغوت و يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى>> [البقرة 256 ]
5ـ ثم قلت لأنه لو خرجنا علي الحاكم تنفك الأمور بعد ذلك و يؤول الأمر إلى المفسدة و تخرب البلاد و يضيع العباد و تنتهك الأعراض و يحدث من الشرور ما إن صبرنا على ذلك الشر لكان أفضل لنا وهناك قاعدة في الشرع حول إنكار المنكر فيقول العلماء لو علمت أ ن هذا الشيء منكر لا يجوز إنكاره إذا ترتب عليه منكرا أكبر
قال السّديّ رحمه الله عند تفسيره لقول الله تعالى : <<و إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون 0 ألا إنّهم هم المفسدون و لكن لا يشعرون >> [ البقرة 11 ـ 12 ] : الفساد هو الكفر و العمل بالمعصية و قال بن كثير رحمه الله في تفسيره لنفس الآية : و كان فسادهم ذلك معصية الله لأنّه من عصى الله في الأرض أو أمر بمعصية الله فقد أفسد في الأرض لأنّ صلاح الأرض و السّماء بالطّاعة إلى أن قال : فإنّ من الفساد في الأرض اتّخاذ المؤمنين الكافرين أولياء كما قال الله تعالى : << و الّذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض و فساد كبير >> [ الأنفال 73 ] أو ليس هذا ما آلت إليه أوضاعنا ؟ أو لم يوال بوتفليقة أعداء الأمّة و أسلم لهم البلاد و ثرواتها و ارتضى أن يجعل من أهل الجزائر الأحرار عبادا للصليبيين ؟ أو ليس هو بوتفليقة نفسه الّذي استباح انتهاك أعراض المسلمين فأذن للمرأة أن تزوج نفسها من غير إذن وليها ؟ أو يؤتمن بعد هذا مثله على الأموال أو الأعراض فضلا على أن يؤتمن على العباد والبلاد و هو الذي نشر الرذيلة في سائر أنحائها فيكفيك أن تطل من شرفة بيتك أو أن تشغل التلفاز حتى ترى من المنكرات ما يستحي اللسان عن ذكره 0 فهل تمت فساد اكبر؟!!!!!!!!
6ـ ثم انك تعيب على المجاهدين قتاله ومن وقف في صفه من أعضاء حكومته وعساكره و تقول من نقتل من قال لا إله إلاّ الله ؟
قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : << أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا : لا إله إلاّ الله فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم و أموالهم إلاّ بحقّها و حسابهم على الله عز و جل >>، و معلوم أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم "رضي الله عنهم" قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون أن لا اله إلا الله و محمدا رسول الله، ويصلون ويدّعون الإسلام وكذلك اللذين حرّقهم علي بن أبي طالب "رضي الله عنه" بالنار.
7ـ ثم جعلت الجهاد رهن دخول المحتل إلى بلادنا و انتهاكه أعراضنا واغتصابه أموالنا
أليست هذه حال بلاد المسلمين فهاهم أحفاد القردة والخنازير يدنّسون قرابة قرن من الزمن بيت المقدس و يسومون أهل فلسطين سوء العذاب و إخواننا في الشيشان يعانون من بطش الرّوس الأرثودوكس بمباركة حكّام العرب، و آخرتها أمريكا التي أتت على الأخضر و اليابس و أهلكت الحرث و النسل في كل من العراق و أفغانستان بدعوى نشر الدّيمقراطية و الحرية و الحضارة فإذا هب رجال يأبون النوم على الضيم لنصرة إخوانهم، زج من تتخذه وليا شرعيا لك بهم في السجون وأصبحوا مطاردين في بلادهم
وتعدت جرائمه ذلك فنصرته للإثيوبيين النصارى ليست عنا ببعيد فقد أرسل بالطائرات و معدات القتال لمعاونتهم على إخواننا في الصومال لا لشيء إلا لأنهم أقاموا شرع الله في الأرض.
وما فعل ذلك إلا تذللا و إرضاء لمن حارب الله و رسوله.
قال تعالى : << يا أيها الّذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنّصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولّهم منكم فإنّه منهم إنّ الله لا يهدي القوم الظالمين >> [المائدة51]
فلم يا شيخ بعد كلّ هذا الضّلال تريد و غيرك من الّذين حمّلوا أمانة العلم و تبليغ الحقّ للنّاس وعدم كتمانه تريد إجبار المسلمين على طاعة هذا الحاكم المرتدّ و الخضوع و الاستسلام لطاغوته الّذي نصّبه ندا لله فتصدر الفتاوى بشرعية حكمه مع علمك بحقيقته بدعوى نبذ الفتنة وعن أية فتنة تتحدّث ؟ أ يوجد فتنة أعظم من الكفر بالله و أن يطغى الحقّ على الباطل و يذلّ دين الله و يبدّل شرعه فيحرّم الحلال و يحلّ الحرام و يعبّد النّاس لغير الله فعن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنّه لما قدم المدينة قرأ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قول الله تعالى << اتّخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله >>قال فقلت إنّهم لم يعبدوهم فقال صلّى الله عليه و سلّم : << بلى إنّهم حرّموا عليهم الحلال و أحلوا لهم الحرام فاتّبعوهم فذلك عبادتهم إيّاهم >>
فاتّق الله يا شيخ و كفّ عن تلبيس الأمور للنّاس فالشّمس لم تعد تغطّى بغربال و عد إلى جادة الصّواب و موالاة الله و رسوله و احذر أن تكون ممّن عاداهم قال الله تعالى في الحديث القدسيّ : << من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب >> و اصدع بكلمة الحقّ و لو خفت على نفسك فإنّه أفضل الجهاد في سبيل الله قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : << أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر >> هذا السّلطان الجائر فما بالك بالكافر؟
و اعلم أنّ إخواننا المرابطين في الثّغور لا يقضون أمرا حتّى يعودوا إلى كتاب الله و سنّة رسول الله صلى الله عليه و سلّم و إلى علماء الأمّة الرّبانيّين كما أنّهم ينصرون دعوتهم و يحفظون لهم حقّهم ما لم يأمروهم بمخالفة الشّرع فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق و لا يرضون أن يثنيهم أحدا مهما كان عن امتثال أمر الله في حمل همّ هذه الأمّة و نصرة مستضعفيها قال الحقّ سبحانه و تعالى : << و ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله و المستضعفين من الرّجال و النّساء و الولدان الّذين يقولون ربّنا أخرجنا من هذه القرية الظّلم أهلها و اجعل لنا من لدنك وليا و اجعل لنا من لدنك نصيرا 0 الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله و الّذين كفروا يقاتلون في سبيل الطّاغوت فقاتلوا أولياء الشّيطان إنّ كيد الشّيطان كان ضعيفا >> [النّساء 75 ـ 76 ]
فهم يوقنون بمسؤوليتهم في الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر بتبليغ الحقّ للمسلمين بل للنّاس كافّة لإخراجهم من ضيق و جور حكم البشر إلى سعة و عدل أحكم الحاكمين فلو تركوه لكان حالهم مثل حال بنو إسرائيل قال الله تعالى : << لعن الّذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون 0 كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس مل كانوا يفعلون >> [ المائدة 78 ـ 79 ]
أمّا ما جاء طيلة الحوار من وصف إخواننا الثّلاث الذين دكّوا معاقل الكفر و جعلوا أرواحهم تروسا دون نصرة دعوة الإسلام بأنّهم إنتحاريون و ضلاّل و جهلة يكفّرون عوام الأمّة و يسفكون دماء المسلمين و يروّعونهم و يعتدون على حرماتهم
فنقول : كفانا كذبا و افتراء بل هم الإستشهاديون كما نحسبهم أبناء الأمّة البررة الذين عرفوا الحقّ و فهموا سيرة خير البريّة فلم يتأخّروا لحظة في بذل أنفسهم رخيصة في سبيل ربّهم راجين من المولى عز وجل أن يجعل دماءهم نارا على أعداء الإسلام و المسلمين و نورا يُهدى به من ضُلّل من أبناء الأمّة و يذكّر من نسي منهم بواجباتهم اتّجاه ربّهم كما أنّهم أعلم النّاس بحرمة دماء المسلمين و قد أعلنوا تكرارا و مرارا أنّهم حريصين على نصرة المسلمين و أنّهم مل خرجوا إلاّ لرفع الظّلم و الذّل عن الأمّة و استرجاع حقوقها 0
كما أوّد أن أذكّر الصّحفي الذي أشرف على الحوار بالتزاماته اتّجاه القرّاء و على أنّه من واجبه المهنيّ أن يتأكّد ممّا يسرده و يتحرّى الموضوعيّة فلا يفتري الكذب كما أتحدّاه أن يأتي ببيان واحد لتنظيم القاعدة في أيّ مكان من العالم يُكفّر فيه عوام المسلمين وعليه بالعدل و عدم تقديم رأيه الشّخصي على الأمر البيّن0 و إن كان من الذّين عميت بصيرتهم نرجو أن يستجيب على الأقلّ لقول الحقّ سبحانه تعالى : << يا أيّها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنّكم شنئان قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتّقوى و اتّقوا الله إنّ الله خبير بما تعملون >> [ المائدة 8 ]
و في الختام أرجو من المولى عز و جل أن يجعلني و إياكم من الّذين إذا ذكّروا ذكروا و إذا عرفوا الحقّ اتّبعوه 0
اللهم هل بلغت فاشهد
اللهم هل بلغت فاشهد
اللهم هل بلغت فاشهد
كتبته : بنت تاشفين
بتاريخ : الجمعة 30 ربيع الثاّني 1428 هـ الموافق ل 18/05/2007م








