نفائس الاوقات لعائض القرني
12-01-2009, 02:48 PM
الدقائق الغالية هي حياة المسلم
فكل دقيقة تمر من حياة المسلم ومن عمره تحتسب عليه عند الله عزوجل
ولذلك قال سبحانه وتعالى (أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير)
قال أبو العتاهية
بكيت على الشباب بدمع عيني
فلم يغن الشباب ولا النحيب
ألا ليت الشباب يعود يوما
فأخبره بما فعل المشيب

نام شباب مع شيخ كبير في بيته وكان قد بلغ الثمانين من عمره فما نام طول الليل, فهو دائما في أنين وزفير وفي شهيق حتى صلاة الفجر
فقال له الشباب لما صلى الفجر؟ ما تركتنا ننام البارحة
فعمل قصيدة يقول فيها:
قالوا أنينك طول الليل يزعجنا
فما الذي تشتكي قلت الثمانينا
ومقصودي من هذا أيها الأحبة, أن نصل إلى مسألة حفظ العمر مع الله عزوجل, فإن كثيرا من الناس ذهبت لياليهم من بين أيديهم سدى, فلم يستغلوها في الطاعة..فبكوا وندموا
ويقول سبحانه وتعالى عنهم :"يا حسرتنا على ما فرطنا فيها)

قال أهل السير:
وقف عابد من بني إسرائيل أمام المرآة
وكان عمره ثمانين سنة, فرأى شيبة
وكان هذا الرجل قد أطاع الله أربعين سنة, ثم عصاه أربعين سنة, نعوذ بالله من الخذلان
(لأن بعض الناس بعد أن يستمر في طريق الهداية, يتراجع في اللحظات الأخيرة.
فنظر في المرآة وقال: يارب أطعتك أربعين سنة, وعصيتك أربعين سنة, فهل تقبلني إذا عدت إليك؟؟
فسمع هاتفا يقول: أطعتنا فأطعناك, وعصيتنا فأهملناك, وإذا عدت إلينا..قبلناك.
دخل عمر رضي الله عنه وأرضاه, المسجد فوجد رجلا حزينا جالسا في المسجد, فقال : مالك؟؟
قال الرجل: فاتتني صلاة الليل البارحة
أما نحن فالكثير تفوته صلاة الفجر, وقلبه باااارد لا حزن فيه, ولا غضب ولا هم ولا خوف فهو كما قال المتنبي
من يهن يسهل الهوان الهوان عليه
مالجرح بميت إيلام
الجنيد بن محمد أحد الصالحين كان يسبح ثلاثين ألف تسبيحة
ذكرها أهل العلم في ترجمته, فلما حضرته الوفاة أخذ يقرأ القرآن وهو في سكرات الموت, فقال له أبناؤه: تقرأ القرآن, وأنت مشغول بالموت؟
قال: وهل هناك في الدنيا من هو أحوج مني إلى العمل الصالح؟؟ فيا إخوتي في الله, إن الدقائق الغالية في حياة المسلم لا تقدر بثمن

قليل من العمل الصالح يعادل جبالا من نعمي الدنيا لو كانت في ميزان الحسنات
مر سليمان عليه السلام كما يروى ذلك في الأثر, وهو راكب على بساط الريح يحمله إلى أين شاء بواسطة الريح التي سخرت له, فمر يوما من أمام فلاح في مزرعته, فلما رآه الفلاح وهو في أبهته, أعجبه المنظر, فقال: سبحان الله لقد أوتي آل داود ملكا عظيما
فسمعها سليمان عليه السلام, فأمر بالنزول عنده, فلما قابله قال: والذي نفسي بيده لقولك: سبحان الله, خير مما أوتي آل داود
ويؤيد ذلك ما ثبت في الحديث عنه
صلى الله عليه وسلم أنه قال :"لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولاإله إلا الله والله أكبر, أحب إليه مما طلعت عليه الشمس" رواه مسلم

قال الله عزوجل عن إدريس عليه السلام :"ورفعناه مكانا عليا"
يقولون: كان خياطا وكان بين أ، يدخل الإبرة ويخرجها يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبرو وثم يخرج الإبرة.
فأوحى الله إليه: يا إدريس وعزتي وجلالي لأرفعنك مكانا عليا.
قال: يارب لماذا وأنا مذنب؟..يعني معترف بالتقصير
قال: إنه يُرفع عملك مع عمل أهل الدنيا فتفوقهم بالتسبيح والتهليل
وهذا تسديد من الله أن تجد العبد دائما يسبح ويهلل


وفي أنفسكم أفلا تبصرون
**************************
يقول الكاتب الأمريكي صاحب كتاب ( الإنسان لا يقوم وحده)
تأملت النحلة, كيف تذهب آلاف الأميال من خليتها, ثم تعود من
وراء البحار والقفار, فلا تخطئ وتأوي إلى خلية غير خليتها
من الذي دلاها وقادها؟؟ من الذي علمها؟؟ كأن عندها جهاز أريل يطلق ذبذبات
قال له علماء المسلمين: إن الله يقول :
"وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون"
فقال الرجل :
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله..

فيا مسلمون....أقبل الكفار اليوم ... المخترعون يؤمنون ويدخلون في هذا الدين..وأخذ بعض شبابنا ينسحب من هذا الدين...فسبحان الله...