دول الإعتلال.. بقلم : محمود عيشونة
15-01-2009, 02:00 PM
في الوقت الذي يدخل فيه العدوان الغادر على أهل غزة يومه العشرين .. يتحدث أيهود أولمرت عن اقتراب إسرائيل وجيشها من تحقيق الأهداف الموضوعة للهجوم.. ويسجل الكونجرس الأمريكي موقفه الداعم لإسرائيل في إبادتها للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويستعد مجلس الشيوخ لإرسال المزيد من الذخائر للجيش الإسرائيلي.. في هذا الوقت الحرج والمصيري مازال ما يسمى بالقادة العرب يراوحون أمكنتهم ، ولأول مرة في تاريخهم يتفقوا على أن لا يتكلموا.. تاركين لكبيرهم الذي يبدل قصارى جهده في خصيهم، مهمة التصريحات النارية، ضد من يقاوم من الشعب الفلسطيني .. وأكثر من التصريحات، راح يغلق المنفذ الوحيد على الغداء والدواء والأوكسجين، على أهل غزة المحاصرين؟؟.

وعندما ترفض بعض الدول الأوربية إرسال لجنة تحقيق، من المنظمة العالمية لحقوق الإنسان، فعلينا أن لا نستغرب هذا التصرف من دول أروبية داعمة لإسرائيل ،وإرهاب إسرائيل الدولي ، الذي تمارسه بتواطؤ من بعض رؤوس الأنظمة العربية التي تٌدعى دول الاعتلال .. فالمتتبع اليوم للقتل المبرمج في غزة ، ونوع الترهيب الممارس، والأسلحة الجديدة المستعملة في هذا القتل .. يدرك أن إسرائيل ومن ورائها إمبراطورية الشر الأمريكي.. لا تقتل من أجل أمن إسرائيل وشعب إسرائيل كما تدعي .. وإنما هي تباشرتجربة سلاح جديد للمعركة المقبلة ، مع دول محور الشر كما تقول أمريكا وتدعي إسرائيل؟؟..

على جنود المشاة القتال من رجل لرجل في الأزقة والشوارع.. التي يقول الضابط الصديق بأن من ينتظرونه هناك لقتاله وجها لوجه ،هم أنفسهم من قتلت الطائرات الإسرائيلية أمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم وأبنائهم الصغار، ومجرد التفكير في هذا الأمر يجعله يفكر في معنى أن يقاتل في غزة ،ولماذا ؟؟. وهل تستحق فعلا دولة تقتل الأطفال أن يموت جندي من أجلها ؟؟ ثم من له التفوق العسكري في الميدان ؟؟

هذا الكلام هو لأحد أفراد العدو الإسرائيلي .. حيث يتضح جليا مدى خشية الجندي الإسرائيلي من التلاحم مع المقاومين الفلسطينيين، الذين تركتهم وحدهم بعض الأنظمة العربية التي ، أصبحت تتاجر بقضيتهم وشرف الأمة العربية ككل، وما موقف مصر والسعودية ومن ورائهما تونس والمغرب واليمن ، بامتناعهم عن حضور القمة العربية التي دعا إليها أمير قطر، إلا دليل على صحة مار وجت له بعض الأوساط السياسية والعسكرية الصهيونية، عشية بداية القتل الهمجي للفلسطينيين الآمنين في غزة.. والذي مفاده أن بعض الدول العربية أوعزت لإسرائيل خلسة ،بأن تقضي على كل مقاومة ممانعة ..رافضة للذل ووجود المستعمر مهما كان الثمن.. كما يتضح من موقف هذه الدول الرافضة لقمة قطر ، خوفها من أن يتفق القادة العرب الذين سيحضرون القمة على سحب المبادرة العربية للسلام، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الغاصب ،واتخاذ موقف قد يحرج هذه الأنظمة أما م الأمريكي المتصهين والمنحاز لطرف دون آخر.. إن دماء أهل غزة من الأطفال والنساء.. والذين لا يستطيعون قتالا ، هو بلا شك في رقاب هؤلاء القادة والذين بلا شك سيسجل لهم التاريخ وقفتهم الخاذلة، وردتهم وتجاهلهم لصرخات الأطفال من أهل غزة، وقد وصلت أذان الفنزويليين والبوليفيين، و الأتراك ، في حين لم تحرك ساكنالدى ما يسمى بالزعماء العرب ، خاصةالرافضين لكل بادرة إجماع ..
إذن ومن هنا فالكرة الآن في مرمى الشعوب، بعدما اتضح لها أن من سلمته إرادتها وأمانتها ، بات في مرمى الخيانة والردة والتواطؤ ، وعليه فمن واجبها أن تنهض من جديد لأحداث التغيير المطلوب الذي سيعيد لها بعضا من هبتها.. وسد الهوة التي أحدثها الزعماء المحسوبين عليها بالزور وقوة الرصاص؟؟ .