تسجيل الدخول

-اليوم تمر 40 سنة على الزلزال ، الهزيمة التاريخية والتي استطاعت فيها اسرائيل ،....هزم 04 جيوش عربية مع بعض وألحقت بها هزيمة عسكرية نكراء،...وكانت حقا،ضربة قاضية موفقة،...موجهة لقبر "الحلم العربي"..الصاعد، مرة واحدة.
-لكن ماهو سر نجاح اسرائيل في ضربتها تلك؟؟؟
-ما لا يدركه العرب، وما حاولوا ان يخفوه عن ابنائهم، وان يتجاهلوه في المناهج الدراسية...هي أولا ، الاعتراف بأن الهزيمة كانت بالفعل هزيمة وبكل المقاييس..العسكرية...والمخابراتية..والسياسية والمعنوية وحتى الحضارية،...فبدل ذلك جعلوها مجرد "نكسة"،...وتهرب الزعماء انذاك من تحمل المسؤلية فيما حدث،..لأنه حتى لو أعترفوا وتحملوا، المسؤلية وانسحبوا من السلطة لم يكن هناك أي نخبة سياسية بديلة قادرة على ملأ الفراغ واعادة النهوض من جديد...وكان هذا ما عمق الهزيمة،وأدى الى،...مضاعفات خطيرة جدا، كرست الهزيمة...وأدت فيما بعد الى زلزال وانهيار، وخيبة مريرة جدا على كل الأمة العربية....:
01-كانت الجيوش العربية رغم "المظهرالاستعراضي الحديث"، عبارة عن جيوش بدائية لم تتعود علىالحروب الحديثة ولم تكن قادرة على خوض الحروب ، بمعنى الكلمة ...فكانت تلك الجيوش مجرد أسلحة متطورة مستوردة وجنود ببدلات ، وخوذ ،...دون ثقافة وخبرة عسكرية،.. حقيقية...فالجيوش العربية لم تخض قبل ذلك أي حرب بمعنى الكلمة.والدول العربية لم تكن قد تمكنت بعد من أبجديات التصنيع الحربي، والتكنولوجيا العسكرية..علىالعكس من الجيش الاسرائيلي الذي كان،ضباطه، وكوادره من أحسن العسكريين تكوينا.وأكثرهم تجربة، وأحسنهم استعدادا لخوض الحروب وذلك نظرا لعقيدة الجيش الاسرائيلي القائم على الاحساس الدائم بالتهديد ،وثقافة الصراع المستمر من أجل البقاء التي تميز المجتمع الاسرائيلي واليهودي بصفة عامة....وكان هؤلاء الجنود والضباط ....قد أتوا من جيوش الحلفاء الذين خاضوا الحرب العالمية الثانية ضد الألمان ، ضمن الجيش الانجليزي والأمريكي...وحتى النازي...وكان مسلحا بأحسن الأسلحة..وبمنظومة استخبارتية ،متفوقة جدا...مع اسطول جوي ذو قوة ضاربة، تصنف الثالثة على مستوى العالم.....
02-الخيانة العظمى من "ملك الأردن"، في حق العرب، حيث ان الدول العربية كانت تحضر لحرب خاطفة للقضاء نهائيا على دولة اسرائيل، وكان هذا ممكنا ومعقولا جدا....على الورق .أنذاك..ولكن "نهاية" وزوال دولة اسرائيل،=نهاية الأردن،....فنهاية اسرائيل كانت تعني تحرير فلسطين، وقيام "دولة فلسطين المستقلة" على أراضيها التاريخية، وهذا يعني بالضبط، زوال المملكة، ألأردنية الهاشمية،التي لن تستطيع الوقوف ل24 ساعة في وجه هذه الدولة، التي تملك مقومات دولة قوية، تاريخيا ...، وكذلك لكون سكان الأردن ،أغلبيتهم أي مايزيد عن 80 بالمئة هم،عبارة عن لا جيئين فلسطينيين، هاجروا ،عقب نكبة48 ، بالاضافة الى افراد العائلة المالكة، والباقي من البدو الرحل، الذين استقروا في شرق نهر الأردن، وبالتالي قام، الملك "حسين".لما أحس بالخطر المبطن الذي يستهدف مملكة الهاشميين ....وهو المتحالف ظاهريا مع مصر وسوريا، بالسفر" سرا"،الى اسرائيل ولقاء، الوزيرة الاسرائيلية"غولدا مائير"..وأخبرها بما ينوي العرب القيام به وكذلك تفاصيل وموعد، الهجوم الذي يحضره العرب...وكان هذا هو "السر" الكبير والحقيقي،الذي يفسر الهزيمة،..فما كان علىاسرائيل الا أن نسقت مع حلفائها وقاموا بضربة استباقية...وحققوا انتصارا لم يحلموا به...أبدا.
-03-الضربة الجوية المباغتة و الناجحة، والسبق في احراز الضربة الأولى...حيث قام الطيران الاسرائيلي...يتحييد الطيران المصري، والسوري والأردني...قبل بدايةالمعارك..بتدمير الأساطيل الجوية العربية وهي جاثمة على الأرض(ومن المرجح ان من قام بهذه الضربةالاستباقية هو طيران غربي،أمريكي بالتحديد)...وهذا ما جعل الجيوش العربية، المنتشرة علىالأرض في صحراء سيناء ، والجولان،..مكشوفة ولقمة سائغة للقصف الجوي الاسرائيلي،الذي دمر في صحراء سيناء لوحدها،كل الدبابات المصرية التي كانت تبلغ2000 دبابة ولم تسلم من التدمير سوى100دبابة خلال ثلاثة أيام فقط..
-04-الارتباك الشديد،والفوضى التي وقع فيها العرب مما جعلهم يخوضون حربا، شرسة، وفق ما أراده عدوهم....وهذا ما ،زاد، وضاعف من فداحة الخسائر،في العتاد والرجال...بصفة رهيبة...ورغم التعتيم الاعلامي، والدعاية الحربية الشديدة التي كانت تقوم بها الاذاعات العربية....فأن العرب، استيقظوا يوم 07/06/1967......على هزيمة كبيرة جدا مع احتلال أرض فلسطين بكاملها ، وكذلك سيناء..والجولان ...........