تسجيل الدخول

في مطلع العقد الفارط ولدت الديمقراطية بالجزائر ولادة فجائية حزينة مازلت أذكر مناخها جيدا والمتتبع للأحداث وقت ذاك يذكر معي كيف كانت الاتهامات توزع بشكل عرضي على طول الشهور بين قادة الجبهة الاسلامية الانقاذ وقياديين بارزين وقفوا ضد هذه الحركة المهولة.
كان الحوار انذاك تنافسيا ووحشيا يبين بوضوح أن الأقوياء في مداخلاتهم المتلفزة التي خصتهم بها الاذاعة مصممون على الشئ الذي يريدونه بكل ما أوتوا من قوة في نداء الشعب بين المثقفين والبطالين والبرجوازيين يبحثون عن الدعم الأصلب والتأييد الأمتن حتى تتلاحق قواهم في تشابك بين ماهو مادي ومعنوي.
واتضح للأقطاب المتنافرة التي تنظر الى مرماها دون أتكون قد نظرت اليه مرة، ومع الأيام والشهور ثبت ان الجبهة الاسلامية قد تخطت كافة الأحزاب لما لها من تفعيل في الساح السياسي دونما تكون قد أقنعتهم بالمشروع الذي تحمله كقناعتهم بالدين من أجل هذا لم يكن النصر فيما بعد استحقاقا مرغوب فيه بل كان نتيجة لاستثارة عواطف الملايين من البشر التي تعيش التيه وتبحث عن بدائل في ظل الريح التي هبت تناشد التغيير فكانت وكان الانتصار المشبوه الذي حصدته حفنة من الخطابات التي أثارت استياء ومخاوف المتتبعين من كينونة النجاح وفعلا تكلل الجهد المبذول بثمار صائفة92
في الجانب الآخر كانت الحكومة المتفرجة على هذا المشهد الدرامي تتململ بين ما تتطلع اليه من جهة والخيارات المفروضة عليها من جهة أخرى وبين ما تخشاه من التسرع واستهلاك الوقت الذي يفترض أن يقلل بنحو ما الأطر المفتوحة عليها حيال أجرأة مشاكلها، وبنفاذ صبرها ازاء الانشقاق الحاصل على الخط المرسوم للسياسة الرسمية للبلاد أخذت الحكومة على عاتقها الخيار الانسب