عليكم بالسنة والحديث وإياكم والخوض والجدال والمراء، فإنه لا يفلح من أحب الكلام.
31-03-2009, 03:13 PM
الكتاب : تاريخ الإسلام-08
المؤلف : شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى : 748هـ)
قال أبو بكر المروذي: قيل لأبي عبد الله ونحن بالعسكر، وقد جاء بعض رسل الخليفة فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيما كان بين علي ومعاوية؟ قال: ما أقول فيهم إلا الحسنى.
وكلام الإمام أحمد كثير طيب في أصول الدين، لا يتسع هذا الباب لسياقه قد جمعه الخلال في مصنف سماه كتاب السنة عن أحمد بن حنبل في ثلاث مجلدات، فمما فيه: أنبا المروذي: سمعت أبا عبد الله يقول: من تعاطى الكلام لا يفلح، من تعاطى الكلام لم يخل من أن يتجهم
وسمعته يقول: عليكم بالسنة والحديث وإياكم والخوض والجدال والمراء، فإنه لا يفلح من أحب الكلام.
وقال لي: لا تجالسهم، ولا تكلم أحدا منهم.

ثم قال: أدركنا الناس وما يعرفون هذا، ويجانبون أهل الكلام.
وسمعته يقول: ما رأيت أحدا طلب الكلام واشتهاه فأفلح لأنه يخرجه إلى أمر عظيم. لقد تكلموا يومئذ بكلام، وآحتجوا بشيء ما يقوى قلبي ولا ينطلق لساني أن أحكيه.
قال الخلال: أخبرني محمد بن أبي هارون، ثنا أبو الحارث: سمعت أبا عبد الله يقول: قال أيوب: إذا تمرق أحدكم لم يعد.
وقال الخلال: أنا أحمد بن أصرم المزني قال: حضرت أحمد بن حنبل قال له العباس الهمداني: إني ربما رددت عليهم.
قال أحمد: لا ينبغي الجدال.
ودخل أحمد المسجد وصلى، فلما انفتل قال: أنت عباس؟ قال: نعم.
قال: اتق الله، ولا ينبغي أن تنصب نفسك، وتشتهر بالكلام ولا بوضع الكتب. لو كان هذا خيرا لتقدمنا فيه الصحابة. لم أر شيئا من هذه في الكتب، وهذه كلها بدعة.
قال: مقبول منك يا أبا عبد الله، استغفر الله وأتوب إليه، إني لست أطلبهم، ولا أدق أبوابهم؛ لكن أسمعهم يتكلمون بالكلام، وليس أحد يرد عليهم فأغتم، ولا أصبر حتى أرد عليهم.
قال: إن جاءك مسترشد فأرشده. قالها مرارا.
قال الخلال: أنا محمد بن هارون، ومحمد بن جعفر، أن أبا الحارث حدثهم قال: سألت أبا عبد الله قلت: إن ههنا من يناظر الجهمية يبين خطأهم، ويدقق عليهم المسائل، فما ترى؟ قال: لست أرى الكلام في شيء من هذه الأهواء، ولا أرى لأحد أن يناظرهم.
أليس قال معاوية بن قرة: الخصومات تحبط الأعمال. والكلام رديء لا يدعو إلى خير. تجنبوا أهل الجدال والكلام، وعليك بالسنن، وما كان عليه أهل العلم قبلكم، فإنهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل البدع. وإنما السلامة في ترك هذا. لم نؤمر بالجدال والخصومات.
وقال: إذا رأيتم من يحب الكلام فآحذروه.
قال ابن أبي داود: ثنا موسى بن عمران الإصبهاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا تجالس أصحاب الكلام، وإن ذبوا عن السنة.
وقال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما زال الكلام عند أهل الخير مذموما.
قلت: ذم الكلام وتعلمه قد جاء من طرق كثيرة عن الإمام أحمد، وغيره
.مقتطف من كتاب تاريخ الإسلام-08
المؤلف : شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى : 748هـ)

</i>
قال الله عزوجل :وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ .الآية رقم [126] من سورة [البقرة]
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "منْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا". أخرجه البخاري

فائدة من الاية والحديث أن إبراهيم عليه السلام أول مادعا الامن قبل الرزق والرسول صلى الله عليه وسلم بدا بالامن قبل الرزق ولو كان الرزق قليل يكفي يوم فكأنما حزيت له الدنيا
فهل من معتبر ؟
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن2 ; 31-03-2009 الساعة 03:34 PM