اسرى المسلمين
11-07-2007, 10:08 AM
قصة "نزع" الطفلة عائشة من أحضان أمها الأسيرة!



منظر تعجز أمامه ستوديوهات هوليوود حيث المشاعر
متناقضة، الفرح بالإفراج والأسى والحزن على الفراق،
البكاء أثناء الاحتضان، والصراخ عند الابتعاد، والجنود
والمجندات يصطفون لإجراء عملية فصل بين طفلة بريئة لم يمض من عمرها سوى أشهر معدودة، وبين أم مقيدة بالأغلال، لا
حول لها ولا قوة إلا البكاء والدعاء لفراق فلذة كبدها عائشة، على أمل اللقاء بعد ثلاثة أشهر في حال عدم تمديد الاعتقال الإداري..
مشهد ممزوج بالآلام والآمال عايشته المجتمع في مدينة البيرة وسط
الضفة الغربية.
بداية التقينا الأسير المحرر وليد الهودلي والد الطفلة المحررة عائشة
الهودلي، وزوج الأسيرة عطاف عليان التي تقضي التمديد الثالث في
الاعتقال الإداري، وقد بدا ثابتاً، فهو ابن الحركة الإسلامية الفلسطينية ومكث في السجن أكثر من 12 عاماً، وأُفرج عنه في عام 2002م، ولم يشاهد أولاده الذين يعيشون في الأردن منذ عام 1993م، حيث ترفض السلطات الصهيونية السماح لهم بالدخول إلى الضفة الغربية.


قضاة بلا قلب
أشار وليد قائلاً: تم الفصل بين الطفلة عائشة وزوجتي الأسيرة عطاف، بعد محاكمة سرية عقدت في محكمة الاستئناف للاعتقال الإداري في "معسكر عوفر" غرب رام الله، دون أن يحضر أحد من ذوي الأسرى جلساتها، وهي تشبه محاكم التفتيش العنصرية.
ويضيف: في بداية جلسة المحكمة طلب المحامي من القاضي تمديد بقاء
الطفلة عائشة لمدة ثلاثة شهور إضافية، وهي نهاية الاعتقال الإداري
المتوقع للأم الأسيرة عطاف، إذا لم يحدث تمديد، إلا أن القاضي رفض هذا
الطلب الإنساني، بحجة أنه ليست لديه صلاحيات تخوله إبقاء الطفلة عائشة بجانب أمها مدة زمنية إضافية.
مشهد الفصل: يقول الهودلي: بعد انتهاء المحكمة حضر ضابط السجن
ومعه الطفلة عائشة وطلب مني الجلوس مع زوجتي الأسيرة عطاف خمس
دقائق فقط قبل استلام الطفلة، حتى أستطيع خلال هذه الفترة التعرف على كيفية التعامل مع ابنتي عائشة بعد أن تفصل عن أمها، دون رحمة بالطفلة ولا بحاجتها النفسية لأمها.
ورغم إعطاء الطفلة حريتها، إلا أنها لم تجد طعمها بعيداً عن صدر أمها، بعد الخروج من السجن، فكانت تخاف من كل متحرك من الشاحنات.. من سيارات الشرطة والتي تشكل لها كابوساً مرعباً، تبكي من خلاله دون
انقطاع، خوفاً من العودة إلى السجن.
ويشير الهودلي قائلاً: في المنزل الآن تستغرب الطفلة عائشة من الباب
المفتوح وتقول ببراءة الأطفال: الباب مفتوح وتفرح، وتتلفظ بعده بكلمة "فوره.. فوره" (وهي الفترة الزمنية التي يسمح فيها للأسرى بالخروج من الغرف لمدة ساعة أو أكثر في الصباح والمساء)، وكذلك تقول كلمة عدد (وهو أسلوب يستخدمه السجان في المعتقلات والسجون ثلاث مرات لعد الأسرى في كل قسم خوفاً من الهرب)، وعندما تشاهد التلفاز تصرخ وتقول: افتح.. أخبار.. لأنها قد تعودت خلال تواجدها مع الأسيرات الاهتمام بنشرات الأخبار، فباتت تعرف السياسة رغم حداثة سنها.


منطقة حرة لمشاعر الأسرى

جانب آخر من مأساة الأسر والاعتقال الذي حرم أكثر من ربع الشعب
الفلسطيني من رؤية أبنائه وذويهم، يكشفه لنا وليد بقوله: بعد اعتقالي عام 93
كانت ابنتي إيمان في الصف الأول الابتدائي، وهي الآن في الأردن تدرس
بالصف الرابع في الجامعة، ولم أتمكن من رؤيتها إلا من خلال زيارة نظمتها
السفارة الأردنية لزيارة بعض الأسرى من الأردن في السجون الصهيونية في عام 1999م، وحتى الآن لم يسمح لي بالسفر إلى الأردن لرؤية بناتي وابني الوحيد عبد الرحمن.
ويضيف وليد: وعندما احتضنت عائشة بعد خروجها من المحكمة شعرت وقتها بسعادة لأن الاحتلال حرمني من أولادي وهم صغار وكبار.. لذا أقترح إقامة منطقة حرة بين الأردن والضفة الغربية، على غرار الأسواق الحرة التي تستخدم لتبادل البضائع.. إلا أن البضاعة في المنطقة الحرة الجديدة هي المشاعر الإنسانية، ونحن مستعدون لدفع ما يطلب من رسوم مقابل تبادل هذه المشاعر!


منقول
قال سليمان عليه السلام :
" ثلاثة خير من ثلاثة ، يوم الممات خير من يوم الولادة ، وكلب حي خير من سبع ميت ، والقبر خير من القصر"
التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى_455 ; 11-07-2007 الساعة 10:11 AM