السافرة أيضاً على خُلُق/ بقلم الإعلامي محمد أبوعبيد
20-07-2007, 10:18 PM
المعذرة من أهل اللغة أني استخدمت مفردة "سافرة" في ما يتجاوز المعنى الأصلي لها أي التي تكشف عن وجهها . "سافرة" في هذا المقام قُيِّض َ لها أن تدل على من تكشف شعرها, أيضاً , وتتزيا بما هو غير شرعي وفق الفهم الديني لذلك .أما "خُلق" ,فالمقصود هو الحميد والحَسَن .
ما انفكت مسألة الأخلاق شغلاً للسواد الأعظم من المجتمعات العربية . وحيث إن " الأخلاق" ليست مطلقة,فهي متغيرة باختلاف المجتمعات وفقاً للممنوع والمسموح بحسب ثقافتها ومكانها وزمانها .اللافت,شرقياً, أن الكثيرين نصّبوا أنفسهم قضاة يطلقون أحكامهم على أخلاق الفرد من منظور ثقافة وتنشئة مانح الأحكام ,وما أكثرها إذا تعلق الأمر بالمرأة نظراً للإستئساد الذكوري الذي يتغذى على الكم الهائل من الممنوع الذي يحاصر المرأة في حركاتها وسكناتها!
أحكام كثيرة تُنسَج على المرأة وفق ملبسها أو حديثها, وهو ما يجعل الحكم منعوتاً بالجائر. فالتي أطلقت شعرها للرياح تداعبه,هي ,حتماً, بمنزلة المتلقي لحُكْميْن أثنين وفق منظوريْن: أحدهما فيه خلْط بين غير الشرعي وعدم الأخلاق , والثاني يرى في كشف شعرها كإظهار إصبعها .
عدم التقيّد بالمطلوب شرعا ً,لا يعني ,دائماً,التحلل من الأخلاق المقترنة بالسلوك والتعامل والكلام , أكثر من كونها مرتبطة بمناسك العبادة وأداء الفرائض والالتزام بالمطلوب شرعاً, وإن كان الأصل أن تهذب العبادات سلوك المتعبِد. قد يداوم رجل على الصلوات الخمس , ويصوم رمضان ....لكنه يضرب زوجته ولا يوفيها حقوقها , أويسيء معاملة ابنته, أو يكذب في تجارته. هو يؤدي العبادات لكن بلا أخلاقيات . كلام قد يغضب البعض,أو الكثير,لواقعيته .
**الإعلامي الفلسطيني بقناة العربية: محمد أبوعبيد
من هذا المنطلق تصبح النظرة إلى "السافرة" جائرة إنْ ظلت رهن الشكل وأسيرة المُطْلق .فهي نظرة متغيرة من مجتمع إلى مجتمع , ومن مدينة إلى قرية داخل المجتمع الواحد , وأيضاً من عائلة إلى عائلة داخل المدينة أو القرية الواحدة . المجتمع الذي يرفض بعمومه"سفور" الفتاة ,نظرته إلى "السافرة" غير متوافقة مع نظرة مجتمع تسوده الحرية الفردية والاجتماعية ويرى في "السافرة" امرأة صالحة على خُلق . في معظم الأرياف ,مثلاً, لا يجد المرء مقهى تحتسي الفتاة فيه مشروبها الساخن إلى جانب الرجل ,"سافرة"كانت أو محجبة, وإن فعلت تمسي حديث الريف كله ,وزالت عنها صفة الأخلاق , بينما في المدن المتسمة بالحرية الاجتماعية , قد تجلس الفتاة ذاتها بالزي الذي تختاره وسط الرجال حيث المشهد عادي ,وتظل الأخلاق الحسنة صفة تلازمها.
ليس "سوريالياً " أن تؤدي "سافرة" العبادات ,ولا تغتاب البشر ولا تلحق أذى بغيرها ,وأن تنحني صوب متسول تعطيه بيمينها ما لا تعلمه يسارها,وأن تكون أمينة مخلصة في عملها,وزوجة صالحة . هي إن اختارت لنفسها "السفور" ,فمن المجحف,حينئذ, أن يكون ميزان أخلاقها هو شَعرها لا سلوكها , ومن الجائرأن يكون شَعرها عنواناً للعفة والطهارة من عدمهما .
**الإعلامي الفلسطيني بقناة العربية: محمد أبوعبيد
[email protected]
ما انفكت مسألة الأخلاق شغلاً للسواد الأعظم من المجتمعات العربية . وحيث إن " الأخلاق" ليست مطلقة,فهي متغيرة باختلاف المجتمعات وفقاً للممنوع والمسموح بحسب ثقافتها ومكانها وزمانها .اللافت,شرقياً, أن الكثيرين نصّبوا أنفسهم قضاة يطلقون أحكامهم على أخلاق الفرد من منظور ثقافة وتنشئة مانح الأحكام ,وما أكثرها إذا تعلق الأمر بالمرأة نظراً للإستئساد الذكوري الذي يتغذى على الكم الهائل من الممنوع الذي يحاصر المرأة في حركاتها وسكناتها!
أحكام كثيرة تُنسَج على المرأة وفق ملبسها أو حديثها, وهو ما يجعل الحكم منعوتاً بالجائر. فالتي أطلقت شعرها للرياح تداعبه,هي ,حتماً, بمنزلة المتلقي لحُكْميْن أثنين وفق منظوريْن: أحدهما فيه خلْط بين غير الشرعي وعدم الأخلاق , والثاني يرى في كشف شعرها كإظهار إصبعها .
عدم التقيّد بالمطلوب شرعا ً,لا يعني ,دائماً,التحلل من الأخلاق المقترنة بالسلوك والتعامل والكلام , أكثر من كونها مرتبطة بمناسك العبادة وأداء الفرائض والالتزام بالمطلوب شرعاً, وإن كان الأصل أن تهذب العبادات سلوك المتعبِد. قد يداوم رجل على الصلوات الخمس , ويصوم رمضان ....لكنه يضرب زوجته ولا يوفيها حقوقها , أويسيء معاملة ابنته, أو يكذب في تجارته. هو يؤدي العبادات لكن بلا أخلاقيات . كلام قد يغضب البعض,أو الكثير,لواقعيته .
**الإعلامي الفلسطيني بقناة العربية: محمد أبوعبيد
من هذا المنطلق تصبح النظرة إلى "السافرة" جائرة إنْ ظلت رهن الشكل وأسيرة المُطْلق .فهي نظرة متغيرة من مجتمع إلى مجتمع , ومن مدينة إلى قرية داخل المجتمع الواحد , وأيضاً من عائلة إلى عائلة داخل المدينة أو القرية الواحدة . المجتمع الذي يرفض بعمومه"سفور" الفتاة ,نظرته إلى "السافرة" غير متوافقة مع نظرة مجتمع تسوده الحرية الفردية والاجتماعية ويرى في "السافرة" امرأة صالحة على خُلق . في معظم الأرياف ,مثلاً, لا يجد المرء مقهى تحتسي الفتاة فيه مشروبها الساخن إلى جانب الرجل ,"سافرة"كانت أو محجبة, وإن فعلت تمسي حديث الريف كله ,وزالت عنها صفة الأخلاق , بينما في المدن المتسمة بالحرية الاجتماعية , قد تجلس الفتاة ذاتها بالزي الذي تختاره وسط الرجال حيث المشهد عادي ,وتظل الأخلاق الحسنة صفة تلازمها.
ليس "سوريالياً " أن تؤدي "سافرة" العبادات ,ولا تغتاب البشر ولا تلحق أذى بغيرها ,وأن تنحني صوب متسول تعطيه بيمينها ما لا تعلمه يسارها,وأن تكون أمينة مخلصة في عملها,وزوجة صالحة . هي إن اختارت لنفسها "السفور" ,فمن المجحف,حينئذ, أن يكون ميزان أخلاقها هو شَعرها لا سلوكها , ومن الجائرأن يكون شَعرها عنواناً للعفة والطهارة من عدمهما .
**الإعلامي الفلسطيني بقناة العربية: محمد أبوعبيد
[email protected]
من مواضيعي
0 محمد أبوعبيد: اللغة الفرنسية مكسب للجزائر
0 عام جديد وما انجلى الصدأ/ محمد أبوعبيد
0 الاجتياح... الحُب والسلاح/ بقلم الإعلامي محمد أبوعبيد
0 شريعة ذكورابي/ بقلم الإعلامي محمد أبوعبيد
0 باِسْم الدِين ..أطبّاء،زعماء،ورجال إفتاء/ بقلم محمد أبوعبيد
0 إنقشع القماش عن ساقيْها...فقالوا رذيلة!/ بقلم محمد أبوعبيد
0 عام جديد وما انجلى الصدأ/ محمد أبوعبيد
0 الاجتياح... الحُب والسلاح/ بقلم الإعلامي محمد أبوعبيد
0 شريعة ذكورابي/ بقلم الإعلامي محمد أبوعبيد
0 باِسْم الدِين ..أطبّاء،زعماء،ورجال إفتاء/ بقلم محمد أبوعبيد
0 إنقشع القماش عن ساقيْها...فقالوا رذيلة!/ بقلم محمد أبوعبيد









