الإسلام لا يبغض الحب بين الشباب.....هل تعلمون هذا؟؟
26-05-2009, 12:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال ..
أنا أحب فتاة وهي تحبني ونتراسل على البريد الالكتروني ،ولكن حبنا طاهر عفيف ، معاذ الله أن يكون بيننا ما حرم الله تعالى ، وسوف أخطبهاوأتزوجها على سنة الله ورسوله ، ولكن هل يجوز أن تبقى بيننا العلاقة عن طريقالمراسلة قبل أن أكتب الكتاب أم يحرم علينا ذلك ؟؟
___________________
:: رسالــــــة إلىالعشــــــــــاق ::
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آلهوصحبه وبعد :
الحب غريزة فطرية في الإنسان ، خلقها الله فيهكما خلق بقية الغرائز ، والحب هو أقوى محركات القلوب ، حتى في توجه الإنسان إلى ربه، إنما في الحقيقة يحركه الحب ، حب الله تعالى ، وحب نعيم الجنة ، وحب السلامة منعذاب النار.
، ولهذا السبب يبقى الحب في الجنة،ويزول الخوف والرجاء ، مع أن هذه الثلاثة مجتمعة هي التي تحرك الإنسان للعمل الصالح، ولكن الحب أقواها ، فيذهب الخوف في الجنة ، لان الله تعالى يعطي أهلها الأمان ،ويذهب الرجاء لان الإنسان يكون قد حصل على ما كان يرجوه ، فيتوقف رجاؤه ، اللهم إلارجاء البقاء والاستمرار في النعيم .
وحتى يذهب الله تعالى عنهم كدر رجاء الخيرالمتوقع ، لان انتظار ذلك فيه نوع من انزعاج النفس واضطرابها ، يعجل لهم البشرىبالخلود في الرضوان ، قال صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالىيقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة: فيقولون: لبيك ربنا وسعديك! والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكمرضواني,فلا أسخط عليكم بعده أبداًمتفق عليه من حديث أبى سعيد الخدري رضيالله عنه .
والمقصود أن الخوف والرجاء يذهبان ،ويبقى الحبفي الجنة ، بل هو أعلى نعيم الجنة ،فحب الله تعالى وكماله بالنظر إلى المحبوب ، هوأعلى نعيم الجنة ، وإذا نظر أهل الجنة إلى الله تعالى ، صاروا في سعادة أكبر من كلملذات جنات النعيم، ولهذا قـــــــــــال تعالى (وجوهيومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) فقدم الجار والمجرور للحصر ، كأن الوجوه عميتعن كل شيء في الجنة من النعيم ، فلا ترى إلا وجه الله تعالى ، وصح في الحديث ( فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى وجه الله تعالى) رواه مسلم .
والحاصل أن الحب غريزة خلقها الله في الإنسان،ولهذا لم يحرم الله تعالى على عباده أن يحبوا ، ولكنهأمرهم أن يحبوا ما ينبغي أن يحب ، ويبغضوا ما ينبغي أن يبغض ، بمعنى أن يوجهوا هذهالغريزة إلى الخير، كما هو شأن جميع أوامر الله تعالى ، يرشد عباده أنيوجهوا غرائزهم إلى الخير ، لا أن يتجاهلوها أو يكبتوها ، مثل الغريزة الجنسية ،يأمرنا الله تعالى بالنكاح المشروع ، لتوجيه هذه الغريزة إلىالخير، قال تعالى ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنىوثلاث ورباع) وقال صلى الله عليه وسلم ( تزوجوا الولودالودود فإني مكاثر بكم) رواه أبو داود ، وحرم الله تعالى السفاح لانه وضعالغريزة في الشر والفساد ، لا الخير والرشاد .
وكذلك الحبيأمرنا الله تعالى أن نوجه هذه الغريزة الفطرية توجيها صحيحا ، فنحب إذا أحببنا فيالله تعالى ، ونبغض إذاأبغضنا في الله ، وإذا أحب الرجل امرأة جعل حبه في إطار مايرضي الله تعالى ، فيحمي هذه الحب من نزوات الشيطان ، ومن مخالفة الرحمن ، فلا يعصيالله تعالى في هذه العلاقة ، ولا يخلو بالمرأة ، ولا يتلذذ برؤيتها وسماع صوتهاويأنس بذلك،وهي ما زالت أجنبية عنه في حكم الله تعالى ،وإن كان يحترمها حقا ، فليترفع عن معصية الله فيها.
وإن كان يحبها حقا ،فليطهر حبه من جعله وسيلة للوقوع فيما يسخط الله ، فليجعل الله تعالى رقيبا عليه ،وليسأل الله تعالى أن يجمع بينهما على رضوانه ، فيخطبها ويتزوجها ، ثم يحل له منهاما يحل بين المحبين من إتصال الأجساد في مرضاة الله تعالى ، الذي يؤكد وصال الأرواحالملتقية على تقوى الله .
هكذا يأمر الله تعالى بتوظيف الحبتوظيفا في رضاهكما قال صلى الله عليه وسلم : ( وفي بضع ( مجامعة الزوجة ) أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيهاأجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في الحرام أليس كان يكون عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها فيالحلال يكون له أجر) رواه مسلم من حديث أبى ذر رضي الله عنه .
وكلغرائز الانسان للشيطان فيها مدخل ، وعلى العاقل أن يبصر كيد الشيطان ، ويحمي عواطفهمن أن تكون صيدا سهلا لابليس ، وكم أردى الشيطان من بني الانسان ، في مكيدة الحبوالعشق ، فزين لهم أن الوصال بالمحبوب لا شيء فيه ، فحمل المحبين ذلك إلى الأنسبالحديث من وراء ستر ، بالهاتف أو الإنترنت ، حتى إذا امتلأ القلب وانشغل بهذاالبلاء ، انتقل بهما إلى اللقاء ، ثم إلى اللمس والتقبيل ،ثمدنس المحبين بقذارة الفواحش، ولهذا قال صلى الله عليه وسلـــــم ( ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) رواه الترمذيمن حديث عمر رضي الله عنه .
والخلاصةأنالفتى إن أحب فتاة ، أو الفتاةإن أحبت فتى ، والرجل إن أحب امرأة ، أو العكس ، فليعلما أن الله تعالى الذي جعلفيهما هذه الغريزة ، أمر أن يجعلها الانسان في مرضاة الله تعالى ، لا في سخطه ، فقدتقود هذه الغريزة الانسان إلى الخير والسعادة ، وقد يقوده الشيطان بها إلى الشروالتعاسة ،والمعيار هو في ضبط هذه الغريزة بأوامر اللهتعالى وإرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم.
فإن فعل ذلك واتقىالله في حبه ، وفي علاقته بالمرأة التي يحبها ، فليكف عن الحديث معها ــ إلا ما كانلا بد منه في شأن الخطبة والزواج ــ وليتقدم إلى خطبتها فإن رضوا به ، كان بينهماموعد لقاء المحبين ، على مرضاة رب العالمين ، بالزواج على كتاب الله وسنة سيدالمرسلين ، وإن طال الزمن ،بين الخطبة والزواج ، فليصبر ، وليجعل تقوى الله بينعينيه ، وليكن طلب مرضات الله في كل سكناته وحركاته في شغاف قلبه .
وإن لميرضوه زوجا لمن يحب ، أو حال بين الزواج بينهما أمر ما ، فليتعفف ويصبر ، ويعلم أنهذه محنة ابتلاه الله بها ، لينظر هل حبه لله أعظم من كل محبوب ، فليصبر إذن علىقدر الله ، وليرض بقضائه !! والسعيد من نجا من البلاء بالأمر المحمود ، وكان حبالله في قلبه غاية المقصود .
هذا لمن يريد أن يكون محبالله معظما لامره ، وهذا لمن يريد أن يكون محبا عفيفا متقيا ربه في محبوبه ، أما منيريد أن يتبع نزوات الشيطان ، وتتحكم فيه الشهوة واللذة ، فكلما اشتهى الوصالبالمحبوب ، اتصل وأمتع سمعه بصوته ، وقلب نظره في صورته ، وتلذذ بأنس حديثه ، فماهذا إلا أول تلبيس إبليس ، هذا طريق أوله معصية ، وآخره خيبة ، فلا والله ، ثموالله ، ليس هذا في مرضاة الله في شيء،فأفيقوا أيهاالعشاق من سكرة الشيطان ، أفيقوا قبل فوات الأوان .
فضيلة الشيخ حامد العلي حفظهالله و رعاه
السؤال ..
أنا أحب فتاة وهي تحبني ونتراسل على البريد الالكتروني ،ولكن حبنا طاهر عفيف ، معاذ الله أن يكون بيننا ما حرم الله تعالى ، وسوف أخطبهاوأتزوجها على سنة الله ورسوله ، ولكن هل يجوز أن تبقى بيننا العلاقة عن طريقالمراسلة قبل أن أكتب الكتاب أم يحرم علينا ذلك ؟؟
___________________
:: رسالــــــة إلىالعشــــــــــاق ::
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آلهوصحبه وبعد :
الحب غريزة فطرية في الإنسان ، خلقها الله فيهكما خلق بقية الغرائز ، والحب هو أقوى محركات القلوب ، حتى في توجه الإنسان إلى ربه، إنما في الحقيقة يحركه الحب ، حب الله تعالى ، وحب نعيم الجنة ، وحب السلامة منعذاب النار.
، ولهذا السبب يبقى الحب في الجنة،ويزول الخوف والرجاء ، مع أن هذه الثلاثة مجتمعة هي التي تحرك الإنسان للعمل الصالح، ولكن الحب أقواها ، فيذهب الخوف في الجنة ، لان الله تعالى يعطي أهلها الأمان ،ويذهب الرجاء لان الإنسان يكون قد حصل على ما كان يرجوه ، فيتوقف رجاؤه ، اللهم إلارجاء البقاء والاستمرار في النعيم .
وحتى يذهب الله تعالى عنهم كدر رجاء الخيرالمتوقع ، لان انتظار ذلك فيه نوع من انزعاج النفس واضطرابها ، يعجل لهم البشرىبالخلود في الرضوان ، قال صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالىيقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة: فيقولون: لبيك ربنا وسعديك! والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكمرضواني,فلا أسخط عليكم بعده أبداًمتفق عليه من حديث أبى سعيد الخدري رضيالله عنه .
والمقصود أن الخوف والرجاء يذهبان ،ويبقى الحبفي الجنة ، بل هو أعلى نعيم الجنة ،فحب الله تعالى وكماله بالنظر إلى المحبوب ، هوأعلى نعيم الجنة ، وإذا نظر أهل الجنة إلى الله تعالى ، صاروا في سعادة أكبر من كلملذات جنات النعيم، ولهذا قـــــــــــال تعالى (وجوهيومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) فقدم الجار والمجرور للحصر ، كأن الوجوه عميتعن كل شيء في الجنة من النعيم ، فلا ترى إلا وجه الله تعالى ، وصح في الحديث ( فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى وجه الله تعالى) رواه مسلم .
والحاصل أن الحب غريزة خلقها الله في الإنسان،ولهذا لم يحرم الله تعالى على عباده أن يحبوا ، ولكنهأمرهم أن يحبوا ما ينبغي أن يحب ، ويبغضوا ما ينبغي أن يبغض ، بمعنى أن يوجهوا هذهالغريزة إلى الخير، كما هو شأن جميع أوامر الله تعالى ، يرشد عباده أنيوجهوا غرائزهم إلى الخير ، لا أن يتجاهلوها أو يكبتوها ، مثل الغريزة الجنسية ،يأمرنا الله تعالى بالنكاح المشروع ، لتوجيه هذه الغريزة إلىالخير، قال تعالى ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنىوثلاث ورباع) وقال صلى الله عليه وسلم ( تزوجوا الولودالودود فإني مكاثر بكم) رواه أبو داود ، وحرم الله تعالى السفاح لانه وضعالغريزة في الشر والفساد ، لا الخير والرشاد .
وكذلك الحبيأمرنا الله تعالى أن نوجه هذه الغريزة الفطرية توجيها صحيحا ، فنحب إذا أحببنا فيالله تعالى ، ونبغض إذاأبغضنا في الله ، وإذا أحب الرجل امرأة جعل حبه في إطار مايرضي الله تعالى ، فيحمي هذه الحب من نزوات الشيطان ، ومن مخالفة الرحمن ، فلا يعصيالله تعالى في هذه العلاقة ، ولا يخلو بالمرأة ، ولا يتلذذ برؤيتها وسماع صوتهاويأنس بذلك،وهي ما زالت أجنبية عنه في حكم الله تعالى ،وإن كان يحترمها حقا ، فليترفع عن معصية الله فيها.
وإن كان يحبها حقا ،فليطهر حبه من جعله وسيلة للوقوع فيما يسخط الله ، فليجعل الله تعالى رقيبا عليه ،وليسأل الله تعالى أن يجمع بينهما على رضوانه ، فيخطبها ويتزوجها ، ثم يحل له منهاما يحل بين المحبين من إتصال الأجساد في مرضاة الله تعالى ، الذي يؤكد وصال الأرواحالملتقية على تقوى الله .
هكذا يأمر الله تعالى بتوظيف الحبتوظيفا في رضاهكما قال صلى الله عليه وسلم : ( وفي بضع ( مجامعة الزوجة ) أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيهاأجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في الحرام أليس كان يكون عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها فيالحلال يكون له أجر) رواه مسلم من حديث أبى ذر رضي الله عنه .
وكلغرائز الانسان للشيطان فيها مدخل ، وعلى العاقل أن يبصر كيد الشيطان ، ويحمي عواطفهمن أن تكون صيدا سهلا لابليس ، وكم أردى الشيطان من بني الانسان ، في مكيدة الحبوالعشق ، فزين لهم أن الوصال بالمحبوب لا شيء فيه ، فحمل المحبين ذلك إلى الأنسبالحديث من وراء ستر ، بالهاتف أو الإنترنت ، حتى إذا امتلأ القلب وانشغل بهذاالبلاء ، انتقل بهما إلى اللقاء ، ثم إلى اللمس والتقبيل ،ثمدنس المحبين بقذارة الفواحش، ولهذا قال صلى الله عليه وسلـــــم ( ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) رواه الترمذيمن حديث عمر رضي الله عنه .
والخلاصةأنالفتى إن أحب فتاة ، أو الفتاةإن أحبت فتى ، والرجل إن أحب امرأة ، أو العكس ، فليعلما أن الله تعالى الذي جعلفيهما هذه الغريزة ، أمر أن يجعلها الانسان في مرضاة الله تعالى ، لا في سخطه ، فقدتقود هذه الغريزة الانسان إلى الخير والسعادة ، وقد يقوده الشيطان بها إلى الشروالتعاسة ،والمعيار هو في ضبط هذه الغريزة بأوامر اللهتعالى وإرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم.
فإن فعل ذلك واتقىالله في حبه ، وفي علاقته بالمرأة التي يحبها ، فليكف عن الحديث معها ــ إلا ما كانلا بد منه في شأن الخطبة والزواج ــ وليتقدم إلى خطبتها فإن رضوا به ، كان بينهماموعد لقاء المحبين ، على مرضاة رب العالمين ، بالزواج على كتاب الله وسنة سيدالمرسلين ، وإن طال الزمن ،بين الخطبة والزواج ، فليصبر ، وليجعل تقوى الله بينعينيه ، وليكن طلب مرضات الله في كل سكناته وحركاته في شغاف قلبه .
وإن لميرضوه زوجا لمن يحب ، أو حال بين الزواج بينهما أمر ما ، فليتعفف ويصبر ، ويعلم أنهذه محنة ابتلاه الله بها ، لينظر هل حبه لله أعظم من كل محبوب ، فليصبر إذن علىقدر الله ، وليرض بقضائه !! والسعيد من نجا من البلاء بالأمر المحمود ، وكان حبالله في قلبه غاية المقصود .
هذا لمن يريد أن يكون محبالله معظما لامره ، وهذا لمن يريد أن يكون محبا عفيفا متقيا ربه في محبوبه ، أما منيريد أن يتبع نزوات الشيطان ، وتتحكم فيه الشهوة واللذة ، فكلما اشتهى الوصالبالمحبوب ، اتصل وأمتع سمعه بصوته ، وقلب نظره في صورته ، وتلذذ بأنس حديثه ، فماهذا إلا أول تلبيس إبليس ، هذا طريق أوله معصية ، وآخره خيبة ، فلا والله ، ثموالله ، ليس هذا في مرضاة الله في شيء،فأفيقوا أيهاالعشاق من سكرة الشيطان ، أفيقوا قبل فوات الأوان .
فضيلة الشيخ حامد العلي حفظهالله و رعاه










