تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
بلقا
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 23-06-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 868
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • بلقا is on a distinguished road
بلقا
عضو متميز
العزة
01-05-2010, 09:16 PM
1- العزة في اللغة :
العزة مصدر من :عَزَّ يَعِز , عِزةً وعِزاً (1).
قال ابن فارس:((عز : العين والزاء أصل صحيح واحد , يدل على شدة وقوة وما ضاهاهما من غلبة وقهر))(2).
وقال ابن منظور:(( العز خلاف الذل... , والعز في الأصل :القوة والشدة والغلبة . والعِزّ والعِزّة : الرفعة والامتناع .. ورجل عزيز : منيع لا يغلب ولا يقهر (3).
والعزيز: من أسماء الله تعالى وصفاته , قال الزجاج:هو الممتنع فلا يغلبه شيء , وقال غيره : هو القوي الغالب كل شيء(4).
وقال ابن بطال : العزيز متضمن للعزة , والعزة الكلام عليها من وجهين:
أحدهما: أن تكون صفة ذات بمعنى القدرة والعظمة، والثاني:أن تكون صفة فعل بمعنى القهر لمخلوقات والغلبة لهم ))(5).
فمعاني هذه الكلمة في اللغة تدور حول القوة والشدة في ذات الموصوف ، والمنعة والغلبة في صلته بغيره .


2- مفهوم العزة في القرآن :
قال ابن الجوزي : )) ذكر بعض المفسرين أن العزة في القرآن على ثلاثة أوجه :-
أحدها : العظمة . ومنه قوله تعالى: ( وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون)(6)،
وقوله: ( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين )(7)
الثاني : المنعة . ومنه قوله تعالى: ( أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً )(8) ،
الثالث : الحمية ، ومنه قوله تعالى: ( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالأثم )(9) وقوله:
( بل الذين كفروا في عزة وشقاق )(10)(11) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- ابن منظور لسان العرب القاموس المحيط: باب الزاي فصل العين.مادة(عزز).الفيروز بادي .
2- معجم مقاييس اللغة 4/38
3- لسان العرب ، مادة(عزز)
4- المرجع السابق ، مادة(عزز) وانظر ابن كثير _تفسير القرآن العظيم .
5- شرح صحيح البخاري 10/412.
6- الشعراء :44.
7- ص :82.
8- ا لنساء :139.
9- البقرة :206.
10- ص :2.
11- انظر:ابن الجوزي – نزهة لأعين النوا ظر في علم الوجوه والنظائر ص 434- 435.


وقد جاءت تصريفات هذه اللفظة (العزة) في القرآن على أوجه أخرى منها:-
- الغلبة ، ومنه قوله تعالى: (وعزني في الخطاب)(1) .
- والشديد ، ومنه قوله تعالى: (عزيز عليه ما عنتم)(2) .
  • ملف العضو
  • معلومات
بلقا
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 23-06-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 868
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • بلقا is on a distinguished road
بلقا
عضو متميز
رد: العزة
03-05-2010, 03:06 AM
- العزة في الاصطلاح :
أشهرما قيل في تعريف العزة ، قول الراغب الأصفهاني:((العزة حالة مانعة للإنسان من أن يغلب))(3)
ولم تخرج تعريفات غيره عن معناها في اللغة ، فالعزة عند ابن الأثير:((القـوة والشدة ))(4) وعند الكفوي : ((العزة : الغلبة ))(5) .

4- العزة الممدوحة والمذمومة :
يمدح بالعزة تارة , ويذم بها تارة أخرى(6). وبيان ذلك أن العزة التي لله تعالى هي العزة التامة والدائمة الباقية , وهي العزة الحقيقية الممدوحة ومنها عزة الرسول صلى الله عليه وسلم , وعزة المؤمنين لأنها قوة في الحق ومنه , وشدة على الباطل وقهر له.
وأما العزة المذمومة – عزة الكافر والفاسق – فهي الأنفة من قبول الحق , والتعاظم بالباطل والحمية له , كما قال تعالى:( وإذا قيل لـه اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم وبئس المهاد)(7) . فهي تعزز عاقبته الذل والهوان والخسران .
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أم سمية
أم سمية
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-09-2009
  • الدولة : الجزائر المحروسة
  • المشاركات : 5,722
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • أم سمية is on a distinguished road
الصورة الرمزية أم سمية
أم سمية
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
بلقا
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 23-06-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 868
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • بلقا is on a distinguished road
بلقا
عضو متميز
رد: العزة
03-05-2010, 01:15 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يـس مشاهدة المشاركة
ماشاء الله
بارك الله فيك على الموضوع ن شرح مفصل وواضح
شكرا جزيلا
-----------------------------
أحسن الله اليك وبارك فيك وتحية طيبة وشكرا.
  • ملف العضو
  • معلومات
بلقا
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 23-06-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 868
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • بلقا is on a distinguished road
بلقا
عضو متميز
  • ملف العضو
  • معلومات
بلقا
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 23-06-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 868
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • بلقا is on a distinguished road
بلقا
عضو متميز
رد: العزة
07-05-2010, 03:06 PM
5 - المختار في تعريف العزة :
حيث تطلق العزة في لغة العرب على معاني الشدة ، والقوة والغلبة ، والقهر، سواء كانت بحق أو بغير حق – كما تقدم – فإنه يمكن أن يقال في تعريف العزة بعامة : إنها صفة نفسية باعثة على الشدة والقوة والامتناع .
وأما العزة المحمودة فهي : صفة نفسية باعثة على القوة في الحق, مانعة مـن الخضوع للباطل. فهي صفه راسخة في النفس كسائر السجايا الخلقية(8) ، ينميها الإيمان حتى تتكامل , ويسددها حتى تستقيم, فيتجلى أثرها في الفكر والسلوك ؛ ثباتا على الحق, وصلابة في الأمر, ومدافعة للباطل ، ومراغمة لأهله .

ــــــــــــــــــــــــ
1- ص :23.
2- براء ة :128.
3- المفردات في غريب القرآن / 333 .
4- النهاية في غريب الحديث 3/228-229.
5- الكليات /639 .
6- أنظر : الراغب - المفردات /333. وابن حجر- فتح الباري 13/369 .
7- البقرة : 206 .
8- الغزالي : إحياء علوم الدين 3/52 .
  • ملف العضو
  • معلومات
بلقا
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 23-06-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 868
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • بلقا is on a distinguished road
بلقا
عضو متميز
رد: العزة
07-05-2010, 03:08 PM
أساس العزة
إن الإيمان هو أساس العزة ومنبعها , لأن العزة التامة الدائمة لله تعالى وحده , قال تعالى:( أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً )(1).
فلا تطلب إلا منه ولا تنال إلا بالإيمان بـه , قال تعالى:(ولله العزة ولرسولـه وللمؤمنين )(2). وقال تعالى:(قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير)(3).

قال ابن القيم رحمه الله:((العزة والعلو إنما هما لأهل الإيمان الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه , وهو علم وعمل وحال, قال تعالى:( وأنتم الأعلون أن كنتم مؤمنين )(4). فللعبد مـن العلو بحسب مامعه من الإيمان , وقـال تعالى: ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )(5). فله من العزة بحسب مامعه من الإيمان وحقائقه , فإذا فاته حظ من العلو والعزة ففي مقابل مافاته من حقائق الإيمان , علماً وعملاً ظاهراً وباطناً))(6).

وحقيقة الإيمان: معرفة ما جاء به الرسول – صلى الله عليه وسلم- علماً, والتصديق به عقداً , والإقرار به نطقاً , والانقياد له محبة وخضوعاً , والعمل به باطناً وظاهراً , وتنفيذه والدعوة إليه بحسب الإمكان(7).
فمن الإيمان اليقين بوحدانية الله تعالى , وكمال ربو بيته , وأنه المتفرد بالخلق والرزق، وكمال القدرة , ونفاذ المشيئة , فلا رآد لقضائه , ولا معقب لحكمه , وأنه وحده بيده النفع والضرر , والعطاء والمنع , قال تعالى:( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا رآد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم )(8).
ومن الإيمان اليقين بعلم الله تعالى السابق لما يفعله العباد ، وكتابته سبحانه في اللوح المحفوظ لما سيكون إلى يوم القيامة ، وخضوع الخلق جميعا لمشيئته وعلمه لا يخرج أحد عنهما ، قال تعالى:( إنا كل شيء خلقناه بقدر)(9)، وقال تعالى:( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولافي أنفسكم إلافي كتاب مـن قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير)(10) وقال تعالى:( لمن شاء منكم أن يستقيم وماتشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين)(11)، فما من شيء يحدث من رخاء وشدة، وخوف وأمن، وصحة ومرض ، وعزة وذلة، إلا بمشيئة الله تعالى.
ــــــــــــــــــــ
1- النساء :139.
2- المنافقون :8.
3- آل عمران :26.
4 - آل عمران 39.
5- المنافقون 8.
6- إغاثة اللهفان : 2 /181.
7- ابن القيم :الفوائد 155-156.
8- يونس : 107.
9- القمر: 49.
10- الحديد : 22.
11- التكوير :28-29.
  • ملف العضو
  • معلومات
بلقا
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 23-06-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 868
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • بلقا is on a distinguished road
بلقا
عضو متميز
رد: العزة
12-05-2010, 09:25 PM
ومن الإيمان يقين المؤمن بأنه راجع إلى ربه ومحاسب بين يديه , ومجازى على أعماله , كما يصدق بوعد الله تعالى ووعيده , وبما أعده لأهل طاعته من النعيم المقيم , وبما وعد بـه من أعرض عن سبيله من العذاب الأليم، قال تعالى:( بلى من كسب سيئة وأحاطت بـه خطيئته فأولئك أصحاب النارهم فيها خالدون* والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون )(1).

ومن الإيمان الإقرار بكمال شرع الله – تعالى- في أصوله وفروعه , وشمولـه لجوانب الحياة , وتحقيقه لمصالح العباد في المعاش والمعاد , وأنه لاسعادة للبشرية إلا باتباعه وإيثاره على ما سواه ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى )(2).

وأما أثر ذلك في غرس العزة في نفس المؤمن فيظهر من وجوه منها:-

- أن الإيمان أساس حياة الإنسان ، وسر تكريمه ، والموجه لفكره وسلوكه ، قال تعالى: ( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذالك زين للكافرين ما كانوا يعملون)(3)، فمتى رسخ الإيمان في النفس سمت الروح ، وتطهر القلب ، وتحرر المرء مـن سلطان الماديات وأسر الشهوات ، فلايرى إلا عزيز النفس ، طاهر البدن ، رفيع الأخلاق.

- أن المؤمن يستمد من عقيدته العلم الصحيح ، والمعرفة اليقينية،عن حياته وما بعدها، وعن سنن الكون وحقائق العالم الغيبي ، فالوحي (( جاء بالحق الجلي في هذا الميدان مما يلبي تطلع الإنسان وحاجته ، فأخبرعن أصل هذا الكون، وأصل الإنسان، والحكمة من وجوده ، وما وراء المادي من عالم غيبي خاضع لإله واحد عظيم موصوف بأكمل الصفات ، وما في هذا العالم الغيبي من موجودات لها صلة بالإنسان كالملائكة ، وما وراء هذه الحياة من حياة أخرى تكملة لهذه الحياة ، ليتحقق العدل ويكون الجزاء ))(4). ... إلى غير ذلك من وجوه الحق التي جاء الوحي بتفاصيلها وبيانها. بهذا الرصيد العظيم من المعرفة يسمو المؤمن ويزداد يقينا وثباتا واتزانا في حركته، ورشدا في سعيه، وينجو من القلق والاضطراب، والتفرق في الضلال، والتيه في مسالك الفكر المنحرف المعرض من هداية الوحي وتعاليمه .

- بإقرار المؤمن بوحدانية الله تعالى , واستحقاقه العبادة دون من سواه , يعلو عن أسباب الذل والهوان فلا يرى ساجداً وخاضعاً لمخلوق أو عابداً ومتذللا لأحد من البشر . بل ولا سامعاً مطيعاً – طاعة مطلقة - إلا لله ورسوله .
ـــــــــــــــــــ
1- البقرة : 81-82.
2- طـه :123-124.
3- الأنعام :122.
4- عبد الرحمن الزنيدي – مصادر المعرفة في الفكر الديني والفلسفي ص152.
  • ملف العضو
  • معلومات
بلقا
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 23-06-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 868
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • بلقا is on a distinguished road
بلقا
عضو متميز
رد: العزة
22-05-2010, 04:22 PM
- أن من مقتضيات الإيمان التحاكم إلى شرع الله ، والطاعة والتسليم له ، وقد نفى الله الإيمان عمن تحاكم إلى غير شرعه ، قال تعالى:( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكمك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )(1). وفي
التحاكم إلى شرع الله تعالى – العليم الحكيم- عزة ورفعة، وسلامة من الخضوع والذلة للمخلوقين من واضعي القوانين الوضعية والأنظمة البشرية والحاكمين بها.

- أن المؤمن يسعى في تنفيذ أوامر الله تعالى في نفسه, وعلى غيره، وفق ما كلف به, لا يخاف في الله لومة لائم ليقينه أن الخلق لا يملكون لأنفسهم - فضلاً عن غيرهم- نفعاً ولا ضراً إلاما شاء الله .

- ومنها أن المؤمن يتميز بصبره , وتوكله على الله واعتماده عليه, واحتسابه لثوابه ورجائه لموعوده , وهي أمور يزاد بها شجاعة وقوة وصلابة , كما قال تعالى:(إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون)(2). كما يحصل له من معونة الله ومعيته , ومدافعته عنه ما يثبت قلبه ويبدد مخاوفه, قال تعالى:( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )(3), وقال تعالى:(فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون)(4).

- أن المؤمن يوقن أن الأرزاق بيد الله تعالى , وأنه مدرك حظه منها لا محالة ، فعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب ، فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، خذوا ماحل ، ودعوا ما حرم )(5).ولذا فهو في سعيه في مصالح دنياه متوكل على الله مستعين به, واقف عند حدوده , راض بما قسمه له, غير منقاد في تحصيل المال مع أهوائه وشهواته , بعيد عن التطلع لما في يد غيره فضلاً عن سؤالهم , ولذا فهو عزيز في نفسه, كريم على غيره .

- شعور المؤمن بأنه يسير في ركب المصطفين من عباد الله ، ممن اختارهم الله لتبليغ رسالاته وشرائعه للناس ، واللذين هم خلاصة البشرية وأزكاها ، والمؤيدون من الله تعالى بالبراهين الواضحة والحجج القاطعة، والمنصورون في الدنيا والآخرة، قال تعالى:( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز)(6), وقال تعالى:( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد )(7)، فهو سائر في طريقهم ـــــــــــــــــــ
1- النساء :65.
2- النساء :104.
3- الحج : 38.
4- الأنعام :48.
5- أخرجه ابن ماجه ، في التجارات ، باب الاقتصاد في المعيشة (2144)، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه 2/6.
6- المجادلة :21.
7- غافر : 51.
ومترسم خطاهم، ومتطلع إلى حظه مما تحقق لهم- ووعد به من سار على دربهم – من
العز والنصر والتمكين.
وبعد هذا كله فإنه باستقامته على شرع الله يتفيأ ظلال منهج قويم يغرس في أتباعه العزة , ويهيئ لهم أسبابها عند ضعفهم , ومع تقلب الأحوال بهم .
فقد غرس الشرع العزة في المرأة المسلمة يوم كرمها وأعلى مكانتها ؛ بنتاً وزوجة وأماً وعضواً في الأسرة والمجتمع , وفرض لها حقوقاً توجب رفعتها , وتصونها أن تذل أو تمتهن .

فأوجب حسن تأديبها , وتعليمها والإنفاق عليها- بنتاً- حتى تتزوج , وشرع ألا تزوج إلا بإذنها , وإن كانت بكراً تستحي فإذنها صمتها .
وأوجب صيانتها , والإنفاق عليها , ومعاشرتها بالمعروف – زوجة- قال تعالى:(وعاشروهن بالمعروف )(1) .
وألزم ببرها-أماً- وجعل عقوقها من أكبر الكبائر , قال تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا). (2) , وقال صلى الله عليه وسلم :((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا بلى يا رسول الله . قال:الإشراك بالله , وعقوق الوالدين , وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور , فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت ))(3) .

كما صان الشرع المسلم من الذل في حال ضعفه وعجزه وقلة ذات يده فجعل له حقاً معلوماً في مال الغني, يدفع إليه بلا أذى أومنة . قال تعالى:( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم )(4).

كما وقى الشرع المسلم ذلة الدين بما جعل له من حق في الزكاة عند العجز عن الوفاء – كما في الآية المتقدمة – ورغب في انظاره إلى حال يسره إن كان معسرا ، قال تعالى:(وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة )(5).

كما غرس الشرع العزة في المسلم يوم أعطاه الحق في الدفاع عن نفسه، وأن يستميت دون أهله وماله , فلا يكون مستباحاً لكل طامع , أو غرضا لكل عابث , جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله , أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي ؟ قال: (( فلا تعطه من مالك )) . قال:أرأيت إن قاتلني قال : (( قاتله )) قال: أرأيت إن قتلني ؟ قال: (( فأنت شهيد )) . قال: أرأيت إن قتلته ؟ قال:()هو في النار))(6) . إلى غير ذلك من صور الرفعة والتكريم التي جاء بها الشرع لمن آمن به واستقام عليه .
ــــــــــــــــــ
1- النساء /19 .
2- النساء /26.
3- متفق عليه , البخاري في الأدب , باب عقوق الوالدين .ومسلم في الإيمان , باب بيان الكبائر وأكبرها .
4- التوبة /60.
5- البقرة /280.
6- أخرجه مسلم في الإيمان – باب الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم في حقه ...
.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 10:15 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى