مـا أشبه مجتمعاتنا بالسوفسطائيين !!؟
20-06-2009, 09:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
</span>
السوفسطائيون ما تيمموا اقامة مذهب فلسفي يرتكز عليه اللاحقون بقدر ما أرادوا إشباع رغبتهم لتولي السلطة بعد شيوع موجة من الديموقراطية وذيوعها في المجتمعات اليونانية قبل ميلاد المسيح .(عليه السلام ).فتآلوا الى تعليم الناس ما ينفع دنياهم من علوم الكلام وعلوم السياسة وعلوم اللغة من نحو وصرف بُغية الرَثع (الطمع والجشع) في مناصب الحكم.</span>
فعلموهم تقليب الحقائق بالكلام المزوق بل أكثر من ذلك شدوا وثاق المعرفة بعد محاولتهم لانكار العقل وقالوا ان الحس وحده مصدر للمعرفة فضلا عن ذاك زعموا ان الحواس تختلف من شخص لاخر بإختلاف الاجساد ،فتلخص كلامهم في القول الشهير "الانسان مقياس كل شي"...</span>
ومن هناك حيث السوفسطائيين بعد أن حصحص الحق </span>أعود بكم الى هنا وما أدراك ما هنا .هنا المجتمعات العربية النائمة فوق الذهب الاسود الزاخرة بخيرات أراضيها فبالله عليك أنظر الى بواطن الارض وما فيها ،هذه المادة التي فتتوها وحللوا، والى ذراتها وصلوا، والى نواتها دخلوا ،وعلى طاقاتها حصلوا بعد ما خربوا ونهبوا وسرقوا وقتلوا ...</span>
</span>بعد ان أناخ علينا الاستعمار بكلاكله وقدر الله أن يخرج مذموما مدحورا... لم تكن تينك نهاية الاستعمار بل أصبحت الامة مفرقة شذرمذر كل فريق إتخذ لنفسه سبيلا فهاهي الاشتراكية في بلد سقطت وهاهي الرأسمالية رُفعت الى أن صرنا كوكتيل مناهج وسبل ومذاهب ،ولا يقتصر الامر على الحكومات بل الشعوب قضيتنا فأخلاقها اندثرت وأستبدلت فأخذ الفرد يـُحكم هواه على جل قضاياه فنهاره ليل وليله </span>حالكـ الظلام ، فوُجد النشب والعراك في الكلام والمقال لانعي ما نقول ولايعي السامع ما يُقال ،كلُُ في واد يهيمون ...فكثر المؤيد والمعارض في كل مجال فالمرأة وعملها تتأرجح بين فكي الـتأييد والاعتراض ومثلها المقاومة </span>؛فتلك المعضلات ما حُسمت قضاياه عند الراكعين لروسيا والمسبحين بحمد واشنطن...</span>
فحق علينا كلام 'بروتاجوراس' </span>السوفسطائي (( الانسان مقياس كل شيء))..</span>
</span> </span>يلاحظ القارئ الكريم الربط بين مبدأ السوفسطائيين وواقعنا الاخلاقي أو سمه ما شئت </span>،فبالله عليك أليس الاستهلاك سمة العصر ؟ حيث يـُنظر للمرء وما يستهلكه فإن عظم كان سيدا وإن قل كان على الرصيف ينتظر ويدبر عن رأي يُنجيه من ويلات ما يقال عليه إن ساعفه الحظ ...وناهيك عن الشباب الذين عن هويتهم أدبروا وعن أصلهم أنكروا وعن أخلاقهم إستهجنوا فبدلوا وغيروا ووضعوا وطبقوا أنه إن لم تأتي بمثل ما عندنا فلاكيل لك عندهم </span>ولا تقربون </span>
حتى العلم لم يمنع من قبضتهم فقالوا قولتهم الشهيرة "لي قر واش دار " بمعنى من تعلم ماذا فعل ؟</span>
هذا الواقع بـَين والكل يراه ولكن الاكثر عجبا هو التحليل للظواهر </span>
فأصبح كل واحد منا يخرج بنتجية لاتكاد تـُبين بل هي للاشكال تـُعين..</span>
ولتقريب القضية للذهن نأخذ مثالا من آلاف الامثلة :وليكن من الجامعة ...</span>
بعد جهد جهيد ويوم عصيب يوجـِه الطالب وجهه شطر المطعم ليسد جوعه وعلى عتبة الباب يشبع لسوء ما رأى فمن كان ذا صبر أكل وانصرف ومن كان ذا ملعقة ومنديل أدبر وانصرف.هي الفوضى العارمة في المكان والصحون المرمية في الطاولات بشحمها ولحمها وبعشبها وفضلاتها... ففسر أحدهم السبب هوالسخط من قبل الطلبة على الخدمات الجامعية وما باليد حيلة الا الفساد ...وما لبثت أن عرفت أنه تحليل ماركسي ثوري ...ويأتي أخر يفسر ما رأى بالنفس البشرية واخر بالتربية وآخر ضيق الوقت وهلم جرا..</span>
ثم ما يلبث الطالب من الخروج ليرى العشق يدب تحت ظلال الاشجار ونأتي للتحليل الذي يمده لنا الطلبة قيقولون حياة الشباب دعهم يرتعون ويلعبون فهذا عمر فان ووو</span>
فكيف نجتمع ونحن نحكم بأهوائنا كلُُُ من جهة يـصيح ؟؟</span>
أليس حري بنا وضع أرضية مشتركة ننطلق بها الى شعب الحياة ؟؟</span>
((كقولنا اللهم ان هذا لمنكر ....ولا نقول يا ماركس هذا منكر ...))
والسلام عليكم
لا تنسى ذكر الله . اللهم صل على محمد وسلم تسليمـا كثيرا .