ابتسامة…لا تلتقطها آلات التصوير(بقلمي)
19-06-2009, 12:25 PM
ابتسامة…لا تلتقطها آلات التصوير
تق تق تق
فتحت عيناي بتثاقل..لم أ شأ أبدا أن أغادر حلمي الجميل …ألقيت نظرة من حولي…أدركت أن الصوت ات من خلف النافذة,اقتربت منها, فتحتها …هه عرفتها انها حبات المطر…تساءلت ما الذي أحزن هاته السماء التي كانت مذ ساعات رائقة المزاج لتذرف عبرات باردة.. تلفح وجنتيا…فتكسبهما ذلك الاحمرار الذي لا أحبه…وها قد استودعني النعاس الان, وربما فنجان قهوة دون سكر سيكون أنيس مغري في تأمل الليلة الماطرة, التي لم يبق الكثير في عمرها…
لقهوتي المرة نكهة مميزة… طبيعية ،لا شيء يشوه أصالتها ,و تعاطفها الذي تمنحني اياه لأدرك أن المرارة ليست ورما خبيثا نما في رحم واقعي فقط فتمخض عنه مولود مشوه …حلم لم تتسن له فرصة أن يصرخ صرخة ميلاد كاملة…كهذا الصباح الذي ألقى بذراعيه الطويلتين ليعلن عن انبعاث جديد…مشاوير صاخبة…ووجوه رمادية متدافعة تسابق الزمن…يومي الروتيني…أعيشه في احدى الزوايا القائمة من هاته الغرفة الصغيرة
ولا شيء قائم في حياتي…أو منفرج…كانفراج هذا اليوم الذي يذكرني بأنه الأخير قبل موعد تسليم الصور للجريدة من أجل ذكرى عيد الطفولة…
كيف يمكنني أن أختار زاوية غير قائمة…مناسبة لهكذا حدث …عيد لم أعرف طعمه يوما…ولا كيف يكون احساس الطفل بطفولته…
حملت الة التصوير…وانطلقت أرسم خطى متثاقلة…أبحث عن اللامحسوس بداخلي…اللاملموس فلم أمتلك دمية باربي بجسمها المتناسق وشعرها الاشقر الطويل وحذائها ذو الكعب العالي…لم أعرف هكذا تفاصيل الا عبر واجهات محلات وقفت أمامها لساعات طويلة أفتش عن شيء يشبه ما أخاطته لي أمي في عيد مولدي الثامن ، فقد جمعت خيوط صوف حمراء..و قطع كتان بعدة الوان وفصلتها …بطريقة ما و كالسحر…تشكلت منها دمية لم تكن رشيقة كتلك التي لطالما حلمت بها…ولم أرغب يوما في تمشيط شعرها الصوفي الخشن الملمس…هه كانت دمية بدون ملامح..اخر سحر قدمته لي أمي قبل رحيلها…ليس غريب أنني الأن لا أدرك ملامح طفل سعيد بعيده… ما زلت أرمي خطاي هنا وهناك أبحث عنه…ربما عني…
واذا بصوت يطرح سؤال بتعب من فضلك يا ابنتي هل توجد صيدلية بالقرب من هنا؟
ابتسمت للعجوز وأخبرتها أن تواصل السير حتى اخر الشارع على جهة اليمين توجد واحدة…
شكرتني بتعب وراحت تمد خطى بطيئة…بيني وبين نفسي أتحدث كل شيء في هاته المدينة لديه ما يدل عنه… صيدليات…محلات الثياب…محلات الخضار…محلات الالعاب…كلها صور معرفة…الا طفل سعيد بعيده لم أجد تعريفا له حتى الان…وقفت أتأمل هناك واحد …لا أظن أنه تجاوز العاشرة…يجمع النفايات ويضعها داخل أكياس سوداء…ثم يحملها ويضعها من جديد داخل عربة ويجرها ويتوقف ليجمع نفايات مرمية في جهة أخرى …وهكذا…انه طفل… هل هو سعيد بعيده…ثم لما يجب ان تكون الصورة في هكذا مناسبة سعيدة ومبتسمة؟
أسرعت اليه…فقد وجدت ضالتي…اقتربت منه… ابتسمت له ورفعت الة التصوير أبحث عن الزاوية …لاحظ وجودي بقربه…وضع النفاية على الارض وابتسم…ضغطت على الزر…يا لغبائي…تذكرت أنني لم أضع فلما في الالة…واصل الطفل عمله بهدوء…وبقيت أنا أقلب الحروف في رأسي…انها ابتسامة لا تلتقطها آلات التصوير…
فتحت عيناي بتثاقل..لم أ شأ أبدا أن أغادر حلمي الجميل …ألقيت نظرة من حولي…أدركت أن الصوت ات من خلف النافذة,اقتربت منها, فتحتها …هه عرفتها انها حبات المطر…تساءلت ما الذي أحزن هاته السماء التي كانت مذ ساعات رائقة المزاج لتذرف عبرات باردة.. تلفح وجنتيا…فتكسبهما ذلك الاحمرار الذي لا أحبه…وها قد استودعني النعاس الان, وربما فنجان قهوة دون سكر سيكون أنيس مغري في تأمل الليلة الماطرة, التي لم يبق الكثير في عمرها…
لقهوتي المرة نكهة مميزة… طبيعية ،لا شيء يشوه أصالتها ,و تعاطفها الذي تمنحني اياه لأدرك أن المرارة ليست ورما خبيثا نما في رحم واقعي فقط فتمخض عنه مولود مشوه …حلم لم تتسن له فرصة أن يصرخ صرخة ميلاد كاملة…كهذا الصباح الذي ألقى بذراعيه الطويلتين ليعلن عن انبعاث جديد…مشاوير صاخبة…ووجوه رمادية متدافعة تسابق الزمن…يومي الروتيني…أعيشه في احدى الزوايا القائمة من هاته الغرفة الصغيرة
ولا شيء قائم في حياتي…أو منفرج…كانفراج هذا اليوم الذي يذكرني بأنه الأخير قبل موعد تسليم الصور للجريدة من أجل ذكرى عيد الطفولة…
كيف يمكنني أن أختار زاوية غير قائمة…مناسبة لهكذا حدث …عيد لم أعرف طعمه يوما…ولا كيف يكون احساس الطفل بطفولته…
حملت الة التصوير…وانطلقت أرسم خطى متثاقلة…أبحث عن اللامحسوس بداخلي…اللاملموس فلم أمتلك دمية باربي بجسمها المتناسق وشعرها الاشقر الطويل وحذائها ذو الكعب العالي…لم أعرف هكذا تفاصيل الا عبر واجهات محلات وقفت أمامها لساعات طويلة أفتش عن شيء يشبه ما أخاطته لي أمي في عيد مولدي الثامن ، فقد جمعت خيوط صوف حمراء..و قطع كتان بعدة الوان وفصلتها …بطريقة ما و كالسحر…تشكلت منها دمية لم تكن رشيقة كتلك التي لطالما حلمت بها…ولم أرغب يوما في تمشيط شعرها الصوفي الخشن الملمس…هه كانت دمية بدون ملامح..اخر سحر قدمته لي أمي قبل رحيلها…ليس غريب أنني الأن لا أدرك ملامح طفل سعيد بعيده… ما زلت أرمي خطاي هنا وهناك أبحث عنه…ربما عني…
واذا بصوت يطرح سؤال بتعب من فضلك يا ابنتي هل توجد صيدلية بالقرب من هنا؟
ابتسمت للعجوز وأخبرتها أن تواصل السير حتى اخر الشارع على جهة اليمين توجد واحدة…
شكرتني بتعب وراحت تمد خطى بطيئة…بيني وبين نفسي أتحدث كل شيء في هاته المدينة لديه ما يدل عنه… صيدليات…محلات الثياب…محلات الخضار…محلات الالعاب…كلها صور معرفة…الا طفل سعيد بعيده لم أجد تعريفا له حتى الان…وقفت أتأمل هناك واحد …لا أظن أنه تجاوز العاشرة…يجمع النفايات ويضعها داخل أكياس سوداء…ثم يحملها ويضعها من جديد داخل عربة ويجرها ويتوقف ليجمع نفايات مرمية في جهة أخرى …وهكذا…انه طفل… هل هو سعيد بعيده…ثم لما يجب ان تكون الصورة في هكذا مناسبة سعيدة ومبتسمة؟
أسرعت اليه…فقد وجدت ضالتي…اقتربت منه… ابتسمت له ورفعت الة التصوير أبحث عن الزاوية …لاحظ وجودي بقربه…وضع النفاية على الارض وابتسم…ضغطت على الزر…يا لغبائي…تذكرت أنني لم أضع فلما في الالة…واصل الطفل عمله بهدوء…وبقيت أنا أقلب الحروف في رأسي…انها ابتسامة لا تلتقطها آلات التصوير…
تمت
المحبـة تأتـي أو لا تأتـي..
ولكنهــا
تكــون كقطـ مطــر ـرة
فــي ابـ..
التعديل الأخير تم بواسطة قطرة مطر ; 19-06-2009 الساعة 12:38 PM








