قصة قصيرة
08-07-2009, 10:59 AM
الشريط



أيها الناس أستحلفكم بجميع الأديان السماوية, أطلب من الله الرحمة لوالديكم , أسأله لكم الخلود في زمن الريع الذي تحبون’ أهيب بكل العنتريات –القومية- التي تدعون و كل العناوين الكبيرة في صحفكم اليومية بما فيها عناوين الاغتيالات , الفضائح و التطلعات الكاذبة’ اعيدو الشريط فقط ’ لكم أن تأخذوا آلة التصوير لن أطالب بها سأعدها هبة مني لنخوتكم في إعادة الشريط, أنا لا أتظاهر بقراءة يومياتكم بل أقرؤها بشغف كلما امتد الطريق, لا أملك بدا من تناسي صوت المحرك إلا بمطالعة عناوينكم كميتة اللون كأنصاف حبات التمر تعلو نخلات ني نوى ’ حتى الصور الخليعة التي التقطتها كاميراتكم أمعن فيها النظر مليا, هي أيضا من زمن الريع الذي تصنعون ,تحسنون رمي الرصاص فتأخذون بلبي مثلما تأخذونه أيضا بهيولى العيون الخضراء و الشعر الأصفر, أقسم لكم بكل الأديان ان الشريط لا يحوي على سر الخلود و لا عن الطينة المتخمرة التي ان صادفت اعتدالا في المزاج تهيأت لتكون أمشاجا, اقسم بكل التنظيمات التي تنشؤن أنني اشبه كل الناس في التاريخ الذي أردتم من التوقيت البغدادي المتناسق مع القوام الممشوق لمراكبكم التي تود زرع الخضرة في كل مكان حتى في جسدي هذا النحيل الذي لم رث إلا ثلاثة و عشرون كروموزوما من الوالد لان الثلاثة و العشرين الأخرى التي كان يفترض أن ارثها من الوالدة وزعها أبي منذ البدء البغدادي على البيت الكبير لينصب فيها رايات باهتة البياض بعد أن تم استئصال النواة و وزعت في حفل رسمي مهيب قد يتبادر إلى أذهانكم أنها بالشريط احلف لكم بالبيت الأسود بالبيت الأبيض أن الأمر غير ذلك ’
كانت تمد يدها لدجلة تسيل الماء بين أصابعها’ تحاول أن تشعر نفسها أن الماء يداعبها انه يدعك شيئا ما و يلامسها بإحساس تعيد ملء كفها ترفعها عاليا ينساب خيوطا فضية إلى الإبط تعدها ملاطفة و ترفع الطرف المبلل من تنورتها فيبدو الفضاء الذي خلفـــها لوحة ربانية, تتعانق فيها الباسقات و بياض البنايات السرمدي باعـــثا الطمأنينة مشعرا إياي بالسلام,
ألقى بقلمه في لامبالاة بيينة’ قد يكون القلم الوحيد داخل أبو غريب لكن هل يستطيع أن يعيد الشريط؟’ الشريط فقط آلة التصوير لا تهم’ لم يعد في حاجة إليها, أوشك الشريط على نهايته لما طلبت منه أن تقوم بتصويره, سلمها آلة التصوير, و مد يده لربطة العنق شدها بإحكام, و نسف بفيه تجاه زجاج نظارته و دعكها بصدريته ليزيل عنها شيئا ما من الوسخ الوهمي, و ضغطت على الزر, فتلألأ وجهها بأشعة آلة التصوير ’علاها الخجل لم تكن تعلم أنها بهذا تكون قد أنجزت له الصورة الوحيدة لها خلفيتها البصرة.


عيسى بن محمود