من يُمنع الشرب من الحوض؟؟؟!!!
30-05-2014, 02:14 PM
"الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد،أحمده جل شأنه وأشكره أغنان بفضله وكرمه عن كل أحد،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له يرجى منه المدد،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صاحب الذكر المحمود والحوض المورود صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أمابعد":
السلام عليكم
إستوقفني اليوم كلام جميل لإمام الجمعة في إشارته لحديث الحوض......
أخرج الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :((تَرِدُ عَلَيَّ أُمَّتِي الْحَوْضَ وَأَنَا أَذُودُ النَّاسَ عَنْهُ كَمَا يَذُودُ الرَّجُلُ إِبِلَ الرَّجُلِ عَنْ إِبِلِهِ قَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتَعْرِفُنَا؟.قَالَ:نَعَمْ لَكُمْ سِيمَا لَيْسَتْ لِأَحَدٍ غَيْرِكُمْ تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ..))(مسلم،الطهارة،ح(365)).
لكن الإشكال جاء فيما أخرجه الإمام البخاري أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((يَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِي فَيُحَلَّئُونَ عَنْهُ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيَقُولُ إِنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى))(البخاري،الرقاق،ح(6098))،
وفي رواية أبي سعيد الخدري:((فَأَقُولُ إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي)).

الملاحظة التي وجب التنبهُ لها هي أن من أُبعد عن الحوض هم من الغُرِّ المحجلين من أثر الوضوء أي أنهم يصلون ،لكن أبعدوا تعرفون لماذا؟؟؟!!!
لأنهم أحدثوا وبدلوا بعد الرسول...والإحداث هنا على شتى أنواعه فأنتبهوا رعانا الله وإياكم
قال القرطبي – رحمه الله - :
قال علماؤنا رحمة الله عليهم أجمعين : فكلُّ مَن ارتد عن دين الله ، أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله ، ولم يأذن به الله : فهو من المطرودين عن الحوض ، المبعدين عنه ، وأشدهم طرداً : مَن خالف جماعة المسلمين ، وفارق سبيلهم ، كالخوارج على اختلاف فرقها ، والروافض على تباين ضلالها ، والمعتزلة على أصناف أهوائها ، فهؤلاء كلهم مبدِّلون ، وكذلك الظلمة المسرفون في الجور ، والظلم ، وتطميس الحق ، وقتل أهله ، وإذلالهم ، والمعلنون بالكبائر ، المستخفون بالمعاصي ، وجماعة أهل الزيغ ، والأهواء ، والبدع .
ثم البعد قد يكون في حال ، ويقربون بعد المغفرة إن كان التبديل في الأعمال ، ولم يكن في العقائد ، وعلى هذا التقدير يكون نور الوضوء ، يُعرفون به ، ثم يقال لهم ( سحقاً ) ، وإن كانوا من المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يُظهرون الإيمان ، ويُسرون الكفر : فيأخذهم بالظاهر ، ثم يكشف له الغطاء فيقول لهم : ( سحقاً سحقاً ) ، ولا يخلد في النار إلا كافر ، جاحد ، مبطل ، ليس في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان .
"
التذكرة في أحوال الموتى والدار الآخرة " ( ص 352 ) .
لهذا نعيد ونكرر ما قاله عبد الله بن مسعود "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم"لأنهُ كما قال عبد الله بن الديلمي قال : إن أول ذهاب الدين ترك السنة يذهب الدين سنة سنة كما يذهب الحبل قوة قوة وما أحيينا بدعة إلا أمتنا مكانها سنة ـ فأنتبهوا ـ فالشيطان في إستدراجنا معتمد على التدرج خطوة خطوة نترك السنن وقد نبتدع حتى يصل إلى الغاية وهي ترك الفرائض وعن عبد الله بن مسعود قال: يجيء قوم يتركون من السنة مثل هذا يعني الإصبع فإن تركتموهم جاؤوا بالطامة الكبرى وإنه لم يكن أهل كتاب قط إلا كان أول ما يتركون السنة وإن آخر ما يتركون الصلاة ولولا أنهم يستحيون لتركوا الصلاة. ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة)) (1/91).
فأعلموا إخوتي أن التمسك بالسنة وترك الإبتداع هو المنجات والسير وفق نصيحة الصحابي الجليل عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه حين قال: وستجدون أقواماً يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم عليكم بالعلم وإياكم والبدع والتنطع والتعمق وعليكم بالعتيق
يا أيها الرجل المريد نجاته*** إسمع مقالة ناصح معوان
كن في أمورك كلها متمسكا*** بالوحي لا بزخارف الهذيان
وانصر كتاب الله والسنن التي*** جاءت عن المبعوث بالفرقان
من يعمل السوءى سيجزى مثلها*** أو يعمل الحسنى يفز بجنان
هذي وصية ناصح ولنفسه*** وصي وبعد سائر الاخوان

فاللهم لا تحرمنا نعمة الشرب من حوض نبيك الكريم...... أمين
يامن عدى ثم اعتدى ثم اقترف**** ثم ارعوى ثم انتهى ثم اعترف
أبشِر بقول الله في تنزيله**** ان ينتهو يغفر لهم ماقد سلف
التعديل الأخير تم بواسطة abchir ; 30-05-2014 الساعة 07:51 PM