خي تو
06-09-2013, 11:03 PM
خي تو *
كانت صبية في قريتها البائسة تحلم بكل شــــيء لم
يستطع أبوها تحقيقه لها من أكلات وثياب وسفر إلى
المدينة الكبيرة و تعليم وغير ذلك .
كانت في سنتها السادسة وهي آخر سنة من المرحلة
الإبتدائية، وهذه فرصة ثمينة تتاح لها لتحقيق جزء من
أحلامها بالإنتقال إلى المتوسطة هناك في مكان آخر غير
قريتها وعالم آخر سيكون حتما أفضل من عالمها الحالي
الضيق والرتيب.
لم يعد أمام الصبية سوى الإهتمام بدراستها والإعتناء
بجسدها الذي فاق بكثير سنها. ومساهمة من الوالد
في إنجاح مسعى صغيرته البريء والمشروع توسل إلى
معلمها الغريب عن القرية والذي لم يبلغ بعد العشرين
من عمره بأن يوجهها ويراعيها عند المراجعة مقابل
التكفل التام به.
ابدت التلميذة سعادتها بالأمر وأزداد مستوى استيعابها
وفهمها للدروس ما أدى إلى ارتياح أفراد عائلتها، لكن
سرعان ما تبدلت الأحوال وتحولت غرفة المراجعة إلى
ملتقى للسمر بأحاديث القلوب والعواطف بين المعلم
وتلميذته. وفي يوم ليس كبقية الإيام وفي جلسة
إستثنائية حدث شيء إستثنائي بين الإثنين .
خشي المعلم أن يتكون في أحشاء الصغيرة - التي
اصبحت الطريق إليها سالكة - شيئ ما، لكن خوفه
تبدد مع مرور الوقت.
تحول حلم الصبية بتوجيه مركز من المعلم إلى نسج
الرباط المقدس الذي يلف العش الحاضن لها تحت جناح
فارسها وما عادت تهمها الدروس ولا الإمتحانات ولا
المتوسطة ولا المدينة التي تحتضنها.
رسبت التلميذة في آخر العام وخاب ظن الأسرة فيها و
كانت تجيب كل من يسألها عن الأمر: وماذا أفعل بالشهادة؟
أنتم تعرفون مآل كل بنت ".
وسافر المعلم بعد إنتهاء الدراسة على أمل العودة ........
وأنتظرت..... وطال الإنتظار.... ولما أيقنت أن لاعودة،
وأنها كانت مجرد نزوة عابرة، تلبدت سماؤها، وتقوقعت في
صمت رهيب واتخذت لنفسها عادة حيرت أهل القرية كلهم.
كانت تأخذ نصلة " خنجر " صدئة وتشرع في شحذها وهي
تردد " خي تو... خي تو...". و عبثا حاولت صديقاتها معرفة
مغزى تصرفها هذا . ولمّا انتشر خبرها بين الناس: أطلقوا
عليها إسم " خي تو ".
دارت الإيام ، والأعوام و" خي تو " لا تزال على حالها رغم
بلوغها سن الكهولة .
وذات يوم تناهى إلى سمعها أن المعلم المتقاعد الذي
سبق له أن درّس بمدرسة القرية منذ أربعة عقود تقريبا
متواجد حاليا بها في زيارة مجاملة لأحد أصدقائه، فأنطلقت
كالسهم إلى داخل البيت وخرجت بنفس السرعة متنقلة
بين الأزقة الضيقة و الساحات وهي تردد نفس العبارة و
لمّا رأت المعلم عرفته فتوجهت نحوه فظن أن أمرأة من
القرية أشتاقت لرؤيته، وعندما أقتربت منه أكثر و ألتقت به
وجها لوجه استعاد ذكرى تصرف قام به في لحظة خاطفة.
و بسرعة فائقة مررت النصلة التي شحذتها أمدا طويلا على
رقبته التي لم يبق فيها سالما شريان ولا وريد، ثم عادت و
هي تترنح كالعصفور الجريح في ليلة باردة وهي تردد:
يكفيني يا ربي، يكفيني يا ربي ". ولم تكد تصل عتبة الدار
حتى تكومت جثة هامدة على النصلة التي سقطت قبلها
من يدها .
* خي تو : كلمة أمازيغية ( زناتية ) مركبة من خي و تو .
خي : ب
تو : هذه
بهذه
أي سأخذ ثأري بهذه النصلة .
كانت صبية في قريتها البائسة تحلم بكل شــــيء لم
يستطع أبوها تحقيقه لها من أكلات وثياب وسفر إلى
المدينة الكبيرة و تعليم وغير ذلك .
كانت في سنتها السادسة وهي آخر سنة من المرحلة
الإبتدائية، وهذه فرصة ثمينة تتاح لها لتحقيق جزء من
أحلامها بالإنتقال إلى المتوسطة هناك في مكان آخر غير
قريتها وعالم آخر سيكون حتما أفضل من عالمها الحالي
الضيق والرتيب.
لم يعد أمام الصبية سوى الإهتمام بدراستها والإعتناء
بجسدها الذي فاق بكثير سنها. ومساهمة من الوالد
في إنجاح مسعى صغيرته البريء والمشروع توسل إلى
معلمها الغريب عن القرية والذي لم يبلغ بعد العشرين
من عمره بأن يوجهها ويراعيها عند المراجعة مقابل
التكفل التام به.
ابدت التلميذة سعادتها بالأمر وأزداد مستوى استيعابها
وفهمها للدروس ما أدى إلى ارتياح أفراد عائلتها، لكن
سرعان ما تبدلت الأحوال وتحولت غرفة المراجعة إلى
ملتقى للسمر بأحاديث القلوب والعواطف بين المعلم
وتلميذته. وفي يوم ليس كبقية الإيام وفي جلسة
إستثنائية حدث شيء إستثنائي بين الإثنين .
خشي المعلم أن يتكون في أحشاء الصغيرة - التي
اصبحت الطريق إليها سالكة - شيئ ما، لكن خوفه
تبدد مع مرور الوقت.
تحول حلم الصبية بتوجيه مركز من المعلم إلى نسج
الرباط المقدس الذي يلف العش الحاضن لها تحت جناح
فارسها وما عادت تهمها الدروس ولا الإمتحانات ولا
المتوسطة ولا المدينة التي تحتضنها.
رسبت التلميذة في آخر العام وخاب ظن الأسرة فيها و
كانت تجيب كل من يسألها عن الأمر: وماذا أفعل بالشهادة؟
أنتم تعرفون مآل كل بنت ".
وسافر المعلم بعد إنتهاء الدراسة على أمل العودة ........
وأنتظرت..... وطال الإنتظار.... ولما أيقنت أن لاعودة،
وأنها كانت مجرد نزوة عابرة، تلبدت سماؤها، وتقوقعت في
صمت رهيب واتخذت لنفسها عادة حيرت أهل القرية كلهم.
كانت تأخذ نصلة " خنجر " صدئة وتشرع في شحذها وهي
تردد " خي تو... خي تو...". و عبثا حاولت صديقاتها معرفة
مغزى تصرفها هذا . ولمّا انتشر خبرها بين الناس: أطلقوا
عليها إسم " خي تو ".
دارت الإيام ، والأعوام و" خي تو " لا تزال على حالها رغم
بلوغها سن الكهولة .
وذات يوم تناهى إلى سمعها أن المعلم المتقاعد الذي
سبق له أن درّس بمدرسة القرية منذ أربعة عقود تقريبا
متواجد حاليا بها في زيارة مجاملة لأحد أصدقائه، فأنطلقت
كالسهم إلى داخل البيت وخرجت بنفس السرعة متنقلة
بين الأزقة الضيقة و الساحات وهي تردد نفس العبارة و
لمّا رأت المعلم عرفته فتوجهت نحوه فظن أن أمرأة من
القرية أشتاقت لرؤيته، وعندما أقتربت منه أكثر و ألتقت به
وجها لوجه استعاد ذكرى تصرف قام به في لحظة خاطفة.
و بسرعة فائقة مررت النصلة التي شحذتها أمدا طويلا على
رقبته التي لم يبق فيها سالما شريان ولا وريد، ثم عادت و
هي تترنح كالعصفور الجريح في ليلة باردة وهي تردد:
يكفيني يا ربي، يكفيني يا ربي ". ولم تكد تصل عتبة الدار
حتى تكومت جثة هامدة على النصلة التي سقطت قبلها
من يدها .
* خي تو : كلمة أمازيغية ( زناتية ) مركبة من خي و تو .
خي : ب
تو : هذه
بهذه
أي سأخذ ثأري بهذه النصلة .
إلاّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
سبحان الله يا فارج الهم وكاشف الغم ، فرج همي
ويسر أمري وارحم ضعفي وقلة حيلتي وارزقني من
حيث لا احتسب يا رب العالمين .
سبحان الله يا فارج الهم وكاشف الغم ، فرج همي
ويسر أمري وارحم ضعفي وقلة حيلتي وارزقني من
حيث لا احتسب يا رب العالمين .
من مواضيعي
0 تهنئة....
0 أزيدكم منهن واحدا
0 مع إنتاجهن دائما .....
0 الرحمة لهن والمغفرة
0 لغزان من عند قرينة جدتي رحمهما الله ....
0 دولة عربية ؟
0 أزيدكم منهن واحدا
0 مع إنتاجهن دائما .....
0 الرحمة لهن والمغفرة
0 لغزان من عند قرينة جدتي رحمهما الله ....
0 دولة عربية ؟
التعديل الأخير تم بواسطة masrour farah ; 06-09-2013 الساعة 11:35 PM