يستخرج شهادة وفاته أمام مرآى عمال البلدية حسين يكتشف بأنه ميت "إداريا" بعد 50 سنة في سكيكدة
27-09-2015, 08:22 AM
زبيدة بودماغ
يعيش المواطن حسين جودي، البالغ من 59 سنة، أب لـ6 أطفال، يقطن بسيدي عاشور وسط مدينة القل بولاية سكيكدة منذ قرابة شهر جحيما حقيقيا، لأنه لم يتمكن من تجديد بطاقة تعريفه الوطنية، المشكل لا يكمن في أن الرجل يريد أن يحوز بطاقة هوية كبقية البشر، لكن المشكل والذي كان بمثابة الصدمة الكبرى أنه اكتشف بأنه ميت إداريا دون أن يعلم.
تفاصيل هذا اللغز بدأ في الـ9 من الشهر الجاري، عندما تقدم إلى مكتب الحالة المدنية طالبا الحصول على شهادة ميلاد، التي استخرجها العون تحت الرقم 00040، مكتوب في البيانات الهامشية، توفي يوم 1962.12.2 رقم العقد 116 وعمره 6 سنوات، لأنه من مواليد 1956.2.8، والأغرب في التناقض الصارخ أنه في نفس الوثيقة دونت عبارة تزوج من "ف.ص" في الثاني من أوت 1987، وهو أمر حيّر المعني الذي راح يضع الإدارة أمام تناقضها، كيف لميت أن يتزوج.. حسين ظن بأن الخطأ بسيط، ووقع عند تسجيل بياناته الشخصية في الكومبيوتر، ليقوم العون بالبحث في السجل الأصلي، لكنه وجد نفسه ميتا في كل الوثائق فعلا، وهو الذي يمشي فوق الأرض، ليستخرج شهادة الوفاة الأصلية تحت رقم 00116 ويتأكد أن وفاته فعلا موثقة يومها بشهادة وتصريح من مدير المستشفى "ب.محمد"، مع أن حسين لم يدخل المستشفى أنذاك.
قصة حسين جعلته يلجأ إلى السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة القل لتصحيح وضعه، مستغربا كيف له طيلة كل هذه السنوات أن يستخرج الوثائق دون مشاكل، متسائلا: "أين كان موظفو الحالة المدنية..؟ ولماذا لم يكتشف هذا الخطأ الفادح إلا في هذه الأيام؟"، مضيفا: "لقد جددت بطاقة التعريف أكثر من مرة، ولم أكن أعلم بأني الشخص الوحيد الذي يستخرج شهادة وفاته في حياته"، مشيرا إلى أنه حتى في بطاقة الحالة العائلية تدون عبارة غير متوفي، هذا الخلط الناجم عن الفوضى في الحالة المدنية أثر سلبا على حياة حسين، خاصة أنه كان من المفروض أن يستخرج سجلا تجاريا ورخصة السياقة للبدء في ممارسة نشاط تجاري لإعالة أسرته، إلاّ أن شهادة وفاته حالت دون ذلك، كما أنه لا يستطيع قيادة سيارته دون رخصة ولا السفر إلى الخارج، بسبب خطأ وتصريح رسمي لمدير مستشفى لم يدخله وجعله من الموتى رغم أنفه.







