رياح عــــــــــــــــــــــــــاتية
29-09-2019, 08:58 PM
![13](images/smilies/1 (13).gif)
![13](images/smilies/1 (13).gif)
![13](images/smilies/1 (13).gif)
![13](images/smilies/1 (13).gif)
![13](images/smilies/1 (13).gif)
هواية من زمن الطفولة المتلاشي. يجد متعة طاغية حين يقذف الحصى لينط فوق صفحة الماء...
كان بارعا في هذه الحركة الماتعة..
يشعر أنه يرسل وجعه و احباطه و انكساره مع كل الحصى الذي يقذفه في بطن هذا الوادي السكوت.
بدا الاستياء على ملامحه الوسيمة أخيرا. و أخرج (محمولا) من جيبه و همس بعد لحظات طويلة جدا من الترقب:
- سماح لقد أبطأت كثيرا و الشمس سوف تجنح للمغيب قريبا-
أجابت الفتاة من بعيد :
- أعتذر عن اللقاء يا حبيبي...شقيقي الأكبر وصل من الصحراء اليوم و لن أتمكن من لقاءك-
امتقع وجه الفتى و شعر بحزن عميق ينخر أضلاعه. شعور لا يعرف طعمه الا رجال الأعمال حين يفقدون الأسهم في البورصة.
درسا معا في كلية الحقوق و توطد شيء من الحب بينهما ...و تخرجا معا من الجامعة في شهر واحد.
في ذلك اليوم السعيد و تحت سماء صافية و شمس حانية. جلسا قبالة النهر المتدفق بسخاء.
راح يمارس هوايته الأثيرة الى قلبه. أرسل سيلا من الحصيات فوق صفحة الماء...
كانت سماح ترمق ذلك المشهد و بصرها مثبت على ملامح صديقها.
أمسك الفتى بيديها فجأة و همس بصوت رومانسي خفوت:
- سوف نتزوج يا سماح -
أطرقت الفتاة الى الأرض فرحا و خجلا و أجابت بصوت أشد خفوتا و رقة :
- لكننا في بداية الطريق مثل عصفورين رقيقين في مهب الريح -
قاطعها و هو يرمقها بعينين نجلاوين :
- سوف أبحث عن وظيفة منذ اليوم -
كانا من طبقة الكادحين الذين لا يتذوقون طعم اللحم الا في المواسم و الأعياد..
لكن سمير يفشل مرة و مرة في الظفر بالوظيفة. ..
و يبتلع الفتى جبالا من اليأس و الألم و يتجرع كأس السآمة و الفشل و يدرك أن الطريق نحو محبوبته محفوف بالشوك و التضاريس و المتاعب...
لكن الأعوام تتلاشى و الزمن ينقضي و لا أفق للنجاة أمام سمير و سماح...
لكن الفتاة العاشقة تقرر ركوب المصاعب و تغشى سبيل التضحية و تسير بها قدماها ذات يوم مطير نحو مسشفى المدينة.
قرأت اعلانا مذهلا في أحد عيادات المدينة :
" الشيخ الحاج محفوظ رئيس مراكب صيد السمك سوف يجري عملية جراحية دقيقة و هو يبحث عن كلية لقاء مبلغ سخي "
و قررت الفتاة العاشقة أن تقتلع كليتها اليمنى ...ترددت في البداية لكن نداء القلب يطغى على سمعها و تفكيرها.
نجحت العملية و استفاقت الفتاة من التخذير بعد لأي .و سرعان ما استعادت رونقها و بهاءها. و غادرت المستشفى الى الأبد.
كانت سعيدة جدا و هي تقبض ثمن كليتها.. لقد كان المبلغ مغريا و محترما جدا.
على طاولة الشاي و أمام مشهد النهر الذي بدا مضطربا تحت نسمات الربيع الدافئة.
جلس سمير و سماح يرتشفان الشاي و الصمت مطبق حولهما.
- سماح حبيـــ....- نطق سمير و قاطعته الفتاة و هي تضع يدها الرقيقة على شفتيه.
كانت تدرك جيدا ما سوف يقوله. ..
و بلا مقدمات بسطت أمام يديه حافظة مترعة بالنقود و هي تقول بصوت تسلط عليه الغرام:
- هاهو مهري يا سمير. تقدم للزواج بي - و أطرقت خجلا نحو كِؤوس الشاي.
تردد الفتى كثيرا في قبول المال و أبدى الكثير من الرفض و الاباء و العناد.
توسلت اليه سماح و أهرقت في سبيل ذلك الكثير من العبرات و رضخ الفتى أخيرا و دس المال في قميصه و انصرف و هو يختلس الخطى مثل لص محترف..
في طريق العودة الى البيت كانت سماح تحلق في خيالات جامحة..قلادة من الألماس ترصع جيدها و فستان أبيض يغطي جسدها الغض و مصابيح ملونة تزين الدار و موسيقى صاخبة و رقص و ضيوف و جيران...
آمالها و سعادتها و أحلامها سوف تصيرا واقعا عن قريب. بعدا أن كانت أضغاث أحلام .
أمسكت ( المحمول) لتطلب سمير. لكن الفتى لا يجيب...عاودت الاتصال مرات عديدة لكن لا جواب ...
لقد سئمت تلك العبارة البغيضة:
( رجاء حاول الاتصال بعد قليل )
ٍ( رجاء حاول الاتصال بعد قليل )
ٍ( رجاء حاول الاتصال بعد قليل )
شعرت بها تدوي و سط خلايا دماغها..و انقبض قلبها و استبدت بها كل هواجس الدنيا.
ذات مساء تمددت سماح على سريرها. و زمجرت رياح عاتية خارج البيت ...أخذت ( المحمول ) للاتصال بسمير. و مع المحاولة الأولى تسلل الى سمعها صوت أنثوي كأنه استيقظ للتو من النوم:
- أنا زوجة سمير...من معي على الخط ؟ -
![13](images/smilies/1 (13).gif)
![13](images/smilies/1 (13).gif)
![13](images/smilies/1 (13).gif)
![13](images/smilies/1 (13).gif)
![13](images/smilies/1 (13).gif)
من مواضيعي
0 حوريــــــــة
0 على سفح الجبل
0 قنـــــــــــــــــــــــاص الميتــــرو
0 محاولة أخيـــــرة
0 لعــــــــــــــــــــبة الدومينو
0 سي بهلـــــول
0 على سفح الجبل
0 قنـــــــــــــــــــــــاص الميتــــرو
0 محاولة أخيـــــرة
0 لعــــــــــــــــــــبة الدومينو
0 سي بهلـــــول
التعديل الأخير تم بواسطة أبو المجد مصطفى ; 30-09-2019 الساعة 04:58 PM