تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
mustafa75
زائر
  • المشاركات : n/a
mustafa75
زائر
أبناء باريس يقتلون أبناء باديس
05-04-2009, 02:06 AM
يحي أبوزكريا



عندما نالت الجزائر إستقلالها الناقص في 05 تموز - يوليو 1962 رفض الرئيس أحمد بن بلة طلبا برلمانيا لعشرات النواب الجزائريين بتعريب الإدارة و التعليم و كل مناحي الحياة في الجزائر , و أعتبرت هذه الخطوة تكريسا للإحتلال الثقافي , و تقديسا للثقافة الفرنسية و إعمالا لبند مخفي في إتفاقيات إيفيان ينص على إستمرار سيطرة الثقافة الفرنسية على المشهد الثقافي و السياسي الجزائري .

و حتى عندما أقرّ مشروع محو الأمية في عهده , تمّ اللجوء إلى اللغة الفرنسية لمحو الأمية , و قد سئل أحمد بن بلة عن ذلك فأجاب بقوله : لقد بدأنا بمحو الأمية بالفرنسية , و لم يكن عندنا ما يكفي من المعلمين باللغة العربية لتسيير مؤسسة تربوية واحدة . طبعا هذا القول عار عن الصحة لأنّ حكومة بن بلة الفتية جمدّت قانون التعريب بالكامل و سجنت رموز جمعية العلماء المسلمين الجزائريين , و كان هناك كم هائل من الجزائريين الذين يتقنون اللغة العربية . غير أنّ عملاء فرنسا الذين أصبحوا مقربين من دوائر القرار و مستشارين للرؤساء الجزائريين لعبوا دورا كبيرا في قتل اللغة العربية في الجزائر والتي ما زال يتكلم بها الرئيس الجزائري و كبار المسؤولين الجزائريين . فمحمد حربي الذي كان مستشارا للرئيس أحمد بن بلة لم يكن فرانكفونيا فقط , بل كان ينكر على الجزائر عروبتها وإسلامها وحتى ثورتها , فهو يقول في أحد كتبه الشهيرة بأنّ الثورة الجزائرية لم تكن إنتفاضة شعبية بل كانت حركة عفوية قوامها بعض المتحمسين و يرى بأنّ هذه الإنتفاضة العفوية كان وراءها مصالي الحاج وليس جبهة التحرير التي كان على رأسها أقلية من مسلمي الجزائر . ويبدو أن محمد حربي بدأ يكتب هذا الكلام بعد سجنه في الجزائر من قبل نظام هواري بومدين لوقوفه ضد إنقلابه العسكري على أحمد بن بلة و بعد قضائه خمس سنوات في السجن غادر إلى فرنسا وشرع ينظّر للثورة الجزائرية من منظور فرانكو شيوعي , و هو الذي أرجع التسلط إلى بنيوية شخصانية الثوّار , و يقول محمد حربي في هذا السياق : نظراً لكون قادة جبهة التحرير الوطنية الجزائرية ما كانوا لحظة ظهورهم على مسرح الأحداث يحظون بدعم حركة جماهيرية حقيقية وديناميكية ، فإنهم حصلوا على قيادة الحركة بالقوة وحافظوا عليها بالقوة. ولإقتناعهم بضرورة العمل بكل عزم من أجل حماية أنفسهم من أعدائهم ، فقد إختاروا متعمدين الطريق التسلطية . و يعتبر جلبير مينييه المؤرخ محمد حربي واحدا من أهم المؤرخين الجزائريين الذين ناضلوا ضد فرنسا و الحزب الواحد ويعتبر كتابه أرشيف الثورة الجزائرية و احدا من أهم الكتب , غير أنه ينسجم تماما مع حربي ونظريته القائلة أن الجزائر إستقلت بالعامل السياسي وليس بالعامل الثوري و العسكري , هو إذن في نظره نصر مقابل نصر . وحربي هذا المشبع بالثقافة الفرنسية كان واحدا من أهم مستشاري الرئيس أحمد بن بلة و محمد حربي من مواليد 16 حزيران -يونيو 1933 بالحروش في مدينة سكيكدة ناضل في صفوف حزب الشعب وحركة إنتصار الحريات الديمقراطية من أوائل المسؤولين السريين لفدرالية جبهة التحرير في فرنسا، تقلد مسؤوليات عديدة قبل وبعد الإستقلال تعرض للسجن خمس سنوات لمعارضته إنقلاب بومدين على بن بلة في 19 حزيران - يونيو 1965 وبعد إطلاق سراحه إختار المنفى وتفرغ لكتابة مؤلفات عن الثورة الجزائرية .

ومن أهم مؤلفاته باللغة الفرنسية : في جذور جبهة التحرير، الشعبوية الثورية في الجزائر جبهة التحرير الوطني السراب والحقيقة و أرشيف الثورة الجزائرية و الجزائر وقدرها وفي مذكراتها يعتبر أنّ جبهة التحرير كانت عنيفة وشرسة و ظالمة وهي الصفة التي لازمتها حينما حكمت البلاد بعد نيل الاستقلال. و يعتبر أيضا أن الخونة الجزائريين قتلوا الجزائريين أكثر مما قتلت فرنسا , و العجيب أن ذهنية بهذه التوجهات يجد نفسه في دوائر القرار و يصنع القرار مع بن بلة , و يشير بظلامية اللغة العربية و عدم إنسجامها مع الجزائر تاريخا وراهنا ومستقبلا , فيما الشيخ الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يوضع تحت الإقامة الجبرية بأمر من أحمد بن بلة . وقد طلب الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد و بطريقة رسمية من المحامي الجزائري علي هارون الدفاع عنه والمطالبة بتصحيح المعلومة المتعلقة بإنضمامه للجيش الفرنسي، والتي نشرها بعض المؤرخين طيلة 25 سنة ومنهم محمد حربي . ويشار إلى أن المؤرخين محمد حربي و جييلبير مونيي و بن جامان ستورا وعاشور شرفي ذكروا في مؤلفاتهم بأنّ الشاذلي بن جديد كان ضابطا أو ضابط صف في الجيش الفرنسي.

و محمد حربي الذي جرد الهٌوية الوطنية من اللغة العربية و فضل الفرنسية عليها ، جردّ التاريخ الجزائري من البعدين العربي و الإسلامي بالكامل , وهو الفعل الإجرامي الذي كرسته نخبة فرنسا في الجزائر حيث حظر اللغة العربية و تدمير الصحافة المعربة , و حرمان حملة الشهادات المعربة من المواقع المهمة و الذين كان يسميهم الفرانكفونيون و أبناء باريس بالبعثيين أو المشارقة , ووصل الأمر بمحمد حربي وخلال المحاضرة التي ألقاها يوم 16/10/2008 في المركز الثقافي الفرنسي بالجزائر حيث طلب من الجزائريين تجريد تاريخهم من طابعه الوطني ومن إنتمائه للعروبة والإسلام , ولم يكتف بذلك بل تهجم على المؤرخين أبناء باديس تركيزهم على البعدين العربي والإسلامي من أمثال : مبارك الميلي وأحمد توفيق المدني . وقد بات معروفا أن أبناء فرنسا في الجزائر هم وراء تعطيل اللغة العربية و التي تحتاج إلى قرار سياسي سيادي وهو غير متوفر لحد الأن في الجزائر والتي سيكتشف الجزائريون ذات يوم أن بلادهم ليست مستقلة مطلقا . و عندما عارض محمد حربي محمد بوخروبة أو هواري بومدين سجن 5 سنوات غادر بعدها إلى فرنسا , و الواقع أن بومدين أحيط من كل جانب بجواسيس فرنسا , و أبناء باريس الذين نخروا الدولة و يبدو أن هذا الإكتشاف جاء متأخرا حيث قررت المخابرات الفرنسية إغتيال بومدين و تؤكّد أرملته أنيسة بومدين بأن الملف الطبي لزوجها ما زال تحت خانة سري للغاية و أن جهات ما لا تريد الكشف عن لغز إغتيال هواري بومدين و ذلك عبر مادة الثاليوم التي جعلت جسمه هزيلا وضعيفا وقد إعترف الأطباء الروس الذين إستقبلوا هواري بومدين أن مالك مادة الثاليوم هم الفرنسيون , و قد وجد هذا الإغتيال هوى في نفوس الإسرائيليين . و قد إعتبرت المخابرات الفرنسية هذا الإغتيال إنجازا لها بإعتبار أنها عبدت الطريق نحو تحكمها الكامل في الجزائر عبر ضباطها الذين أصبحوا وسيصبحون جنرالات في عهد الشاذلي بن جديد .

ومن الضباط الجزائريين الذين رقتهم وصعدتهم و غرستهم فرنسا داخل الجيش الجزائري الجنرال العربي بلخير و هو الضابط السابق في الجيش الفرنسي برتبة ملازم ثان قبل الإستقلال . وكان أبوه أحد أبرز البشاوات الذين دعموا الاستعمار الفرنسي و ألحق أكبر الأضرار بالمواطنين الجزائريين في مدينة تيارت .
فرّ العربي بلخير من الجيش الفرنسي مع عبد المجيد علاهم و عبد النور بقة و محمد بن محمد و حمو بوزادة و مصطفى شلوفي و عبد المالك قنايزية و مختار كركب و لحبيب خليل و رشيد ميموني و خالد نزار وسليم سعدي. ويعرف هؤلاء وغيرهم بمجموعة لاكوست التي خططّ لها أن تغادر الجيش الفرنسي وتلتحق بالجبال وليس بجيش التحرير الجزائري في سنة 1958 , وطلب من هؤلاء إنتظار الأوامر القادمة من القيادة الفرنسية . و من بين ضباط الصف الذين تم ترقيتهم ملازمين من طرف الجيش الفرنسي قبل إرسالهم في مهمة بتونس عام 1961 : محمد العماري ومحمد تواتي . و معظم الأسماء التي ذكرت ومعظم الشخصيات أصبحت تصنع القرار في الجزائر بشكل مباشر .
و عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الجزائري الذي يقول أنه كان عضوا في قيادة الأركان العامة فهو لم يكن كذلك على الإطلاق . لأن بلخير حاول تأكيد نضاله من خلال شهادة بوتفليقة , و كلاهما في وضع لا يحسد عليه و العربي بلخير والذي أتهم أيضا بإغتيال محمد بوضياف و المسيلي و آلاف المعارضين الجزائريين و الذي كان يعرف بالغول كان ظلاّ للشاذلي بن جديد , وبعد قتل هواري بومدين ساهم في إيصال بن جديد إلى الرئاسة , و التي أصبح أمينا عاما لها يحكم الجزائر في الظل مع مجموعة جنرالات فرنسا .
و بسرعة مذهلة رقيّ العربي بلخير إلي رتبة عقيد، ثم عين مستشارا للمجلس الأعلى للدفاع والأمن المرتبط مباشرة بالرئاسة . ثم أمينا عاما للرئاسة ، فمديرا لديوان الرئيس الشاذلي بن جديد و لقد أصبح بلخير في ظرف وجيز أحد أقطاب الرحى في المنظومة السياسية و الأمنية والعسكرية الجزائرية , و إستفاد من موقعه وأسس أمبرطويات مالية رهيبة و جيرّ الإقتصاد الجزائري لصالح فرنسا بالكامل . ويعترف الرائد الأخضر بورقعة أن جزائريين كان مع الجيش الفرنسي قلبا وقالبا يقتلون الجزائريين أصبحوا جنرالات في الجزائر يوجهون الجيش الجزائري , و مما قاله الأخضر بورقعة لبرنامج زيارة خاصة الذي يقدمه سامي كليب : في 14 تموز - يوليو شاركوا في الإحتفال في الجيش الفرنساوي شارع جيش التحرير الآن ووصلوا إلى قمة الحكم هذا شيء معروف يعرفه العام والخاص. و خالد نزار منهم .

وقد كلف الضابط الفرنسي السابق العربي بلخير بتنفيذ عمليات لصالح المخابرات الفرنسية و التي منها إنهاء مسعود زڤار الذي ولد في 08 كانون الأول - ديسمبر 1926 بالعلمة من عائلة فقيرة جدا . غادر الجزائر إلى فرنسا وهو لم يتجاوز العاشرةحيث عمل لمدة 4 أشهر وعاد ببعض المال لمساعدة أهله . و قد كان معروفا بالذكاء الشديد , و كان يؤمن بأهمية المال والإستخبارات في طرد المستعمر الفرنسي من الجزائر .

و طبق هذه النظرية بحذافيرها فنجح في قطاع المال و الأعمال وفي الإستخبارات أيضا , وكانت له علاقة مع نيكسون و جورج بوش الأب بالإضافة إلى العديد من الشخصيات العالمية، وهو أيضا الرجل الذي كان يملك مؤسسة للطيران وبئر للنفط بتكساس و كان على علاقة بكثير من المؤسسات المالية و الصناعية و الإقتصادية في العالم . ومن خلال الأسماء الحركية و الوهمية التي عرف بها كرشيد وبحري وغيرها إستطاع أن يخترق ألأمريكيين و حتى الدوائر القريبة من الرئيس الفرنسي شارل ديغول , و قد أتاح له هذا الإختراق أن يفيد الثورة الجزائرية إلى أبعد الحدود وفي كل مرة كان يزود قيادات الثورة بمعلومات سرية للغاية عن فرنسا وشبكة إتصالاتها و منظومة تسلحها و كان الرئيس هواري بومدين يقدر عاليا ما قام مسعود زقار .

وعندما زار الرئيس السابق الشاذلي الولايات المتحدة الامريكية في عهد الرئيس ريغن إلتقى بجورج بوش الأب الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس وقال للشاذلي سلم لي على صديقي زڤار. و كان زقار قد حذرّ الثورة الجزائر من محاولات إغتيال عديدة كانت ستقوم بها الأجهزة الأمنية الفرنسية داخل صفوف الثورة الجزائرية , و حذرّ من عدوان أمريكي على الجزائر سنة 1967 .

كان هواري بومدين يقدر زقار , و لذلك عندما قتل بومدين تأثر مسعود زقار و ما كان يظن أن فرنسا التي إخترق زقار منظومتها الأمنية أصبحت تحكم الجزائر عبر ضباطها .
وبعد نجاح هؤلاء الضباط في إيصال الشاذلي بن جديد إلى سدّة الرئاسة طلب زقار مقابلة الرئيس الشاذلي للحديث معه في قضايا هامة ، لكن هذا الأخير رفض استقباله، والرسالة طبعا كانت واضحة وصريحة: الرئيس الجديد يرفض التعامل مع زڤار ويفضل عدم التعامل مع أقوى شخصية أمنية جزائرية عملة للمصلحة الجزائرية العليا . وفي أواخر سنة 1982 قام الرئيس الشاذلي بزيارة إلى فرنسا وهو إختراق خطير لبروتوكول جزائري بأن لا يزور رئيس الجزائر من قتل مليونين شهيدا في ظرف سبع سنوات , وقد طلب الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتيران من الشاذلي إعتقال زقار وبعد هذه الزيارة مباشرة , و في 8 كانون الثاني - يناير 1983 أصدر مجلس المحاسبة قرارا بالتحقيق مع وزير الخارجية السابق السيد عبد العزيز بوتفليقة بتهمة سرقة أموال وزارة الخارجية ، وفي اليوم ذاته كان مسعود زڤار جالسا في بيته في شارع البشير الإبراهيمي في قلب الجزائر العاصمة ففوجئ برجال المخابرات و الأمن العسكري يداهمون بيته و إتصل من بيته بالعربي بلخير مدير الديوان برئاسة الجمهورية في عهد الشاذلي وقال له: الأمن العسكري موجود الآن ببيتي ويريد توقيفي , ماذا يجري حولي فردّ عليه بلخير "لا تقلق نفذّ ما يطلبونه وسأحل المشكلة, و لم يكن يدر في ذهن مسعود زقار أن العربي بلخير يضحك عليه , و وضع في زنزانة إنفرادية في سجن البليدة العسكري .

و تآمر عليه ضباط فرنسا في الجزائر , و مكث في السجن بضع سنين دون أن يعرف ما هي تهمته , و لم يكن يدري أن ضبط فرنسا في الجزائر كان يبعثون تقارير مفصلة عن أعماله و إخرتاقه للمنظومة الأمنية و العسكرية الفرنسية , و توفي مسعود زڤار في 21 تشرين الثاني - نوفمبر 1987 بأحد فنادقه بمدريد ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه بالعلمة .

و لو عاد زقار إلى الحياة لقرر أن يخترق ضباط فرنسا في الجزائر ويعلن عن الثور الثانية لإحراز الإستقلال الكامل للجزائر .
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية habiballah
habiballah
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 30-03-2009
  • الدولة : الجزائر تمنراست
  • المشاركات : 176
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • habiballah is on a distinguished road
الصورة الرمزية habiballah
habiballah
عضو فعال
رد: أبناء باريس يقتلون أبناء باديس
05-04-2009, 02:17 PM
الله اعلم الله اعلم الله اعلم
go east go west habiballah is the best
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية normal-dz
normal-dz
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2008
  • الدولة : سري للغاية.
  • المشاركات : 2,463
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • normal-dz will become famous soon enough
الصورة الرمزية normal-dz
normal-dz
شروقي
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 10:47 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى