شعـب جــائع بين الأســــــواق ضـائع
02-08-2016, 01:06 AM
شعـب جــائع بين الأســــــواق ضـائع


الإرث إرث سواء كان من ذهب أوورق’ أم أرض وعقارات ’ أو حتى روث من بقايا حيوانات ’ كل على ما جُبل ’ لكن أن نصبح رهينة بين أيادي سماسرة أسواق النخاسة ’ أن نمسي خرقة بالية وبالأقدام نُداس فهذا لا ولن يكون أبدا ..
ليس ببعيد كان المستدمر الفرنسي مغتصبا أرضنا وبحرنا وفضاءنا وراح يضيّق علينا إلى حد قطع الأنفاس ’ ولما لم يفلح في ذلك تفتق عقله وانفجر بأخبث وسيلة لإذلال هذا الشعب الكريم الحر الأبي ’ فراح يتبع سياسة الأرض المحروقة والتجويع ....
شعب أرادوا أن يُحوّلوه إلى قطيع من الغنم همه الوحيد الجري وراء الرغيف
جربوا فتعجبوا ’ حاربوا فغُلبوا ’ صمموا فصُدموا’ أي شعب هذا ’ وأي عزم لديه
دُحروا بفضل من الله عز وجل ثم بإيمان ابناء هذا الوطن المفدى ’ وسطعت شمس الحرية ’ وعانق زيد عمرا’ وعائشة خديجدة ’ وفٌتحت أبواب الديار للزائر والعابر كلهم في الله إخوة ’ [ إنما المؤمنون إخوة..] وهكذا أمنت الشاة طريقها فليس هناك ذئب يخيفها ’ ولا كمين فيه تقع ’ وكان الحال على هذا إلى أن هبت ريح فيها إعصار ’ شحت السماء’ عمت بدل الضياء الظلماء’ جف الضرع ’ ليس هناك من زرع ’الكل يتحسس الأخر إما توجس من خوف أو شيئ من الطمع ’ جل الأبواب إن لم أقل كلها الآن من حديد ’ وكذا النوافذ والشرفات إلا القليل منها وما علا..
كل هذا ولحد الساعة لا مفر منه لكن أن تسجر البحور وتبعثر القبور ’ وتسودّ ما في الصدوروتعتلي القردة شاهق القصور ’ فتلبس حل الحبور وترقص فوق جثث أضانها الجوع والطوى ’ هنا وهنا فقط أخشى أن يكشف المستور’ فيتحر من قيده المارد المقهور ’ فتقذف البراكين ما بداخلها من حمم فيهيج الثور ’ وإن الثيران إن هي هاجت أتت على كل أخضر ويابس مما في الأسواق ’ ...
وما ذاك الذي بالأسولق يا ترى؟.... لاشيئ ذا قيمة يُقيّم ما لم تشحذ الهمم وتعلوا الذمم ’ والمعوز الفقير البائس المحروم يُرحم .. لا شيئ وقد تفنن الخبث بأحدث طرق الخبث من التكنولوجيا ’ حُقن [ الدلاع] وبماء العوادم ومن مجاري المياه العادمة سُقي النبت والزرع ’ وكذا كبد الشاة من الغنم ’ ناهيك عن صغار الدجاج
وما من شاكلته من لحم’ وليس ببعيد عن مطاحن الحب والبر هذا الغش الذي يخفي السر ’ أما عن اللباس وما الجسدَ يستر فالحديث يطول ولا يقصر..
شعب جائع بين الأسواق ضائع ... ما ضاع منه درهم ولا دينار والكن منه ضاع العقل’ ومن أضاع أو ضُيّع عقله أنّى لنا أن نطلب منه أن يصبر..؟
سبحان الله وحتى الأطفال وحتى حديثي الولادة منهم لم ينجوا ولم يسلموا من هذا المكر والخبث والغش والغدر ’ حقنوهم بسم من إبر’ قتلوا البراءة في مهدها ’ ذبحوا المروءة في وكرها ’ سكبوا نقيع ما ابتاعوه في افئدة البراءة دون خوف من الشارع المُشرع ولا من القانون الذي هو الزاجر الرادع..
[ من غشنا فليس منا....]
أي زمن نحن فيه ’ أي حكم نحتكم إليه ..؟
كلا . لاأعني الحاكم والمحكوم فكلانا ُطعن بمسموم ولكن أعني وأقصد أولئك الذين علموا كيد الخصم ’ وأبرموا معه عهد عرقوب ’ فخسروا دينهم ودنياهم وأهليهم ومن ملكهم الله أمرهم [ وقفوهم إنهم مسؤولون].
حسبي الله ونعم الوكيل.
الله المستعان.