أي آية في كتاب الله حزت في نفسك و هزت كيانك و وجدت لها أثرا في سلوكك و إيمانك؟ شاركونا وجدكم
07-07-2014, 02:08 PM
الحمد الله و الصلاة و السلام على رسول الله وبعد، فأكثر آية حزت في نفسي و توقفت عندها كثيرا و كان لها كل الأثر بفضل الله في الكثير من أمور ديني و دنياي هي قوله عز من قائل:
كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) آل عمران
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:
قال تعالى: ﴿ كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185].
قال ابن كثير- رحمه الله -: «يخبر تعالى إخبارًا عامًّا يعمُّ جميع الخليقة بأن كل نفس ذائقة الموت، كقوله تعالى ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26، 27].
فهو تعالى وحده هو الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون، وكذلك الملائكة وحملة العرش، ويتفرد الواحد الأحد القهار بالديمومة والبقاء، فيكون آخرًا كما كان أولًا، وهذه الآية فيها تعزية لجميع الناس، فإنه لا يبقى أحد على وجه الأرض حتى يموت، فإذا انقضت المدة، وفرغت النطفة التي قدر الله وجودها من صلب آدم، وانتهت البَرِيَّةُ، أقام الله القيامة، وجازى الخلائق بأعمالها، جليلها وحقيرها، كثيرها وقليلها، كبيرها وصغيرها، فلا يظلم أحدًا مثقال ذرة؛ ولهذا قال تعالى: ﴿ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾»[1].
ومن فوائد الآية الكريمة:
أولًا: أن الإنسان مهما طال عمره في هذه الحياة، فإن الموت نهاية كل حي ومصيره، قال تعالى ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزمر: 30].
قال الشاعر:
كُلُّ ابنِ أُنْثَى وإنْ طَالَت سلامَتُهُ
يَوْمًا على آلةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ
وقال آخر:
الموتُ بَابٌ وَكُلُّ النَّاسِ دَاخِلُهُ
فَلَيْتَ شِعْرِي بعد المَوْتِ مَا الدَّارُ
روى الطبراني في معجمه الأوسط من حديث سهل بن سعد- رضي الله عنه - أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: «جَاءَ جِبرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ عِشْ مَا شِئْتَ، فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحبِبْ مَنْ شِئْتَ، فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، وَاعْلَم أَنَّ شَرَفَ المُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيلِ، وَعِزَّهُ استِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ»[2].
ثانيًا: إن اللهَ لا يظلم الناس شيئًا، بل يُوَفِّيهم أجورَهم ويزيدُهم من فضله، قال تعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47]. وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ﴾ [طه: 112].
ثالثًا: أن الفوز الذي يحصل بالنجاة من النار، ودخول الجنة له من الأعمال سببٌ يُوصل إليه، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيَدُخَلَ الْجَنَّةَ، فَلتَأتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَليَأتِ إِلَى النَّاسِ، الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ»[3].
رابعًا: دلت الآية الكريمة على حقارة الدنيا وأنها متاعٌ زائلٌ فانٍ، وما يؤثرها على الآخرة الباقية إلا مبخوس الحظ، ضعيف العقل، قال الله تعالى عن هؤلاء: ﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [الأعلى: 16، 17]. وقال سبحانه: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [القصص: 60].
روى مسلم في صحيحه من حديث مستورد أخي بني فهر - رضي الله عنهما - أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: «وَاللَّهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ (وَأَشَارَ يَحْيَى بِالسَّبَّابَةِ) فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ»[4]. وقال قتادة في قوله تعالى: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185] قال: هي متاعُ متروكةٍ أوشكت، والله الذي لا إله إلا هو، أن تَضْمَحِلَّ عن أهلها، فخذوا من هذا المتاع طاعة الله إن استطعتم، ولا قوة إلا بالله.
خامسًا: أن الفوز الحقيقي هو دخول الجنة، والنجاة من النار، قال تعالى: ﴿ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [الحشر: 20]. وقال تعالى: ﴿ مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴾ [الأنعام: 16]. وقال تعالى: ﴿ لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 5].
سادسًا: في الآية الكريمة إخباره تعالى - وهو حقٌّ وصدقٌ - أن الموت حقٌّ على كل نفس، فاليقين بذلك والإكثار من ذكره دأب الأكياس من المؤمنين؛ لأن ذلك يحملهم على الاستعداد له، وعدم الاغترار بالدنيا، والتخلص من الذنوب والسيئات، فروى الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه - أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ اللَّذَّاتِ الْمَوْتِ»[5].
وروى ابن ماجه في سننه من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا»، قَالَ: فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ قَالَ: «أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعْدَادًا، أُولَئِكَ الْأَكْيَاسُ»[6].
سابعًا: في قوله تعالى: ﴿ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾. تسلية للمؤمنين فيما يصيبهم في الدنيا، وما يصبرون عليه من فعل الخير، ومجاهدة النفس، والصبر على الأذى، والرضا بالقضاء، فإن الوفاء الأعظم إنما يكون يوم القيامة، وفيها أيضًا تحذير الكفار والظالمين والعاصين من عاقبة الإمهال، فإن الوفاء الأعظم إنما يكون يوم القيامة، قال تعالى:﴿ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾ [الحجر: 3]. وقال تعالى ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ [إبراهيم: 42].
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] تفسير ابن كثير (3/284-285).
[2] معجم الطبراني في الأوسط (4/306) برقم 4278 وقال المنذري في كتابه الترغيب والترهيب (1/485) برقم 918 إسناده حسن، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 831.
[3] جزء من حديث برقم 1844.
[4] برقم 2858.
[5] برقم 2307 وقال هذا حديث حسن صحيح غريب وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2/266) برقم 1877.
[6] برقم4259 وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 1384.
الحمد الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،إخوتي في الله يسرني أن أقدم لكم على هذا الرابط قنواتنا المتواضعة و صفحتنا على Youtube و Facebook و Google+:
من فضلكم ادعموا قنواتنا واشتركوا فيها جزاكم الله خيرا
شاركوا معنا في صفحتنا على فيس بوك facebookعلى الرابط التالي:
https://www.facebook.com/BestIslamicYoutube
و صفحتنا لليوتوب الإسلامي على موقع Google+ على الرابط التالي:
https://plus.google.com/u/0/communit...2382642?cfem=1
من فضلكم ادعموا قنواتنا واشتركوا فيها جزاكم الله خيرا
1-قناة القرآن العظيم The Majestic Quran: http://www.youtube.com/user/QuranTartil
2-قناة اليوتوب الإسلامي Islamic Tube: http://www.youtube.com/user/fares16dz
3-قناة الطفل المسلم Muslim Children: https:https://www.youtube.com/user/MuslimChildrenful
كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) آل عمران
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:
قال تعالى: ﴿ كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185].
قال ابن كثير- رحمه الله -: «يخبر تعالى إخبارًا عامًّا يعمُّ جميع الخليقة بأن كل نفس ذائقة الموت، كقوله تعالى ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26، 27].
فهو تعالى وحده هو الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون، وكذلك الملائكة وحملة العرش، ويتفرد الواحد الأحد القهار بالديمومة والبقاء، فيكون آخرًا كما كان أولًا، وهذه الآية فيها تعزية لجميع الناس، فإنه لا يبقى أحد على وجه الأرض حتى يموت، فإذا انقضت المدة، وفرغت النطفة التي قدر الله وجودها من صلب آدم، وانتهت البَرِيَّةُ، أقام الله القيامة، وجازى الخلائق بأعمالها، جليلها وحقيرها، كثيرها وقليلها، كبيرها وصغيرها، فلا يظلم أحدًا مثقال ذرة؛ ولهذا قال تعالى: ﴿ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾»[1].
ومن فوائد الآية الكريمة:
أولًا: أن الإنسان مهما طال عمره في هذه الحياة، فإن الموت نهاية كل حي ومصيره، قال تعالى ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزمر: 30].
قال الشاعر:
كُلُّ ابنِ أُنْثَى وإنْ طَالَت سلامَتُهُ
يَوْمًا على آلةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ
وقال آخر:
الموتُ بَابٌ وَكُلُّ النَّاسِ دَاخِلُهُ
فَلَيْتَ شِعْرِي بعد المَوْتِ مَا الدَّارُ
روى الطبراني في معجمه الأوسط من حديث سهل بن سعد- رضي الله عنه - أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: «جَاءَ جِبرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ عِشْ مَا شِئْتَ، فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحبِبْ مَنْ شِئْتَ، فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، وَاعْلَم أَنَّ شَرَفَ المُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيلِ، وَعِزَّهُ استِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ»[2].
ثانيًا: إن اللهَ لا يظلم الناس شيئًا، بل يُوَفِّيهم أجورَهم ويزيدُهم من فضله، قال تعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47]. وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ﴾ [طه: 112].
ثالثًا: أن الفوز الذي يحصل بالنجاة من النار، ودخول الجنة له من الأعمال سببٌ يُوصل إليه، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيَدُخَلَ الْجَنَّةَ، فَلتَأتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَليَأتِ إِلَى النَّاسِ، الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ»[3].
رابعًا: دلت الآية الكريمة على حقارة الدنيا وأنها متاعٌ زائلٌ فانٍ، وما يؤثرها على الآخرة الباقية إلا مبخوس الحظ، ضعيف العقل، قال الله تعالى عن هؤلاء: ﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [الأعلى: 16، 17]. وقال سبحانه: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [القصص: 60].
روى مسلم في صحيحه من حديث مستورد أخي بني فهر - رضي الله عنهما - أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: «وَاللَّهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ (وَأَشَارَ يَحْيَى بِالسَّبَّابَةِ) فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ»[4]. وقال قتادة في قوله تعالى: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185] قال: هي متاعُ متروكةٍ أوشكت، والله الذي لا إله إلا هو، أن تَضْمَحِلَّ عن أهلها، فخذوا من هذا المتاع طاعة الله إن استطعتم، ولا قوة إلا بالله.
خامسًا: أن الفوز الحقيقي هو دخول الجنة، والنجاة من النار، قال تعالى: ﴿ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [الحشر: 20]. وقال تعالى: ﴿ مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴾ [الأنعام: 16]. وقال تعالى: ﴿ لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 5].
سادسًا: في الآية الكريمة إخباره تعالى - وهو حقٌّ وصدقٌ - أن الموت حقٌّ على كل نفس، فاليقين بذلك والإكثار من ذكره دأب الأكياس من المؤمنين؛ لأن ذلك يحملهم على الاستعداد له، وعدم الاغترار بالدنيا، والتخلص من الذنوب والسيئات، فروى الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه - أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ اللَّذَّاتِ الْمَوْتِ»[5].
وروى ابن ماجه في سننه من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا»، قَالَ: فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ قَالَ: «أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعْدَادًا، أُولَئِكَ الْأَكْيَاسُ»[6].
سابعًا: في قوله تعالى: ﴿ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾. تسلية للمؤمنين فيما يصيبهم في الدنيا، وما يصبرون عليه من فعل الخير، ومجاهدة النفس، والصبر على الأذى، والرضا بالقضاء، فإن الوفاء الأعظم إنما يكون يوم القيامة، وفيها أيضًا تحذير الكفار والظالمين والعاصين من عاقبة الإمهال، فإن الوفاء الأعظم إنما يكون يوم القيامة، قال تعالى:﴿ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾ [الحجر: 3]. وقال تعالى ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ [إبراهيم: 42].
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] تفسير ابن كثير (3/284-285).
[2] معجم الطبراني في الأوسط (4/306) برقم 4278 وقال المنذري في كتابه الترغيب والترهيب (1/485) برقم 918 إسناده حسن، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 831.
[3] جزء من حديث برقم 1844.
[4] برقم 2858.
[5] برقم 2307 وقال هذا حديث حسن صحيح غريب وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2/266) برقم 1877.
[6] برقم4259 وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 1384.
الحمد الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،إخوتي في الله يسرني أن أقدم لكم على هذا الرابط قنواتنا المتواضعة و صفحتنا على Youtube و Facebook و Google+:
من فضلكم ادعموا قنواتنا واشتركوا فيها جزاكم الله خيرا
شاركوا معنا في صفحتنا على فيس بوك facebookعلى الرابط التالي:
https://www.facebook.com/BestIslamicYoutube
و صفحتنا لليوتوب الإسلامي على موقع Google+ على الرابط التالي:
https://plus.google.com/u/0/communit...2382642?cfem=1
من فضلكم ادعموا قنواتنا واشتركوا فيها جزاكم الله خيرا
1-قناة القرآن العظيم The Majestic Quran: http://www.youtube.com/user/QuranTartil
2-قناة اليوتوب الإسلامي Islamic Tube: http://www.youtube.com/user/fares16dz
3-قناة الطفل المسلم Muslim Children: https:https://www.youtube.com/user/MuslimChildrenful
من مواضيعي
0 التعليق بإحسان على مداخلة رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين * حصة هنا الجزائر*التحرش بالنساء*
0 وقفة للمحاسبة - مضى ثلث رمضان و الثلث كثير - لكن بقي الثلثان بفضل الله فحي هلا إن كنت ذا همة
0 أي آية في كتاب الله حزت في نفسك و هزت كيانك و وجدت لها أثرا في سلوكك و إيمانك؟ شاركونا وجدكم
0 من روائع مواعظ العلامة ابن عثيمين عن ضرورة اغتنام الأوقات والاعتبار بأحوال الدنيا
0 انتبه رمضان يمضى بين أيدينا سريعا فكيف نغتنم ما بقي للفوز برمضان؟؟؟
0 لمن يريد ملايين الحسنات و عظيم الثواب في موسم القربات، إقرأ هذا المقال و لا تكن من المحرومين...
0 وقفة للمحاسبة - مضى ثلث رمضان و الثلث كثير - لكن بقي الثلثان بفضل الله فحي هلا إن كنت ذا همة
0 أي آية في كتاب الله حزت في نفسك و هزت كيانك و وجدت لها أثرا في سلوكك و إيمانك؟ شاركونا وجدكم
0 من روائع مواعظ العلامة ابن عثيمين عن ضرورة اغتنام الأوقات والاعتبار بأحوال الدنيا
0 انتبه رمضان يمضى بين أيدينا سريعا فكيف نغتنم ما بقي للفوز برمضان؟؟؟
0 لمن يريد ملايين الحسنات و عظيم الثواب في موسم القربات، إقرأ هذا المقال و لا تكن من المحرومين...
التعديل الأخير تم بواسطة فارس السلام ; 07-07-2014 الساعة 02:12 PM