تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى الحديث وعلومه

> حديث " اختلاف أمتي رحمة " لا أصل له من الصِّحة....

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابوانس السايح
ابوانس السايح
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 28-04-2009
  • الدولة : الجزائر الحبيبة
  • المشاركات : 383
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • ابوانس السايح is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابوانس السايح
ابوانس السايح
عضو فعال
حديث " اختلاف أمتي رحمة " لا أصل له من الصِّحة....
12-09-2009, 01:08 AM
السلام عليكم و رحمة الله.....
قال العلامة الألباني رحمه الله في (صفة الصلاة) :
(.....
ذلك ما كنت كتبته منذ عشر سنوات في مقدمة هذا الكتاب وقد ظهر لنا في هذه البرهة أن له تأثيرا طيبا في صفوف الشباب المؤمن لإرشادهم إلى وجوب العودة في دينهم وعبادتهم إلى المنبع الصافي من الإسلام : الكتاب والسنة فقد ازداد فيهم - والحمد لله - العاملون بالسنة والمتعبدون بها حتى صاروا معروفين بذلك ، غير أني لمست من بعضهم توقفا عن الاندفاع إلى العمل بها لا شكا في وجوب ذلك بعد ما سقنا من الآيات والأخبار عن الأئمة في الأمر بالرجوع إليها ، ولكن لشبهات يسمعونها من بعض المشايخ المقلدين لذا رأيت أن أتعرض لذكرها والرد عليها لعل ذلك البعض يندفع بعد ذلك إلى العمل بالسنة مع العاملين بها فيكون من الفرقة الناجية بإذن الله تعالى.
1 -
قال بعضهم : لا شك أن الرجوع إلى هدي نبينا صلى الله عليه وسلم في شؤون ديننا أمر واجب لا سيما فيما كان منها عبادة محضة لا مجال للرأي والاجتهاد فيها لأنها توقيفية كالصلاة مثلا ولكننا لا نكاد نسمع أحدا من المشايخ المقلدين يأمر بذلك بل نجدهم يقرون الاختلاف ويزعمون أنها توسعة على الأمة ويحتجون على ذلك بحديث - طالما كرروه في مثل هذه المناسبة رادين به على أنصار السنة - : ( اختلاف أمتي رحمة ) فيبدو لنا أن هذا الحديث يخالف المنهج الذي تدعو إليه وألفت كتابك هذا وغيره عليه فما قولك في هذا الحديث والجواب من وجهين :
الأول : أن الحديث لا يصح بل هو باطل لا أصل له قال العلامة السبكي :
(
لم أقف له على سند صحيح ولا ضعيف ولا موضوع ).
قلت : وإنما روي بلفظ :
( . . .
اختلاف أصحابي لكم رحمة ).
و ( أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم ).
وكلاهما لا يصح : الأول واه جدا والآخر موضوع ، وقد حققت القول في ذلك كله في ( سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ) ( رقم 58 و59 و61 ) .
الثاني : أن الحديث مع ضعفه مخالف للقرآن الكريم ، فإن الآيات الواردة فيه - في النهي عن الاختلاف في الدين والأمر بالاتفاق فيه - أشهر من أن تذكر ولكن لا بأس من أن نسوق بعضها على سبيل المثال قال تعالى : {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} [ الأنفال 46 ] . وقال :
{
ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون} [ الروم 31 - 32 ] .
وقال : {ولا يزالون مختلفين . إلا من رحم ربك} [ هود 118 - 119 ] فإذا كان من رحم ربك لا يختلفون وإنما يختلف أهل الباطل ، فكيف يعقل أن يكون الاختلاف رحمة؟!!
فثبت أن هذا الحديث لا يصح لا سندا ولا متنا .
وحينئذ يتبين بوضوح أنه لا يجوز اتخاذه شبهة للتوقف عن العمل بالكتاب والسنة الذي أمر به الأئمة)اهـ.
قال العلامة النووي في (شرح صحيح مسلم) :
(
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " اِخْتِلَاف أُمَّتِي رَحْمَة " فَاسْتَصْوَبَ عُمَر مَا قَالَهُ ، وَقَدْ اِعْتَرَضَ عَلَى حَدِيث : اِخْتِلَاف أُمَّتِي رَحْمَة " رَجُلَانِ : أَحَدهمَا مَغْمُوص عَلَيْهِ فِي دِينه ، وَهُوَ عُمَر بْن بَحْر الْجَاحِظ ، وَالْآخَر مَعْرُوف بِالسُّخْفِ وَالْخَلَاعَة ، وَهُوَ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الْمَوْصِلِيّ ؛ فَإِنَّهُ لَمَّا وَضَعَ كِتَابه فِي الْأَغَانِي ، وَأَمْكَنَ فِي تِلْكَ الْأَبَاطِيل لَمْ يَرْضَ بِمَا تَزَوَّدَ مِنْ إِثْمهَا حَتَّى صَدَّرَ كِتَابه بِذَمِّ أَصْحَاب الْحَدِيث ، وَزَعَمَ أَنَّهُمْ يَرْوُونَ مَا لَا يَدْرُونَ ، وَقَالَ هُوَ وَالْجَاحِظ : لَوْ كَانَ الِاخْتِلَاف رَحْمَة لَكَانَ الِاتِّفَاق عَذَابًا ، ثُمَّ زَعَمَ أَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ اِخْتِلَاف الْأُمَّة رَحْمَة فِي زَمَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّة ؛ فَإِذَا اِخْتَلَفُوا سَأَلُوهُ ، فَبَيَّنَ لَهُمْ .
وَالْجَوَاب عَنْ هَذَا الِاعْتِرَاض الْفَاسِد : أَنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ كَوْن الشَّيْء رَحْمَة أَنْ يَكُون ضِدّه عَذَابًا ، وَلَا يَلْتَزِم هَذَا وَيَذْكُرهُ إِلَّا جَاهِل أَوْ مُتَجَاهِل . وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى : { وَمِنْ رَحْمَته جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْل وَالنَّهَار لِتَسْكُنُوا فِيهِ } فَسَمَّى اللَّيْل رَحْمَة ، وَلَمْ يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَكُون النَّهَار عَذَابًا ، وَهُوَ ظَاهِر لَا شَكَّ فِيهِ .
قَالَ الْخَطَّـابِيُّ : وَالِاخْتِلَاف فِي الدِّين ثَلَاثَة أَقْسَام : أَحَدهَا : فِي إِثْبَات الصَّانِع وَوَحْدَانِيّته ، وَإِنْكَار ذَلِكَ كُفْر .
وَالثَّانِي : فِي صِفَاته وَمَشِيئَته ، وَإِنْكَارهَا بِدْعَة .
وَالثَّالِث: فِي أَحْكَام الْفُرُوع الْمُحْتَمَلَة وُجُوهًا ، فَهَذَا جَعَلَهُ اللَّه تَعَالَى رَحْمَة وَكَرَامَة لِلْعُلَمَاءِ ، وَهُوَ الْمُرَاد بِحَدِيثِ : اِخْتِلَاف أُمَّتِي رَحْمَة ، هَذَا آخِر كَلَام الْخَطَّابِيّ - رَحِمَهُ اللَّه -)اهـ
هذا و الله تعالى أعلى و أعلم...
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية لمسيلي
لمسيلي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-07-2008
  • الدولة : أرض الله والجنة باذن الله
  • المشاركات : 1,836
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • لمسيلي is on a distinguished road
الصورة الرمزية لمسيلي
لمسيلي
شروقي
رد: حديث " اختلاف أمتي رحمة " لا أصل له من الصِّحة....
12-09-2009, 08:30 AM
لو تكرمت وذكرت المصدر اخي

اعجبتني
قال الامام مالك رحمه الله
"
الجدالُ في الدين يُنشِىءُ المِراءَ ويُذهب بنورِ العلمِ من القلبِ ويُقسي القلب ويورِثُ الضَغَن"
﴿ (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك مما تعلم ولا أعلم) ﴾









  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية منتصر أبوفرحة
منتصر أبوفرحة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-11-2008
  • الدولة : الاردن
  • المشاركات : 3,502
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • منتصر أبوفرحة is on a distinguished road
الصورة الرمزية منتصر أبوفرحة
منتصر أبوفرحة
شروقي
رد: حديث " اختلاف أمتي رحمة " لا أصل له من الصِّحة....
18-09-2009, 05:02 PM
بارك الله فيك اخي ونفع الله بك
ازيدك ايضا :

قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -
في ذكر فوائد قول الله "وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد" :
ومنها: أن الاختلاف ليس رحمة؛ بل إنه شقاق، وبلاء؛ وبه نعرف أن ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اختلاف أمتي رحمة»(1) لا صحة له؛ وليس الاختلاف برحمة؛ بل قال الله سبحانه وتعالى: { ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك } [هود: 118] أي فإنهم ليسوا مختلفين؛ نعم؛ الاختلاف رحمة بمعنى: أن من خالف الحق لاجتهاد فإنه مرحوم بعفو الله عنه؛ فالمجتهد من هذه الأمة إن أصاب فله أجران؛ وإن أخطأ فله أجر واحد؛ والخطأ معفو عنه؛ وأما أن يقال هكذا على الإطلاق: «إن الاختلاف رحمة» فهذا مقتضاه أن نسعى إلى الاختلاف؛ لأنه هو سبب الرحمة على مقتضى زعم هذا المروي!!! فالصواب أن الاختلاف شر.
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك
وفجاءة نقمتك
وجميع سخطك
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابوانس السايح
ابوانس السايح
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 28-04-2009
  • الدولة : الجزائر الحبيبة
  • المشاركات : 383
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • ابوانس السايح is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابوانس السايح
ابوانس السايح
عضو فعال
رد: حديث " اختلاف أمتي رحمة " لا أصل له من الصِّحة....
19-09-2009, 07:48 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منتصر أبوخباب مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك اخي ونفع الله بك
ازيدك ايضا :

قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -
في ذكر فوائد قول الله "وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد" :
ومنها: أن الاختلاف ليس رحمة؛ بل إنه شقاق، وبلاء؛ وبه نعرف أن ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اختلاف أمتي رحمة»(1) لا صحة له؛ وليس الاختلاف برحمة؛ بل قال الله سبحانه وتعالى: { ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك } [هود: 118] أي فإنهم ليسوا مختلفين؛ نعم؛ الاختلاف رحمة بمعنى: أن من خالف الحق لاجتهاد فإنه مرحوم بعفو الله عنه؛ فالمجتهد من هذه الأمة إن أصاب فله أجران؛ وإن أخطأ فله أجر واحد؛ والخطأ معفو عنه؛ وأما أن يقال هكذا على الإطلاق: «إن الاختلاف رحمة» فهذا مقتضاه أن نسعى إلى الاختلاف؛ لأنه هو سبب الرحمة على مقتضى زعم هذا المروي!!! فالصواب أن الاختلاف شر.
بارك الله فيك أخي على هذه الفائدة الطيبة و رحم الله شيخنا العلاَّمة محمد صالح آل عثيمين رحمه الله...
  • ملف العضو
  • معلومات
mihoubi
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 30-07-2009
  • الدولة : أرض الله الواسعة
  • المشاركات : 346
  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • mihoubi is on a distinguished road
mihoubi
عضو فعال
رد: حديث " اختلاف أمتي رحمة " لا أصل له من الصِّحة....
19-09-2009, 11:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زادك الله علما وأعانك على ذكره وشكره وحسن عبادته. والله كم يسعدنا ان نجد مثل هذا العلم النافع في هذا المنتدى المبارك جعل الله كل اعضائه ومشرفيه من اهل الجنة. إن هذا الموضوع هام جدا ذلك انه شاع بين الناس" الاختلاف رحمة" ونطرح السؤال الذي طرحه العلامة الألباني رحمه الله" وهل الاتفاق نقمة؟" ليت شعري متى ندرك ان هناك حق واحد وكثير من الباطل؟ وحتى في قصة "موقع الجمل" الذي يزيد فيها المغرضون وينقصون نجد انه ورغم حدوثها بين الصحابة رضوان الله عليهم إلا ان إحدى الفئتين كانت مخطئة والاخرى مصيبة والحق واحد ولا يمكنه ان يتعدد. بارك الله فيك على الموضوع الهام والقيم وإذا كنت تملك المصادر فأتمنى منك أن تورد حقائق يجهلها الكثيرون حول قصة موقع الجمل فإنك بإذن الله ستزيل الكثير من اللبس.عيدكم مبارك .
يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية moussa16
moussa16
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 30-08-2008
  • المشاركات : 4,241
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • moussa16 will become famous soon enough
الصورة الرمزية moussa16
moussa16
شروقي
رد: حديث " اختلاف أمتي رحمة " لا أصل له من الصِّحة....
20-09-2009, 08:49 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوانس السايح مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله.....
قال العلامة الألباني رحمه الله في (صفة الصلاة) :
(.....
ذلك ما كنت كتبته منذ عشر سنوات في مقدمة هذا الكتاب وقد ظهر لنا في هذه البرهة أن له تأثيرا طيبا في صفوف الشباب المؤمن لإرشادهم إلى وجوب العودة في دينهم وعبادتهم إلى المنبع الصافي من الإسلام : الكتاب والسنة فقد ازداد فيهم - والحمد لله - العاملون بالسنة والمتعبدون بها حتى صاروا معروفين بذلك ، غير أني لمست من بعضهم توقفا عن الاندفاع إلى العمل بها لا شكا في وجوب ذلك بعد ما سقنا من الآيات والأخبار عن الأئمة في الأمر بالرجوع إليها ، ولكن لشبهات يسمعونها من بعض المشايخ المقلدين لذا رأيت أن أتعرض لذكرها والرد عليها لعل ذلك البعض يندفع بعد ذلك إلى العمل بالسنة مع العاملين بها فيكون من الفرقة الناجية بإذن الله تعالى.
1 -
قال بعضهم : لا شك أن الرجوع إلى هدي نبينا صلى الله عليه وسلم في شؤون ديننا أمر واجب لا سيما فيما كان منها عبادة محضة لا مجال للرأي والاجتهاد فيها لأنها توقيفية كالصلاة مثلا ولكننا لا نكاد نسمع أحدا من المشايخ المقلدين يأمر بذلك بل نجدهم يقرون الاختلاف ويزعمون أنها توسعة على الأمة ويحتجون على ذلك بحديث - طالما كرروه في مثل هذه المناسبة رادين به على أنصار السنة - : ( اختلاف أمتي رحمة ) فيبدو لنا أن هذا الحديث يخالف المنهج الذي تدعو إليه وألفت كتابك هذا وغيره عليه فما قولك في هذا الحديث والجواب من وجهين :
الأول : أن الحديث لا يصح بل هو باطل لا أصل له قال العلامة السبكي :
(
لم أقف له على سند صحيح ولا ضعيف ولا موضوع ).
قلت : وإنما روي بلفظ :
( . . .
اختلاف أصحابي لكم رحمة ).
و ( أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم ).
وكلاهما لا يصح : الأول واه جدا والآخر موضوع ، وقد حققت القول في ذلك كله في ( سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ) ( رقم 58 و59 و61 ) .
الثاني : أن الحديث مع ضعفه مخالف للقرآن الكريم ، فإن الآيات الواردة فيه - في النهي عن الاختلاف في الدين والأمر بالاتفاق فيه - أشهر من أن تذكر ولكن لا بأس من أن نسوق بعضها على سبيل المثال قال تعالى : {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} [ الأنفال 46 ] . وقال :
{
ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون} [ الروم 31 - 32 ] .
وقال : {ولا يزالون مختلفين . إلا من رحم ربك} [ هود 118 - 119 ] فإذا كان من رحم ربك لا يختلفون وإنما يختلف أهل الباطل ، فكيف يعقل أن يكون الاختلاف رحمة؟!!
فثبت أن هذا الحديث لا يصح لا سندا ولا متنا .
وحينئذ يتبين بوضوح أنه لا يجوز اتخاذه شبهة للتوقف عن العمل بالكتاب والسنة الذي أمر به الأئمة)اهـ.
قال العلامة النووي في (شرح صحيح مسلم) :
(
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " اِخْتِلَاف أُمَّتِي رَحْمَة " فَاسْتَصْوَبَ عُمَر مَا قَالَهُ ، وَقَدْ اِعْتَرَضَ عَلَى حَدِيث : اِخْتِلَاف أُمَّتِي رَحْمَة " رَجُلَانِ : أَحَدهمَا مَغْمُوص عَلَيْهِ فِي دِينه ، وَهُوَ عُمَر بْن بَحْر الْجَاحِظ ، وَالْآخَر مَعْرُوف بِالسُّخْفِ وَالْخَلَاعَة ، وَهُوَ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الْمَوْصِلِيّ ؛ فَإِنَّهُ لَمَّا وَضَعَ كِتَابه فِي الْأَغَانِي ، وَأَمْكَنَ فِي تِلْكَ الْأَبَاطِيل لَمْ يَرْضَ بِمَا تَزَوَّدَ مِنْ إِثْمهَا حَتَّى صَدَّرَ كِتَابه بِذَمِّ أَصْحَاب الْحَدِيث ، وَزَعَمَ أَنَّهُمْ يَرْوُونَ مَا لَا يَدْرُونَ ، وَقَالَ هُوَ وَالْجَاحِظ : لَوْ كَانَ الِاخْتِلَاف رَحْمَة لَكَانَ الِاتِّفَاق عَذَابًا ، ثُمَّ زَعَمَ أَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ اِخْتِلَاف الْأُمَّة رَحْمَة فِي زَمَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّة ؛ فَإِذَا اِخْتَلَفُوا سَأَلُوهُ ، فَبَيَّنَ لَهُمْ .
وَالْجَوَاب عَنْ هَذَا الِاعْتِرَاض الْفَاسِد : أَنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ كَوْن الشَّيْء رَحْمَة أَنْ يَكُون ضِدّه عَذَابًا ، وَلَا يَلْتَزِم هَذَا وَيَذْكُرهُ إِلَّا جَاهِل أَوْ مُتَجَاهِل . وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى : { وَمِنْ رَحْمَته جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْل وَالنَّهَار لِتَسْكُنُوا فِيهِ } فَسَمَّى اللَّيْل رَحْمَة ، وَلَمْ يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَكُون النَّهَار عَذَابًا ، وَهُوَ ظَاهِر لَا شَكَّ فِيهِ .
قَالَ الْخَطَّـابِيُّ : وَالِاخْتِلَاف فِي الدِّين ثَلَاثَة أَقْسَام : أَحَدهَا : فِي إِثْبَات الصَّانِع وَوَحْدَانِيّته ، وَإِنْكَار ذَلِكَ كُفْر .
وَالثَّانِي : فِي صِفَاته وَمَشِيئَته ، وَإِنْكَارهَا بِدْعَة .
وَالثَّالِث: فِي أَحْكَام الْفُرُوع الْمُحْتَمَلَة وُجُوهًا ، فَهَذَا جَعَلَهُ اللَّه تَعَالَى رَحْمَة وَكَرَامَة لِلْعُلَمَاءِ ، وَهُوَ الْمُرَاد بِحَدِيثِ : اِخْتِلَاف أُمَّتِي رَحْمَة ، هَذَا آخِر كَلَام الْخَطَّابِيّ - رَحِمَهُ اللَّه -)اهـ
هذا و الله تعالى أعلى و أعلم...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منتصر أبوخباب مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك اخي ونفع الله بك

ازيدك ايضا :

قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -
في ذكر فوائد قول الله "وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد" :

ومنها: أن الاختلاف ليس رحمة؛ بل إنه شقاق، وبلاء؛ وبه نعرف أن ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اختلاف أمتي رحمة»(1) لا صحة له؛ وليس الاختلاف برحمة؛ بل قال الله سبحانه وتعالى: { ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك } [هود: 118] أي فإنهم ليسوا مختلفين؛ نعم؛ الاختلاف رحمة بمعنى: أن من خالف الحق لاجتهاد فإنه مرحوم بعفو الله عنه؛ فالمجتهد من هذه الأمة إن أصاب فله أجران؛ وإن أخطأ فله أجر واحد؛ والخطأ معفو عنه؛ وأما أن يقال هكذا على الإطلاق: «إن الاختلاف رحمة» فهذا مقتضاه أن نسعى إلى الاختلاف؛ لأنه هو سبب الرحمة على مقتضى زعم هذا المروي!!! فالصواب أن الاختلاف شر.
رحم الله الشيخين
و الله و تالله كانا جبلين من العلم المصفى
المقلدين و المبتدعين إرتكزو على هذا الحديث ليحللو ما حرم الله
والله المستعان
حين تموت الأسود ترقص الكلاب على أجسادها
لكن تبقى الأسود أسوداً و تبقى الكلاب كلاباً


أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ مَطِيِّـكُمْ فَإنِّـي إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْيَـلُ

فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ وَاللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ وَشُـدَّتْ لِطِيّـاتٍ مَطَايَـا وَأرْحُلُ
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابوانس السايح
ابوانس السايح
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 28-04-2009
  • الدولة : الجزائر الحبيبة
  • المشاركات : 383
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • ابوانس السايح is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابوانس السايح
ابوانس السايح
عضو فعال
رد: حديث " اختلاف أمتي رحمة " لا أصل له من الصِّحة....
20-09-2009, 03:48 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mihoubi مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك على الموضوع الهام والقيم وإذا كنت تملك المصادر فأتمنى منك أن تورد حقائق يجهلها الكثيرون حول قصة موقع الجمل فإنك بإذن الله ستزيل الكثير من اللبس.عيدكم مبارك .
السلام عليكم إخواني في منتدى الشروق و بمناسبة العيد أقول لكم جميعا بارك الله لنا و لكم إخواني
﴿ تقبل الله منا و منكم و غفر الله لنا و لكم
الحمد لله حمدًا طيباً مباركًا فيه ...و فيك بارَكْ الأخ الكريم و جزاك خيرًا ..
أرى أخي الكريم عدم الخوض فيما وقع بين الصحابة من الحروب و الخلافات على سبيل التوسع ، و نشر ذلك بين العامة ، أو التعرض لهم بالتنَقُصّ لفئةٍ و الانتصار لأخرى...
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم«إذا ذُكِرَ أصحابي فأمْسِكو، و إذا ذُكِرَ النجوم فأمسكو، و إذا ذُكِرَ القَدَرُ فأمسكو»أخرجه الطبراني في الكبير (2/78/2)، و أبو نعيم في الحلية (4/108) من حديث عبد الله ابن مسعود، و صحّحه الألباني بشواهده. السلسلة الصحيحة (1/75) برقم (34). و حسّنه الحافظ العراقي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : «و كذلك نؤمن بالإمساك عما شَجَرَ بينهم، و نعلم أن بعض المنقول في ذلك كذب، و هُم كانو مجتهدين، إما مصيبين لهم أجران أو مثابين على عملهم الصالح مغفورٌ لهم خطؤهم. و ما كان لهم من السّيئات، و قد سبق لهم من الله الحسنى، فإن الله يغفر لهم إما بتوبةٍ أو بحسناتٍ ماحية أو مصائب مكفّرة. و ما شجر بينهم من خلاف فقد كانو رضي الله عنهم يطلبون فيه الحق و يدافعون فيه عن الحق، فاختلفت فيه اجتهاداتهم، و لكنهم عند الله عز وجل من العدول المرضي عنهم. و من هنا كان منهج أهل السنة والجماعة هو حفظ اللسان عما شَجَرَ بينهم، فلا نقول عنهم إلا خيراً و نتأوَّل و نحاول أن نجد الأعذار للمخطئ منهم و لا نطعن في نيّاتهم فهي عند الله، و قد أفضو إلى ما قدَّمو، فنترضى عنهم جميعاً و نترحَّم عليهم و نحرص على أن تكون القلوب سليمة تجاههم» مجموع الفتاوى (3/406).
وهذا أبو زيد عبد الرحمن ابن خلدون رحمه الله يقول محذرا فيما وقع بين الصحابة رضي الله عنهم: «فإيّاك أن تُعَوِّدَ نفسك أو لسانك التعرض لأحد منهم، ولا يُشوِّش قلبك بالريب في شيء مِمّا وقع منهم. والتمِس لهم مذاهب الحق وطرقه ما استطعت، فهم أولى الناس بذلك. وما اختلفوا إلا عن بيّنة، وما قاتلوا أو قتلوا إلا في سبيل جهادٍ أو إظهار حق.. واعلم أن اختلاف الصحابة رحمةٌ لمن بعدهم من الأمة ليقتدي كل واحد بمن يختاره منهم ويجعله إمامه وهاديه ودليله. فافهم ذلك وتبيّن حكمة الله في خلقه وأكوانه». تاريخ ابن خلدون.



التعديل الأخير تم بواسطة ابوانس السايح ; 20-09-2009 الساعة 05:27 PM
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 12:34 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى