صوت النساء ينتصر على صمت الرجال
19-04-2014, 09:15 PM
بعدما تم الإعلان عن نسبة المشاركة الإجمالية في الانتخابات الرئاسية 2014، والتي قدرت ب 51.70 في المائة، وبعدما رجحت التقارير الإخبارية تفوق المترشح عبد العزيز بوتفليقة على منافسيه الخمسة بفارق كبير، لم يبق من كلام للرجال من المقاطعة والمعارضةـ على حد سواء، إلا عن فضل المرأة الجزائرية في دعم العهدة الرابعة، ونجاح فخامته في مغازلتها لكسب ودها طيلة مشواره الرئاسي.

مساندة النساء للمترشح عبد العزيز بوتفليقة فسرها المحللون، وحتى الناس العاديون بأنها ناجمة عن العاطفة أولا، وعن الخوف على مستقبل البلاد والأولاد ثانيا، لذلك ارتأت جواهر الشروق أن ترصد نبض الشارع الجزائري، وتعليقات فايسبوك والشروق أون لاين.

السيدة رشيدة وجدناها في أحد مكاتب الاقتراع بالجزائر العاصمة أمس، تحث النساء على اختيار المترشح بوتفليقة وتتهم كل من لا يراه صالحا، بعدم الانتماء لهذا الوطن الذي لا يريد العودة إلى زمن الفتن، أما السيدة زهرة فقالت أنه لا يوجد أنسب منه لأنه قدم الكثير، ولا ينكر فضله إلا جاحد .

سولاف إحدى العاملات بمكاتب الاقتراع، أكدت أن جميع النساء اللواتي جئن للانتخاب لم يكن على لسانهن إلا اسم بوتفليقة، أما العجائز فيختمن بالدعاء بالأمن والأمان ومساندة من جاء بالمصالحة والوئام.

موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في حلته الجزائرية لنهار اليوم يعج بصور المترشح بوتفليقة سواء بمن يبارك له النجاح ويتشفى في خصومه، أو من يتهم المرأة بالسير خلف عاطفتها وتكريسها لحكم رجل مقعد ما عاد صالحا لإدارة شؤون البلاد والعباد، حيث قام بعض الشباب بتصميم صور تهكمية على لسان المرأة الجزائرية تمدح فيها بوتفليقة، وتعدد إنجازاته لصالحها، وهناك من تمادى بالقول أن بوتفليقة معبود النساء، وكانت ردود النسوة واضحة لا غبار عليها أنهن مع العزيز لأنه هو الذي ضمن لهن حقوقهن بعدما كن في حالة يرثى لها.

من جهة أخرى صرّح الخبير الاجتماعي حنطابلي يوسف لموقع الشروق أون لاين أن ظهور المترشح بوتفليقة على كرسي متحرك قد أثار مستويين من ردود الفعل، أحدهما عاطفي والآخر عقلاني، وأوضح أن ردة الفعل العاطفية تتولد عند فئة من المواطنين ممن يعتقدون أن الرئيس ضحى بحياته من أجل الجزائر..

هذا التحليل علق عليه الكثيرون بأنه يخص المرأة، فهي التي لم ترتق للعقلانية وتنظر إلى الأشياء بعين العاطفة، وبالتالي كانت النتيجة أن انتصر صوت النساء على صمت الرجال، يقول عمر من الجزائر في أحد التعليقات: "الشعب الممثل في نسائه هو الذي انتخب لصالح بوتفليقة، وبالتالي فهو انتخاب العاطفة، أما الرجال فمنذ القديم لا يؤمنون بالانتخاب، ولا يذهب إلى الانتخاب إلا القليل منهم..."، أما النساء فكان رد إحداهن باسم مواطنة حرة في صوتها: "لن يحدث هذا إلا في بلد عظيم اسمه الجزائر نعم لقد أعطيناه أصواتنا وبكل حرية، أليست هذه هي الديمقراطية التي تتحدثون عنها؟.. الرجل رمز لـ "النيف"، ولن نفرط فيه مهما كان، فما بالكم اليوم وهو على كرسي متحرك؟.. هو جالس ونحن وراءه واقفين لتبقى الجزائر واقفة صامدة..."

وبين من يتهم النظام بتزوير الانتخابات، ومن يرجع الفضل للمرأة في تفوق المترشح بوتفليقة على منافسيه تبقى نتائج فرز الأصوات وتحديد نسبة تصويت النساء والرجال هي الفيصل.

http://jawahir.echoroukonline.com/articles/321.html
[SIGPIC][/SIGPIC]