تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال الفارسي
جمال الفارسي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 27-09-2009
  • المشاركات : 1,942
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • جمال الفارسي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال الفارسي
جمال الفارسي
شروقي
الحضارة العربية
01-01-2010, 02:50 PM
مع بداية العصر العباسي .. بدأت الحضارة العربية الإسلامية تنمو وتزدهر حيث بلغت أوجها في عصر الخليفة المأمون.. كانت البداية بترجمة كتب الحضارة اليونانية القديمة بواسطة مترجمين ببلاد الشام الذين كانوا على دراية باللغة البيزنطية واليونانية القديمة .. كذلك ترجمة كتب الحضارة الهندية القديمة عن طريق المسلمين الهنود فيما قبل ووراء نهر السند .. بجانب موروث الحضارة الفارسية .. وكان الدافع لحب المعرفة هو الدين الإسلامي نفسه .. فالقرآن الكريم يحث على المعرفة والقراءة، وكانت أول كلمات الوحي لمحمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هي اقرأ ، كما كان الرسول يحث المسلمين علي العلم والمعرفة ويقول (اطلبوا العلم ولو في الصين)، لذلك انطلقت العقلية العربية والإسلامية من عقال الجاهلية إلي رحاب الحضارات الإنسانية القديمة ولم تقف عند حدود الترجمة فقط ولكنها تعدتها إلي الإسهام والإبداع في كافة نواحي العلوم الطبيعية والطبية والبيطرية والصيدلية والهندسية والزراعية وغيرها .. ونبغ كثير من العلماء العرب والمسلمين في كافة التخصصات .. وشهد العالم القديم والحديث بهذا النبوغ والتميز للعقلية العربية والإسلامية لدرجة أن بعض المستشرقين يعتبرون أبو الريحان البيروني هو أعظم عقلية علمية في تاريخ الجنس البشري قاطبة.
وما زالت حتى الآن أعظم جامعات العالم وأعرقها كجامعة كمبردج بإنجلترا وجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية تمنح درجات الدكتوراه في أعمال هذا العالم المسلم الفذ .. بل أن هناك مؤتمر يعقد بإنجلترا كل عامين للباحثين والدارسين لأعمال أبو الريحان البيروني .. كما كانت أكاديمية العلوم السوفيتية (الروسية الآن) تمنح درجات الدكتوراه في العلوم D.Sc. في أعمال هذا العملاق في الفلك والرياضيات.
وما زالت المجلة الدولية لتاريخ الفلك (JHA)
Journal for History of Astronomy
والتي كانت تصدرها جامعة هارفارد الأمريكية في أوائل السبعينات من القرن العشرين حيث كان يشرف على نشرها الأستاذ الدكتور/ أوين جينجرش رئيس معهد سمسونين لتاريخ وفلسفة العلوم بالجامعة وانتقلت الآن تحت إشراف الأستاذ الدكتور/ ميخائيل هوسكين أستاذ تاريخ الفلك بجامعة كمبردج بإنجلترا .. ما زالت المجلة .. لا يخلو عدد منها عن أعمال العلماء العرب والمسلمين الأفذاذ في مجال الفلك كأبو الريحان البيروني وابن البتاني وابن يونس المصري وغيرهم.
في أوائل السبعينات من القرن العشرين حضر إلي القاهرة شاب إنجليزي مسيحي يدعى ديفيد كنج كان قد حصل على الدكتوراه في تاريخ الفلك في أعمال ابن يونس المصري من جامعة يل .. حضر مع زوجته .. بمنحة مقدمة من جامعة هارفارد .. وتعلم العربية وكان ميلاد ابنه الأول بالقاهرة .. كان له مكتب بالجامعة الأمريكية بالقاهرة .. ولكن كانت صومعته الحقيقية هي مكتب صغير ومتواضع للغاية داخل قسم المخطوطات العربية بدار الكتب المصرية بكورنيش النيل .. لقد استطاع دراسة كل المخطوطات وكتب التراث المتصلة بالفلك عند العرب والمسلمين بدار الكتب المصرية خلال عقد كامل ـ السبعينيات من القرن العشرين ـ وقام بنشر العديد من الكتب والبحوث المتصلة بالفلك عند العلماء العرب والمسلمين وما زال حتى الآن يواصل النشر ويشغل منصب أستاذ ورئيس معهد تاريخ وفلسفة العلوم بجامعة وولف جانج بمدينة فرانكفورت بألمانيا ـ ونائب رئيس تحرير مجلة تاريخ الفلك JHA منذ ظهورها حتى الآن.
لقد كان لدفيد كنج والأستاذ الدكتور كندي بالجامعة الأمريكية ببيروت والأستاذ الدكتور صليبة وهو أمريكي من أصل لبناني ويعمل بجامعة نيويورك حالياً فضلاً كبيراً في الكشف عن مكنون الحضارة العربية الإسلامية في مجال الفلك والرياضيات ولهم مني كل الاحترام والتقدير لنزاهتهم وحيادهم في الحكم على الأمور.
على الجانب الآخر نجد بعض المتعصبين والعنصريين من أمثال أوتونيوج باور وهو نمساوي الأصل وفر هارباً من ألمانيا عند وصول الحزب النازي للحكم حيث أنه كان من أصل غير جرماني لجأ إلي بلجيكا في البداية ومنها إلي الولايات المتحدة الأمريكية ويعتبره الكثيرون أنه أبو تاريخ الفلك الرياضي.
أوتونيوج باور حصل على الدكتوراه في الفلك عند قدماء المصريين وأول من أصدر عدة كتب في هذا المجال ولكنه انقلب عليهم في كتابه عن تاريخ الفلك الرياضي قائلاً .. أن قدماء المصريين لم يعرفوا شيئاً عن الفلك الرياضي ولم تقدم الحضارة المصرية القديمة أي إسهام علمي للجنس البشري رغم ازدهارها .. وأن الفلك الرياضي كانت بدايته الحضارة البابلية والإغريقية القديمة .. كما أنه مر مرور اللئام على الحضارة العربية والإسلامية ولم يعطها حقها في كتابه (تاريخ الفلك الرياضي) والمنشور في عقد السبعينيات من القرن العشرين .. وكان من الواضح أنه ذو ميول صهيونية.
لقد كان العرب والمسلمين مبدعين ومساهمين في الحضارة الإنسانية بقوة .. وعلى سبيل المثال .. لقد ابتكروا طريقة لقياس محيط الأرض تعتمد على قياس ارتفاع النجم القطبي فوق الأفق بناء على القاعدة المعروفة لدينا الآن وهي أن ارتفاع النجم القطبي فوق الأفق يساوي خط عرض المكان .. فرصدوا ارتفاع النجم القطبي فوق بغداد .. ثم تحركوا للشمال إلي أن زاد ارتفاع النجم فوق الأفق بمقدار درجة قوسية واحدة وقاسوا المسافة ما بين بغداد والمكان الجديد ومنها عرفوا مقدار المسافة التي تساوي درجة قوسية واحدة وبالتالي حسبوا محيط الأرض على اعتبار أنها كرة .. هذا في العصر العباسي الأول .. بينما كان بعض فقهاء المسلمين يرفضون حقيقة كروية الأرض .. وأنها لديهم منبسطة .. في القرن العشرين !!!
لقد سبق العالم العربي المسلم أبن الشاطر بمائتي عام عالم الفلك البولندي كوبر نيقوس.. في أن الشمس هي مركز المجموعة الشمسية وليست الأرض..ولقد عثر على أ حد المراجع التي كان يستخدمها كوبر نيقوس عبارة عن مخطوط عربي لمثلث كروي كانت رؤوسه مكتوب عليها أ،ب،ج بالعربية يرجح أنة لأبن الشاطر ونظريته عن مركزية الشمس للمجموعة الشمسية ,,, ولكن النظرية أسندت بالكامل لكوبر نيقوس ,,, وأعتبره البعض بأنه أبو النهضة العلمية الحديثة للغرب وأسمو نظريته بالثورة الكوبرنقيه.. حيث أنها كانت تمثل تحديا واضحا لمفاهيم الكنيسة الكاثوليكية في ذلك الوقت .
وكان الحسن ابن الهيثم العبقرية العربية المسلمة الفذة هو أول من نادى بأن رؤية الأشياء تأتي نتيجة لسقوط شعاع من هذه الأشياء على العين فتراها وليس العكس وكان هو المؤسس الحقيقي لعلم البصريات.
وجابر بن حيان والذي التصق اسم علم الجبر باسمه حتى الآن. وابن النفيس مكتشف الدورة الدموية والذي قام بتشريح جسد الإنسان الميت لمعرفة تلك الدورة لأنه ليس هناك قيود لاهوتية على العلم في الإسلام كما كان هو الحال في العصور الوسطى المظلمة بأوروبا.
لقد نسبت كثير من هذه الأعمال العظيمة للعلماء العرب والمسلمين إلي آخرين أوروبيين في فترات لاحقة. لماذا ؟‍‍‍‍‍‍‍‍!!
1ـ يعتقد معظم علماء الغرب بأن الحضارة الإغريقية هي أساس الحضارة الغربية الحديثة، وتهميش أي حضارة أخرى، وهي نظرة عنصرية غير نزيهة .. قائمة على العرق واللون. ويتضح ذلك بشدة في العداء للحضارة المصرية القديمة والتي يذهب بعض العنصريين إلي اسنادها إلي مهاجرين من قارة أطلنطس المفقودة الأسطورية على أساس أن سكانها كانوا من ذوا البشرة البيضاء والعيون الزرقاء‍‍‍!!!
2ـ كراهية الغرب المسيحي للإسلام والمسلمين نتيجة للحروب الصليبية التي دارت بينهم وما رسبته هذه الحروب في أعماق وجدانهم فهي كما يقول التعبير كراهية تحت الجلد.
3ـ الدور الذي لعبته الصهيونية في العصر الحديث عن طريق السيطرة على الإعلام الغربي وتشويه صورة الإسلام والمسلمين وتشويه الحضارة العربية والإسلامية لدى الغربيين.
ولماذا انهارت الحضارة العربية الإسلامية ؟‍‍!!
إن العلوم الطبيعية كانت تدرس بجانب العلوم الشرعية في كل المدارس العربية الإسلامية في أوج الحضارة العربية والإسلامية يوم أن كانت اللغة العربية هي لغة العلم في ذلك الوقت وكانت الأندلس وصقلية ومالطة مراكز إشعاعللحضارة العربية الإسلامية ومنارات علم تهتدي بها أوروبا في العصور الوسطىالمظلمة.
ومع بداية القرن الثالث عشر الميلادي حتى القرن الثامن عشر الميلادي بدأ الفصل ما بين العلوم الطبيعية والعلوم الشرعية وتجريم تدريس الأولى في المدارس العربية والإسلامية. ويسمي المستشرقون هذه الفترة بعصر الانحطاط في الحضارة العربية الإسلامية.
لقد بدأ عصر الانحطاط يوم أن ألغينا السببية العلمية في فكرنا مع أن العرب والمسلمين هم الذين علموا العالم كله المنهج التجريبي في البحث العلمي. لقد بدأ عصر الانحطاط يوم أن أحرقت كتب أبن رشد المنسوخة بالعربية في كافة أنحاء العالم الإسلامي شرقه وغربة .. ولم ينجي منها إلا المنسوخة باللغة اللاتينية والتي درسها الغرب وسار علي هديها في التفكير العلمي الصحيح . ومع بداية القرن التاسع عشر الميلادي وبداية حركة التنوير والنهضة كما حدث في مصر في عهد محمد علي بدأت الحضارة العربية والإسلامية تستعيد أنفاسها بعد ستة قرون من الظلام .
وكأمة عربية إسلامية مستهدفة من الغرب المسيحي بدأت عمليات الغزو والاحتلال للبلاد العربية والإسلامية والقضاء على الخلافة الإسلامية للدولة العثمانية بإثارة النعرات القومية داخل البلاد العربية وداخل تركيا نفسها. ويكفي أن اليابان بدأت مشوارها العلمي والتكنولوجي بعد مصر بكثير في نهاية القرن التاسع عشر ولكن نتيجة للاحتلال البريطاني لمصر لأكثر من سبعين عام صار الفرق شاسعا ما بين مصر واليابان.
إن القاعدة العلمية في أي بلد .. هي أساس التقدم التكنولوجي .. والذي يؤدي في النهاية إلى تقدم اقتصادي.. وتفوق عسكري .. ومصدر لقوة البلد .. ولقد أدرك المستعمرين الغربيين ذلك.. وكانت البلاد المحتلة سواء عربية أو إسلامية أو خلافها .. هي مصدر للمواد الخام وسوق لبيع المنتجات الغربية .. وحال الاستعمار بين أن تكون هناك قاعدة علمية قوية في أي بلد محتل يمكنها الوصول لتكنولوجيا متقدمة منافسة .. ولكن بعد ثورات التحرير .. حاولت الكثير من الدول النامية تكوين القاعدة العلمية السليمة .. كما حدث في مصر والهند والصين والباكستان وغيرها .. وعلى سبيل المثال فإن إنشاء المركز القومي للبحوث بالدقي بالقاهرة في الخمسينات.. كان قد وصل لقمة عطاؤه في الستينات لولا حرب عام 1967 والتي كانت فخ لمصر وسوريا بالدرجة الأولى من القوة الإمبريالية العالمية وتحالفها مع الصهيونية.. أدت نتائجها الوخيمة.. إلى تعطيل المسيرة العلمية في مصر .. وإلغاء البرنامج الفضائي والنووي لمصر.
ولقد تكرر نفس السيناريو مع العراق .. فبعد خروجه من الحرب ضد إيران في الثمانينات منتصراً.. وبناؤه لقاعدة علمية قوية .. مكنته من تطوير تكنولوجيا متقدمة .. وتحقيق معدل نمو غير مسبوق بالدول النامية خلال نفس العقد .. تم استدراجه لغزو الكويت حتى يكون هناك سبب قوي لمواجهته وتصفيته وهذا ما حدث عام 1991 وتكرر حدوثه عام 2003 بزعم وجود أسلحة دمار شامل والتي لم يثبت وجودها فيما بعد.. والهدف الأساسي هو الاستيلاء على مصادر البترول بالعراق وتمزيقه والحيلولة بينه وبين امتلاك تكنولوجيا متقدمة تشكل خطراً على إسرائيل والمصالح الغربية.. وفرض الاحتلال والتبعية للولايات المتحدة الأمريكية.
والسؤال الآن ما هو سبب تخلفنا كأمة عربية وإسلامية ؟‍‍!! هل أننا أمة مستهدفة أم أمة مغيبة !!!
وفي اعتقادي أننا أمة مستهدفة من الخارج بقدر ما أننا أمة مغيبة من الداخل. فالصين والهند كانت مستهدفة من الإمبريالية العالمية ولكنهما استطاعا الصمود وبناء القاعدة العلمية السليمة .. اللازمة لتطوير التكنولوجيا المحلية أو المستوردة .. رغم تباين الأنظمة السياسية في كل منهما .. فالصين نظام شمولي موجه .. والهند نظام ديمقراطي حر.
وكانت حروبنا مع إسرائيل الأربع عام 1948 ، 1956 ، 1967 ، 1973 والتي يعتقد البعض أنها سبب تراجعنا عن مسايرة العلم الحديث والتكنولوجيا بسبب المخصصات المالية الباهظة للتسليح والذي وصل في بعض السنوات إلى 20% من ميزانية الدولة .. فإن هذه الحروب كانت على الجانب الإسرائيلي.. سبب لتقدمها العلمي والتكولوجي .. (وهذا هو الوضع الطبيعي للدول المتقدمة كما حدث خلال الحرب العالمية الأولى والثانية وأثناء الحرب الباردة) حيث كان ما يصرف على البحث العلمي يتراوح ما بين 2 إلى 3 % من الدخل القومي لإسرائيل .. بينما تراجع عندنا ليصل إلى 0.2 أو 0.3% فلا تجهيز معملي حديث ولا مراجع ولا دوريات علمية ولا احتكاك كافي مع العالم الخارجي عن طريق المؤتمرات والزيارات العلمية.. وصار حالنا من السيئ إلى الأسوأ بعد حرب 1967.. حتى وصلنا إلى تخلف عن الركب العالمي في العلوم والتكنولوجيا بما فيهم الهند والصين واللتان كنا معهم على قدم وساق في أوائل الستينات من القرن العشرين.
والآن .. ماذا قدمنا للعالم من إسهام علمي خلال النصف الثاني من القرن العشرين كأمة عربية وإسلامية .. أقول تقريبا لا شئ .. فرغم حصول الأستاذ الدكتور / محمد عبد السلام الباكستاني الأصل والإنجليزي الجنسية على جائزة نوبل في الفيزياء لبحوثه عن مكونات الذرة .. وحصول الأستاذ الدكتور / أحمد زويل المصري الأصل والأمريكي الجنسية على جائزة نوبل في الكيمياء لبحوثه في كيمياء الفيمتوثانية.. إلا أن هـذا يعزى للبيئة العلمية الصحيحة التي عاش فيها كل منهما في المهجر .. وإن كانا مؤشرين بأن العقلية العربية والإسلامية عقلية مبدعة وخلاقة إذا توافرت لها الظروف والبيئة العلمية المناسبة.
ورغم وجود حالات تميز لكثير من العلماء العرب والمسلمين في المهجر وداخل بلادهم إلا أنها حالات فردية استثنائية .. ولكن القاعدة العلمية العامة ضعيفة.
ورغم وجود مئات الآلاف من العلماء العرب والمسلمين في بلادهم إلا أن إنتاجهم العلمي المنشور بالمجلات الدولية المتخصصة ذات المستوى الرفيع أقل من إنتاج علماء إسرائيل . رغم التباين بين الاثنين من ناحية الكم .. إلا أن الكيف يلعب الدور الأساسي.
لقد صدر تقرير من المنظمة العربية للعلوم والثقافة بتونس خلال السنوات القليلة الماضية يذكر التقرير صراحة أن ما يصرف على البحث العلمي في الدول العربية لا يتجاوز نصف في المائة في المتوسط من الدخل القومي لهذه الدول وأنه أقل ما يصرف على البحث العلمي في دول جنوب أفريقيا !!!
بل كانت المفاجئة بأن دول الخليج العربي الغنية هي أقل الدول العربية في الميزانية المخصصة للبحث العلمي من دخلها القومي وأن هذه الميزانية لا تمثل إلا 0.2% من الميزانية العامة للدولة !!!
والآن ما هو الطريق للخروج من هذا النفق المظلم واللحاق بالعالم على المستوى العلمي والتكنولوجي؟ في اعتقادي أنه يمكن تحقيق هذا التقدم كما يلي :
أولاً : رفع الميزانيات المخصصة للبحث العلمي في الدول العربية والإسلامية لتصل إلى ما بين 2 إلى 3% ويجب أن تتحمل الدول مسئوليتها في توفير هذه المخصصات المالية ولا تنتظر الهبات التي تأتيها من الخارج أو الداخل حتى يمكن أن يكون هناك تجهيز معملي حديث وقوي بجانب توافر المراجع الحديثة والدوريات العلمية الدولية والاحتكاك مع العالم المتقدم سواء بحضور المؤتمرات أو الزيارات العلمية.
ثانياً : دراسة المشكلات القومية الاقتصادية والإنمائية وإيجاد الحلول العلمية والتكنولوجية لها عن طريق مراكز ومعاهد البحوث العلمية والجامعات وأن يكون البحث العلمي موجه لخدمة المجتمع وقضاياه وأن يجند العلماء في إيجاد الحلول المبتكرة للمشاكل والقضايا القومية وأن يكون هناك جهة قومية للتنسيق ما بين هذه المراكز والمعاهد البحثية والجامعات.
ثالثاً : تشجيع الباحثين المتميزين كما فعلت الصين وذلك بتقديم مكافئة سخية لكل من يستطيع النشر في دوريات عالمية متخصصة رفيعة المستوى في مجال تخصصه. أما نظام جوائز الدولة أو غيرها التي تسير عليه معظم الدول العربية والإسلامية فإنه نظام غير سليم حيث أصبحت تدخل فيه عوامل سياسية أكثر منها علمية. وكذلك نظام الساعات الإضافية والزائدة والمكتبية للحوافز فهو نظام غير مجدي حيث أنه أصبح غير مربوط بالإنتاج العلمي الحقيقي ومرتبط أكثر بالحضور والانصراف أي بساعات العمل والدوام.. أنه نظام فاشل ولا يؤدي إلى أي نهضة علمية.
رابعاً: الإدارة العلمية لمراكز ومعاهد البحوث والجامعات في البلاد العربية والإسلامية مرتبطة بعوامل سياسية وأمنية لصالح النظام السياسي في كل بلد.. وليس بالضرورة أن تكون تلك العناصر التي حازت أو استحوذت على ثقة النظام هي أفضل العناصر علميا وإداريا لإدارة المؤسسات العلمية. ويجب إعطاء الفرصة للعلماء الذين أثبتوا كفاءة عالية في عطاؤهم العلمي لقيادة المؤسسات العلمية في بلادهم حتى لو كان لهم رأي معارض للنظام السياسي ولسياسة الدولة. لأن المعارضة هي حرص بنّاء لصالح الأمة. كما أن المؤسسات العلمية بالبلاد العربية والإسلامية تدار بطريقة بيروقراطية بحتة.
خامساً : يجب أن يكون هناك تكامل ما بين البلاد العربية والإسلامية في كافة نواحي العلم والتكنولوجيا حتى لو وصل الأمر أن تقوم الدول الغنية بدعم الدول الأقل غنى مادامت الأخيرة تملك العلم والعلماء.
سادساً: خلق المجتمع العلمي وذلك بزيادة الوعي الثقافي ونشر الثقافة العلمية بكافة وسائل الإعلام حتى ينشأ الطفل منذ نعومة أظافره ويفكر بطريقة علمية بعيداً عن الخرافة والأساطير.. ومن العار أن في الكسوف الكلي الذي حدث يوم 11 أغسطس عام 1999 والذي مر على معظم بلاد أوروبا خرج المواطنون للشوارع ليراقبوا هذه الظاهرة الفريدة التي لا تتكرر في بلادهم إلا كل مائة عام على الأقل .. بينما خلت شوارع العواصم العربية والإسلامية بداية من الدار البيضاء وحتى طهران من المارة خوفاً من ظاهرة طبيعية كونية ربطها البعض بيوم القيامة !!!
سابعاً: النضال مهما كنا أمة مستهدفة من الغرب أو غيره حتى يمكننا بناء قاعدة علمية قوية قادرة على تطوير التكنولوجيا المحلية والمستوردة مهما كان الحصار علينا.. يدفعنا إلى ذلك وطنيتنا وقوميتنا وديننا الذي يحث على الأخذ بأسباب القوى.. والعلم والتكنولوجيا هم أساس القوة في العصر الحديث.
ثامناً: تغيير طريقة التعليم والتدريس في المراحل التعليمية المختلفة ابتداء من المرحلة الابتدائية والانتهاء بالمرحلة الجامعية وتغيير المناهج وتحديثها حتى يمكن الوصول إلى خريج يعتمد على كيفية التفكير العلمي الصحيح وليست على طريقة حفظ وتخزين المعلومات.. كما يجب أن نهتم بالكيف دون الكم.
تاسعاً:توفير الظروف المعيشية الكريمة للباحثين ومساعديهم بالجامعات ومراكز ومعاهد البحوث حتى يمكنهم التفرغ للعلم والعطاء وتوفير الرعاية الطبية لهم ولذويهم حيث أن العلماء يأتوا في مرتبة بعد أهل الفن والرياضة في معظم الدول العربية الإسلامية.
عاشراً:في دراسة عن سر تقدم دول النمور الأسيوية اتضح أن الالتزام بالقيم الأخلاقية والدينية هو واحد من أهم أسباب التقدم. والالتزام بقيمنا العربية والإسلامية هي خير قاعدة نحو الانطلاق والنهوض ولا سيما أن ليس هناك تعارض ما بين ديننا الحنيف والعلم والتكنولوجيا. والتجربة الماليزية الباهرة بقيادة مهاتير محمد خلال العشرين عام الأخيرة خير شاهد على ذلك.

في أحد كتبه كتب الأستاذ الدكتور / محمد عبد السلام عن زميل له حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء مثله .. سأله هذا الزميل الأوربي .. وقال له : إلى أي مدى ستظل دول العالم الثالث عالة على دول العالم المتقدم.. أنه الأفضل عدم وجودهم .. حتى ينطلق العالم المتقدم أكثر وأكثر .. ونحن الآن في ظل صراع .. أسموه صراع الحضارات.. ويحاول البعض التلطيف أو التخفيف من هول هذا الصراع فأسموه حوار الحضارات .. أقول وأؤكد أنه صراع الحضارات.. أردنا أم أبينا .. رضينا أم لم نرض.. فهو صراع مفروض علينا .. صراع مفروض من الغرب القوي على الطرف الضعيف.. وفي مقدمته الأمة العربية والإسلامية.. وليس هناك بديل للمواجهة.. أردنا أم أبينا .. ولا بد أن يكون العلم والتكنولوجيا هو طريقنا الواحد والوحيد.. نحن الآن في موقف حرج نكون أو لا نكون.
ورغم كل أجواء التشاؤم التي تحيط بنا .. فإني مازلت متفائل .. وأننا سنبقى .. وأن راية لا إله إلا الله محمد رسول الله .. ستبقى خفاقة إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.. ولكن علينا أن نغير ما بأنفسنا.. طبقا لقواعد العصر وأن نملك أسباب القوى بالعلم والتكنولوجيا.
ولنتذكر دائما التاريخ .. فعندما سقطت الأندلس بعدها بسنوات قليلة.. استطاع محمد الفاتح فتح القسطنطينية وتوالت الفتوحات الإسلامية حتى ملكنا معظم شرق أوروبا وحاصر المسلمون فينا . انتصر العثمانيون المسلمون وتوالت انتصاراتهم في شرق أوروبا وأصبح جيشهم أقوى جيش في العالم وكان يحسب لهم كل حساب في كافة أنحاء العالم .. استطاعوا تحقيق ذلك عن طريق الإيمان بالله ورسالة محمد والأخذ بأسباب القوى بالعلم والتكنولوجيا .
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية سميــآء
سميــآء
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 04-08-2008
  • الدولة : alger
  • العمر : 33
  • المشاركات : 249
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • سميــآء is on a distinguished road
الصورة الرمزية سميــآء
سميــآء
عضو فعال
رد: الحضارة العربية
01-01-2010, 03:00 PM
حياك الله من عليائه اخي الكريم

مشكور على الموضوع القيم والمفيد للغاية

نسال الله لك خير الجزاء
بوركت **

ارق التحايااااا /دمت بود
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال الفارسي
جمال الفارسي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 27-09-2009
  • المشاركات : 1,942
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • جمال الفارسي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال الفارسي
جمال الفارسي
شروقي
رد: الحضارة العربية
01-01-2010, 06:48 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soumia11 مشاهدة المشاركة
حياك الله من عليائه اخي الكريم

مشكور على الموضوع القيم والمفيد للغاية

نسال الله لك خير الجزاء
بوركت **

ارق التحايااااا /دمت بود
هذا ما أبغي أختي سمية
دعائك .. بارك الله فيك
أتمنى لك النجاح
وستجدينني كلما احتجتني
أخوك جمال الفارسي
سلام
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 02:27 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى