الصراع الأبدي...بين الفكر و الإحساس
14-08-2007, 09:47 PM
أود أن أهدي هته المقدمة إلى كل هائم ….كان مثلي أو لم يكن ….قبل أن أهدي القصة ......

".من الضحية..و من الجلاد….من الظالم و من المظلوم..من المسيطر و المسيطر عليه….قد لا أعرف لأسئلتي أجوبة ….إلا أنني سأحاول الكتابة رغم إحساسي بأني غير قادر على ذلك…سأحاول …كتابة قصة ….طالما قرأها الناس دون أن يعرفوا كاتبها…طالما أحبو شخوصها….دون أن يدروا ..بأنهم ما كانوا إلا شخصا واحدا…أحبو البطل..و كلهم بطل على طريقته…سأحاول إيجاد الكلمات التي قد تساعدني على التعبير لأنني ما عدت أقدر على ذلك…أحس الفردات حبيسة حنجرتي ..تأبى مغادرتها..و كأنها قد قنعت بالعيش هناك…..….بين نارين…فلا هي وجدت مرحبا بها داخل القلب..يحفظها كسر سرمدي…..أو أن تخرج فتصير حرة…تصل الوجدان قبل الآذان…."


وجدتني يوما عاجزا عن التفكير…فخفت و أحسست بالهلع و الذعر…لا أملك إلا الفكر فما العمل لو فقدته….صرت أبحث يمينا و شمالا علني أجد منقذا يخلصني من تلك المصيبة التي أصابتني………تمنيت أن استعين بمن هو أهل لذلك…سألت عمن يمكنه مساعدتي….فدلوني عليه…..لم يذكروا اسمه……..قصدت أبحث عنه عله يفيدني….عله ينقذني….ركبت البحر..و صارعت أمواجه….صعدت الجبل و خضت ويلاته….نزلت الوادي..فكاد يغرقني ماؤه…..حتى وصلت إلى مكان جعلني أذهل من حقيقته…وجدتني عند حافة العالم الذي نعيشه…..كانت الحد الفاصل بين الواقع و الحلم….لم أجد ذاك الذي بحثت عنه…صرت كتائه بين عالمين….هل أنا أحلم ….و حد الحلم أمامي…..أو يكون هو أيضا خيالا من صنع خيالي….أو يكون كذبة …صرت أصدقها دون أن أدري……هممت بالرجوع و ما كدت أفعل حتى سمعت صوتا يحدثني..
"رويدك "
أجبته مستفسرا بعد أن أذهلني ظهوره فجأة :
" من تكون؟؟؟؟؟؟ ماذا تريد ؟؟؟؟"
-أود أن أكلمك
-لما؟ عما؟ لست أعرفك…..أو تكون جنا..أم انك مثلي تائه في هذا اللامكان؟
-بلى….كدت تصيب كنه الحقيقة….لكن الأمر يختلف بالنسبة لكلينا…
-ماذا تعني بقولك هذا؟؟؟
-أنا أيضا كنت مثلك….تهت و همت بين زوايا الكون أبحث عن إجابة لسؤال طالما شغل كياني..رغم علمي أنني لن أجد له جوابا….ببساطة لأنني لم أكن أفهم السؤال حد ذاته..كنت كغريب في بدنه ..روحه تسعى للهجرة كلما أفاقت من سباتها ..كلما أحست أنها لن تستطيع التخلص من عجزها ..من ضعفها……لن تقلب الموازين و لو أحبت…أترى…حتى جوابي لك لا يعني شيئا لأنني لم أفهم ما قصدت قوله..و تلك كانت مشكلتي…..قيل لي أن هناك شخصا واحدا وحيدا يمكنه أن يساعدني…جبت مثلك العالم أبحث عنه حتى كدت أؤمن أنه لا يوجد له أثر على وجه الكون….كدت أجزم صحة شكي لما وصلت إلى أين أنت واقف الآن….نظرت حولي…..فما وجدت أحدا…حتى كلمني أحدهم و أزال بعضا من الغموض الذي إكتنف وجودي لفترة ..و كم سعدت حين عرفت انه من أخبروني عنه…سألته بعد أن عرفته……و جرى بيننا حديث طويل...
-و هل أعطاك جوابا شافيا لما لست تعلم ؟
-بلى….و ها أنا الآن أتعلم مما قال لي….فإن شئت …علمتك ما علمني… …
-و أين أجدكما؟
-أعطني يدك….
أمسك ذاك الشخص الذي ما رأيته بيدي..حين مددتها في الفراغ…فوجدتني في مكاني لا أبرحه….صحت فيه
-أين صاحبك…..أين أنت…أين أنا؟…
-لا تجزع يا صديقي…..إنه أمامك…
-لكنني لا أراه؟؟؟؟
-بلى لم و لن تره…رغم أنه لم يغادرك لحظة واحدة..كان طول الوقت معك…..عذرا علي المغادرة كي أكمل رحلة بحثي عن ذاك الشخص الذي حدثك عنه..
-كيف ؟..ماذا؟…أين هو؟..مالذي فعلته بي؟….
حاولت الحراك فما استطعت ….حاولت الكلام فصارت المفردات تعبر عما بداخلي أخيرا….صمت و قد بدأت أفهم أخيرا ..
صحت أنادي على محدثي…..لكنه ما أجاب…رجوته…فقرر أخيرا أن يجيبني:
-ماذا تريد
-أخبرني…إلى أين ؟؟؟؟…لماذا ترحل أنت و أبقى انا…؟؟؟؟
-و من قال أنك لن تذهب….بل ستذهب لأنني ذاهب..و سأبقى لأنك باقي……
ثم إستدار..ملوحا بيده…وبسمة على وجهه…جعلتني أصدم لأن كل ما مر أمام ناظري اللحظة..قد عشته سابقا……فكرت و فكرت و فكرت..و كم سعدت لأنني
فهمت ما حاولت ألا أفهمه ..لأن مجرد التخمين كان يخيفني…
جلست أرقب أحلامي….تمر أمامي….تتجسد.. و حينا تتبخر….جلست أفكر في كل شيء….فهمت كل شيء الآن….لم يكن كذبة ذاك الذي بحثت عنه….بل كان فكرتي الوحيدة التي صنعتها بصدق فتجسدت بين عالم الواقع و الأحلام..و ها أنا أحرره ليرحل ….بل لأرحل…لأنه انا و أنا هو…….جاء من قبل لتحريري….و ها قد رددت دينه ……أنا العقل..و هو القلب……أنا الإحساس و هو التفكير….كلما تاه أحدنا أنقذه الآخر….فإن تحرك أحدنا.سكن الآخر…و لو لحظة حتى يعطي للنفس توازنا…لا يصنعه…غيرهما……حبسته طويلا …و آن له أن يتخلص من سجنه….كما أرهقته من قبل..فأراحني من تمرده الدائم علي….و سنظل كذلك….لأننا لا نستطيع إلا أن نفعل….
ما أقسى أن يحمل الإنسان حلما أثقل منه