بلفوضيل تجوّل في تل أبيب.. ومطمور وحليش ومبولحي رفضوها
04-09-2015, 11:42 PM

مازال الجدل المثار حول قضية سفر اللاعب الدولي ياسين براهيمي إلى إسرائيل من عدمه، لمواجهة نادي ماكابي تل أبيب في دوري أبطال أوروبا، بعد أن أوقعته القرعة في مجموعة نادي بورتو البرتغالي، الذي يلعب له الدولي الجزائري، قائما، بعد أن مدد ابن مدينة المنيعة "السوسبانس" عندما قال عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، إن أمر سفره من عدمه "سيتخذه رفقة ناديه"، في إشارة صريحة إلى عدم تقبله للزوبعة الإعلامية التي صاحبت هذه القضية، خاصة أن تبعاتها وصلت إلى وسائل الإعلام العبرية، التي حولت براهيمي إلى مادة إعلامية دسمة في تل أبيب.

وجاءت تصريحات براهيمي لتفتح مجالات التأويل على مصراعيها، خاصة على وسائط التواصل الاجتماعي، التي أفردت صفحات خاصة لهذه القضية، بين منقسم بين دعوة براهيمي إلى رفض التوجه نحو إسرائيل تضامنا مع القضية الفلسطينية وآخرين يدعونه إلى إدراج موقفه ضمن خانة الواجب المهني لا غير، في وقت كان لاعبون جزائريون سابقون حسموا الجدل مبكرا في قضايا مماثلة، بعد أن رفض بعضهم السفر إلى الدولة العبرية، على غرار الدولي السابق كريم مطمور، والمدافع الدولي رفيق حليش، في حين زارها لاعبون جزائريون آخرون، على غرار إسحاق بلفوضيل وسليم عراش وناصر مناسيل.

ويعد اللاعب الدولي الحالي إسحاق بلفوضيل، أشهر اللاعبين الجزائريين الذين زاروا الدولة العبرية في مناسبتين، الأولى مع المنتخب الفرنسي للشباب والثانية مع نادي ليون الفرنسي سنة 2010 لمواجهة نادي ماكابي تل أبيب، الفريق الذي قد يلعب ضده براهيمي، في رابطة أبطال أوروبا، ما أثار جدلا واسعا في تلك الفترة، خاصة أن بلفوضيل، الذي لم يكن قد وافق بعد على حمل الألوان الوطنية في تلك الفترة، قام بجولة في مدينة تل أبيب مع ناديه آنذاك، وزار المواقع السياحية في المدينة، في وقت كان بإمكانه تجنب ذلك، والاكتفاء بـ"السبب الرياضي"، الذي قال إنه كان العامل الرئيس في سفره إلى إسرائيل وليس أي عامل آخر، لكن الواقع أثبت عكس ذلك بالاحتكام للصور التي تم نشرها على الموقع الرسمي لنادي أولمبيك ليون الفرنسي في تلك الفترة، رغم أن لاعب "الخضر" حاول الدفاع عن نفسه بالتأكيد على أنه كان يريد التوجه إلى القدس للصلاة في المسجد الأقصى، لكن السلطات الإسرائيلية رفضت ذلك، كما زار لاعبان جزائريان آخران تل أبيب، ويتعلق الأمر بالدولي السابق سليم عراش من أجل لعب مباراة هناك، واللاعب الفرنسي من أصول جزائرية ناصر ميناسيل، الذي أجرى تجارب للانضمام إلى ناد إسرائيلي قبل أن يغادره تحت طائل الانتقادات الكبيرة التي صاحبت رغبته في الاحتراف بإسرائيل.

من جهة أخرى، برز الدولي السابق كريم مطمور برفضه التنقل مع فريقه السابق، النادي الألماني بوريسيا مونشغلادباخ، من أجل المشاركة في دورة ودية للاحتفال بالذكرى الـ100 لتأسيس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، ونفس الشيء بالنسبة لقائد دفاع "محاربي الصحراء"، رفيق حليش، الذي رفض التنقل رفقة فريقه السابق نادي أكاديميكا البرتغالي إلى تل أبيب من أجل المشاركة في مواجهة بمنافسة الأوروبا ليغ، ونفس الشيء حدث بالنسبة للحارس مبولحي لما كان يلعب في بلغاريا، الأمر الذي جعلهم يلقون التعاطف من قبل الجزائريين الذين أشادوا كثيرا بموقف اللاعبين المذكورين.

"التطبيع الرياضي" مرفوض لدى الجزائريين

وكان الرياضيون الجزائريون، رفضوا في مرات عديدة مواجهة الإسرائيليين في المنافسات الدولية، بالاستناد إلى وسائل "تهرب" قانونية في السنوات الأخيرة للإفلات من العقاب الرياضي، على اعتبار أن لوائح أغلب الاتحادات الرياضية الدولية تعاقب كل رياضي يرفض مواجهة منافسه لأسباب سياسية، وكانت المصارعة في رياضة الجيدو مريم موسى والمصارع مزيان دحماني أبرز الرافضين للتطبيع الرياضي وفي بطولة العالم، حيث رفض الأخير مواجهة مصارع إسرائيلي في مناسبتين الأولى في بطولة العالم سنة 1991 والثانية في دورة الألعاب الأولمبية سنة 1992 ببرشلونة، في حين رفضت مريم موسى مواجهة إسرائيلية في بطولة العالم بروما منذ 3 سنوات، في حين كان البطل الجزائري المعروف عمر مريجة، قد واجه مصارعا إسرائيليا في أولمبياد أثينا سنة 2004 وفاز عليه، مصرحا آنذاك بأن القرار كان سياسيا، مضيفا بأنه كان مستعدا لمواجهة أي مصارع إسرائيلي والتغلب عليه بعقلية "الغزوات".

الجدل لن يزول وقضية وهران أكبر دليل

وكان موضوع "التطبيع الرياضي" بين الجزائر وإسرائيل، محل جدل دائم، وآخره كان غداة الإعلان عن فوز مدينة وهران بشرف تنظيم ألعاب البحر المتوسط سنة 2021، حيث فجرت قضية مشاركة إسرائيل في هذه الألعاب من عدمه، بحكم موقعها الجغرافي في البحر المتوسط، لكن رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى براف حسم الأمر بتأكيده لـ"الشروق" استحالة مشاركة الدولة العبرية في هذه الدورة، لعدم امتلاكها حق العضوية في اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط، ما أخمد نار الانتقاد في وسائط التواصل الاجتماعي.