خمس سنوات في خدمة ''الخبر'' والتجربة الديمقراطية
30-09-2008, 01:05 PM


الذكرى الثالثة عشرة لرحيل عمر أورتيلان
خمس سنوات في خدمة ''الخبر'' والتجربة الديمقراطية


كانت سنوات الميلاد والتجربة القاسية، حيث غلب التفكير في كيفية وضع جريدة على الطريق، نشأت في ظروف سياسية استثنائية، وجاءت محملة بأحلام ما بعد نظام الحزب الواحد، خرجت من رحم أحداث أكتوبر .1988 كانت مرحلة المخاض الديمقراطي والانفتاح المتأجج، والحديث في الشأن السياسي الذي لم يكن ينضب، فقد ارتبط بأجمل ما يتمناه البشر، وهو العيش في مجتمع ديمقراطي.
كانت المرحلة بمثابة مسار تاريخي رافقته ''الخبر''، واصطبغت به في شكل إنجاز إعلامي يندرج ضمن تصور حر للممارسة الصحفية. وليس من المبالغة اليوم، بعد مرور ثلاثة عشر عاما، اعتبار المرحوم عمر أورتيلان أحد أبرز الفاعلين الإعلاميين خلال الفترة التي شهدت ميلاد جريدة مستقلة. وهو أحد الصحفيين الذين استطاعوا تغيير مسار الإعلام الجزائري، بوضع حد لقيم نظام إعلامي شمولي، وإيجاد قيم أكثـر حداثة تقوم على الانفتاح، وعلى وضع رغبة المجتمع في صميم النقاش، بعد أن كان الأمر يقتصر على رغبات الدولة والنظام.
كان عمر أورتيلان يرأس تحرير ''الخبر''، ويشتغل بوسائل قليلة، سيارتين من طراز فيورينو، أموال قليلة جدا ( ورغم هذا لم تتأخر رواتب الصحفيين ولو ليوم واحد) إضافة إلى إشهار شحيح، وتجربة إعلامية ناقصة بالنظر إلى جدية المرحلة وتحدياتها.
واجه عمر أورتيلان هذا الواقع الصعب بأناة وبما كان يملك من رصيد إنساني وإرادة، كقدرته على تسيير الرجال، وكسب ثقتهم وودهم، ودفعهم للعمل وسط تلك الظروف الصعبة، باللجوء إلى أشياء بسيطة تشكل جزءا من شخصيته المحبة للناس والقادرة على خلق أجواء التواصل والحوار والعلاقات الإنسانية المبنية على الاحترام والاعتراف، وعلى مخاطبة الجوانب الإيجابية والمضيئة في الإنسان. فالرجل إن أراد شيئا، أخذه بدبلوماسية. ولما نجده يكتب عن الديمقراطية وقيم الحوار والنقاش، فهذه ليست قيما غريبة عنه، يتكلفها ويفرضها على نفسه تصنعا لمسايرة المرحلة والموضة التي كانت شائعة آنذاك، بل كانت متجذرة فيه، وشكلت جزءا من ثقافته وسلوكه، مما رشحه لأن يكون فعلا رجل المرحلة الديمقراطية ثقافة وممارسة. رحم الله عمر أورتيلان. [IMG][/IMG]