من لم يستطع الباءة فعليه بالصّوم حتّى تتحجّر سوائله ...........
12-07-2009, 05:47 PM
من المؤكّد أنّ أصحاب المال بإمكانهم أن يشتروا كلّ شيء تقريبا و قد تفوق نسبة قدرتهم تلك 95 %.... حتّى السّعادة و هي مفهوم نسبي و رجراج على إعتبار أنّ الأغنياء لديهم القدرة على شراء جزء منها لو أرادوا و دفعوا الثّمن المناسب، كما أنّه من المستبعد إجتماع السّعادة و الفقر في بيت واحد أو حلولهما في قلب إنسان فقير...فلا عجب إذا أن نرى العالم كلّه يجري وراء الفلوس و يلهث في طلبها و تحصيلها بمختلف الوسائل و الأساليب المحرّمة و المباحة...العالم كله غارق في الآلام و الشّرور بسبب حبّ سكّانه من البشر المتأصّل في خلاياهم و أجهزتهم العصبيّة لكسب المال و الاستقواء به، على الحيوانات و باقي المخلوقات...؟، لا بل للسّيطرة و الاستقواء و إذلال بعضهم البعض....
إنّ المال ( مصدر القوّة و صانعها ) في هذا العالم، و متعة الجنس ( شهوته و لذّته و سرّ بقائه ) هما مبتدى و منتهى أيّ لعبة خيّرة أو سيّئة بين بني البشر، كما أنّهما ( المال و الجنس ) أصل الشّرور و الخير كلّه في نفس الوقت، لذلك فإنّ الإنسان و رغم كلّ الأديان و أسيجة القوانين الّتي ابتدعها لردع جشعه و تهافته، إلاّ أنّه يتفنّن و يتحايل و يسلك كلّ الطّرق المسموحة و الممنوعة لكسب المال و الحصول على المتعة الجنسيّة و هكذا يحوّله هوسه و جنونه و لهفته إلى مخلوق أرعن فيستعمل جبروته و ذكاءه في الظّلم و الاعتداء على بني جنسه و حتّى على بيئته و باقي الكائنات...!
سرّ الخالق في مخلوقاته و يتجلّى في الكائن البشري بصور و مظاهر أكثر تعقيدا و أشدّ تطرّفا بل أنّه لا يختلف ( من وجهة نظري ) من ناحية المبدأ عن بقيّة الثدييات الأخرى سوى أنّه أشدّ ذكاء و أكثر تمرّدا على الطّبيعة، إنّ الحيوان منصاع للطّبيعة منضبط على ساعتها تقوده و ترشده غريزة البقاء، و مع ذلك فإنّه يقاتل من أجل الأنثى و يدافع عن منطقة رعيه أو صيده، حقيقتان ( القوّة و تحقيق اللّذّة الجنسيّة ) تُبرزان مساوئ الإنسان و وجهه الخفيّ، تدفعانه إلى التّحارب و التّقاتل و ارتكاب الفظائع، بهما و لأجلهما منذ خلق آدم تحت مسمّيات ابتدعها و بأساليب ابتكرها و من أسوأها توظيف الدّين و استغلال المقدّسات و اسم اللّه.
كثير من النّاس عندما تحدّثهم عن المال يتقمّصون الورع و الزّهد.... يزعمون و أقوالهم تناقض أفعالهم و واقع حالهم و عيشهم إلى حدّ بعيد..يزعمون أنّ المال وَسَخُ الدّنيا، بل و يعطونك دروسا طويلة عريضة عن البركة الّتي يُنزلها اللّه في القليل من الأكل أو الرّزق أو المدخول، بالإضافة إلى خطب طنّانة رنّانة عن كيفيّة السّعي الشّريف و طلب اللّقمة الحلال و الفوائد التعبّديّة و ما أعدّ اللّه من نعيم لمن تجنّب الحرام و الطّمع و الجشع، دون نسيان تشكيلة معروفة من الشّعارات مثل الشّعار الشّهير الّذي ابتدعه الأقوياء ليستهلكه الفقراء و المغلوبون و يعيشون عليه و ينشغلون به عنهم، ألا و هو شعار" القناعة كنز (و أيّ كنز!!) لا يفنى"...!!
بينما كما أشرت سابقا، فإنّ واقع الحال مناقض تماما لما يقوله و يردّده و يتظاهر به عادة عموم النّاس....فليس خافيا ما يميّز أعراسنا و مآتمنا و كلّ مناسباتنا العائليّة من ظواهر تُكرّس أكثر فأكثر للمظاهر و المباهاة...فمكانة الفرد في المجتمع مرهونة إلى حدّ بعيد بما يملكه و بمستوى دخله، و المعادلة هي أنّ كمّية الإحترام الّتي يوليها النّاس لأيّ كان تناسب طرديّا كمّية الأموال الّتي يملكها، أي كلّما زاد غنى الشّخص زادت سيطرته على النّاس و زاد إحترامهم له و انبهارهم به، و قد يبلغ ثراءه من الدّرجة يصبح معها نجما أو شخصيّة بارزة يقلّدها النّاس و يسعون إلى التشبّه بها و يأخذون منها نماذجهم و موضتهم و تقليعاتهم، حتّى و لو كانت تلك الشّخصيّة لشاذّ جنسيّا أو حتّى حمار في جلد إنسان...؟!!
في أعراسنا فإنّ المرأة مثلا الّتي لا تحفل في الذّهب و لا تلبس ما غلا ثمنه فإنّها ستكون عرضة للاحتقار و الازدراء و حتّى للسّخرية و الغمز و اللّمز، حتّى أصبح من شبه المستحيل على أيّ إمرأة في مجتمعاتنا (هذا يحدث في العالم كلّه) أن تجرؤ على الحضور في الأعراس أو أيّ مناسبة عائليّة دون أن تلبس و تضع المعلوم من الذّهب حتّى و لو استلزم الأمر اللّجوء إلى استعارة ما يلزم من جيرانها أو أقرباءها...الرّجال أيضا في مثل هذه المناسبات يزنهم النّاس بقيمة ما يملكون من سيّارات و غيرها....
أمّا الموبوءون بداء الفقر فتراهم أذلاّء معزولون خائفون منهزمون حسّاسون...لا يدعونهم النّاس و لا يأبهون لهم و لا ينظر إليهم أحدا...
هذه قصّة متداولة عندنا حدثت لأحد سكّان المدينة و مفادها أنّ أحدهم كان مغمورا و كان شبه منبوذ بسبب فقره و قلّة حيلته....أي كان نسيّا منسيّا في المناسبات و الأعراس الّتي يقيمها أهله و أقرباءه، و أتى وقت فتح اللّه عليه بالرّزق فأصبح لديه مال و تمكّن من شراء سيّارة فخمة، حينئذ إنتبهوا له و تمّت دعوته إلى أحد أعراسهم، فجاء طبعا يقود سيّارته و عندما توقّف من قرب المنزل و ترجّل عنها هبّ نحوه الخلق يتسابقون على استقباله و التّسليم عليه، ثمّ قادوه في محميّة إلى مائدة الغداء، و بدل أن يجلس و يأكل فإنّه راح يأخذ الأطباق المملوءة بالطّعام و يصبّها الواحد تلو الآخر فوق سيّارته الفخمة و يقول كلي يا سيّارتي فأنت المدعوّة و لست أنا...!!
أمّا بالنّسبة لموضوع الجنس فالملاحظ أن بلداننا العربيّة و الإسلاميّة تفشّت فيها المجاعة الجنسيّة بسبب ما تعانيه مجتمعاتها من كبت و تعتيم أساسه تديّن ظاهري و عفّة مزعومة، و لعلّ في إحصائيّات قوقل العظيم السّنة الماضية عن نسبة الزّيارات و البحث في المواقع لخير دليل، إذ تبيّن أنّ بعض دول الخليج تأتي في طليعة البلدان الأكثر بحثا و زيارة لمواقع الجنسيّة المثليّة...
على الشّابّ في الجزائر مثلا أن يفكّر عشرة آلاف مرّة قبل أن يُقدم على إتمام نصف دينه، و إن جاءته الجرأة فسيبلع أضراسه و سيقضي سنوات من عمره في قضاء ديون المهر و العرس....!!
أحد الأئمّة في إحدى أيّام الجمعة دعا النّاس و حضّهم على التعفّف مبيّنا لهم الفوائد الرّوحيّة و النّفسيّة المترتّبة عن تزويج الفتيان و الفتيات في سنّ مبكّرة، ثمّ خصّ الشبّان الذكور دون الإناث و كأنّ هؤلاء الأخيرين ليس لديهم مطالب جنسيّة ينبغي إشباعها كباقي خلق اللّه...قلت خصّ الشّبان داعيا إيّاهم إلى تجنّب إرتكاب فاحشة الزّنا أو ممارسة العادة السّرية و العمل في الوقت نفسه على الظّفر بذات الدّين و الزّواج بها...و قال: أمّا من لم يستطع و لم تكن له القدرة على إتمام نصف دينه فعليه بالصّيام as a substitute optionو هذا وفقا للحديث النّبوي "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ،فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْفَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ"
و تساءلت عن حال ذلك الشّاب المسكين الّذي تآكلت سنين عمره و يئس من تلبية حاجته الجنسيّة على سنّة اللّه رسوله ثمّ عرف أنّ حتّى خيار الاستمناء المُدمج طبيعيّا من عند اللّه في الكائن البشري كوسيلة to purge للاستفراغ و التّصبير...حتّى هذا الخيار مُحرّم و ممنوع في دين الإسلام...و الأدهى أنّه لم يبقى أمام هذا المسكين من وسيلة إلاّ الصّوم...و تخيّلوا شابّا جاوز الثّلاثين من عمره و لم يستطع الباءة، هل سيبقى صائما حتّى تنفجر أحد عروق رأسه أو تتحجّر سوائله المنويّة في جهازه التنّاسلي...؟
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة








