تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > المنتدى العام

> " يوميات فلحوس " ...... إنه يعرف !

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية المحب الأمين
المحب الأمين
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 25-10-2008
  • الدولة : لــم يعد يوجــد
  • المشاركات : 3,119
  • معدل تقييم المستوى :

    21

  • المحب الأمين is on a distinguished road
الصورة الرمزية المحب الأمين
المحب الأمين
شروقي
" يوميات فلحوس " ...... إنه يعرف !
01-07-2009, 09:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستيقظ مبكرا كعادتي . اعتدت أن أفتح عيني علي الجرائد , أتصفحها في عجالة فقط لأتأكد أن كل شىء ليس علي ما يرام , و أن أشياء جيدة لم تحدث في هذا العالم .
هذا العالم لن يتغير . أدركت هذا بعد الكثير من التجارب . لست مسنا , ولكن عقلي كذلك . متخم بالمعرفة إلي حد يثير الملل . هذا هو عيب الاطلاع . أن تعرف كثيرا معناه أن تشيب مبكرا .
وأنا عرفت , عرفت أكثر من اللازم .

عرفت ماهية الحكم وآليات سيطرته . عرفت القانون السري الذي تخضع له رقاب الناس . عرفت من يصعد ولماذا يصعد , ومن ينسحق ولماذا ينسحق .
عرفت الخوف , كيف يُصَنّع وكيف يُسَوّق , وكيف يستشري كوباء , وكيف يكون شكله عندما يستوطن عيون الناس .
عرفت العسكر , كيف يطيعون , وكيف ينفذون , وكيف يتحولون إلى آلات لا تسمع لا ترى لا تعترض .
عرفت الزيف , كيف يُصاغ , كيف تُنشأ له الهيئات و الصحف والإذاعات والبشر , كيف يُقال كيف يُكتب كيف يصبغ وجه الوطن !
عرفت وعرفت و عرفت , حتى صرت أخاف أن أعرف !
الآن لا أخاف , لأن الجائع لا يخاف . الجائع يتناول إفطاره في عجل ليذهب لكليته . هذا إن لم يكن لدى أمي مانع .
لها عاداتها هي الأخرى , و ها هي ذي تستعد لممارسة عادتها اليومية في جعل حياتي جحيما . ليس سرا أنني وأمي لا نتفق .
أنا لا أتحامل عليها ولا أجرؤ . ربما هو سوء الفهم المتبادل , أو تصادم الحريات , أو ...

- كف عن هذا الهراء .
لنفسي أقولها وأتهيأ للخروج .
علي سلم البناية تصطدم بى . هي جارتنا الهوجاء التي كانت تنطلق للأعلى كالصاروخ . لابد أنها نسيت شيئا ما .. دائما هي تنسي شيئا ما ... دقيقة هي في نسيانها .
إذن فلقد صدمتني هذه المرة أيضا ! ماذا كنت أقول عن تصادم الحريات؟!

ليس لي اعتراض علي الغباء بشكل عام , أما أن يتسبب في خلع كتفي فهذا لا يطاق !
لا أغتم كثيرا في الحقيقة , لأنني في طريقي لرؤية ما سينعشني حالا ! إن أكوام القمامة التي تمرح بطول شارعنا وعرضه قادرة على إنعاشي كما تعلمون !
صدقني ليس من المفيد للصحة أن يفوتك منظر كهذا كل صباح . لو استيقظت يوما و وجدت شارعنا نظيفا لاتجهت مباشرة إلي الطبيب , لأني سأعرف عندئذ أنني أهذي .
ليس أروع من منظر أكوام القمامة إلا منظر أكوام البشر التي تنتظر الحافلة .
لن أجعل هذا يفت في عضدي , وسأقاتل دون مقعد في أول حافلة تمر .
أحظى بمقعد بالفعل , وبمجرد أن أستقر , و أتأكد أن كل عظامي في مكانها أتطلع لساعتي . ربما سأصل مبكرا اليوم .
بمجرد أن أعبر بوابة الجامعة تبدأ أذني في التقاط الأحاديث . إن كلمة جادة واحدة لا تضل طريقها أبدا لتصل إلي أذني .
لا بأس .. أتجه مباشرة إلي مجموعة العملي - أفوت المحاضرات حتى لا أصاب بالفالج - و هناك أضطر أن أفعل الشىء الذي أمقته .. الانتظار . فلابد أن يتأخر البيه " المعيد " كالعادة و لا يعلم إلا الله متى يأتي . في هذه الأثناء تواصل أذني آداء المهمة المقدسة التي خلقت من أجلها .. التقاط الأصوات و ترجمتها .
ليتها تأخذ أجازة كي أستريح من كل هذا الرياء و الكذب و التصنع و الـ.... " المظهرة
"
لا أخرج من كل هذا إلا بتأكيد على فكرتي العتيدة " ليست الحياة إلا محاولة مستمرة و دائبة لقول أنا أفضل منك " .
لا يهم ما قيل و ما شُرح ... الصراخ و الصخب و الصداع .. معارك العودة و مهالك الطريق , كل هذا لا يهم .
المهم هو البيت الذي عدت إليه سالما , و الطعام الذي تدعي أمك أنه كذلك . الطعام الذي ستأكل أصابعك ليس ورائه بل بدلا منه إذ ستكون ألذ .

ألتهمه مضطرا في النهاية إذ لا بديل , و أنا أستمع إلي مراسل قناة الـ..... و هو يقول :
" ليس هذا مشهدا من فيلم رعب ردىء الصنعة .. بل مشهدا حقيقيا من قلب العالم .... لأناس يعيشون خارج حدود ضميره .. بمنأى عن دساتيره و أعرافه و مجلس أمنه "
انتهي كلام المراسل و راحت الصور تتوالي . هي ذات المشاهد التي يغطيها الدم , و تبصرها عيون قررت ألا تري .
هذا العالم لن يتغير . فقط الإحصائيات تتغير .. زيادة في عدد القطع التي يتفتت إليها الوطن , تباين في أعداد القتلى , و نقص حاد في أعداد الورق الذي يستهلك لصوغ الاتفاقات !
لم أذرف الكثير من الدموع , ولا القليل في الواقع . الحق أنني ..... التكرار ربما ..... يقولون أن الشرايين تتصلب , فهل يفعل القلب ؟
عندما أستلقي على فراشي ليلا أشعر برغبة شديدة في أن أتحسس قلبي . ربما لم يتصلب بالكامل , و إلا بماذا تفسر هذا الوخز ؟!
يوم ممل جدا كما ترى , ومع هذا سأنام لأستعد لاستقبال يوم آخر . فهل ستكف الحياة غدا عن كونها مملة ؟ لنري !
هل تأخرت؟ أعتقد لا . قلت في السابق أنني أصحو مبكرا . لن أصحو متأخرا فقط من باب عدم كسر الروتين .
لا داع لتكرار نفس اسطوانة أمس . فقط سأخبرك إن لم تصطدم بى الفتاة علي السلم .

يا إلهي! لقد فعلتها . خالفت كل توقعاتي و فعلتها . لقد نجا كتفي هذا الصباح .
رباه! الروتين في خطر .
لم تكن هذه هي المفاجأة الأخيرة لهذا اليوم . المفاجأة الأكبر كانت القمامة . لقد اختفت تماما !
أنظر لساعتي . متأخر بالفعل لكني لن أذهب إلي أي مكان قبل أن أفهم .
استفسارات كثيرة خلصت منها إلي التالي:
لقد كانت تحنقها القمامة إلي حد مرعب . من ؟ جارتنا التي أخبرتك عنها .
الجديد هنا أنها لم تكتف بالحنق كمثلنا . بعد شكاواها المتعددة إلي كل الجهات المختصة , و بعد أن أفلست و لم تعد تستطيع إرسال الشكاوي , فكرت أن تجرب أمرا ما .
كي أشرحه علىّ أن أدخل في تفاصيل مرهقة . الخلاصة أن شارعنا يتقاطع مع شارع واسع به موقف سيارات , هذا الشارع الواسع كان كشارعنا بالضبط من ناحية القمامة .
في خطتها قررت استغلال هذا الوضع الجغرافي .
كانت تنهض مبكرا , كل يوم تحمل القمامة من أمام البناية التي تسكن فيها و تضعها في هذا الشارع الكبير ثم تعود و تحمل ما تستطيع حمله من قمامة الشارع و تكومها في ذات المكان .
لم يلتفت أحد إلى ما فعلته ولا ما كانت تنوي فعله , إلي أن زاد الأمر عن الحد و بدأ يعوق حركة السيارات , و كان لابد من خطوة حاسمة .

عادت من كليتها بالأمس , وأخبرت الناس بخطتها . شكك في عقلها من شكك , انكمش من الخوف من انكمش , لكن الكثير عاونها . لقد كوموا القمامة بحيث سدت الشارع تماما و شلت حركة السيارات , و كانت أزمة مروعة بحق . أزمة أجبرت الجميع على التحرك . كان الضغط كبيرا لدرجة جعلت ما حدث شىء كالسحر !
أزيلت القمامة بهمة من كل شوارع الحي , مع التزام وتعهد بحل مشكلة القمامة نهائيا . لن تتكوم القمامة في شوارعنا بعد الآن .
فجأة صار الحي كله نظيفا بفضلها !
حدث كل هذا و أنا نائم بالأمس .. لقد كنت نائما حقا .
عرفت الآن لماذا كانت الفتاة تصطدم بى .. كانت تتولي أمر القمامة كل صباح .. تنطلق مسرعة إلي شقتها التي تعلو شقتي .. تصطدم بى .. تأخذ كتبها و تذهب للكلية .

لا أدري لماذا تسمرت في مكاني أحدق في الشارع النظيف ..لم أعد أبالي بالذهاب إلي الكلية من عدمه . أترنح قليلا وأحاول أن أتزن . رويدا رويدا تتركز أفكاري في شىء واحد .
إذن لقد فعلتها الفتاة !

ليس لي اعتراض علي الغباء بشكل عام , لهذا قررت أن أحتكره .
لم تعد بي رغبة في الذهاب إلي الكلية , و لكن خطرت لي فكرة , فقررت الذهاب . قابلت أصدقائي بوجه غير الذي عرفوه . اتفقنا علي شئ ما . شكوى وقعت عليها المجموعة كلها , ورفعناها للعميد , نشكو فيها من تأخر البيه المعيد الذي أخبرتك عنه . كانت مجرد تجربة , و لقد نجح الأمر .
في اليوم التالي حضر البيه في الميعاد بالضبط . تجارب كثيرة تنتظرنا إذن !

لا أمكث كثيرا في الجامعة بعد انتهاء جدولي , لكن هناك شئ يستحق الذكر .
لقد ضلت طريقها .. الكلمة الجادة -إن كنت تتذكر - ضلت طريقها ووصلت إلي أذني . ليست كلمة واحدة بل كلمات .

هل خمنت لماذا؟ لأنني غيرت الطريق الذي أمضي منه عادة .
" من يعرف كثيرا , يشيب مبكرا " كان هذا أحد آرائي البالية .أيقنت الآن أنني لا أعرف شيئا على الإطلاق , و أنني مازلت صغيرا جدا !
لقد بدأ العلم يتغير . لكنني لم أعرف هذا ...
بل فعلته .



****
منقول
أرجو ان تكون قد أكملت قراءتها فهي رائعة
محبتي وتقديري
رغبة مجنونة تراودني الان !! أن العب بالماء والصابون واصنع فقاعات صابون وأتابع تطايرها في الهواء و أن اطلق على الفقاعات أسماء أرواحخذلتني ورحلت، و أتابع انفجارها في الهواء بــ صمت ....


  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية وفاءنجمةالجزائر
وفاءنجمةالجزائر
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 09-05-2009
  • الدولة : الجزائر
  • العمر : 33
  • المشاركات : 56
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • وفاءنجمةالجزائر is on a distinguished road
الصورة الرمزية وفاءنجمةالجزائر
وفاءنجمةالجزائر
عضو نشيط
رد: " يوميات فلحوس " ...... إنه يعرف !
14-07-2009, 05:28 PM
icon30icon30icon30
لقد قلت انها رائعة لكنني اقول لك ان الروعة بل وكل الروعة تجلت فيها
صحيح فعلا انه مهما تعلم الانسان سيضل جاهلا
"وما اوتيتم من العلم إلا قليلا"
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية المحب الأمين
المحب الأمين
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 25-10-2008
  • الدولة : لــم يعد يوجــد
  • المشاركات : 3,119
  • معدل تقييم المستوى :

    21

  • المحب الأمين is on a distinguished road
الصورة الرمزية المحب الأمين
المحب الأمين
شروقي
رد: " يوميات فلحوس " ...... إنه يعرف !
14-07-2009, 09:32 PM
وردك أروع يا أخت وفاء
بارك الله فيك على المرور والرد الكريم
شكرا جزيلا لك
كل المحبة والتقدير
رغبة مجنونة تراودني الان !! أن العب بالماء والصابون واصنع فقاعات صابون وأتابع تطايرها في الهواء و أن اطلق على الفقاعات أسماء أرواحخذلتني ورحلت، و أتابع انفجارها في الهواء بــ صمت ....


مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:34 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى