القادة السابقون للأحزاب المسلحة؟! قادة أحزاب أم جماعات مسلحة؟
24-07-2009, 10:13 PM
ما لا يقال

القادة السابقون للأحزاب المسلحة؟!

2009.07.22 عبد العالي رزاقي

من يتابع تصريحات قادة الجماعات المسلحة في الجزائر منذ التحاقهم بـ (المصالحة الوطنية) لغاية اليوم، يجد أنهم يتحدثون كقادة أحزاب سابقة كانت تحمل السلاح لإسقاط نظام الحكم، وعندما فشلت في تحقيق ما يسمى بـ(المشروع الإسلامي) لـ(الدولة الإسلامية)، هاهي تعتز بتأسيسها لهذه المجموعات المسلحة، وتدافع عن "مؤسسة" كانت تمثل الطغاة، في أدبياتها الإسلامية وكأنهم لا يفرقون بين حمل السلاح لتحرير البلاد من المستعمر الأجنبي، وبين حمل السلاح لفرض نظام سياسي معيّن.

قادة أحزاب أم جماعات مسلحة؟
من يتوقف عند قادة الجماعات الإسلامية المسلحة بدءاً بعبد الحق العيادة (مؤسس الجيا)، مرورا بمدني مزراق مؤسس الجيش الإسلامي للإنقاذ وانتهاء بحسن حطاب أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال يخرج بسؤال جوهري:
هل انتهى دور الشخصيات الوطنية وقادة الأحزاب السياسية في الجزائر ليعوض بأمراء سابقين لجماعات كانت قبل المصالحة الوطنية توصف بـ(الإرهابية)؟.
يقول عبد الحق العيادة (أبو عدلان) لقناة "العربية"، "أنا لست نادما على تأسيسها (الجيا)، أنا فخور بأنني أسست حزبا - عفوا- جماعة إسلامية مسلحة... كل الإطارات التي كانت في الجبهة الإسلامية للإنقاذ كانوا تحت إمارتي من بينهم رابح كبير وأنور هدام..". ويضيف، بأن جميع التنظيمات المسلحة خرجت من جبّة الجماعة الإسلامية ومنهم حسن حطاب، وهي مغالطة، تتناقض مع تصريحات سابقة له للكاتب اللبناني كميل الطويل، صاحب كتابي "الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر" و"القاعدة وأخواتها".
وإذا أردنا أن نتحدث بصراحة عن الجماعات الإسلامية في الوطن العربي، فعلينا بالحديث عن الجماعات الجهادية المصرية والجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر، والجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا.
وهذه الجماعات يعود الفضل في تأسيسها إلى تنظيم القاعد لأسامة بن لادن، و"الأفغان الجزائريون" هم مؤسسو الجماعة الإسلامية المسلحة وليس من يتحدثون باسم هذه الجماعات، فعلى الحدود الأفغانية الباكستانية ولدت هذه المجموعات باختلاف تسمياتها ومن يقف وراءها من رجال الدين أو الأجهزة.
.....
.....
من حق إطارات الجبهة الإسلامية أن تتحدث باعتبارها لم تحمل السلاح، أما من حمل السلاح فإن هذا الحق يفقد شرعيته، لسبب واحد وهو أن الجزائر تأخّرت عن الوطن العربي، وتحولت إلى ملجإ للإرهاب بسبب حملة السلاح في البلاد، والجماعات المسلحة تتحمل مسؤولياتها في "ضياع الجزائر"، ورهن مستقبلها لغيرها، ويفترض أن يقتدي قادة الأحزاب الإسلامية المسلحة أو من كانوا يطلقون على أنفسهم صفة الأمراء، بالأمراء الذين صمتوا بمجرد إلتحاقهم بالسلم والمصالحة، لأنهم أدركوا أن "طي الماضي لا يعني نسيانه، وفتحه يؤدي إلى محاكمة أصحابه".
صحيح أن هناك من لا يستحي لأنه "مارس القتل" ويريد ممارسة السياسة، وهذا أمر يستحيل لأن من يدافع عن أفكاره بالسلاح هو مجرد مجرم يحمل قناعا سياسيا.
فمتى يدرك قادة الأحزاب المسلحة أن الجرائم المرتكبة في الجزائر لا يمكن نسيانها، صحيح أن مشروع قانون السلم والمصالحة لا يسمح لنا بفتح ملفاتها، ولكنه سيأتي يوم ونعلم أطفالنا أن من يدافع عن أفكاره بالسلاح هو مشروع مجرم، لأن الفكر يحمل بين طياته أساليب الإقناع به ولا يحتاج لغير الأقلام لتكون سلاحه ومن يغتال الأئمة والرهبان، بغض النظر عن المبرر، هو مجرم.
ومن يريد فرض إسلامه علينا بالقوة، فعليه بإعادة قراءة الإسلام وتاريخ المسلمين. لقد وضعتنا الجماعات الإسلامية بين خيارين لا ثالث لهما وهما: "الإسلام الأمريكي" و"الإسلام المسلح"ولا أعتقد أننا في حاجة إلى مثل هذين الخيارين، بقدر ما نحن في حاجة إلى خيار إسلام يوسف القرضاوي والشيخ عبد الرحمان شيبان، لأنهما يمثلان الإسلام الحقيقي، فمتى يدرك من كانوا يحملون السلاح في الجبال أن صمتهم أفضل، لأن التاريخ لا يرحم أحدا.
وفتح ملفات ما يسمى بالعشرية الحمراء قد يحيل الجميع على العدالة، والمصالحة كما أفهمها، هي الاعتراف بالأخطاء، وليس الافتخار بها.
وللحديث بقية...

----
المصدر الشروق أونلاين
المقال كاملا على الرابط :
http://www.echoroukonline.com/ara/do...dis/39772.html
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر.... على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تكن كالدخان يعلو بنفسه ... على طبقات الجو وهو وضيع