بر الوالدين بن الجوزي (5)
28-07-2009, 07:47 PM
كيفية العقوق
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قال (إبكاء الوالدين من العقوق).
وعن عمر بن الزبير، قال: (ما بر أبويه من أحد النظر إليهما).
وعن محمد بن سيرين، قال: (من مشى بين يدي أبيه فقد عقه، إلا أن يمشي يميط الأذى عن طريقه. ومن دعا أباه باسمه فقد عقه، إلا أن يقول: يا أبت).
وعن مجاهد، قال: (لا ينبغي للولد أن يدفع يد والده إذا ضربه، ومن شد النظر إلى والديه لم يبرهما، ومن أدخل عليهما ما يحزنهما فقد عقهما).
وقال الحسن البصري: (منتهى القطيعة أن يجالس الرجل أباه عند السلطان).
وقال فرقد: قرأت في بعض الكتب: (ما بر ولد حر بصره إلى والديه، وأن النظر إليهما عبادة، ولا ينبغي للولد أن يمشي بين يدي والده ولا يتكلم إذا شهد، ولا يمشي عن يمينهما، ولا عن يسارهما، إلا أن يدعواه فيجيبهما، أو يأمراه فيطيعهما، ولكن يمشي خلفهما كالعبد الذليل).
وقال يزيد بن أبي حبيب: (إيجاب الحجة على الوالدين عقوق). يعني الانتصار عليهما في الكلام.
وسئل كعب الأحبار، عن العقوق، فقال: (إذا أمرك والدك بشيء فلم تطعهما فقد عققتهما العقوق كله).

إجابة دعوة الوالدين للولد
عن عبد الله بن مسعود، قال: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الوالد والمظلوم والمسافر).
وكان الحسن يقول: (دعاء الوالدين ينبت المال والولد).
وسئل الحسن: ما دعاء الوالد للولد؟ قال: (نجاة).
وعن مجاهد: (ثلاثة لا تحدب دعوتهم عن الله عز وجل: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد لولده، وشهادة ألا إله إلا الله).
وعنه أيضاً: (دعوة الوالد لا تحجب عن الله عز وجل).
وعن عبد الرحمن بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي يقول: جاءت امرأة إلى مخلد بن الحسين، فقالت: إن ابني قد أسره الروم، ولا أقدر على مال أكثر من دويدة، ولا أقدر على بيعها، فلو أشرت إلى من يفديه بشيء فليس لي ليل ولا نهار، ولا نوم ولا قرار.
فأطرق الشيخ ملياً، ودعا بدعوات، فلبثنا مدة، فجاءت المرأة ومعها ابنها، وأخذت تدعو له، وقالت: حديثك يحدثك الشاب. فقال الشاب: ِ(كنت في يد بعض ملوك الروم مع جماعة من الأسارى، فبينما نحن نجيء من العمل بعد المغرب انفتح القيد من رجلي، فوقع على الأرض).
ووصف للشيخ اليوم والساعة، فوافق الوقت الذي جاءت فيه أمه للشيخ ودعاؤهما له.
(فنهض الذي كان يحفظني فصاح علي وقال: كسرت القيد فقلت: لا، إنه سقط). قال: (فتحير وأخبر صاحبه، فأحضر الحداد وقيدوني، فما مشيت إلا خطوات حتى سقط القيد، فتحيروا ودعوا رهبانهم، فقالوا لي: لك والدة؟ قلت: نعم. قالوا: قد وافق دعاؤها الإجابة، أطلقك أن فلا تقيدك، وزودوني واصطحبوني إلى ناحية المسلمين).

إجابة دعوة الوالدين على الولد
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدين على ولدهما).
وعنه أيضاً، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (كان جريج راهباً في صومعة، وكان راعي بقر يأوي إلى أسفل صومعته، وكانت امرأة من أهل القرية تختلف إلى الراعي، فأتت أم جريج يوماً، فقالت: يا جريج - وهو يصلي - فقال في نفسه: يا رب أمي وصلاتي فرأى أن يؤثر صلاته، ثم صرخت الثانية والثالثة فلم يجبها، فقالت: لا أماتك الله حتى تنظر في وجوه المومسات، ثم انصرفت.
فولدت تلك المرأة، فقالوا: ممن؟ قالت: من جريج. فضربوا صومعته فهدموها وجعلوا قيده إلى عنقه، ثم مروا به على المومسات، فتبسم وهن ينظرن إليه.
فقال للملك: ما تزعم هذه؟ قال: تزعم أن ابنها هذا منك.
فأقبل على الصغير، وقال: من أبوك؟ قال: راعي البقر. فقال الملك: نجعل لك صومعة من ذهب؟ قال: لا، ردوها كما كانت قال: فما الذي تبسمت منه؟ قال: أدركتني دعوة أمي، ثم أخبره الخبر).

من تبرأ من والديه أو ولده
عن أنس الجهني عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (أن لله تعالى عباداً لا يكلمهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم. قيل: من أولئك يا رسول الله؟ قال: متبرئ من والديه، راغب عنهما، ومتبرئ من ولده، ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم، وتبرأ منهم).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (أيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه، احتجب الله منه، وفضحه على رؤوس الأولين والآخرين).

إثم من دعي لغير أبيه
عن إبراهيم التميمي، عن أبيه، قال: خطبنا علي رضي الله عنه، فقال: من زعم أن عندنا شيء نقرؤه إلا كتاب الله وهذه الصحيفة - صحيفة فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات - فقد كذب قال: وفيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ادعى لغير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً).
وعن ابن عثمان الهندي، قال: سمعت سعداً يقول: سمعت أذناي، ووعى قلبي من محمد صلى الله عليه وسلم، يقول: (من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام).
قال: فلقيت أبا بكر فحدثته، فقال: وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن أبي زرعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر).

إثم من تسبب في شتم الأبوين
عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه). قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: (يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه ويسب أمه).
وعنه أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم، قال: (أن أكبر الكبائى أن يسب الرجل والديه. قيل: وكيف يسب الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه ويسب أمه).