شارع...و أشياء تحرق الأسرار
04-08-2009, 08:16 AM
شارع...و أشياء تحرق الأسرار
المشهد 08
داخلي/ ليل/ مغارة .. بجوار الانفاق
الوقت منتصف الليل
مفترق ممرات المغارة
الأضواء خافتة الا من ضوء قمر يخبئ وجهه استحياء..
الأمور تجري بحكم العادة و التكرار و المصير يجهله الكل..
الأرض مبللة.. احذر.. منعرج متبوع بحفر..
إفلاس مهين في جدران المغارة الصامتة كالمقابر..
تأتي الانباء من غير محلها
الصوت
* يا خي حالة وصلنا ليها*
يقول الذئب انا خال الأسد
ما هي * مواطن النسب بينهما؟
هل كانت أم الذئب في يوم ما.. أخت الأسد ؟
شيء يذهل أشيائي
و يحرك التراب بين اصابع قدميك
لقطة
* منذ قليل قطع الطريق المؤدي الى المغارة *غزالة*
وجهها مملوء بالحزن
تنظر يمينا و شمالا
لأنها اعتادت على هذه التنازلات النفسية
*شوارع المغارة..يسيرفيها الحياء
مطأطئ دهشته
و يفيض حزنا و تعاسة
فيتوقف غير بعيد عن نظرات تعاتبه
و أنوثة دافقة تراوده عن النفوس..
الحياء
كل الأشياء البهية تغازلني
و الإغراء
و نفسي المتعبة
و ظروفي تعجز عن مواجهتها كشيء يشبه اللعن و السب و الشتم...
و الأنسب لحالتي هو أن ابقي على وضعيتي
حتى يقول الأسد على الذئب
بالذي يكفي...
الذئب
العينان تترقبان
و لن أتخلى على هذا المكسب
حتى و ان انكر الأسد انه لا يعترف بأمي ...كأخته * الحقانية*
الحياء
لم تعد تسمح لي رجولتي بمواصلة الصمت
سأقبل بكل الاشياء التي توصلني لتحقيق هزيمتك..
فقط اطالب
الا ..تغضبوا على نقطة استفهماتي
لأن البحث عن معدن الحديد
علامة استفهام كبرى
في نفسية الثائر..
* الصوت
* يعلو زئير الأسد
حتى ترتعد فريسة الذئب
و تنتعش روح الحياء
و تندهش الغزالة
التي اقتربت من مصدر الصوت على غير العادة.
الأسد
اسمع..يا ابن اختي بالادعاء
سمعتك تقول..
انك لا تخشى الموت على صدرها
* الذئب يرقب الكلام و الحركة و الإحساس...
اعلم يا ابن اختي...كما تدعي
و هذا ليس اعترافا بك و لا بأمك..* الخداعة
ان من لا يخشى الموت على صدرها
ليس بمقدوره حراسة قلبها
وحدها تعرف كل شيء
تثور بأنوثتها و تتحدى
و تختصر عمرك في مسافات وجهك
لقطة

* تتقدم الغزالة منهما.. و دون ان تطلب الكلمة
ماذا تقول عن الأنثى..
معطلة
مؤجلة
سأعود و أحكمكم..و أسكن ألمكم و أوجاعي.
أنا الأمنية
و القدر الذي يبحث على الطريق
و لكن: من انتم
حتى اقتبس منكم سهاد ألمي؟
كلامكم عنيف
و اراكم تبحثون عن اشياء اضاعها الماضي
أضعتم الزرقة
و الماء
و زرعتم الفرقة
و الإغماء
و كسرتم الدقة
من الاشياء
و بلعتم الرقة
مكاء
الأسد
تمنيت.. لو كنت جرحا في كبدي يسيل منه ذرات وجودي.. يا أنت.
سأهرب من حضن المغارة
لأحتضنك
و أقهر جبروتا
و اغرس وردا على وجه الماء بالود..و سأحرق مقاس حسادي
بيدي
لقطة
غبار كبير يعلو باب المغارة
يحمل هواها
كليل اسود أزلي
و تبقى الوحشية بين زوايا كل المغارات
تمزق الأسوار
و تخرج من نار
أشياء تحرق الأسرار
و يبقى الذئب خال الأسد إلى مشهد آخر
* فجأة ينقطع التيار
و يتوقف جهازي
و يجبرني على الإقلاع.. عند هذه...
محمد داود



















.jpg)

