حماس سرطان في جسم الامة العربية
04-09-2009, 10:09 PM
لايختلف اثنان في العالم الاسلامي حين سماعهم جملة سرطان في جسم الامة الاسلامية ان المقصود هو العدو الاسرائيلي و هو تعبير مجازي على ان دولة اسرائيل ما هي الا كيان دخيل على // الامة الاسلامية// ، و هو تعبير ركيك لوضعية مزيرة تعيشها ما يسمى الامة الاسلامية و خصوصا تعيشه ما يعرفة اصطلاحا // الامة العربية// التي ارى ان لا وجود لها بالمطلق على ارض الواقع .
ان السرطان كما هو معروف هو تكاثر غير طبيعي لخلايا من الجسم فتهاجم الخلايا الاخرى في الجسم و لها قدرة كبيرة على الانتشار يعجر الجسم عن التصدى له ، فتشكل ورم يعيق عمل الاجهزة في الجسم ، و الشاهد ان السرطان هو منتج داخلي و ليس خارجي فتشبيه اسرائيل حليف العرب الكبير بالسرطان تشبيه يجانب الصواب اللهم الا اذا كان المقصود ان اسرائيل كانت في جسم الامة في الماضي البعيد.
و عليه فانه من المنطقي ان يكون المرض يأتي من داخل جسم ( الامة العربية) و هو بالفعل ما يحدث في غزة ، فالسواد الاعظم من البلدان( العربية)* في اجماع قل نظيره ترى ان الداء يتمثل في دولة غزة المستقلة و ليس في الصهاينة ، و الحقيقة ان تسمية الصهاينة تسمية فيها نوع من المعادة لابناء العمومة من اليهود ، فهي تسمية جارحة لا يستخدمها المطبعون و دول الاعتدال المتمثلة في الدولة الرعاية للسلفية الجدد و مصر السباقة للتطبيع بعشرات السنوات ، و الاردن البلد المجهري المحتمي بالمضلة الصهيونية ، لقد اجمعوا امرهم و جاءوا صفا مطبعين غير مترددين ، ان جل الدول( العربية )* طبعت مع اسرائيل سرا و علانية ، فمن الدول من لا يجد في رفرفة العلم الاسرائلي في بلاده بأس يأخذ عليه ولي الامر ، و منهم من يطبق سياسة المرأة العاهرة تتمنع و هي في الباطن تلتهب رغبة في اللقاء .
و يقابل هذا الاجماع على الارتماء في احضان اسرائيل اجماع مساو له في الشدة معاكس له في الاتجاه ، حيث نجد ان اغلب الدول ( العربية )* ان لم نقل كلها تعادي غزة و تعمل جاهدة الا تنجح تجربة اول تحرر في التاريخ العربي الحديث وسيلتها الرشاش و غايتها تحرير الارض و صون العرض جوهرها كتاب الله وقودها الشهادة في سبيل الله .
ترى اغلب الدولة (العربية) * او بالاحرى الانظمة العربية ان تجربة حماس تعد خطرا داهما على استمرارها في الوجود و هي احد اسباب زوالها ، فغزة كانت تحت الاحتلال و ولدت من رحم ازمة و تأمر و خذلان و مقاطعة قاسية من تلك الانظمة و رغم ذلك استطاعت ان تقف شامخة و تضرب اروع مثال لتلاحم القيادة و الامة تحت دستور سماوي و هو اقصى ما تتمناه الحركات التي تتبع خط الاسلام السياسي ، و لنقل ان نجاح قيام خلافة حماس على خطوط التماس مع الصهيونية امر لا يمكن السكوت عليه ، بالنسبة لانظمة وصلت للسلطة على ظهور الدبابات و تعمر كالدينصورات و تحميها البارجات ، فالتجربة الناجحة تعد جواب شافي و كافي لكل المشككين في ان قيام دولة عن طريق الجهاد في سبيل الله تتخذ من القران دستور لها امر ممكن الحدوث رغم الوضع الدولي المعادي لكل ما هو اسلامي ، فالعالم اليوم موحد في شيء وحيد ليس الا و هو محاربة الارهاب اي محاربة الاسلام و كل العالم حريص ايم حرص على الدفاع على اسرائيل ، فمن غير المعقول ان ينجح اي شيء اسلامي و منبوذ عربيا و معاد لاسرائيل ، فغزة تعتبر معجزة بهت لها الحكام و عجزت عن وقف انتشارها ، و لهل ترددات هزة حماس يجعل ركائز عروشهم تهتز كيف لا و قد شاهدوا بتقارير مخابراتهم و نشرات قنواتهم ان كل امصار الامة تفرح لصمود حماس و تدعوا لجنودها بالثبات و النصر و تحزن لاستشهاد ابطالها .
فلا غرابة ان تقوم الدول العربية اللغة العبرية الانتماء بالاعتراف بمحمود عباس على رأس ما يسمى السلطة رغم انتهاء عهدته في مشهد درامي لا يحدث الا في المنطقة العربية فأزرته و امدته بوسائل القمع و ترهيب الشرفاء من حركة حماس رغم علمها ان محمود عباس و اجهزته لا يقوم بخطوة الا بعد ان يستشير الموصاد ووزارة الدفاع الاسرائلية ، و هو ما يؤكد تعاون الانظمة العربية مع الكيان الصهيوني من اجل اجتثاث حماس من على الخريطة .
و ما لا يمكن فهمه من انظمة العملاء هو كيف يمكن القبول بقطاع غزة تحت الاستعمار الصهيوني لعقود من الزمن و رفض ادارت ابناء الشعب الفلسطني لشؤونهم بانفسهم من خلال منتخبيهم من ابناء حركة حماس انه و رب الكعبة سبب كافي لوصف هذه الانظمة بكل النعوت و الاوصاف اصغرها العمالة و الخيانة .
و جن جنون العملاء من دول الاعتدال بسبب عناصر ثلاث تتوفر في حماس اولها العمل المخبراتي الجيد و الرفيع لحركة حماس و التي استبقت خطة عباس ديتون و الموساد في اقتلاع حماس من غزة فقامت حماس بعمل استباقي بفضل منظومة مخابرتية جد فعالة فقامت بتناولهم في الغذاء قبل ان يتناولوها في العشاء ، و الثانية الالتفاف الشعبي حول القيادة ، لان قيادة حماس هي جزء لا يتجزء من الشعب الفلسطني تعاني ما يعانون فنجد من القادة من استشهد له اكثر من ابن و من القادة من استشهد تحت القصف و هو ما تفتقده قيادات السلطة سلطة الكازينوهات و الليالي الحمراء ، و الثالثة المشروع الاسلامي
الذي يحاربه الغرب و الاسرائليون و الانظمة العربية العميلة ، نقاط ثلاث انفردت بها حماس عن غيرها ، فاصبحت حالة شاذة في جسم امة العملاء كالسرطان تماما و خافت انظمة العمالة من انتشاره في جميع جسمها فهي عملت و ما زالت تعمل و سوف لن تدخر جهد لاستأصال هذا الورم على المنطقة العربية الجغرفية العبرية الولاء التي توحدت في صفتي العمالة و الخيانة .
----------------------------------------
* الدول العربية : مصطلح لا وجود له في الواقع يراد به مجموعة القبائل و الدينصورات التي لم تنقرض بعد و تحكم بالقوة في منطقة محصورة من المحيط الى الخليج. حسب ما جاء في كتاب الاغاني للاصفهاني.









